بين سارتر و مؤسسة الحوار المتمدن

محمد محمد السعيد

الحوار المتمدن-العدد: 4624 - 2014 / 11 / 4 - 19:31
المحور: اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
    

المثقف يجب أن يكون يساريا معارضا.... جان بول سارتر

شنت مؤسسة الحوار المتمدن حملة أحتجاج ضد منح الاسلامي التونسي راشد الغنوشي (جائزة أبن رشد للفكر الحر) فكيف تُمنح جائزة تقديرية عريقة لمثل هكذا شخص اسلاموسياسي . الاسلام السياسي الذي هو أحد أهم أسباب تدهور المجتمعات العربية المسلمة على مر العصور لاسيما العصر الحديث , من يارتى المذنب ؟ الجهة المانحة لجائزة أبن رشد ؟ أم راشد الغنوشي ؟ أم مؤسسة الحوار المتمدن التي قبلت هذه الجائزة؟؟
(في ظهيرة 22 أكتوبر من عام 1964 بينما كان جان بول سارتر يتناول وجبة غدائه أتصلت به الصحفية الفرنسية -فرانسواز دو كلوزيه- من وكالة فرانس برس لأبلاغه انه نال جائزة نوبل للأدب فأجابها سارتر " أنا أرفض الجائزة" , كان سارتر أول شخص يرفض جائزة نوبل للأدب و كانت له اسبابه الشخصية والموضوعية التي ذكرها -أندريه غيغو- المتخصص في فلسفة سارتر اذ قال لوكالة فرانس برس" كان لديه-سارتر- سببان عميقان يحولان دون قبول الجائزة ,الاول أنه كان يخاف أن يدفن حيا قبل أن يتم مساره وكان ينظر الى الجوائز على أنها قبلة الموت , ويضيف السبب الثاني "أنه بنى افكاره على نقد كل أشكال المؤسسات التي يصفها بأنها مميتة)**
أذاً سارتر كان ينظر الى الجوائز الممنوحة من قبل المؤسسات على أنها جوائز ضاهرها التكريم و باطنها أغراض سياسية أقتصادية ماكرة , نعم لقد فهم سارتر وكشف زيف الالعاب السحرية للمؤسسات الرأسمالية المرتبطة بالسياسة ,ففي رفضه لجائزة نوبل أراد أن يقول للأدباء والمثقفين أفرادا و مؤسسات مستقليين ومعارضين أنه يجب رفض أي جائزة تمنحها أي مؤسسة لآن المؤسسات دائما ماتمنح هذه الجوائز لآغراض سياسية و لتحقيق أرباح مالية خفية .
فكان لزاما على مؤسسة الحوار المتمدن مديرا و مجلس أدارة أن يرفضوا جائزة أبن رشد (كما رفض سارتر جائزة نوبل) وأي جائزة أخرى لما تخفي هذه المؤسسات المانحة لهذه الجوائز من أغراض سياسية وأقتصادية صرفة و ها هو الشاهد الماثل أمامكم وأمام جميع كتاب وكاتبات الحوار المتمدن كيف أن أن مؤسسة أبن رشد قد منحت الاسلامو سياسي -راشد الغنوشي - هذه الجائزة جائزة الفكر الحر التي منحت للحوار المتمدن قبل بضعت سنوات لذلك أهيب بأدارة مؤسسة الحوار المتمدن أن تتنازل عن هذه الجائزة وأن ترفض أي جائزة أخرى من أي مؤسسة و لتكن مسيرتها مسيرة مستقلة معارضة لكل شكل من أشكال الاستغلال السياسي -الاقتصادي للثقافة وللأدب والفن .

#محمد_محمد_السعيد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات