|
حوار مع سيدة امريكية تحولت الى الاسلام (2)
وسام يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 4624 - 2014 / 11 / 4 - 07:34
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
استكمل في هذه المقالة الحوار مع سيدة امريكية اعتنقت الاسلام منذ اكثرمن 30 عاما بعد زواجها من طبيب باكستاني يعيش في امريكا و تصر على ان الاسلام دين سلام لان كل المسلمين الذين عرفتهم اناس طيبين يرفضون ما تقوم به داعش
سالتني السيدة هيلين انصاري وهذا لقبها الذي اكتسبته بعد زواجها انت تحاول الصاق النقائص بالاسلام وتنسى افعال المسيحيين كالحروب الصليبية ومحاكم النفتيش الرهيبة ، وهل نسيت ما فعلته جماعة الكوكلاكس كلان من جرائم ضد السود ؟ سالتها : وعلى اي نصوص مسيحية استند اتباع كوكلاكس كلان لتبرير جرائمهم ؟ قالت : حسنا فهمت ماترمي اليه ، ماذا عن محاكم التفتيش والتي كانت باشراف الكنيسة ومباركتها قلت وانا لا انكر ذلك ، واستنكر ما ارتكبته الكنيسة من جرائم عبر التاريخ ، لكنك ولدت مسيحية اليس كذلك ، انت بالتاكيد تعرفين ان ليس هناك في الانجيل ما يحث على اي فعل من افعال الكراهية تلك ولا قول للمسيح يطلب تعذيب وقتل من ينحرف عن المسيحية او يتركها كما فعلت محاكم التفتيش، والمسيحيون اليوم اول من يدين ويستنكر تلك الجرائم ، لكن هل يستنكر مسلم واحد غزو البلدان واجبار اهلها على الاسلام بحد السيف ؟ ابدا ، الا قلة من المنصفين منهم ، واذا واجهتهم بها يحاولون خلط الاوراق بالكلام مباشرة عن الغزوات الصليبية التي ندينها نحن المسيحيون اليوم ،بل و اقول لو ذكرت لي نص مسيحي واحد يحث على تلك الغزوات لتبرأت انا من المسيحية ولعنتها قالت : على اي حال اقول لك انا وجدت نفسي في الاسلام اكثر من المسيحية ولهذا اعتنقته ، ولا اعتقد اني مخطئة قلت لها : بالتاكيد لست مخطئة في ان تختاري ماتريدين ان تؤمني به بشرط ان تعرفي كل شيء عن جوهره وليس ماقيل لك من مقتطفات تشبه السكر الذي يضاف الى السم ، انت بلا شك استسهلت تحولك الى الاسلام لان لاشيء تغير في حياتك كون زوجك كما استنتج من كلامك وان كان مسلما فهو يعيش على النمط الغربي الا في بعض الامور الثانوية ، انت عشت بعيدة عن الاسلام واحكامه ومتطلباته فتتصورين انه دين معتدل ، لكني اؤكد لك انك لا تتبعين الاسلام الحقيقي، فانت تعيشين في بلاد تحمي حقوقك ولا تسمح ان ينال منها اي انسان ، لكن حال المرأة في بلاد الاسلام مختلف ولو اردت معرفة كيف يكون الاسلام الحقيقي فاذهبي وعيشي في بلد اسلامي مثل السعودية لتعرفي حال المرأة في ظل الاسلام الذي يتباهى اتباعه بانه منع الوأد ، ولنرى ماذا ستفعلين اذا تزوج زوجك من امرأة ثانية وثالثة وانت لاتملكين اي حق في الاعتراض . سالتني : زوجي قد قال لي ان ذلك لا يتم الا اذا تحققت العدالة بين الزوجات وهذا مستحيل طبعا والقرآن يقول بالنص ان العدالة لن تتحقق مع الزوجات لذا فان من يتزوج باكثر من واحدة يخالف في الحقيقة جوهر الدين الاسلامي قلت : اذا ما الداعي لان يسمح بذلك اصلا ليقول بعدها انه غير ممكن؟ اليس هذا تناقضا في الدين ؟ مسموح لك ان تتزوج باكثر من واحدة لكنه ممنوع لانك لن تعدل ؟ المسلمون يتزوجون باكثر من واحدة تلبية لاهوائهم ولا تهمهم العدالة بين الزوجات في شيء قالت : ربما كان لذلك السماح اسبابا موجبة في ذلك الحين قلت: سيدتي ، المسلمون يصرون على ان احكام الاسلام صالحة في كل زمان و مكان ، فلا يوجد نص يعتبر صحيحا في حينه وغير صحيح الان قالت : انا مقتنعة ان الاسلام يحافظ على حقوق الانسان قلت :اذن ما تفسيرك لحقيقة ان قائدة العالم الاسلامي السعودية لا توافق على التوقيع على لائحة حقوق الانسان ؟ قالت : اول مرة اسمع بذلك قلت : بالتاكيد هناك الكثير مما لم تسمعي به لانهم لايقولون لك الا ما يحافظ على سمعة الاسلام قالت : كيف تفسر اذن ان المسلمين يقدسون المسيح في القرآن ويقدسون مريم العذراء وكل الانبياء؟ اليس هذا دليلا على ان الاسلام فعلا دين محبة؟ ابتسمت وقلت : يقدسون المسيح الذي اخترعوه واسموه عيسى وقالوا انه سيأتي في نهاية العالم ليدعو الى الاسلام ، ثم ان من يحب المسيح ويحترمه عليه بالنتيجة ان يحترم اتباعه اي المسيحيين ، لكن القرآن ينعت المسيحيين بالضالين في كل صلاة ، ورسول الاسلام محمد لعن المسيحيين في حديث صحيح لمجرد انهم يزورون قبور قديسيهم قالت : لا اصدق ذلك وعليك ان تثبته لي ، اين اجد هذا الحديث؟ قلت :سيدتي المشكلة انك لا تستطعين ان تقرأي العربية ، هناك المئات من الاحاديث المخزية لنبي الاسلام لو عرفتها بدءا ما كنت اقتربت من هذا الدين لكن المشكلة ان معظم هذه الاحاديث غير مترجم لذا لا يعرفها الا من يقرأ العربية ، سالتني : انت عشت في العراق فهل كنت مضطهدا لانك مسيحي ؟ قلت : لم اشعر باضطهاد لان العراق في الفترة التي عشت فيه كان بلدا علمانيا ، كنا نتعايش بيننا ليس بسبب الدين بل بسبب عدم التبحر بالدين ، لم يكن هناك مسلم قد سمع ان لايجوز معايدة المسيحيين في اعيادهم ولا مسلم يعرف ان لايجوز طلب الرحمة لغير المسلم ، كل هذه الحقائق بدأت تظهر بسبب المد السلفي في الثمانينات و الذي عرفنا خلالها ان الإسلام يعتبر النصارى انجاسا وان اليهود احفاد قردة وخنازير قالت باستنكار : انا لا اصدق ما تقول قلت لها: سيدتي ،لو تعلمت العربية فستصدقين كل كلمة قلتها ، سأسالك سؤالا اخر ، لماذا يهرب المسلمين بالالاف كل يوم الى بلاد الغرب الذين يعتبره الاسلام كافرا ؟ لماذا عندما يضطهد المسلم في بلاده فانه يفضل اللجوء الى دولة من دول الغرب وليس دولة اسلامية اخرى غالبيتها تدين بدين السلام والمحبة كما تقولين ؟وهل انت مستعدة ان تذهبي لتعيشي في بلاد تطبق الشريعة الاسلامية و تفرض عليك ان ترتدي الحجاب وتعاقبك بالجلد لو جالست رجلا غريبا عنك؟ قالت : ربما يعتبرون ذلك محافظة على المرأة قلت : لانهم لايثقون بها ويعتبرونها خبيثة وان اغلب اهل النار من النساء حسبما قال نبي الاسلام ، السعودية تمنع المرأة من قيادة السيارة لان فقهاء الاسلام فيها يقولون ان المرأة ستمارس الفاحشة لو تعلمت قيادة السيارة قالت : هذا كله كلام جديد على اذني ولست اعرف كم منه صحيح اجبتها : اسألي رجل دين مسلم وصادق غير مرائي وستعرفين الحقيقة ، لكني ساختصر لك هذه المناقشة ببعض الاسئلة : انت تعيشين في بلاد غالبيتها من المسيحيين ،ماذا حصل لك عندما تحولت من المسيحية الى الاسلام ؟ قالت :لاشيء ، ماذا تريد ان يحصل ؟ قلت : الم ترسل الكنيسة في طلبك وامرتك بمراجعة قرارك ؟ قالت : لا بالطبع ، ولو حصل ذلك لكنت قد اخرجت لهم لساني ، فبأي حق يامرونني بما يجب ان اؤمن به؟ قلت : اذن اسالي زوجك ما عقوبة من يترك الاسلام اذا كان يعيش في السعودية او في بلد اخر يطبق الشريعة الاسلامية؟ قالت : ماهي عقوبته ؟ قلت لها : عليه ان يعود الى الاسلام ويعلن توبته والا فان جزاءه قطع راسه ، العقوبة المفضلة في الاسلام قالت ، لا اصدق، لو اردت ان اترك الاسلام فسافعل ولن يمسني احد قلت لها : اكرر لك ان عليك ان تعيشي في بلد اسلامي قبل ان تدعي انك حرة فيما تفعلينه ، اما ان تعيشي في بلاد غير اسلامية اعطتك كل الحرية ثم تدعين انك مسلمة وحرة فهذه مغالطة قالت : افضل ان انهي المناقشة فانت تريد ان تشيطن الاسلام باي طريقة ولابد انك حاقد عليه قلت : بلادي احترقت منذ اكثر من ثلاثين عاما بسب الاسلام وماسببه من انقسام ومن احقاد مازالت مستعرة منذ 1400 عاما وانت في مأمن منها بفضل الغرب الذي ولدت في كنف حريته ومارست تلك الحرية في اختيارك للدين ودون ان تعرفي ما وراء ذلك الدين من كوارث ، وعندما تأتيك الفرصة لتكتشفي كم انت مخدوعة به بالاطلاع على أفكار و افعال داعش الدولة الاسلامية الحقيقية فانك تخدعين نفسك عندما تصدقين التبرير المضحك ان هؤلاء فهموا الاسلام بشكل خاطيء ، سيدتي ، قادة القاعدة وداعش متبحرين وفقهاء في الاسلام ويعرفونه افضل منك ومن كل من يدعي انه دين سلام ، فاذا كنت تصرين على قولك فاحلاما سعيدة....... لقد قلت لك الحقيقة الناصعة التي يعرفها المسلمون في الشرق جيدا وينكرونها اويحاولون اخفاءها خجلا من نشرها على الملأ . قالت : اعتقد اني سأغير مكان جلوسي ، فقد شوشت افكاري بما يكفي. ونهضت السيدة انصاري الى مقعد فارغ بعيد عن مقعدي ، لكني اظن انها ستفكر الف مرة بعد ذلك الحوار قبل ان تقول لغير مسلم ان الاسلام دين سلام .
#وسام_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حوار مع سيدة امريكية تحولت الى الاسلام
-
ختان النساء في الموصل ...هذا هو الاسلام الحقيقي
-
المالكي ليس اسوأ من صدام... ثم ماذا؟
-
مؤامرة اخراج عامر توفيق من منافسات احلى صوت!
-
حريم الله وخادماته
-
هل ستشعرون الان بآلام الاقليات يامسلمين ؟
-
اغتصاب المسيحيات حلال
-
لماذا تهتم بالمثليين الغربيين ياسيد عبدالحكيم وتنسى المثليين
...
-
مغالطات السيد عبدالحكيم عثمان
-
رد على سؤال السيد عبدالحكيم عثمان
-
البنوك الدينية بنوك راسمالية
-
اليوم بشارع تقسيم
-
الصومال ازمة غذائية ام ازمة النظام الراسمالي
-
الشرف في المفهوم الشرقي ووافع الطبقة العاملة
-
الوطنية سلاح لسلب الحقوق
-
قصة قصيرة
-
القرضاوي مفتي الارهاب
المزيد.....
-
القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل-
...
-
مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
-
ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو
...
-
المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح
...
-
أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202
...
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|