أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مصطفى قشوح - مفارقات عاشواء ، بحث في المسخرة الاسلامية .















المزيد.....

مفارقات عاشواء ، بحث في المسخرة الاسلامية .


مصطفى قشوح

الحوار المتمدن-العدد: 4625 - 2014 / 11 / 6 - 08:20
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في الواقع وأنا أتجول في مدينة طانطان وجدت مجموعة من الظواهر الغريبة تلاميذ يتراشقون بالبيض ويرشون بعضهم بالماء و يشعلون النيران ويفرقعون المتفجرات، باعة يبعون أنواع معين من الفواكه الجافة وأنوع مستوردة من الحلوة لا تباع إلا في هذه الفترة . بدأت أتساءل وقلت لصديقي ماذا يقع في مدينة؟
أجابني : إنها عاشوراء!!!!
قلت لنفسي نحن مجتمع إسلامي الدين وسني المذهب فلماذا نحتفل على الطريقة الشيعية ؟والأخطر لماذا نحتفل بعيد يهودي في الأصل ونأكل في ذلك اليوم ما يأكله اليهود بعد الصوم ونتناول نفس الفواكه الجافة والتمور في عيد عاشور "كبور او عيد الكفارة" اليهودي؟
سأحول في هذا المقال البسيط وصف وتفسير بعض الظواهر المرتبطة أساسا بمناسبة عاشوراء من خلال استقراء بعض الممارسات الموازية للاحتفال بهذه المناسبة. وسأبين كيف أن الاحتفال بهذه المناسبة في المغرب يسمح بالتقاء المذهب السني بالمذهب الشيعي بالطقس اليهودي.
• 1 عاشوراء في اليهودية
يمثل الاحتفال بعيد عاشوراء من أقدس مقدسات الديانة اليهودية. يحتفل اليهود بهذه المناسبة في العاشر من شهر تشرى العبري (يعتبر شهر تشرى أول الشهور يوازيه في التقويم العربي- الاسلامي شهر محرم ) ويوافق هذه السنة(2014) التقويم اليهودي لسنة 5740 لخلق الكون حسب المعتقد اليهودي. ويسمى هذا اليوم عندهم يوم (عاشور) لوقوعه في العاشر من الشهر ويسمى كذلك يوم كبور: أي يوم الكفارة لأن اليهود يصومونه راجين بصومهم هذا أن يكفر الله عنهم ما اقترفوه من آثام في العام المنصرم، وقد جاء أمر اليهود بتعظيم هذا اليوم وصيامه وعدم مزاولة الأعمال فيه في عدة فقرات من أسفار التوراة (كتاب العهد القديم): " سفر اللاويين فقرة 29 وتوابعها من إصحاح 16" وفقرة 27 وتوابعها من إصحاح 23 ، وسفر العدد فقرة 7 من إصحاح 29 .. وفي مواضع أخرى كثيرة " ويعتقد اليهود أن الله فرض عليهم صيام يوم "عاشور أما الأيام الأخرى التي يصومونها فليست سوى نافلة.
يصوم اليهود يوم عاشور نهارا و لا يفطرون إلا على وجبة تسمى " فاكية" و تتكون فاكية من أطباق من الفواكه الجافة ، حيث يأكلون بعضها و يقدمون البعض الآخر لأصدقائهم و محبيهم، وفي الليل يقيمون احتفالات وأهازيج تعبر عن احتفالهم المزدوج اولا بتخليد ذكرى نجاة موسى من فرعون من جهة ، ومن جهة أخرى يفرحون بتكفير ذنوبهم لأنه يعتقدون أن صوم يوم عاشور كفيلا بمحو كل الذنوب التي ارتكبوها طول السنة.
استنتاج
يصوم اليهود و يفطرون على فاكية : مجموع من الفواكه الجافة ( ثمر، لوز، جوز،...) وحلوى صغيرة[ اليهود بارعين جدا في صناعة الحلوى] ويقيمون الاحتفالات والاهازيج نتيجة لتكفير الذنوب التي ارتكبوها على طول السنة.
عاشوراء عند المسلمين :
يجمع مجموعة من المؤرخين ان يوم 10أكتوبر 680 ميلادية كان اليوم الذي قسم الإسلام إلى مذهبين كبيرين : المذهب الشيعي شايع الحسين بن علي وناصره ضد على الطاغية اليزيد بن معاوية الأموي ، ومن ستخرج الشيعة بكل طوائفها ، والمذهب السني.
