محمد التهامي بنيس
الحوار المتمدن-العدد: 4625 - 2014 / 11 / 6 - 21:57
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
مرارة الفرجة
في لحظة يأس من مخاض فرجة ما وصف وسمي تطويرا للحزب .بينما هو يعيش حالة الانحلال والتفكك . وينأى عن الوحدة والديمقراطية الداخلية . وعن استعمال العقل والفكر الذي يؤدي إلى الإقناع . ويرجح كفة الفرجة السياسية المتحركة من فضاء إلى فضاء آخر . ومن مبدأ إلى مبدأ آخر . يوظف هنا الحكواتي . ويوظف هناك الراوي . لتشخيص مواقف متباينة ومتناقضة , فيما بينها , ومتناقضة مع مبادئ الحزب اليساري التقدمي ( الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ) حالة الحزب هاته المقززة والمنفرة . أشعرتني بأنني أصرخ وحيدا عند فوهة بركان سياسي . بين يوم وآخر يقذف حمما تتطاير في الفضاء ثم تستقر جاثمة على أرض الواقع المرير- واقع اللاشيء يفعل - أصرخ فيخرج صراخي صمتا مخيفا مما أدى إلى التهاب مشاعري وتعطل تفكيري . أمام تسارع أحداث التضاد وسكاكين قطع شعرة التلاقي أو التفاهم . تتصارع قبالتنا . ونحن نستلذ الفرجة في ذهول وصمت وعجز . في خضم هذه الحالة . قررت يوما أن ألتحق بالصمت . أسوة بكثير من مناضلي ومناضلات اليأس . لكنني شعرت بهلامية. ولا أخفي أنني أتصبب عرقا , وأطرافي ترتعش ولحظات الخوف تزداد من أن الكارثة قادمة والانفجار قريب . فالهيستيريا المتبادلة لم يعد من الممكن التحكم في أحاسيسها . لأن المصابين فقدوا السيطرة على أنفسهم نتيجة ما حصل من اضطراب في التحول . بغرابته المثيرة للفرجة , التي تشكل صدمة للشخصية الاتحادية , في نفس الوقت الذي تصدم الرأي العام والمهتم لقضايا الحزب . سواء أكان متشفيا أو متحسرا أو مراقبا . فالوقت يطول وبقصر معه عمر الاتحاد اليساري الاشتراكي التقدمي الديمقراطي بكل حمولته التاريخية والنضالية والسياسية . لأن ما فيه من جوهر ولب المضمون والذي بني بالتضحيات والاغتيالات والاعتقالات والمواقف المبدئية . يغيبه ويزيحه نسق الأحداث البهلوانية , وشكلها الموسع لدائرة الفرجة في شخوص هذا الاتحاد . وطنيا أوإقليميا . سرا أو تهريبا لكل اللقاءات . في أي فضاء جغرافي , لا تراها إلا عروضا هزلية وفرجة كوميدية . تقحم الكوميديا في عالم السياسة . بأسلوب ينفر في الحزب , ويقرأ الفاتحة على سوء الختام . كل الأطراف تتصارع بشكل فرجوي . يغيب الفكر والجد في النضال . ليتحول الصراع بينها أحيانا كما لو كان صداما . وأحيانا كهدوء يسبق العاصفة . وأحيانا بلا مبالاة . وأحيانا بارتجال أفعال وارتجال قرارات غير محسوبة العواقب . فليس هذا هو الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية . صانع الأحداث . وصاحب المبادرات . وصاحب التضحيات . وصاحب النضال الجاد مع ولصالح القوات الشعبية وكل فئات المجتمع . لقد أصابه الوهن وأصبح هو الفرجة السياسية بعينها محمد التهامي بنيس
#محمد_التهامي_بنيس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