أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - الآداب الممنوعة وحصة العراق














المزيد.....

الآداب الممنوعة وحصة العراق


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 339 - 2002 / 12 / 16 - 15:26
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


   لا يبدو أن الاستبداد وشروره بات حكرا على دنيا السياسة في العالم العربي  إذ أن مجزرة مشابهة تجري منذ عدة عقود في ميدان الفكر والأدب والفن  والثقافة بعامة وبطل هذه المجزرة هو الرقيب الحكومي ومقصه المصلت كسيف شيطاني  .
  مجلة " الآداب " البيروتية العريقة وبإدارتها الشابة التي يقودها د. سماح إدريس تجرأت على فتح هذا الملف الشائك في دولتين عربيتين مهمتين هما سورية في عددها لشهري تموز وآب ومصر في عددها الأخير الصادر قبل أيام  ويبدو أن المجلة قد سمح بتوزيعها في كلتا الدولتين وهي تسعى الى فتح هذا الملف في دول عربية أخرى.
لقد سلطت مجلة الآداب ضوءا  قويا وساطعا عن واحدة من أعرق معاقل الرقابة والقمع المسلط على الإبداع ومدارات اشتغال العقل الإنساني في مصر غير أن اللافت  هو أن الزميل  معد الملف كان حذرا أكثر مما ينبغي في التصدي لفرع  مهم في ماكنة الرقابة والقمع الفكري والإبداعي وهو المتمثل في الرقابة الأزهرية فلم يجر تناول الرقابة المجتمعية والتي يشكلها حملة الفكر المناهض للتقدم والأدلوجة السلفية المهيمنة بدعم من الدولة العربية التابعة للغرب سياسيا واقتصاديا و هو الأمر الذي تطرق إليه المشاركون في ملف الرقابة في سورية بكثير من الجرأة .
 ومن طرائف الرقابة التي يطلع عليها القارئ في الملفين المذكورين هو ما ذكره الشاعر منذر مصري الذي  تمت الموافقة على نشر مجموعته الشعرية المعنونة " داكن "  وطبع الكتاب وتسلم حقوقه  المالية كمؤلف ثم صدر قرار آخر بمنع الكتاب من قبل الرقابة الرسمية وأتلفت نسخه !!
  ومن طريف أخبار مجلة " الآداب " بعد نشر هذا الملف  ومما ورد في رسالة شخصية من رئيس تحريرها د. سماح إدريس الى كاتب هذه السطور إذ نعلم أن السلطات المصرية التي كانت قد منعت مجلة "الآداب " من التوزيع والتداول في مصر خلال الأعوام الماضية ألغت قرارها وسمحت بتوزيع المجلة .
   الخبر الأكثر طرافة  من هذا الذي حملته رسالة د. سماح إدريس هو أن دولتين عربيتين إحداهما خليجية والأخرى في إقليم الشام  منعتا المجلة من التوزيع بعد أن كانت توزع هناك . ويمكن للمرء أن يتساءل :  هل يكمن سبب قرار المنع في هاتين الدولتين في الخوف من أن تكون الحلقة القادمة من ملف الرقابة مخصصة  لواحدة منهما فاتخذا ما يمكن وصفة بالإجراء الوقائي ضد النور ، أم أننا نجد السبب  في زيادة جرعة العداء الفكري والسياسي في ما تنشر هذه المجلة للهيمنة الأمريكية و للإرهاب الصهيوني ؟ أم  أن قرار المنع يكمن في كلا السببين وفي أسباب أخرى ؟ 
   كانت المجلة قد ذكرت في افتتاحية عددها لشهري تموز وآب أنها  تعرضت الى المصادرة والإتلاف  في دولتين عربيتين حيث أتلفت السلطات المتخصصة خمسمائة نسخة في كل دولة منهما و دون أن تذكر اسمي الدولتين .
   ومن الطبيعي أن يتساءل المبدعون العراقيون : ترى هل سيحين موعد فتح ملف الرقابة في العراق قريبا ؟ يعتقد كاتب هذه السطور أن فتح ذلك الملف عراقيا سيكون  أمرا ترفيا واستهلاكيا ولا فائدة منه سوى تسجيل إدانة مسجلة أصلا وبالدم المبدع  فالرقابة على الفكر والإبداع لا وجود لها في العراق تقريبا !! ليس بسبب "ديموقراطية " النظام بل لأن الغالبية الساحقة من  المبدعين والمفكرين والفنانين والكوادر العلمية قد غادروا العراق بسبب القمع والاستبداد  الداخلي والحصار الغربي، ولهذا فحين يكون المستهدف في العراق هو اللحم البشري الحي  ،فتقطع ألسنة الناس  وأنوفهم وآذانهم ويطلق عليهم الرصاص لشتى التهم الباطلة   ليطالب ذويهم ، من ثم ،   بتسديد ثمن ذلك الرصاص سيكون فتح ملف الرقابة على الفكر والأدب  في العراق والحديث عنها أقرب الى المزحة الثقيلة منه الى الشأن الثقافي الجاد .
يظل المسعى الهادف والجريء الذي تحاول تجسيده مجلة " الآداب " حريا بالإطراء والأهم من الإطراء هو تضامن المبدعين في الأدب والفن والمفكرين  العرب الجادين تضامنا فعلا . أما الجهات في سلطات الرقابة فلا يطلب المرء منها إلا شيئا واحدا هو أن تستفيق سريعا وتلقي نظرة بعينين مفتوحتين على العالم المعاصر لترى تيارات التغيير الهائلة التي تحرث الحياة الإنسانية حرثا ، وتجعل الاستبداد والقمع يدخل طوعا مرحلة الاحتضار الأكيد ، وإذا كانت تلك الجهات قد أفلحت في إتلاف مئات النسخ من هذه المجلة أو غيرها فإنها لا تستطيع مثلا إتلاف شبكة الإنترنيت الدولية  التي صار للآداب موقعها الخاص على صفحاتها وهو :
www.adabmag.com