إن الحدث الذي عرفها يوم 10 محرم 61هجرية الموافق 13 أكتوبر 680، هو مقتل الحسين بن علي ، لقد كان الحسين ابن علي نموذج الشرف والأمانة والنقاء، فقد عاش الرجل في فترة عرفة طغيان الدولة الأموية، فلما مات معاوية ابن ابي سفيان خلفه ابنه، اليزيد ابن معاوية، غير أن الحسين تخلف عن مبايعته، ورحل إلى مكة مع جماعة من أصحابه، فأقام فيها مدة طويلة، وبعد ذلك دعاه إلى الكوفة مجموعة من أشياعه ومناصروه على أن يبايعوه بالخلافة عوض اليزيد ، وكتبوا إليه أنهم في جيش متهيئ للوثوب على الأمويين. فأجابهم، وخرج من مكة مع مواليه ونسائه(4) وذرايته(6) ونحو الثمانين من رجاله. وعلم يزيد بسفره فوجه إليه جيشا اعترضه في كربلاء ، و تخلى عنه أشياعه ومناصروه ورجاله ووجد نفسه أمام جيش يعد بالآلاف، فنشب قتال عنيف أصيب الحسين فيه بجراح شديدة، وسقط عن فرسه، فقطع رأسه جندي من جند اليزيد ابن معاوية يدعى: الشمر بن ذي الجوشن، وأرسل رأسه ونساءه وأطفاله إلى دمشق، وأمر الشمر بن ذي الجوشن بإشعال النيران كتعبير عن الانتصار واحتفال بهذا الفوز العظيم، ولما بلغ الخبر اليزيد تظاهر بالحزن عليه، حتى إنه لم يقتص من قتلة الحسين، بل و الأكثر من ذلك كرم قاتل الحسين الشمر بن ذي الجوشن وولاه على أُمور المسلمين.
عموما دفن جسده في كربلاء. واختلف في الموضع الّذي دفن فيه الرأس فقيل في دمشق، وقيل في كربلاء، مع الجسد، وقيل في مكان آخر، فتعددت المراقد، وتعذرت معرفة مدفنه. كان مقتله يوم العاشر من محرم سنة 61 هجرية الموافق 10 أكتوبر سنة 680 ميلادية. ويسمى بعاشوراء وقد ظل هذا اليوم يوم حزن وكآبة عند جميع المسلمين ولا سيما الشيعة، لذلك نلاحظ مظاهر الحزن لدى الشيعة وقد وازى هذا الحزن مجموعة من الطقوس مثل ضرب وتعذيب الذات والغير، وإذا ألقيت اليوم نظرة على إحدى القنوات الشيعية، ستلاحظ مجموعة من الطقوس التي ترتبط أساسا بتعذيب الجسد كتعبير عن الحزن على الحسين ابن علي. تختلف طقوس الحزن على الحسين بن علي حسب الفرق الشيعية ، فهناك من يعبر عن حزن بضرب جسده بالآلات الحادة من سكاكين وسيوف وهناك من يضربها بالعصي وهناك من يقوم بضرب جسده بالحجر وهناك من يسكب الماء على جسده واخرون يضربون رؤوسهم بالبيض كنوع من التعبير الرمزي و المجازي على موت الحسين ابن علي.
3 عاشوراء في المجتمع المغربي: تواطؤ الشيعي باليهودي بالسني في عاشوراء
محاولة لاستقراء الواقع المفارقاتي
يحتل يوم عاشوراء مكانة مهمة في المجتمع المغربي، شأن باقي الدول الإسلامية ، غير أن الاحتفال بهذه المناسبة في المجتمع المغربي يختلف بشكل جذري عن باقي المجتمعات الاخرى ، كما تقول الرواية الدينية السنية في عاشوراء : فيه تاب الله فيه على آدم، نجى الله فيه نوحا وأنزله من السفينة، وأنقذ الله نبيه إبراهيم من نمرود، ورد الله فيه يوسف إلى يعقوب، أغرق الله فيه فرعون وجنوده ونجى موسى وبني إسرائيل، وغفر لنبيه داود، ووهب سليمان ملكه، وأخرج نبي الله يونس من بطن الحوت، ورفع عن أيوب البلاء، وهو اليوم الذي قتل حسين بن علي في كربلاء.
يحتفل المغاربة بهذه المناسبة على طول عشرة أيام من فاتح محرم إلى غاية العاشر منه [ تسمى العواشر] و تتمظهر الاحتفالات في الأشكال التالية:
المظهر 1
+ صب الماء والنار( المفرقعات) والضرب بالبيض: ما يميز عاشوراء عند المغاربة (الشعالة ) و(زمزم) ليلة 9 محرم يتم إشعال النار في مختلف الأحياء والمداشر في المدن والقرى. و تفجير المتفجرات الصينية.
التأويل1 :
