أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسين محمود التلاوي - من أورويل إلى أبو زيد... حرب تبوير العقول...














المزيد.....


من أورويل إلى أبو زيد... حرب تبوير العقول...


حسين محمود التلاوي
(Hussein Mahmoud Talawy)


الحوار المتمدن-العدد: 4629 - 2014 / 11 / 10 - 16:28
المحور: حقوق الانسان
    




بالأمس اعتقلت قوات الأمن المصري طالبًا جامعيًا بتهمة حيازة مجموعة من المطبوعات ومن بينها رواية "1984" للكاتب البريطاني "جورج أورويل" والتي يهاجم مؤلفها الأنظمة الاستبدادية الشمولية التي تمارس عمليات غسل الدماغ للمواطنين من أجل ترسيخ الاستبداد، وتتصدى بكل قسوة لكل محاولات المعارضة والخروج عن القطيع؛ أي تمامًا كما تقوم السلطات المصرية.
جاء الاعتقال كحدث يسير في السياق نفسه مع الاتجاه العام الذي تسير فيه مجمل الأحداث والفعاليات السياسية في المشهد المصري الراهن، وهو تكريس الاستبداد في صورته التي ترتدي البزة العسكرية. ولكن هذا الواقع ليس بغريب عن الساحة المصرية التي اتسمت دومًا بسحق أية محاولة للمعارضة ولو الفكرية، وهو ما يوضح درجة الحذر والحيطة لدى العقل الاستبدادي المصري الذي يلجأ إلى محاصرة الأفكار قبل أن "تتدهور" الأمور وتصل إلى مستوى التطبيق وتنفلت الأمور، ثم... يذهب الديكتاتور.
إنه العقل الاستبدادي المصري بكل عبقريته...!
ولكن وللإنصاف الشديد، يتعين علينا أن نذكر أن العقل المصري المستبد يمكن أن يتواجد في أي مكان، طالما توافرت له سلطة التحكم. ولكي لا يكون الحديث مطلقا بدون براهين علينا أن نرجع إلى بعض المواقف التي شهدتها الساحتين السياسية والفكرية في مصر خلال الثمانينات والتسعينات، لكي نصل إلى حقيقة مفادها أننا كلنا مستبدون.. فقط إذا أتيحت لنا الفرصة...!

الفقي ولويس... وقطب وظلاله
يذكر لنا التاريخ الفكري المصري أنه في الثمانينات من القرن العشرين قام الراحل الشيخ عبد المهيمن الفقي وهو من علماء الأزهر الشريف برفض كتاب "مقدمة في فقه اللغة العربية" للمفكر الراحل لويس عوض، بدعوى أنه يتعارض مع المعلوم بالضرورة من جذور اللغة العربية، وبالتالي صودر الكتاب.
كما أن المرء لا يمكن أن ينسى مسألة الحسبة، والتي كانت نشطة في الثمانينات والتسعينات من القرن السابق بصورة غير مسبوقة في التاريخ المصري حسبما أعلم؛ فقد أدت هذه الحسبة إلى الحكم بكفر الأستاذ الجامعي نصر حامد أبو زيد ومصادره كتبه والتفريق بينه وبين زوجته السيدة ابتهال يونس، الأمر الذي دفعه إلى مغادرة البلاد لوجود تهديد حقيقي لحياته باعتباره "مرتدًا" و"كافرًا".
كذلك يشهد التاريخ أن كتاب "في ظلال القرآن" وضعه مؤلفه المفكر الراحل الدكتور سيد قطب أثناء وجوده في السجون الناصرية، وهي الفترة التي شهدت دخوله السجن وخروجه منه، ثم انتهت بإعدامه باعتباره خطرًا على أمن الدولة والاستقرار العام في البلاد. وقد سُرِّبت فقرات الطبعة الأولى الكتاب من داخل السجن أثناء الحبس الانفرادي لكي ينشر، ويصبح فيما بعد واحدًا من أشهر التفاسير للقرآن الكريم.

