قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)
الحوار المتمدن-العدد: 4623 - 2014 / 11 / 3 - 20:12
المحور:
المجتمع المدني
كم من ثورات عظيمة امتلأت بها كتب التاريخ باتت الآن منسية، فيما ثورة الحسين تتجدد وتبقى خالدة رغم ان القائم بها كان رجلا واحدا ،وأنها تزداد وهجا ويتسع مداها في بلدان العالم رغم انها مضى عليها اكثر من الف عام .
السبب هو ان الصراع بين الاستبداد والطغيان والاضطهاد وظلم السلطة من جهة، وبين الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية واحترام الانسان من جهة اخرى..مسأله ازليه..لا يحدها زمان ولا مكان، ولا صنف من الحكّام او الشعوب.ومن هنا كان استشهاد الحسين يمثل قضية انسانية مادامت هنالك سلطة فيها حاكم ومحكوم ، وظالم ومظلوم،وحق وباطل،ومترف بمال حرام وفقير مستلب.
صحيح ان كثيرين عبر التاريخ كانوا ابطالا في الوقوف بوجه طغيان السلطة، ونهاياتهم كانت تراجيدية، غير ان تراجيديا مشهد مقتل الحسين في عاشورا(61 هجرية) كانت من نوع فريد..ليس فقط في الموقف البطولي لرجل في السابعة والخمسين حيث آلاف الرجال المدججين بالسيوف والرماح منتظرين لحظة الايذان بالهجوم عليه وقتله، ورفضه عرض مفاوض السلطة بأن يخضع لأمرها وله ما يريد، وردّه الشجاع بصيحته المدويه: (هيهات منّا الذلّه) وعلمه أن الطامعين بالمكافأه يتدافعون على أيهم يقتله اولا، وأيهم سيمثل بجثته..بل ولأن المشهد كان فيه نساء واطفال..وكأن الحسين اراد ان يثبت للبشرية ان بشاعة طغيان السلطة تتجاوز وحشيتها الحيوانات المفترسة، وان الطغاة يقطعون رؤوس الاحرار ويعلقونها في الرماح ويطوفون بها البلدان لظنهم انها تكون عبره..لحّر ينتفض لكرامته وعزّة قومه.. وان من يثور على الظلم يكون خالدا في ضمير الناس والتاريخ. ولهذا عاش الحسين في نفوس الفقراء والمظلومين..فيما الذين قتلوه ماتوا ملعونيين..بين من قتل شرّ قتله وبين من اصيب بمرض..الموت اهون منه..حتى الطاغيه السفيه (رمز السلطة)لم يعيش بعد اصداره الامر بقتل الحسين اربع سنوات، مع انه كان شابّا.
ما كان الحسين قد ثار من اجل سلطة،بل ثار لأنه وجد الحق قد ضاع.. والعدالة الاجتماعية قد انتهكت..ولأن الفساد الاخلاقي والمالي قد شاع بين المسلمين، ولأن سلطة الخلافة التي يفترض فيها انها تمثل القيم الاسلامية، صارت تمارس النفاق والدجل على الناس، حيث تغريهم بالمال وتحدّثهم بالامور الشرعية!..فتهرأت الاخلاق وخربت النفوس.
واهم درس فيه ان ثورة الحسين تشيع الامل وتميت اليأس في نفوس الفقراء والمظلومين..وتعدّهم بأنهم المنتصرون في النهاية، وتنبّه الحاكم الى ان فاحشة الفساد اذا شاعت بين الناس في زمانه..فأن نهايته تكون قد قربت..ان لم يتدارك حاله..فهل سيتعلم الدرس حكّام هذا الزمان؟!
ويبقى عندي تساؤل افتراضي اترك جوابه لحضراتكم:
ما الذي سيحصل لو خرج الحسين الآن متوجها الى المنطقة الخضراء؟!
#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)
Qassim_Hussein_Salih#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