|
عشية عيد الحب -3-
كريمة مكي
الحوار المتمدن-العدد: 4624 - 2014 / 11 / 4 - 12:10
المحور:
الادب والفن
في هذه اللحظة أمدّتها مساعدتها بالهاتف فأخذته متلهفة لتتثبت من ورود مكالمة أو رسالة يبدو أنها كانت تنتظرها لكنها لم تجدها فسرحت قليلا ثمّ وضعت الهاتف في جيبها و الخيبة تعلو محياها. عادت إليّ تقول و هي تحاول استرداد وعيها الذي غاب للحظات: عما كنا نتحدث؟؟...آه ...عن الشوكولا. أنا أقول لك ما هو أكثر... بل إن كلمة حلوة واحدة من فم الحبيب تبقى أحلى و ألذ ذكرى تسكن بال القلب العاشق الولهان... - إذن لماذا التحيز للكتب؟ ألأنك صاحبة مكتبة و تريدين الترويج لبضاعتك... أجابت تنفي التهمة عنها في عيد للحب صار منذ مدة حبيب حسابات التجار: لا أبدا فأنا في هذه الحالة بالذات أنسى مهنتي لأتذكر أني امرأة بالأساس فالكتاب له دائما وقع مميز لدى العشاق المغرمين بالكتب و ها أنني قد قضيت، من أجلهم، أسبوعا كاملا في إعداد هذه الزينة التي ترينها خاصة و أننا حرمنا منها في العام الفارط بسبب الثورة. قلت -آه فعلا، فالبلاد وقتها كانت في حالة من الفوضى رهيبة و ما كان بالإمكان الاحتفال بسائر أعيادنا فما بالك بهذا العيد الوافد علينا من بلاد الكفر كما يقولون هذه الأيام. قالت متألمة: - يا لها من ملهاة حزينة حكاية التكفير التي تنتشر بعنف في تونس هذه الأيام...كيف انقسم البلد فجأة بعد الثورة إلى مسلمين و كفرة. أين كان هؤلاء " زمن بن علي"؟؟ قلت:- كانوا موجودون و لكن ظلوا طويلا تحت السطح و ما إن هرب الدكتاتور حتى أطلوا برؤوسهم من كل صوب. - و لكني أحب أن أفهم لماذا يثيرون هذه الفتنة في بلد مسالم مثل تونس؟ قلت:- الأسباب كثيرة و لا يمكن لأحد أن يدّعي الإلمام بها و ها أننا كل يوم نصحو على معطى جديد حول ثورة ألهمت كل الأحرار في بدايتها... لكن المؤلم أنهم يستهدفون وحدة البلد و أرضه و تاريخه و رموزه. قالت:- هؤلاء لا يمكن أن يكونوا توانسة...قطعا هم مأجورين بأموال أجنبية ليعيثوا في البلد فسادا...التونسي كما أعرفه يحب الحياة و لا يريد إلا الحياة الكريمة له و لأسرته. - و هذا هو الأصل في كل إنسان سوي و لكن هناك أيادي أنانية شريرة تستغل النفوس المنكسرة و القلوب المعذبة لتعذب الجميع إن بالدين أو بالمخدرات أو بغيرهما. - حقيقة هذه الثورة لم تجلب لنا سوى الخوف و الرعب و كثرة الهموم فمتى يا ترى ستهدأ البلاد و تطمئن القلوب! قلت - انه قدرنا أن نكون اليوم في عين العاصفة...في هذا المخاض التاريخي العسير. - كل يوم أجهد نفسي لأفهم هذا الذي يجري حولنا لكن الشيء الذي لم أفهمه و لا أستطيع أبدا أن أفهمه هو منطق هؤلاء الذين يدعون لتحريم الفن...بالله عليك كيف يكون الفن حراما؟؟؟ قلت-أهل التحريم لا يتكلمون بالمنطق فلا توجعي رأسك لتفهمي. - و لكن لولا الفن لانتحرت البشرية. - قطعا فالفن هو الذي يجعلنا نتحمل آلام الحياة التي لا تحتمل...
*يتبع* 12 مارس1012
#كريمة_مكي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عشيّة عيد الحب-2-
-
عشيّة عيد الحب -1-
-
* ونّاسة الكنّاسة*
-
و في جوره لا تُجاريه
-
..و لا أنت في الموت
-
في صحة المحتل !
-
لو كان حقا رآني...
-
أفي الحبِّ..تُكابرْ؟!
-
لن أبيع لحمي-الأخيرة-
-
لن أبيع لحمي-17-
-
لن أبيع لحمي-16-
-
آمال كربول...أنتِ رجلُ المرحلة‼-;-
-
لن أبيع لحمي-15-
-
لن أبيع لحمي-14-
-
لن أبيع لحمي-13-
-
لن أبيع لحمي -12-
-
لن أبيع لحمي-11-
-
لن أبيع لحمي -10-
-
و لن أجيبك
-
و لكنّه الغدر...
المزيد.....
-
حكاية الشتاء.. خريف عمر الروائي بول أوستر
-
فنان عراقي هاجر وطنه المسرح وجد وطنه في مسرح ستوكهولم
-
بالسينمات.. فيلم ولاد رزق 3 القاضية بطولة أحمد رزق وآسر ياسي
...
-
فعالية أيام الثقافة الإماراتية تقام في العاصمة الروسية موسكو
-
الدورة الـ19 من مهرجان موازين.. نجوم الغناء يتألقون بالمغرب
...
-
ألف مبروك: خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2024 في
...
-
توقيع ديوان - رفيق الروح - للشاعرة أفنان جولاني في القدس
-
من -سقط الزند- إلى -اللزوميات-.. أبو العلاء المعري فيلسوف ال
...
-
“احــداث قوية” مسلسل صلاح الدين الجزء الثاني الحلقات كاملة م
...
-
فيلم -ثلاثة عمالقة- يتصدر إيرادات شباك التذاكر الروسي
المزيد.....
-
خواطر الشيطان
/ عدنان رضوان
-
إتقان الذات
/ عدنان رضوان
-
الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد
...
/ الويزة جبابلية
-
تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً
/ عبدالستار عبد ثابت البيضاني
-
الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم
...
/ محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
-
سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان
/ ريتا عودة
-
أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة
/ ريتا عودة
-
صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس
...
/ شاهر أحمد نصر
-
حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا
/ السيد حافظ
-
غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا
...
/ مروة محمد أبواليزيد
المزيد.....
|