|
ملاحظات أوليّة حول أزمة إعداد الموازنة العامة في العراق ( 2014 - 2015 )
عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 4627 - 2014 / 11 / 8 - 01:12
المحور:
الادارة و الاقتصاد
ملاحظات أوليّة حول أزمة إعداد الموازنة العامة في العراق ( 2014 - 2015 )
مع انخفاض فعلي في الصادرات النفطية ( عن المخطّط في موازنة 2014 ) يصل إلى مليون برميل يومياً . ومع سعر تصدير يقل بـ تسعة دولارات عن سعر خام برنت ( الذي يبلغ الآن 85 دولار للبرميل ) . ولكي نقلّل من حجم الضرر الذي تسبّب به من قدّم البيانات التي تم على اساسها اعداد تقديرات موازنة العام 2014 على اساس ايرادات نفطية تعادل ما قيمته 3.4 مليون برميل يومياً بسعر 90 دولار للبرميل ( مقابل معدل تصدير فعلي مقداره 2.4 مليون برميل ، بسعر تصدير يصل إلى 76 دولار للبرميل ) . مع موازنة عامة ، هي ليست السبب في أزمتنا الحالية ، بل هي نتيجة منطقية للفوضى المتحكمة في كل شيء بهذا البلد .. من الأقتصاد ، الى السياسة ، الى المجتمع ، إلى نظام القيم السائد . مع كل هذا .. فأن هذا الوضع يمنحنا فرصة نادرة لأصلاح هذا الخراب . ويمنحنا قبل كل شيء فرصة نادرة لخفض النفقات غير الضرورية في الموازنة التشغيلية . - خفض النفقات الهائلة لـتمويل الأنشطة المرتبطة بـ " تغطية عقد النقص المزمنة " في سلوكيات الكثير من المسؤولين في هذا البلد . - خفض النفقات الخرافية التي تتصاعد وتيرتها عاما بعد عام ، على جيوش الموظفين ، ومواكب السيارات ، وفيالق الحراس ، والخدم والحشم والحاشية ، والكرفانات و مولدات الكهرباء الضخمة الشاخصة عند ابواب البيوت ، والأيفادات والسفرات ، والمخصصات والحوافز ، وبدلات الأيجار للقصور المنيفة ، وحفلات الضيافة الباذخة ، والنثريات ، والمكرمات ، و " تحسين " الحال على حساب حال الأغلبية الرث .. و الكثير والكثير من الأشياء التي لا يمكن ان تصدّق في هذا الزمن العراقي العجيب . - إيقاف الصرف على المشاريع " المظهرية " ، في الموازنة الأستثمارية ، وعدم السماح بادراج مشاريع جديدة ، ليست هناك أي جدوى اقتصادية - أجتماعية - تنموية من الأنفاق عليها ، والعمل بمبدأ الكلفة - العائد ، عند أعدادها ، و مناقشتها ، وأقرارها . - الوقوف بحزم ، وبكل الوسائل المشروعة ، ضد كل محاولات تبديد المال العام ، والتصرف بممتلكات الدولة بعدّها " غنيمة " سياسية ، وليست موارد اقتصادية سياديّة . والعمل على استعادة جميع ما تم بيعه وتخصيصه ، والتصرف به على اسس غير سليمة ، منذ عام 2003 ، وحتّى الآن . وللمختصين والخبراء في الشأن الأقتصاديّ أقول : - هذه فرصتكم لأن تقفوا ضد بناء اي موازنة بـ " عجز " .. حتّى وان كان هذا العجز مُخطّطاً " .. وليس " فعلياً " . - فرصتكم في ان لا تسمحوا ابداً بتغطية هذا العجز ، بالأقتراض من مصادر خارجية . - فرصتكم في الضغط من أجل انشاء " صندوق سياديّ " ، يودعُ فيه فائض الموازنة ( عند ارتفاع سعر النفط الفعلي عن سقف السعر " المتحفّظ " في الموازنة ، والذي لايجب أن يزيد عن 60-70 دولار للبرميل في افضل الأحوال ) . - فرصتكم للتأسيس لآليات لـ " التحوّط " ، تستخدم موارد هذا الصندوق السيادي لتمويل مشاريع الموازنة الأستثمارية ، و عدم التلكؤ في تنفيذها ، عند شح السيولة،وتراجع الأيرادات . - فرصتكم في استعادة هيبة المؤسسات النقدية والمالية ، والتاكيد على الأدوار المحددة بدقة للبنك المركزي ووزارة المالية . فالتنسيق بين المؤسستين لا يعني ابداً ان يتحدث وزير المالية عن عزمه اتخاذ اجراءات تقع في صميم اختصاصات البنك المركزي ( على سبيل المثال لا الحصر ) . - فرصتكم لحث السياسيين على صياغة مشروع محدد وواضح المعالم لمشروع الدولة ، وتوصيف واضح لدورها