أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد احمد الغريب عبدربه - مقال عن جينالوجيا الاخلاق لدي نيتشة














المزيد.....

مقال عن جينالوجيا الاخلاق لدي نيتشة


محمد احمد الغريب عبدربه

الحوار المتمدن-العدد: 4627 - 2014 / 11 / 8 - 13:54
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يستهل نيتشة كتابه جينالوجيا الاخلاق، بفضح تاريخ القيم التي اعتاد العقل البشري علي تصورها كام هي وتبيان زيفها، فيتطرق إلي قيمة "الحسن" و "الصالح"، التي تعني الثناء والاحساس بالرضا والفضيلة والاعلي اخلاقاً، فيهدم نيشتة هذه القيمة مبينا أن فعل النسيان هو امر حتمي للانسان وللبشرية، وأن التقلب والتغيير صفة اساسية في الافعال والاشياء، مما يبطل فكرة ثبات قيمة "الصالح" وبأنها تعبر عن حقيقة ما تجاه حاملها، و أنها تفسر نفسها بنفسها وتعني ذاتها كما هي، وما تحمله هو جزء من الحقيقة تتعلق تفسيرها المعتاد التاريخي للبشر واثره نفسياً، اي يقصد نيتشة ان هناك تأثير نفسي لهذه القيمة لاعتياد البشر علي فهمها وتخيلها قيمة كما هي في اي فعل يظهر يستحق الثناء والتقدير ...
ويلتفت نيتشة ان النبلاء واصحاب السلطة والسادة هما من يستطيعون فك لغز هذه القيمة، لانهم هما اللذين يصنعوها عن طريق التحكم في اللغة والخطابات والاسلوب الكلامي، ويحددون هذا التناقض الكامن في هذه القيمة، أي من يملك أرادة القوة في العلاقات هو من يحدد هذه القيمة بشكل خفي، وهي تتغير دائما وفقا توازنات القوة ليحدث انقلاباً بها للطرف الاخر وهكذا..
وينتقل نيتشة الي الحفر التاريخي للقيم الدينية والاولوهية، مبينا ان المخيال الانساني لديه كثير من الافكار والقيم التي يتوارثها عبر الاجيال البشرية، وهذه القيم ما تصنع الشعور بالذنب والعقاب، وهو ما يجعل الانسان صاحب انواع كثيرة من الكبت النفسي والفكري، وهو بذلك يحاصر نفسه ويزيد الخناق حول ارادته. وذلك ما يحصل تفصيليا في فكرة الله والدين، حيث يقفد الانسان جزء من ارادته من اجل ارادة الله، وذلك يمثل تحدي للانسان ليكبت ما فقده من ارادته في شكل خوف وشعور بالذنب.
وينتبه العقل النتيشوي الجينالوجي الي فكرة المثل الزهدي، وهي الارادة او الذات عندما تنفصل عن الواقع، وتكون متعالية عن اي شئ، وتري ان كل الاشياء مزيفة، وان الصمت المطبق والتأمل دون اي شئ واقع هو الاساس وذو اهمية، وهذا الامر يعني الاقتراب الي الحقيقة بأفضل الطرق، وتحمل الم البعد عن الواقع شئ صحي ومفيد. ويعطي نيتشة للفيلسوف اهمية المثل الزهدي ويقارنه مع صنوف التفكير الاخري من خطيب او مفكر، ليصبحوا الاقل مرتبة، والاكثر بعدا عن المثل الزهدي.
وينقلنا نيتشة الي انقلاب القيم والاخلاق من عصر الي عصر اخر، فمثلا الشفقة والمحبة والكبرياء كانوا في عصر قديم مفضلين وينتزعون المكانة ليصبحوا اكثر رواجا، وكانت هناك قيم في هذا العصر لا يتم تفضيلها، ولكن بعد مرور مئات السنوات، تنعكس الامور، وتصبح الشفقة والمحبة ليس لها مكانة، وهذا أن دل يدل علي عنف الانسان تجاه كل شئ، تجاه كل نفسه بالاخص، وتجاه الله وتجاه القيم وتجاه الطبيعة
ولا يفاضل نيتشة بين من يحمل المثل الزهدي بأحد درجاته، ليصبح الحياة ضد الحياة سنده، وبين من لا يحمله، ويكون قوياً مندمجا في الحياة، ولكنه يبين أن مثل ذلك يحمل حقدا لكل شئ، فهو استاذ الحقد والكراهية، فمن يتبرأ من الحياة ويصبح زاهداً مهلهلاً ويحمل فنطاس الحياة ضد الحياة، يصبح استاذا في الحقد والكراهية. وايضا يقول نيتشة أن المرضي وغير الاصحاء والضعفاء لديهم من الحقد ما يكفي لاضعافء الاقوياء والاصحاء اللذين وجودهم ضرورة وحق علي الحياة، فهم اللذين دعمون المستقبل وتقدم ورخو الحياة والبشرية.
ويوصف الالم بأنه يحتاج الي افراغ الغضب، حتي تتم التهدئة وتستقر النفس، فالالم النفسي، يأتي نتيجة تراكمات كثيرة، ولا يمكن فهمه، فالانسان في هذا التوقيت يهرب من ذاته كثيرا، ويسعي لافزاع الاخرين حتي يخفف هذا الالم.
ثم يأتي نيتشة ويهدم كل ما هو اخلاقي، والذي يتصف بقيمة الطيبة والبراءة، فهو كاذب مزيف، فليس هناك اخلاقيه صرفة بالقيم، انه ضعف وتزييف لكل شئ، وعدم القدرة علي امتلاك وجهة نظر اخري تجاه الامور . ثم يشدد نيتشة نقده اللاذع للكهنوت، والسلوك المسيحي، مبينا انه ساعد في اضعاف البشر والتأكيد لديهم شعور الذنب، مما ولد سيطرة تامة علي البشر، وتحركيهم بأردة المسيحية.



#محمد_احمد_الغريب_عبدربه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سؤال التنوير
- اصداء في وعي المرأة
- ما وراء الشر والخير مع نيتشة
- عولمة الأفكار
- ملاحظات علي العلاقة مع الأخر
- العولمة ومنهج المكونات التاريخية للظاهرة الإنسانية
- عولمة الثورات الشعبية في العالم العربي
- الجسد في ثورة 30 يونيو وتقنيات السلطة في توظيفه
- فلسفة الشفافية في كتاب هكذا تكلم زرادشت
- السلطة والخوف
- الخطاب التوافقي لحزب النهضة التونسية.. بين الواقع والمآمول
- تاريخ الشفقة لدي نيتشة والثورات العربية


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد احمد الغريب عبدربه - مقال عن جينالوجيا الاخلاق لدي نيتشة