|
-سامي لبيب- وخداع القارئ
رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 4624 - 2014 / 11 / 4 - 19:31
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
"سامي لبيب" وخداع القارئ
أحيانا يستخدم البعض طرق ملتوية للوصول إلى غايتهم، الأستاذ سامي لبيب من هؤلاء القوم، فهو على استعاد لقلب الحقائق والأحدث، فقط ليمرر فكرة (تحوس في رأسه) بالمس القريب عقبنا على موضوع كتبه ـ علما بأنه غزير الإنتاج الكتابي ـ وقلنا بان الكاتب يتحدث عن شيء دون أن يأخذ الظرف الذي حدث فيه، كما أنه يتحدث عن أفكار متناقضة وغير متجانسة، ارتأينا أن نقتبس من مقاله جزء محدد لنكتشف الطريقة الغير علمية التي يعتمدها الكاتب في تناوله للإسلام وللقرآن تحديدا. لا احد ينكر على الكاتب مقدرته على صياغة المواضيع، فهو متقن تماما لهذا الأمر، ويقنع كل من يمر ـ سريعا ودون تمعن ـ على كتاباته، وهذا نوع من الذكاء عند الكاتب، لكن عندما يتم النبش والبحث فيما يقدمه من معلومات ـ بالنسبة له تكون حقائق مطلقة ـ نجد الخراب والمتستر وراء هذه المقالات، فهو من الذي يقول "ويلا للمصبين " ثم يصمت ولا يكمل، وهو أيضا من الذين يتلاعبون بالأحداث التاريخية، ويقلبوها حسب مرادهم. اعترف بان مقارعة سامي لبيب تحتاج إلى البحث في أمهات الكتب، والتدقيق بكل ما يسرده من أحداث أو أقول، لأنها تكون بحاجة إلى البحث عن الحيثيات التي أوجدت تلك الأحداث أو القوال، واعترف أيضا بان طبيعة عملي والوقت لا يساعدني على الرد على كل ما يسرده سامي لبيب، واعتقد بان هذه المرة الثانية أو الثالثة التي أتحدث عما يكتبه. سوف اسرد الجانب الذي أريد فيه تبيان خداع سامي لبيب للقراء، لكي لا أكون انتقائيا في الاقتباس، كما يفعل هو. النص المقتبس هو : جماعة مؤمنة أم جماعة قطاع طريق . (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ-;---;-- إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ ۚ-;---;--) تعالوا نرى تفسيرها وأسباب تنزيلها قبل ان تحددوا رؤيتكم .- قال الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما : نزلت هذه الآية في رجل من بني مرة بن عوف يقال له مرداس بن نهيك ، وكان من أهل فدك وكان مسلماً لم يسلم من قومه غيره فسمعوا بسرية لرسول الله صلى الله عليه وسلم تريدهم ، وكان على السرية رجل يقال له غالب بن فضالة الليثي ، فهربوا وأقام الرجل لأنه كان على دين المسلمين ، فلما رأى الخيل خاف أن يكونوا من غير أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فألجأ غنمه إلى عاقول من الجبل ، وصعد هو إلى الجبل فلما تلاحقت الخيل سمعهم يكبرون ، فلما سمع التكبير عرف أنهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فكبر ونزل وهو يقول : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، السلام عليكم ، فتغشاه أسامة بن زيد فقتله واستاق غنمه ثم رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك وجدا شديدا ، وكان قد سبقهم قبل ذلك الخبر ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( قتلتموه إرادة ما معه ) ثم قرأ هذه الآية على أسامة بن زيد ، فقال : يا رسول الله استغفر لي ، فقال فكيف بلا إله إلا الله؟ قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات ، قال أسامة : فما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يعيدها حتى وددت أني لم أكن أسلمت إلا يومئذ ، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم استغفر لي بعد ثلاث مرات ، وقال : (اعتق رقبة ) - .وروى أبو ظبيان عن أسامة رضي الله عنه قال قلت : يا رسول الله إنما قال خوفا من السلاح ، قال : أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها خوفا أم لا .