أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعد كريم مهدي - الرابط العاطفي بين العقيدة الدينية والإلحاد















المزيد.....

الرابط العاطفي بين العقيدة الدينية والإلحاد


سعد كريم مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 4625 - 2014 / 11 / 6 - 00:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



أصاب بالدهشة أحيانا عندما أجد احد الأشخاص الذين يحملون ثقافة لا بأس بها ولا يعرفون ان الرابط بين الشخص وعقيدته الدينية هو ارتباط عاطفي وأحيانا يخلطون في المفاهيم ويوعزون هذا الرابط الى التخلف العلمي والفكري للشخص نفسه وأقول لهولاء كي لا يختلط الأمر عليهم أو على غيرهم ان التخلف العلمي والفكري هو واقع اجتماعي يساعد فقط على نمو الارتباط العاطفي بين الشخص وعقيدته الدينية والدليل على ذلك إننا أحيانا نجد أشخاص امتلأت عقولهم بالعلوم المعرفية سواء كانت علميه أو فكريه وحجم هذه المعلومات يفوق حجم المعلومات التي في عقولنا بعشرات المرات ومع ذلك نجد ارتباط هولاء الأشخاص بعقائدهم الدينية قوي جدا ويصدقون بما يرد من خرافات في محتوى عقائدهم الدينية ومثلا المسلمون يصدقون بان النبي محمد قد طار على بغل الى السماء , فعندما نرى هذا العقل الذي يحمل هذا الكم الكبير من العلوم المعرفية يصدق بخرافه لا يمكن لأي معتوه عقله فارغ من المعلومات ينتمي الى عقيدة دينيه أخرى من ان يصدقها نصاب بالدهشة ولكن في الحقيقية لا توجد دهشة في الموضوع فالرابط العاطفي لهذا الشخص مع الموروث الاجتماعي والمتضمن ايظا عقيدة الدينية يستطيع ان يصنع جدار فاصل بين المعلومات العلميه والفكرية التي يتعلمها هذا الشص في حياته وبين معلومات محتوى العقيدة الدينية الضحلة والمليئة بالخرافات وهذا الجدار الفاصل قادر على ان يجعل المعلومات في محتوى الموروث الاجتماعي وعقيدته الدينية لا تختلط مع معلومات العلوم المعرفية التي اكتسبها هذا الانسان كي لا تعطي فرصه لمعلومات العلوم المعرفية من ان تختبر صحة معلومات الموروث الاجتماعي وعقيدته الدينية وتفضح ألخرافه المستندة إليها وفي إحدى تجاربي الشخصية التي قمت بها على احد الأشخاص الذين اعرفهم ويمتلكون معرفه علميه وفكرية لا بأس بها وعلاقته بعقيدته الدينية علاقة عاديه وغير متزمت بعقيدته الدينية مثلها مثل اي علاقة أخرى داخل مجتمعنا الإسلامي فقمت بشتم النبي محمد أمامه كي أقيس من خلال رده فعله لا أقيم مدى ارتباطه العاطفي بعقيدته الدينية وكالعادة ضجر وامتعض جدا واسمعني بعض الكلمات القاسية تعبرا عن رده فعله للفعل لواقعه الشتم الذي قمت به وبالمباشر طرحت عليه سؤالا أقول له فيه ( لماذا تضجر أو تزعل هل كان النبي محمد أبوك أم أخوك أم عمك كي تزعل عندما تسمعني اشتمه ) فأجابني على الفور دون ان يفكر ( بأنه أغلى عنده من والده ومن أخوه ومن عمه ) , ان الذي دفعه لهذه الإجابة بهذه السرعة وبدون تفكير هو الدافع العاطفي الذي يربطه مع عقيدته الدينية لان النبي محمد هو صاحب هذه الدعوة الدينية


