أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - جواد كاظم غلوم - إعمار الأرض أم تخريبُها ؟؟














المزيد.....


إعمار الأرض أم تخريبُها ؟؟


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 4624 - 2014 / 11 / 4 - 07:35
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


إعمارُ الارض ام تخريبُها ؟

من ينظر الى مايجري في ارضنا العربية ببصيرة وتعقّل بعيدا عن الميل لهذا الطرف او ذاك يصاب بالعجب والاستغراب الشديدين فالخراب وحرق المدن بالقذائف والبراميل التفجيرية ونسف الجسور وتلغيم الطرق السالكة وتفخيخ البيوت وكل ما ابدعته يد الانسان من بناء واعمار وجهد استمر سنوات طوال لتشييده فتراه في لحظات قليلة يغدو ركاما واكواما من الحجارة والأنقاض بفعل العبوات الناسفة ورمي الهاونات وغيرها من وسائل الخراب والهدم
لم نسمع يوما منذ صغرنا حتى كبرنا ان تراثنا العربي او الاسلامي يدعو الى ازالة معالم البناء والاعمار والتشييد وهدم الاضرحة والمزارات والمنشآت والمعابد والمساجد والأسواق وحتى دور العبادة لغير المسلمين بل بالعكس فقد قرأنا في وصايا خلفائنا الاوّلين الى من ينضم من المقاتلين الى الفتوحات الاسلامية بعدم التعرض الى البيوت ومانشأ على الارض من عمران والحفاظ على الارض المزروعة فلا يقطع نبتٌ ولاتقلع شجرة ولا يداهم معبد ولا يتعرض لعابد او ناسك مهما كان دينه او عقيدته ، ورسالة الاسلام تنصبّ اولا في عمارة الارض ليكمل الانسان ماشيّده الاولون لاضافة لبَنَة الى الجهود الانسانية لتستمرّ الحياة بناءً وإعمارا وخلودا مما ابدعته يد الانسان طيلة وجوده على الارض ليكمل مابدأه الاولون وليضع أثرَه حتى يأتي جيلٌ لاحق يضيف الى بنائنا مايستطيع من اعمار ورقيّ وهكذا دواليك
وفي القرآن الكريم آيات عديدة تحث المؤمنين على العمل " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " وتقرنه بالصالح " ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات " وكثيرا ماترد بصيغة الامر مما يدلّ على اهمية العمل الصالح لنهوض مجتمعاتنا وبناء حضارتنا للحفاظ على الارث الانساني في الاعمار والبناء وكان رسولنا الكريم محمد (ص ) يبارك اليد العاملة الخشنة الملمس لا اليد المخرّبة ، ويدعو الله ان لاتمسّها النار وإحياء الارض وزرعها ليأكل منها البشر والطير والحيوان ومادبّ على الاديم وليس ادلّ على ذلك حديث الرسول الاعظم حينما قال : من كانت في يدهِ فسيلة وقد حانت القيامة فليزرعها
نعجب كثيرا ممن يدّعي التمسّك بالاسلام ويوهمون الناس بانهم القابضون على حبل الله المنقذ وهم يعيثون خرابا ودمارا بكل بقعة فرضوا سيطرتهم عليها فصارت بلادنا الزاهية ومدننا الجميلة خرائب وقفارا وأشعلوا أوار الحرب بين ابناء الوطن الواحد وأوقفوا ماكنة العمل وعجلة التقدم والنهوض وأشغلوا الملأ بالنزاعات العرقية والطائفية مخالفين شرع الله ورسوله الذي أمرنا أولا بالعمل لدنيانا كأننا نعيش آبدين ثم العمل لآخرتنا تالياً بعد العمل الدنيوي فالعبرة ظاهرة للعيان في هذا المسعى لأن العمل الدنيوي هدفه تحقيق الخير والنماء وترسيخ النفع العام للمجتمع ككل بينما العمل الاخروي ذاتيٌّ وشخصيٌّ بين المخلوق والخالق
ومن اسماء الارض " المعمورة " التي تدل دلالة واضحة على تقديس الجهد الانساني والحثّ على البناء والعمران فهي رسالة السماء المباركة الى الارض لتعمر وتبنى وتسمو بالعطاء وتُبقي أثَرا لمن عاش ردحا فيها وما توالي الحضارات ورسوخها في أزمان الدنيا الاّ لوضع لبنة جديدة تضاف الى مابناه وعمّر الاخرون قبلنا وحتما ستأتي اجيال اخرى تكمل مارسّخه الاجداد ليهنأ به الاحفاد ويضيفون اليها لمسات الجهود الابداعية ، فمانراه اليوم من خراب مقصود وتدمير متعمّد انما هو تشويه لرؤى الاسلام وطمس لمبادئه السامية بشأن تشريف العمل باعتباره اسمى انواع العبادات وانفعها للناس ومن خلاله تنهض المجتمعات وتسمو برقيّها ويعلو البنيان ، فليس من كبّر وبسمل لله وهو يحزّ سكينه ليقتطع رقاب الملأ ويفجّر ماصنعَ وأنشأ وعمّر عبيدُ الله وخلْقهُ البنّاؤون ذوو السواعد اليمنى القوية وشتان شتان مابين المسلم الحقيقي والمزيّف الذي صنعته أيادي الشرّ في سجون اليانكي الاميركي وفي اقبية البنتاغون



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التسفير القسري للعراقيين والتهجير من أرض الأجداد
- طوافٌ حول تضاريس الشعر
- حواضر العراق وضياع التراث المكانيّ
- ماذا تبقّى من عراقة الموصل ؟
- لماذا لاتكون داعش صناعة اميركية ؟؟
- وللديمقراطيةِ حميرها
- هل من إعادة فحصٍ للربيع العربيّ ؟!
- انقلاب الصورة
- نهبُ وتخريب التراث الموصليّ
- ضياعُ ذاكرة المكان
- نعم انتخبوا السيد الرئيس المُقْعَد
- انقذوا مسرح الرشيد ، نقولها للمرّة الألف
- المعوّقون في أرض السّواد
- هل أوقفَ الربيعُ العربيّ زحفَه
- حاشيةٌ ومستشارون
- نوّاب البرلمان العراقيّ أمسِ واليوم
- ممنوعٌ الدخول
- قصةٌ قصيرة بعنوان (سيرةٌ لمحزون يُدعى جبر )
- لماذا نحفرُ في الماضي لنردمَ الحاضرَ والمستقبل
- الحبّ يصنعُ السلام


المزيد.....




- السودان يكشف عن شرطين أساسيين لبدء عملية التصالح مع الإمارات ...
- علماء: الكوكب TRAPPIST-1b يشبه تيتان أكثر من عطارد
- ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
- مصادر مثالية للبروتين النباتي
- هل تحميك مهنتك من ألزهايمر؟.. دراسة تفند دور بعض المهن في ذل ...
- الولايات المتحدة لا تفهم كيف سرقت كييف صواريخ جافلين
- سوريا وغاز قطر
- الولايات المتحدة.. المجمع الانتخابي يمنح ترامب 312 صوتا والع ...
- مسؤول أمريكي: مئات القتلى والجرحى من الجنود الكوريين شمال رو ...
- مجلس الأمن يصدر بيانا بالإجماع بشأن سوريا


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - جواد كاظم غلوم - إعمار الأرض أم تخريبُها ؟؟