- وقال عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : مر رجل من بني سليم على نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومعه غنم له فسلم عليهم ، قالوا : ما سلم عليكم إلا ليتعوذ منكم فقاموا فقتلوه وأخذوا غنمه فأتوا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى هذه الآية : ( يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله) . من هذه القصة نجد أن : - ليس هناك أى مشكلة فى قتل أسامة لهذا المسكين المدعو مرداس بن نهيك لو كان كافراً وسلبه غنمه , فرسول الإسلام توقف عند قتله فقط أمام عدم اليقين بأنه كافر ليقول قولته الشهيرة "أشققت عن قلبه" . - أن جبريل حضر الواقعة عندما تم سردها أمام محمد فلاحقه بالآية على الفور فى خيمته.! - لنا أن نتوقف أيضاً عند آية لا تأتى إلا مع حدث , كذلك لنتوقف من إعتناء الله بمعالجة حدث بهذه السذاجة مغرق فى بيئته وظرفه ولا يعنى أى زمان آخر .ولنا أن نتوقف أيضا عند مقولة "فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ" - إن الرجل المسكين عندما سمع التكبير عرف أنهم من أصحاب محمد فنزل وقال " لا إله إلا الله محمد رسول الله ، السلام عليكم " فصاحبنا أسامة غزه بالسيف على الفور فقتله بالرغم أن الرجل أعلن إسلامه لهم " لا إله إلا الله محمد رسول الله ، السلام عليكم" - يهرشها نبى الإسلام بقوله( قتلتموه إرادة ما معه ) أى الغنم . - كده ظهرت ملامح القصة لنتوقف عند الطامة الكبرى عندما إستنكر رسول الإسلام قتل هذا البرئ المؤمن بغية سلب ما لديه من غنم فماذا كان موقف الرسول الكريم ,فنحن أمام فعل قتل وحده المعروف القتل قصاصاً بل أمام حد الإفساد فى الأرض أى قتل وسرقة الآمنين بالإرهاب والترويع والذي حدده الشرع بالصلب وتقطيع الأيدى والأرجل عن خلاف . - ماذا فعل نبى الإسلام الذى قال لو سرقت فاطمة لقطعت يدها أى لا يتنازل عن القصاص والعدل مهما كان ,فنحن هنا أمام جريمة بشعة لا تمنح أى شفقة لأسامة الذى قتل بريئاً مسلماً وسلب غنمه لنجد محمد يستغفر له ثلاث مرات ويطلب منه عتق رقبة لنقول فى مثل هذا الشأن "يا صلاة النبى على العدل والقصاص" .! - بماذا تفسر هذا التخاذل أمام ما إقترفه أسامة؟! . الراجل بتاعنا ومننا وعلينا وطنش سِيدى فهو عمود من أعمدة الجماعة المجاهدة التى تقف عند الطرق . - الصحابة يقتلون أي شخص لكي يغنموا ماله حتى لو كان مسلماً فلا عجب عندما يكون هذا حل مشكلة الفقر عند السلفي الحويني . - بماذا تستنتج من هذه القصة ؟ هل نحن أمام مشروع إيمانى أم جماعة من قطاع الطرق .
بهذا الكلام يخدعنا سامي لبيب، القصة التي أوردها ليست بهذا الشكل نرجو من القراء الرجوع إلى كتاب "نور اليقين" للشيخ محمد الخضري، دار القلم ، ص170، فنجد الحديث يدور معركة وقعت بين المسلمين وبني مرة، قتل فيها غالبية المسلمون، ثم تم إرسال سرية أخرى لقتال هؤلاء القوم، وتم النصر للمسلمين، والنص حسب الكتاب كما يلي: "وفي أثناء الحرب طارد أسامة بن زيد رجلا من المشركين، ولما رأى المشرك الموت في يد أسامة تشهد، فظن أسامة أن عدوه إنما قال ذلك تخلصا فقتله،" نور اليقين ص170، إذن عملية خداع المتلقي تتمثل في تغير الأحداث التاريخية، ثم يبني عليها الكاتب استنتاجات تتلاءم مع مراده، المتمثل في الخداع وتشويه التاريخ ومن ثم الانقضاض على كل ما هو إسلامي، فالقصة كما جاءت في السيرة تتناقض تماما مع السرد الذي قدمه الكاتب، من هنا ندعوه إلى الأمانة في الكتابة، ولا يكون من "الذين يغيرون الكلام عن مواضعه" لكي يمكننا الحوار بطريقة علمية وبعيدة عن التشويه والتلاعب بعقول البعض. رائد الحواري
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فكرة
-
فكر القبيلة هو الأساس
-
رواية -الأنفس الميتة- نيقولاي غوغول
-
-المسكوبية- اسامة العيسة
-
هجوم غير عقلاني على مؤسسة ابن رشد
-
-ذات مساء في المدينة- مجمد خليل
-
مجموعة -الخيمة المحاصرة- إبراهيم العلم
-
رواية -كيلا- اسعد العزوني
-
مجموعة -بحر رمادي غويط- زكي العيلة
-
العرب في مهب الريح
-
ديوان -نوم كما أرى- أشرف الزغل
-
رواية -الفئران- عباس دويكات
-
ديوان -قمر أم حبة أسبرين- محمد حلمي الريشة
-
أمي
-
-الحكاية الشعبية ودورها التربوي- عباس دويكات
-
رواية -الميراث المر- عباس دويكات
-
قصيدة -تفصيل آخر من لوحة الصعود إلى العراق- خالد أبو خالد
-
رواية -شارع العشاق- محمد عبد الله البيتاوي
-
رواية -الصراصير- محمد عبد الله البيتاوي
-
رواية -شهاب- صافي صافي
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|