كل التيارات السياسية المصرية إذن مارست فعل الاستبداد... التيار الديني بكل أطيافه والتيار الليبرالي بكل أطيافه والعسكر كما هو واضح من الماضي والحاضر. وهنا يبرز السؤال: لماذا؟!
الإجابة: حرب تبوير العقول.
كل تيار سياسي يحاول أن يضرب خصومه السياسيين في مقتل من خلال توجيه ضربات فكرية تحول دون وصول أفكار هذا التيار أو ذاك إلى مستوى أوسع من المستوى القائم أو انتقال هذه الأفكار إلى الأجيال القادمة. إنها محاولة لتجفيف المنابع منعا لري أرض تطرح ثمار هذا التيار أو ذاك؛ أي أنها حرب تبوير للعقول. فإذا ما صارت العقول بورًا، بات من السهل اجتذابها بغرض استصلاحها وفقًا لأفكار التيار الذي ينجح في ضرب خصومه والاستيلاء على عقول أنصاره.

لقد نجحت هذه الحرب بامتياز في تبوير عقول قطاعات كبيرة من المصريين، ولكن للأسف الشديد، ظلت العقول بورًا وعرضة لمن يأتي ويملؤها بأية أفكار يحملها. وعندما يصاب بالضعف، يأتي آخر يضربه في مقتل، ويستولي على عقول المصريين فيقوم بتبويرها ثم استصلاحها وفقًا لأهوائه. تماما كما يحصل في الأرض الزراعية، أدى التبوير والاستصلاح المتكرر إلى... ضعف التربة الذهنية المصرية.
على المصريين أن ينتبهوا... مارس الليبرالي لعبة الإقصاء في الأربعينات والستينات، فمورست ضده في الثمانينات والتسعينات؛ فعاد يمارسها الآن...
إنها لعبة السياسة بين التيارين الإسلامي والليبرالي... يلعب الإسلاميون دومًا دور المعارضة — عدا فترة تولي حكم الرئيس المعزول الدكتور محمد مرسي — بينما يلعب الليبراليون دور الحاكم، وفي هذه اللعبة السياسية تمارس كافة الأطراف الأساسية والفرعية — مثل القوميين والشيوعيين — حرب التبوير الفكري... تمهيدا للاستصلاح.
هل يفيق المصريون؟!
سؤال محوري لا إجابة له، وإن كان الموقف الشخصي هو أتمنى... ولكنني لا أتوقع... في القريب على الأقل...!



#حسين_محمود_التلاوي (هاشتاغ)       Hussein_Mahmoud_Talawy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى أين قادتني القطة؟؟!! (3)
- إلى أين قادتني القطة؟؟!! (2)
- إلى أين قادتني القطة؟؟!! (1)
- ليرحل الطاغية... حملة -تطهير- لإسقاط الفساد من حكم مصر...
- شيكاجو الأسواني... -أنا فقط-...
- تنظيم الدولة الإسلامية... ملاحظات فقط
- لصوص
- التعايش في المنطقة العربية... المستحيل بعينه...!
- من يوميات إنسان...
- يوم القبض... مسرحية من مشهد واحد
- قمقم...!!
- الأحواز... ما الأحواز؟؟!! (5)
- الأحواز... ما الأحواز؟؟!! (4)
- الأحواز... ما الأحواز؟؟!! (3)
- الأحواز... ما الأحواز؟؟!! (2)
- الأحواز... ما الأحواز؟؟!! (1)
- 30 يونيو... كنت هناك... وهناك أيضًا...
- هكذا قال لي أبي...
- فلينزع الحجاب... هل حقا الحجاب مرارة؟!
- -وَدِّينِي لماما-


المزيد.....




- تصويت تاريخي: 172 دولة تدعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت ...
- أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر ...
- السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
- الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم ...
- المغرب وتونس والجزائر تصوت على وقف تنفيذ عقوبة الإعدام وليبي ...
- عراقجي يبحث مع ممثل امين عام الامم المتحدة محمد الحسان اوضاع ...
- مفوضية اللاجئين: من المتوقع عودة مليون سوري إلى بلادهم في ال ...
- مندوب ايران بالامم المتحدة: مستقبل سوريا يقرره الشعب السوري ...
- مندوب ايران بالامم المتحدة: نطالب بانهاء الاحتلال للاراضي ال ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسين محمود التلاوي - من أورويل إلى أبو زيد... حرب تبوير العقول...