كيف يتكون الإلحاد عند الانسان

الإلحاد يدخل ايظا ضمن منظومة العاطفة وكي نفهم كيف يتكون الإلحاد داخل منظومة العاطفة علينا أولا ان نعرف العاطفة وحسب ما عرفها علم النفس هي ( الخط الممتد من جانبه السالب الذي يمثل الكراهية الى جانبه الموجب الذي يمثل الحب ) , أذن الكراهية والحب هما اللذان يشكلان العاطفة لذلك يكون مجال حركه العاطفة بين الكره والحب فيمكن لشخص أو شيء نحبه اليوم لكن مع تقادم الأيام ونتيجة حصول متغير يمكن ان نكره هذا الشيء أو الشخص والعكس صحيح وهذا الكلام ايظا ينطبق على الرابط العاطفي للانسان مع عقيدته الدينية فرابط الحب العاطفي الذي يصنعه المحيط الاجتماعي للانسان مع موروثة الاجتماعي ومن ضمنها عقيدته الدينية منذ ان يبلغ هذا الانسان سن التميز في مرحله الطفولة الى المرحلة العمرية التي يصل إليها ومع تقادم الأيام وحصول متغير تدخل عاطفة الكره كمنافس لعاطفة الحب لعقيدته الدينية وبالتدريج تمتصها وتحولها من عاطفة حب لعقيدته الدينية الى عاطفة كراهية لهذه العقيدة الدينية ,, ويبدأ الإلحاد عند الانسان عندما تتفوق عاطفة الكراهية للعقيدة الدينية عند الانسان على عاطفة حبه لها وكلما زادت عاطفة الكراهية للعقيدة الدينية عند الانسان زاد أللحاده .


التحول الفكري للإلحاد

ان العقائد الدينية كما أسلفنا ليس لها محتوى فكري مهم للانسان وإنما هي مجموعه من الأفكار تعلمها الانسان قبل ألاف السنيين وقد تناسب هذه الأفكار الواقع الاجتماعي للفترة التي ظهرت فيها هذه الأفكار عندما كان العلم والفكر في مرحله الطفولة اما اليوم فعندما نقارن بين المحتوى الفكري لهذه العقائد الدينية مع العلوم المعرفية التي توصل إليها الانسان يصبح المحتوى الفكري للعقائد الدينية أشبه بقصص مسليه للأطفال قبل النوم ومع ذلك نجد الانسان ملتزم بقبول المحتوى الفكري لهذه العقائد الدينية بسبب الرابط العاطفي الذي استطاع ان ينشأ حاجز بين العلوم المعرفية التي اكتسبها هذا الانسان وبين المحتوى الفكري للعقيدة الدينية كما أسلفنا لكن عندما يحصل متغير عند الانسان وهذا المتغير اما ان يكون اجتماعي أو متغير ثقافي , فالمتغير الاجتماعي ينتج عادتا عندما تصطدم المصلحة الشخصية للانسان مع النظام الذي تفرضه عليه العقيدة الدينية وهذا التصادم يولد عنده البداية لتشكيل عاطفة الكراهية لهذه العقيدة ألدينيه التي تجاوزت على مصلحته الشخصية وعاطفة الكراهية هذه تستطيع ان تحدث فجوات في جدار عاطفة الحب الذي أنشأه المحيط الاجتماعي في عده سنوات ومن خلال هذه الفجوات تظهر ضحالة وسطحيه المحتوى الفكري للعقيدة الدينية ويبدأ الانسان بقرائه أكثر واقعيه لهذا المحتوى الفكري للعقيدته الدينية وكل قرائه واقعيه جديدة لهذا المحتوى تزيد من عاطفة الكراهية والتي بدورها تزيد من عدد وحجم الفتحات في جدار العاطفة الا ان يتلاشى هذا الجدار ويتحول الانسان الى ملحد بالكامل , اما المتغير الثقافي فينشأ عند الانسان الذي يكثر من قراءته للعلوم المعرفية و ينوع فيها وتستطيع بعض الأفكار من ألخزين المعرفي الذي يتجمع في عقل الانسان نتيجة هذه القراءات من ان تخترق الجدار العاطفي وتختبر صحة معلومات محتوى العقيدة الدينية القابعة خلف هذا الجدار وعند اكتشاف ضحالة وسطحيه هذا المحتوى يبدأ هذا الجدار بالتآكل ومع تكرار حاله تسلل الأفكار المعرفية الى محتوى العقيدة الدينية وتفنيد صحتها يزداد تأكل الجدار العاطفي الى ان ينتهي بالكامل ويتحول الانسان الى ملحد بالكامل .