 

الزمان ، عدد 10/12/2002    



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر العراقي سعدي يوسف يفضح عرس بنات آوى !
- اعتذار النظام للكويتيين يعكس هشاشته ، ويعطي الصدقية للخيار ا ...
- الحوار المتمدن تجربة رائدة وفي صعود دائم
- تصبح على خير يا رفيق !
- الإسلام السياسي والديموقراطية : خصوصيات المجتمع العراقي . ...
- الإسلام السياسي والديموقراطية :الحزب الديني والحزب السياسي ...
- الإسلام السياسي والديموقراطية : التطرف العلماني والتطرف الإس ...
- توضيحات الى الأخ كريم النجار : الشخص المعني كان البادئ و و ...
- صح النوم يا رفاق ! الحزب الشيوعي العراقي وجماعة-التحالف الكب ...
- زلمة النظام حين ينقلب ثورجيا !
- ملاحظات سريعة حول : التغيير السلمي والعدوان النووي الوشيك !
- مئة وخمسة بالمئة انتهازية 105% :بمناسبة اقتحام الكبيسي ومجمو ...
- التصريحات الأخيرة للزعيم الكردي العراقي مسعود البرزاني : موا ...
- دفاعا عن مبدأ المواطَنة وليس عن فخري كريم !
- المعجم الماسي للتنكيت العباسي - طرائف من التراث العربي – الج ...
- لا أمان لصهاينة المعارضة العراقية !
- تعقيبا على مقالة - مبادرة للانفتاح الديموقراطي - للأستاذ باق ...
- ما المطلوب ، مجلة جديدة أم صوت جديد ؟ حول الدعوة لإصدار مجلة ...
- مديح لصبية أوروبية !
- قرار إيران بالزج بقوات - بدر - خلال الغزو :هل هي صفقة إيرا ...


المزيد.....




- -كنا نعتمد فلسفة القوة-.. وزير خارجية العراق يقارن توجه البل ...
- -كنا على استعداد لتنفيذ ضربة نووية-، ضابط من القوات النووية ...
- حادث مروّع في ليتوانيا.. طائرة تصطدم بمنزل وتؤدي إلى مقتل شخ ...
- فيتامين مهم يساعد في تخفيف أعراض الانسداد الرئوي المزمن
- منظمة دنماركية تحذر: الذخائر غير المنفجرة ستهدد سكان غزة حتى ...
- دفنا تحت الركام.. لحظات مروعة لانهيار مقلع رخام في تركيا (في ...
- -إكسير ذهبي- لمحاربة ارتفاع الكوليسترول وأمراض القلب
- روبوت بري روسي ينجح في تدمير موقع أوكراني (فيديو)
- علامات تحذيرية على قدميك قد تكشف مشاكل صحية غير مرئية
- -بلومبرغ- تكشف فحوى العقوبات الأوروبية الجديدة ضد روسيا


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - الآداب الممنوعة وحصة العراق