يحيل كل من الماء والنار من الناحية الرمزية على مشاعر متناقضة ومتضاربة بخصوص موت الحسين ابن علي، فلما مات الحسين وفصل رأسه عن جسده وبدأ جنود اليزيد يتقاذفون رأس الحسين، فلما انتهوا من اللهو برأسه سلموه لبنته فاطمة بنت الحسين وتم ترحيلهم، بعد ذلك قامت فئة من الجنود بإشعال النيران واحتفلوا بالانتصار على الحسين. أما الماء صراحة لا يمكن فهم رمزيته إلا في الفترات الزمنية اللاحقة، حيث شعر مناصرو الحسين أن نار الحسين لن تبرد إلا بصب الماء على أنفسهم اعتقاد منهم أنه إذا تم صب الماء ستبرد نار موت الحسين. أما البيض فيحيل رمزيا إلى تعنيف الجسد، فهناك بعض الفرق الشيعية عوضت ضرب الجسد بالسكاكين والسيوف بالضرب بالحجر والبيض. لذلك يحيل الضرب بالبيض على مشاعر الحزن و الألم نتيجة وفاة الحسين .
المظهر 2
+ تضارب المشاعر بين الفرح والحزن : إذا كان يوم عاشوراء يعرف بكونه يوم حزن وبكاء و ألم (عند الشيعة خاصة الذين يعتبرونه يوم العزاء في الحسين ) فإن المغاربة يمزجون بين الفرح الحزن في هذه المناسبة : يظهر الحزن في بعض الأهازيج التي تبكي على بابا عاشور( يبدو ان بابا عيشور يحيل بشكل مباشر و بطريقة رمزية إلى الحسين بن علي ) الذي ذهب ليصلي وسقط في النهر (بابا عاشور مشى يصلي وداه الواد ) وترك كالعذارى تبكي عليه ( واحي على عيشوري ،عليك نتفت شعوري ، وشعوري قد النخلة )
التأويل2 :
يحيل بابا عيشور في الدرجة المغربية بشكل من الأشكال إلى الحسين ابن علي وخصوصا اسطورة موت باب عيشور في الدرجة المغربية تحيل بشكل مباشر على الحسين . يقول المثال الدارجي المغربي(باب عيشور مشى يصلي و داها الواد) فذهاب باب عيشور للصلاة يحيلنا على رحلة الحسين لمحاربة الفساد والطاغية اليزيد ابن معاوية، والواد يحيل بشكل مباشر إلى جيش معاوية الذي قام بقتله و فصل رأسه عن جسده. وترك النساء و الأطفال يبكون عليه . يقول المثال الدراجي( واحي على عيشوري ،عليك نتفت شعوري ، وشعوري قد النخلة): يحيل هذا الطقس الجنائزي على ممارسة شيعية تتجلى في البكاء و العويل و الحزن وتعذيب الجسد على الحسين .
المظهر 3
+ الصوم والأكل : تعرف مناسبة عاشوراء ثنائية أخرى و يتعلق الأمر بثنائية الصوم والأكل، حيث يفضل البعض صيام يوم عاشوراء، يكون لليوم مأكولات خاصة حيث تمتلئ الأسواق بالتمور والفواكه الجافة من تين وتمر وجوز ولوز وكاوكاو وحمص وحلوى، وهذه الفواكه معروفة عند عامة الناس في المغرب بـ“الفاكية”، ويخلق إقبال الناس على شرائها رواجا كبيرا حيث يعتبر اقتناؤها لدى الأسر المغربية أحد لوازم الاحتفال، ويعد استهلاكها وتفريقها على الأهل والجيران وأطفال الحي مظهرا من مظاهر الاحتفاء بعاشوراء.
التأويل3 :
يبدو أن تنائية الصوم والأكل، ثنائية يهودية بامتياز، كما سبق وأن كتبت أن اليهود يحتفلون في نفس اليوم بمناسبة عاشور أو يوم كبور( عيد الكفارة) ويصمون هذا اليوم و يعتبرون أن الله فرض عليهم الصوم في هذا اليوم، و عليه فالمسلمين يقلدون طقس يهودي وهو الصيام 10تشر ي اليهودي. بالموازة مع الصيام يوم عاشوراء يتناول المغاربة في هذا اليوم وجبة فاكية وهي وجبة يهودية ( فاكية تعني خليط من الفواكه الجافة ) تتجذر في التقاليد اليهودية وانتشرت في المجتمع المغربي عبر الأحياء اليهودية( الملاح) لتصبح في ما بعد من أهم التقاليد المؤسسة لعاشوراء في المجتمع المغربي المسلم .
خلاصة
إذا كان التقاء المجتمع المغربي بالثقافة اليهودية عبر الملاح اليهودي فانا لا أجد أي تفسير للطقوس الشيعية داخل المجتمع المغربي و لا سيما وان المغرب منذ وقت طويل وهو يحارب التشيع والفكر الشيعي؟ والسؤال المطروح كيف تسربت الطقوس الشيعية إلى المجتمع المغربي السني؟

ذ . مصطفى قشوح .



#مصطفى_قشوح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاريخ موجز للعقلانية .


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مصطفى قشوح - مفارقات عاشواء ، بحث في المسخرة الاسلامية .