ألغني والفقير ..

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

الحوار المتمدن-العدد: 4628 - 2014 / 11 / 9 - 14:10
المحور: المجتمع المدني
    

ألغني والفقير ..
" قال رئيس الأوروغواي، خوسي موخيكا، إن تلقى عرضا بمليون دولار مقابل سيارته فولسفاكن “خنفساء” الصغيرة. وكشف موخيكا، الذي يوصف بأنه أفقر رئيس في العالم، بسبب طريقة عيشه البسيطة، أنه تلقى العرض من شيخ عربي. وأضاف في حوار مع مجلة بوسكويدا أنه لو قبل العرض وباع سيارته لبذل مبلغ البيع في مساعدة الفقراء. ويعيش موخيكا في مزرعة مهترئة، ويتنازل عن أغلب راتبه الشهري .
وقدرت ثروته الشخصية في عام 2010، بنحو 1800 دولار، وهي قيمة سيارته “الخنفساء” الزرقاء عام 1987."
أُحسُ وأنا أكتبُ بالخجل الشديد أمام هذا الرئيس ، فأنا صاحب السبع صنايع والبخت الضايع ، تُقدر ثروتي الشخصية بأكثر من 1800 دولارا أمريكيا ، لكن ليس بكثير ومع ذلك ، شيء أفضل من لاشيء !!
وبما أننا من خير أُمة أُخرجت للناس ، فلا بُد ولكي تبرز على العلن خصال التواضع ، التقشف ، مُساعدة الفقراء وغيرها الكثير من الصفات التي نُحب نحن أبناء خير أمة التغني بها وخصوصا عن سلفنا الصالح،وخاصة الخلفاء والأمراء والولاة ، والتي يمتاز بها الرئيس الاورغوائي في عصرنا الراهن ، لا بُد ولكي تبرز وتفقأ عين من لا يُصلي على النبي ، أن يُساهم في إبرازها شيخ عربي من الفعّالين للخير في حلهم وترحالهم ، لذا قرر هذا العربي الثري الصالح أن يشتري "خنفساء "الرئيس ، وذلك بهدف تمكين الرئيس من تعميق وتعزيز أفعاله الخيرية ، عن طريق تخصيص ثمن السيارة لصالح مشاريع للفقراء ..!!
وكم تحسرتُ على هذا الرئيس ، الذي كانت فترة رئاسته فترة تكليف لا تشريف .. فقد تبرع بغالبية معاشه الشهري ، وفتح ابواب القصر الرئاسي أمام المشردين ليناموا ليلة هانئة .
كم تحسرتُ عليه وهو يقود سيارته الخنفساء من والى مقر عمله دون حراسة وموتوسيكلات تزأر ...!! وثلة من حرس الشرف التي تصرخ ..
الم يكن بإستطاعته أن يستحوذ على بضعة ملايين ؟؟!! لا ليس كالقذافي وصدام ، بن علي ومبارك ... ولا كمشايخ الخليج وأمراء النفط .. عدة ملايين فقط لأيام الشدائد ..!!
لكن من الفقير حقا ؟؟ من لا تُشبعه الملايين ويبقى حياته خائفا من الفقر ؟؟ أم الذي لا تُغريه الملايين إلا إذا أُستُثمرت لصالح الفقراء ..؟؟

#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات