أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - آکو کرکوکي - تصحيحاً لِأخطاء تأريخية!















المزيد.....

تصحيحاً لِأخطاء تأريخية!


آکو کرکوکي

الحوار المتمدن-العدد: 4625 - 2014 / 11 / 6 - 08:21
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


قبل حوالي القرن مِنْ الآن ، عُقِدَّ في العاصمة الفرنسية ، مؤتمر باريس للسلام ، وبعد ستة أشهر من هذا المؤتمر ، وتحديداً في يونية 1919 ، وقَعَت القِوى المُنتصرة مع القوى الخاسرة في الحرب العالمية الأولى ماعُرِفَ بِمُعاهدة فرساي . والتي على أثرها تأسست عُصبة الأمم للحيلولة دون وقوع حروب عالمية جديدة. وتأسيس هكذا مُنظمة كان بالأساس مِنْ بنات أفكار الرئيس الأمريكي الثامن والعشرين ، ورئيس جامعة برنستون ودرو ويلسون (1856-1924). حيث ورد في مبادئهِ الأربعة عشر المشهورة المقدمة للكونغرس الأمريكي في يناير من عام 1918 تحديداً في النُقطة الرابعة عشر ، توصية بإنشاء عُصبة الأمم ، مع جملة توصيات أخرى لمنح حق تقرير المصير للشعوب المُستعمرة ، أما في التوصية الثانية عشر طالب بإعطاء الشعوب الأخرى غير التركية ضمن أراضي الدولة العُثمانية ، حق تقرير المصير . وبناءاً على تلك التوصية ، وأمتداداً لمُعاهدة فرساي ، عقد دول الحلفاء مُعاهدة سيفر مع الدولة العُثمانية في أُغسطس من سنة 1920. والتي نصت على منح شعوب شرق الأوسط في أرمينيا ، وكوردستان ، والحجاز حق تقرير المصير. في الفترة نفسها كانت ثمة حركة علمانية دستورية ناشطة بإسم جمعية الإتحاد والترقي ، تنشط في داخل الدولة العثمانية الدينية ، وفي عموم منطقة الشرق الأوسط ، وشمال أفريقيا. وبدت المنطقة لوهلة وكإنها قد وضعت على السكة الصحيحة ، وتتجه نحو المزيد من وضع النقاط على الحروف ، وبناء منظومة أقليمية حديثة ، قائمة على منح كل ذي حقٍ حقهُ في دولتهِ المُستقلة ، وبدت نجمة الخلافة الدينية بالأفول ، تلك التي جثمت على صدور الناس لستة قرون ، ولم تمنحهم سوى الفقر ، والتخلف ، والحروب ، والطائفية.

غير إنَّ الرياح لم تجرِ بما أشتهت سفن سكان المنطقة ، وأستجدت معطيات جديدة على الأرض ، مِن إستيلاء البلاشفة على السلطة في روسيا في أكتوبر 1917 الى ظهور حركة طورانية متطرفة بإسم تركية الفتاة ، ومعهُ بروز دورٍ أكبر لِمُصطفى كمال أتاتورك الى إهتمام بريطانيا الزائد بالقيادات القبلية العربية للشريف حسين وأبنائهِ في الحجاز. مع جُملة من أسباب أخرى أدت في النهاية الى حصول أخطاء كارثية في المنطقة ، ولربما أفضعها هو إصطناع دول جديدة في المنطقة حسب المزاجات السياسية لفئة دون أخرى. دول كمثل العراق في 1920-1925، وسورية في 1932 ، والأردن في 1921، والسعودية في 1932، الجمهورية التركية في 1922-1924 ، ولاحقاً دويلات الخليج واليمن ، و دولة إسرائيل في 1948. فيما تولى النظام الشاهنشاهي الحكم في أيران سنة 1921 ، وخلفة الجمهورية الأسلامية الأيرانية في 1979.

القرن العشرين في الشرق الأوسط بدأ مشوارهُ أذن مع منظومة الدول تلك ، التي سرعان ما أستولى فيها أنظمة حكم قومية من عربية ، وفارسية ، وتركية على السلطة. والغريب إن كل هذه الأنظمة كانت حينما تعرف فشلاً ، وأنهياراً أو تقهقراً تعود لتلتبس لباس الدين الأسلامي بوجهيهِ الشيعي ، والسني ، فتلبس القومية الدين والدين الطائفية. حتى إسرائيل نفسها نشأت على يد الصهيونية التي ألتبس فيها الدين بالقومية أيضاً.

التأريخ الذي مر على سُكان المنطقة في القرن العشرين ، والذي يمتد لحد اليوم ، تحت ظل هذه المنظومة الأقليمية الفاشلة من الدول ، أقل مايقال عنهُ إنهُ : تأريخ كارثي ، دموي وفضيع . لم تنتج سوى الحروب والدكتاتورية والقمع ، التطرف الديني ، والتطرف القومي ، التخلف والتهجير ، وعدد لايحصى من المآسي والكوارث الإنسانية. بعد أن صار مرتعاً لأفضع الدكتاتوريات البعثية الفاشية مثل نظامي صدام والأسد ، وأكثر الأنظمة العسكرية القومية المتطرفة من الأتاتوركيين الى الناصريين ، ومنتجاً للأنظمة الرجعية المتخلفة كنظام الملالي في إيران ، ونظام الوهابيين وشيوخ الخليج في الجزيرة العربية. وأخيراً حاضنة للمليشيات السنية ، والشيعية ، والحزبية ، ومركزاً لأعتى المنظمات الإرهابية كالقاعدة ، وداعش ، اللتان تهددان الأمن ، والسلم العالميين . ويلوح في أفق المنطقة أيضاً حربٌ نووية بين إسرائيل وإيران!

هكذا صار الشرق الأوسط الذي حُرِف عن مسارهِ الصحيح في بداية القرن المنصرم . بعد أن سمح المجتمع الدولي بإرتكاب تلك الأخطاء التأريخية الجسيمة. بخلق تلك المنظومة الفاشلة مِنْ الدول.

اليوم لانشهد فشل تلك المنظومة من الدول وحسب ، بل نشهد أنهيار وفشل مُجتمعات بإكملها حين تجدها وهي تفقد معاييرها الأخلاقية ، ومبادئها ، وتماسكها فلا تنتج سوى الإرهاب ، والتطرف ، والكراهية ، والطائفية ، والتخلف وتغرق في الفساد بكل أنواعهِ وأشكالهِ.

وعلى الرغم من ظهور دول كتركيا ، وأيران ، وأسرائيل كدول ناجحة نسبياً في المنطقة أقلها لإمتلكها مؤسسات دولة وجيش ، وقدرتها على لعب دورٍ سياسي فعال. إلا إنها تبقى أيضاً دول قلقة وينتابها الإختلالات المخفية. فيكفي تركيا أن يصدر السيد أوجلان تصريحاً من سجنهِ ، لتتحول شوارعهِ الى كتلة من اللهب. ودعوة مماثلة من زعيمٍ إصلاحي في أيران لربما يكون لها نفس التأثير. أما أسرائيل فيكفيها صاروخ صغير ينطلق من جنوب لبنان أو قطاع غزة لكي تغرق في حربٍ دموية أخرى في سلسلة غير منتهية من الحروب خاضتها طوال الستين السنة الماضية. وبسبب هذه الأزمات الداخلية تجد تلك الدول ، وهي تلعب دوراً غير محموداً ، وشريراً في الغالب بتصديرها أزماتها الدالخلية الى خارج أراضيها ، وتحويل المنطقة الى ساحة مُستعرة للحروب.