الدور الخسيس للحكومات والمنظمات الدينية في اللعب على وتر العاطفة الدينية

ان ما تم سرده سالفا هو ما يحصل داخل المجتمعات التي لم تكن للحكومات أو المنضمات الدينية مصلحه لها في الحشد الديني أو الطائفية وهذا هو الحال الطبيعي لكل الحكومات التي تساوي بين مواطنيها لكن بعض الأشخاص أو المنظمات التي تصل الى السلطة بالصدفة أو التآمر أو اي وسيله خسيسة أخرى فهذا النوع من رجال السلطة ورغم وصوله الى عرشها لا يملكون ألقدره أو المعرفه على أداره ألدوله وهذا الجهل بدوره يجعلهم يرتكبون بحق شعوبهم وبسبب خوفهم من تمرد شعوبهم عليهم وسحب السلطة منهم نجدهم يلجئون للاستعانة بالمنظمات الدينية التي تلعب على وتر العاطفة الدينية بغيه الحشد للسلطة الفاشلة كي تبقيها في سدرت الحكم بعد ان تصرف أموال طائلة على هذا الحشد الديني من خلال محاوله اللعب على وتر العاطفة الدينية والطائفية وتر لكن مثل هذه الحالات لا علاقة لها بالرابط العاطفي مع العقيدة الدينية لان هذه الحالة هي حاله تنويم مغناطيسي جماعي فجميع الأشخاص الذين يتم حشدهم يكونون خاضعين للإيحاء المسلط عليهم من قبل رجال الدين لهذه المنضمات الدينية كي ينفذوا ايعازاتهم ومتى ما رفع هذا الإحياء عنهم يعودون الى سابق عهدهم ويعود رابطهم العاطفي مع عقيدتهم الدينية مثلما أسلفنا سابقا لكن الخسة والقذارة لرجال السلطة ورجال الدين يكمن في أنهم يدفعون هذا الكم الكبير من البشر المنوم تحت إيحائهم الى محرقه الموت من اجل بقائهم في السلطة وبقاء نفوذهم وان الحرب الأهلية في العراق أو سوريا أو اليمن أو ليبيا أو اي مكان اخر فهو اقتتال بين أشخاص منومين تحت إيحاء رجال الدين ورجال السلطة وهذا الإيحاء جعل أبناء البلد الواحد يقتل بعضهم بعضا إذن كم هي خسة وقذارة رجال السلطة ورجال الدين دفعوا أبناء بلدهم للاقتتال فيما بينهم وهم في حاله اللاوعي التي صنعها التنويم الجماعي



#سعد_كريم_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هو تعريف الخالق وما علاقته بوجود الحياة على سطح هذا الكوك ...
- متى تنتهي سطوه ونفوذ التيارات الاسلاميه المسلحة السنية والشي ...
- ما الذي يحصل لنا بعد الموت
- جلسه البرلمان العراقي لمناقشه مصير ضحايا سباكير كانت مسرحيه ...
- كيف استطاع تنظيم داعش من ان يقيم دوله الإسلام السنية
- لماذا لم تستطيع قوات الاحتلال الأمريكي من ان تحقق أمن حقيقي ...
- الكارثة التي ارتكبها حزب البعث بعد وصوله الى السلطة بحق الثق ...
- الحزب الشيوعي العراقي ينزع ثوبه الوطني ويرتدي بدله الرقص
- المثقف هو من يصنع عقله بنفسه اما الانسان العادي فيصنع عقله م ...
- هل فعلا يستطيع الله ان يحمي الانسان من المخاطر ويعطيه الحظ ك ...
- مفهوم الشرف مابين الشفاه وبين الأفخاذ
- مقارنه بين اثر الروح ألوطنيه وبين العقيدة الدينية على الوطن
- رحلتي الى مجلس العزاء
- كل الأنبياء مصابين بأمراض نفسيه ولم يكونوا أصحاء نفسيا
- مهزله التحقيق في قضيه مقتل الاعلامي محمد بديوي
- هل كان النبي محمد ثائرا كما يدعي بعض المثقفين أم لم يكن
- من كان وراء نجاح غزوات النبي محمد وأتباعه هل هو الدافع الماد ...
- الوسيله التي استخدمها النبي محمد في اقناع اتباعه بدعوته الدي ...
- لماذا أخفى النبي محمد اجادته للقراءه والكتابه وادعى انه امي
- الانسان.... يفكر بدماغ إنسان ويتصرف بسلوك حيوان ويعيش في حدي ...


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
- ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعد كريم مهدي - الرابط العاطفي بين العقيدة الدينية والإلحاد