ووظيفتها ، وشكل نظامها الأقتصادي . - فرصتكم لتفعيل ( وبناء ) الحساب الرئيس للخزانة في البنك المركزي ، بكل ما يتطلبه هذا الأمر من رصانة ، ومهنيّة ، وموضوعية . - فرصتكم للمطالبة بـ " موازنة نقدية " .. لأنّهُ لا يوجد بلدٌ في العالم لا توجد فيه موازنة نقدية .. كما لا يوجد بلد في العالم يُقّر برلمانه قانون موازنته العامة لعام معين ، دون ان ترفق مع مسودة هذا القانون الحسابات الختامية لموازنة العام السابق . وللناس البسطاء ، وغير المختصين أقول : لا تدعوا السياسيين يتاجرون بمعاناتكم . أن أسوأ ما يحصل لكم الآن ، هو نتيجة العبث بآليات التوظيف ، و أنظمة الأجور والرواتب ، و الدعم والحماية ، ورواتب الأعانة ، والبطاقة التموينية ، المخصصة لكم . أن هذه الأبواب تشكَل عبئاً هائلا على الموازنة العامة ، بينما لا يصل اليكم من مخصصاتها الفعلية إلاّ النزر اليسير .. ولا تحصلون من " قوّتها الشرائية " إلاّ على النزر اليسير من الرفاه . إنّ التضخم غير المنضبط ، والأسواق " المنفلتة " ، و " الدولة الفاشلة " .. تأكل كثيراً من حجم الرفاه " المُفتَرض " لرواتبكم وأجوركم .. التي تأكل بدورها 52% من الموازنة العامة للدولة . طالبوا " دولتكم " بأن تكاشفكم بالحقيقة ، وان تكون صريحة في عرض حلولها الحقيقية للمحن القائمة ، وقولوا لها ان مستقبل هذا البلد ، هو أهم من " الفُتات " القصير الأجل ، الذي تحاول عرضهُ وتقديمهُ على موائدكم الآن ، وهو مغموسٌ بالدمِ والعَرَقِ ، والخرابِ الطويل الأجل .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عندما تذهب لتنام .. وأنت تبتسم
-
الرايخ الرابع
-
الصمت .. الآن
-
في الوقت المناسب
-
في الوقت غير المناسب
-
في هذا العالم الأبيض
-
هزائم شخصية
-
أمّي
-
أنا الذي .. يشتاقُ إليك
-
عندما تكتبُ .. ولا تكتُب
-
تراجع أسعار النفط : بين تأثير العوامل الجيوسياسية ، و مفعول
...
-
عودة الطائر إلى العش
-
إيمانويل كانت
-
كلماتٌ .. للذاهبين ، والقادمين
-
هذا العالَم
-
ضدّ الدولة
-
رسالة
-
بغداد .. مساء الخير سيدتي الحزينة
-
كان - القائد - .. يقول
-
قبلة .. في وجه العالم
المزيد.....
-
اقتصادي: العراق يمتلك قاعدة بيانات موثوقة والتعداد لا يصنع ا
...
-
هل تمنع مصر الاستيراد؟
-
كيف سيؤثر عدم إقرار الموازنة في فرنسا وحجب الثقة عن الحكومة
...
-
وزير الاستثمار السعودي: الجنوب العالمي يستقطب نصف التدفقات ا
...
-
انخفاض أسعار الذهب بعد سلسلة مكاسب
-
أهمية مؤشرات الأداء الرئيسية لتحقيق النجاح في الأعمال
-
-فينيسيوس استحقها-.. بيريز يطالب بتغيير آلية التصويت بالكرة
...
-
ألمانيا.. حزب شولتس يرشحه رسميا للمنافسة على منصب المستشار
-
انخفاض أسعار الذهب الأسود بعد موجة ارتفاع
-
في البحرين.. سياحة فن الطهي تعزَّز التنوع الاقتصادي
المزيد.....
-
الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق
/ مجدى عبد الهادى
-
الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت
...
/ مجدى عبد الهادى
-
ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري
/ مجدى عبد الهادى
-
تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر
...
/ محمد امين حسن عثمان
-
إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية
...
/ مجدى عبد الهادى
-
التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي
/ مجدى عبد الهادى
-
نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م
...
/ مجدى عبد الهادى
-
دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في
...
/ سمية سعيد صديق جبارة
-
الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا
/ مجدى عبد الهادى
المزيد.....
|