وفي خضم هذا الواقع المرير ، لاتجد الأسئلة المُلحة إلا أن تطرح نفسها بجراءة ، وصراحة غير معهودتين ، وتقول:
أما آن الأوان لهذه المهزلة... أنْ تنتهي؟
أما آن الأوان لهذه الأخطاء التأريخية الفظيعة... أنْ تُصحح؟
ألم يكفِ مئة عام ، ومئة حرب ، ومئة فشل ، ومئة مليون قتيل ، ومئة مليون فقير ، ومئة مليون مهجر ، ليفهم الأصوات المتشبثة ببقاء هذه المنظومة الفاشلة ، بخطأ دعواتهم الرجعية ، وخطأ عشقهم المهووس ، وتقديسهم المجنون ، لهذه الحدود الوهمية ، والدول الإصطناعية الكارثية؟

نعم هو الوقت المناسب للعودة الى ما بُدِأ بهِ قبل حوالي المئة عام ، فلابد من مرحلة جديد نضع أيدينا على المحرمات والمقدسات والممنوعات ونبدأ السؤال عنه. لابد للمجتمع الدولي أن يتدخل كما حصل في أعقاب الحرب العالمية الأولى . ليضع الشروط على الأطراف الخاسرة في المنطقة ِمن هذه المنظومة الفاشلة من الدول الى التيارات الدينية المتُطرفة وعلى رأسها الأسلام السياسي . هؤلاء اللذين أوصلونا الى هذا اليوم الأسود !

فلابد للمجتمع الدولي أن يعلن نظام أقليمي جديد ، يعترف بحق الشعوب في تقرير مصيرها ، ويفرض إجراء الإستفتاءات الشعبية لكل الشعوب المتُطلعة لأقامة دولها أو دويلاتها. وتدعو لنشر الديمقراطية ، والعلمانية . وتفرض قيود قسرية على الحركات الإسلامية ، وتمنعها من التصدي للسياسية وتحل أحزابها.
لابد أن نخترق الحاجز النفسي الذي يخلقهُ الرجعيون المتشبثين بالمنظومة القديمة فنصرخ في أوجههم ونقول :

نعمْ لِيُجزء المُجزء ، وليُقسم المُقسم ، مالضير في هذا لو كان هذا رغبة الشعوب!
نعمْ لِيتم تقسيم العراق لعدة دول!
نعمْ لِيتم تقسيم سورية لعدة دول!
نعمْ لِيتم تقسيم تُركيا ، وأيران ، والسعودية ، واليمن ، وليبيا ، وأي دولة أخرى في الشرق الأوسط ، وشمال أفريقيا لعدة دول.
نعم لينعم الكورد ، والأمازيقين ، والعرب السنة ، والعرب الشيعة ، والعلويين ، والبلوش ، والتركمان، والسريان ، والكلدان ، والفلسطينيين ، وغيرهم بإستقلالهم وحقهم في تقرير المصير فيما لو أراداو هذا.

الخطوة الأولى للحل يبدأ بتصحيح أخطاء الماضي.



#آکو_کرکوکي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوباني ، المدينة التي أحرَجَتْ الجميع !
- طاب يومك بالألمانية
- الحلقات المفقودة
- إنتخابات كوردستان ، قِراءة في العوامل والإحتمالات
- أ يُعقل هذا؟
- يرى القشة في عين أخيه، ولا يرى الخشبة في عينيهِ!
- خاطرة... عن الذاكرة الطائرة
- المالكي... طريقٌ أقصر.... ترجمة لمقالة الأستاذ كمال رؤوف.
- التقسيم والأقاليم وأشياء أخرى
- السياسة ضمن قواعد اللعبة الديمقراطية
- حتى المستقبل... كان أجمل في الماضي!
- كوردستان تتقمص جسد أوجلان
- الإنقلاب العسكري
- كوردستان، مِنْ منظورٍ بعثي
- كاتالونيا، وكلاسيكو يحبس الأنفاس!
- الربيع المنَسي
- العودة الى نُقطة الصِفر!
- حول المنهج العلمي، ملاحظتان الي العجمي
- يوست هلترمان، مِنْ مُدير... الى مُثير الأزمات
- كركوك عبق التأريخ، ولذة الذكريات


المزيد.....




- الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
- بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند ...
- لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
- قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب ...
- 3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
- إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب ...
- مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
- كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل ...
- تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - آکو کرکوکي - تصحيحاً لِأخطاء تأريخية!