أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد الرزاق السويراوي - أيّها الإنسان .. ما أعظمك .. وما .... !!














المزيد.....

أيّها الإنسان .. ما أعظمك .. وما .... !!


عبد الرزاق السويراوي

الحوار المتمدن-العدد: 4626 - 2014 / 11 / 7 - 18:43
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


المحاسنُ قد تمنحُ نفسَها لمَنْ طوّعَ ذاته ونفسه لتذوّق الجمال الحقيقي بكل صوره اللّامتناهية .. ولكن في قبال ذلك , حيث الضفة الإخرى التي تشهرُ تقاطعها الوجداني , بل والكوني , فإنّ المساويء , على الضد من المحاسن , فأنت الذي تمنحُ نفسَك لها .. لتصبح المعادلة متقاطعة بكل حيثياتها .. المحاسن تعطي نفسها لك وبطوعية رائعة , أمّا المساويء , فأنت من تمنح نفسَكَ لها مختاراً وليس مكرهاً .. يا لعظمة الإنسان حين يسمو بمحاسنه فتخرّ الملائكةُ له سجّداً , وذلك هو أبونا النوعي , ويا لبؤس الإنسان , حين يمنح نفسَه , طوعاً وليس كرهاً , للمساويء , فيتلبّس بجلباب الحيوانية بوجهها الشرّير فتترفّع أكثر الحيوانات شرّاً , من فعاله وحيْونته وقسوته , بل وخروجه كلّياً عن نطاق الإنسانية الذي لم يبقَ منه فيه سوى القشرة الخارجية وهي صورة كالحة ومشوّشة لحالة , كانتْ في زمن ما , محسوبة على سنخ البشر , لكنها ذابتْ وإنصهرتْ في بوتقة التسافل .. هاتان خصلتان , تقسمان الكينونة الإنسانية , ولا وجود للوسطية بينهما , إمّا محسنٌ أو مسييء ,والذي يوهم نفسه ويضعها بينَ بينٍ , الإحسان أو الإساءة , فهو يخادع نفسَه , فالقسمة هنا لا تقبل على أكثر من أثنين , إمّا محسنٌ أو مسييء .. ولعلّ ثمة مَنْ يعترض على هذا التقسيم , من منطلق نسبية المفاهيم والأشياء , فمثل هذا الإعتراض لا يصمد كثيراً أمام معايير الإحسان والإساءة التي يحكمها الضمير الجمعي لبني البشر وفقاً لذائقة الأكثرية بما يقترب من مفهوم الديمقراطية الذي يعتمد مبدأ الأغلبية والأكثرية , مع غض الطرف عن الأقلية , حيث يتلاشى هنا مفهوم النسبية , نسبية الأشياء والمفاهيم , أخلاقية كانت أو جمالية , دينية كانت مرتبطة بالسماء أو وضعية .. وبناء على ذلك , فغالبية الممارسات التي تنشط فيها المجاميع البشرية , تحت مسمّيات شتى , أحزاب سياسية , نقابات , مؤسسات خيرية , منظمات بتوجهات معينة , تأتي جميعاً ضمن الفرضية المذكورة , فتسعدُ المجتمعات أو تشقى , تنطلق في عالم الكونية والرقي والنبل والسمو , أو تتهاوى في مدارج التسافل والوضاعة والوحشية , هكذا هي الحال , مذ كانت الإنسانية والبشرية مقتصرة على أربعة من البشر , آدم وحواء وقابيل وهابيل ..فالغالب لدى الحراك المجتعي والبشري الآن , أمّا قابيليٌ الهوى لا يجيد غير القتل , الحقيقي أو الرمزي والمعنوي , نهجاً له , أو هابيلي ينتظر دوره في القتل , بإحدى صوره , العمد أو سحقه من قبل قوة المركز القابيلي الذي يحكم بصولجانه , الأطراف وأطراف الأطراف في الكرة الأرضية .. يا أيها الإنسان إنك كادح الى ربك كدحاً فملاقيه .



#عبد_الرزاق_السويراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وماذا .. بعد الإعلان عن إمتلاك دواعش سوريا 3 طائرات مقاتلة ؟
- حكمٌ داعشيٌ بالإعدام على الشيخ نمر النمر !!
- أمريكا وإحتمالية دخول قوّاتها البريّة بالقوة في العراق
- صحّ النوم ... جو بايدن !!!!
- الميزانية العراقية وإحتمال إعلان إفلاسها !!!
- إسْتبدال السياسي الفاسد بالأفسد .. ستزيل العراق من الخارطة ! ...
- ساستُنا .. والجنّة الدنيوية !!!
- حوار بين عامل بناء وإعلامي !!!
- مَنْ هو الذي لا دينَ له ؟
- الغاء قانون المساءلة والعدالة دعوة صريحة لعودة البعث !!!
- بطاقة الناخب .. هل هي صدّامية خامسة ؟؟
- حوارات أمْ مساوماتْ خلف الكواليس !!!!
- هل ما زال الشعب العراقي يقرأ الممحي ؟؟
- أخبار الملاحم والفتن : بين الواقع والخيال
- بهلوان وثلاث قصص قصيرة جدا
- الإرهابيون وجنّاتهم الموهومة
- سلام لمانديلا واللعنة على زعامات التسلط
- الإنتخابات المقبلة : فرصة كبيرة للتغيير قد لا تتكرّر
- فتوى سعودية جديدة ولكن ...
- أربع قصص قصيرة جدا


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد الرزاق السويراوي - أيّها الإنسان .. ما أعظمك .. وما .... !!