أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فيصل خالد - التفسير العلمي لطقوس الحزن في عاشوراء في العراق














المزيد.....

التفسير العلمي لطقوس الحزن في عاشوراء في العراق


فيصل خالد

الحوار المتمدن-العدد: 4623 - 2014 / 11 / 3 - 15:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ليس من السهل أن تجد سندا عقائديا لهذا النوع من الطقوس في المصادر العقائدية الاسلامية وفي مقدمتها الكتاب والسنة النبوية ،وبالتالي فأن هذه الطقوس ليست موضوع الادراك وجداني ولا ادراك عقلي ، بل هي نوع من الموروثات التي تناقلتها الاجيال جيلا بعد جيل ، من دون أن تعرضها للأسئلة العقلية أو للشك والدحض ، وأن التمسك بها أصبح مدفوعا بعواطف مثل محبة أهل البيت أو محبة الطائفة او أنها اصبحت مناسبة لإعادة انتاج التحشيد الطائفي أو تعزيز الانفعالات الوجدانية الشعورية واللاشعورية التي تترافق عادة مع تلك الاجواء والطقوس الحميمة
وحتى أن نجح البعض في التوصل الى قناعات عقلية بأن تلك الممارسات مغلوطة ، ولا تقف على ارض عقائدية صلبة ، فأن تلك القناعات سوف لن تدفعهم الى التخلي عنها خوفا من الخروج على الاجماع المذهبي او الطائفي او المجتمعي
ومهما بذلت من جهد علمي وعقلي لا يمكن أن تقنع أي عراقي بالتخلي عن الحزن على الحسين في هذا اليوم مهما قدمت له من ادلة عقلية تثبت له أن المغالاة في اظهار مشاعر الحزن ليست من الاسلام في شيء بل هي في الغالب امتداد لطقوس البابليين وحزنهم العميق على الهتهم تموز ، ولذا يهدف هذا المقال الى التذكير فقط بأن طقوس العزاء الحسيني هي امتداد لطقوس العزاء البابلي ،فقد ورد في النصوص السومرية والبابلية كثيرا من الاساطير التي تصف عودة تموز الى الحياة ثانية, فقد صورت اسطورة الخلق البابلية احتفالات رأس السنة الجديدة التي تقام سنويا في موسم الربيع حينما يتساوى الليل والنهار, حيث يؤخذ الآله بل - مردخ -(تموز) أسيرا الى العالم السفلي ويحجز هناك, غير ان عشتار تحرره من أسره بعد ايام من البكاء والنحيب وترتيل المراثي الحزينة, حتى انتصار ه في الاخير على قوى الشر والظلام.
وتعود الاحزان الجماعية في تاريخها الى العصر المعروف بفجر السلالات بحدود 3200 ق. م. ففي بابل كانت المواكب الدينية تخترق شارع الموكب سنويا لندب الاله تموز, إله الخصب والنماء, للنواح عليه اثر الفوضى والخراب الذي حل بالارض عند هبوط تموز الى العالم السفلي, ونواح عشتار عليه. وكان الكهان يقومون بتنظيم هذه المواكب التي كان الملك يشارك فيها ايضا, التي تخترق بوابة عشتار وتقيم مهرجانات تستمر اثنى عشر يوما. وفي اليوم السابع تقام دراما محزنة تمثل موت الإله تموز. وتنتهي هذه الاحتفالات في معبد مردخ الذي يقع قرب نهر الفرات, حيث تعاد فيه تمثيلية" قصة الخليقة".
والسؤال الذي يتبادر الى الذهن: هل هي صدفة ان يكون هناك تشابه, مع الفارق بين الغاية والهدف, بين انطلاقة مواكب العزاء الحسيني يوم عاشوراء من اطراف المدن وبخاصة كربلاء لتذهب الى المساجد والحسينيات والمراقد المقدسة لاستذكار يوم عاشوراء, وبين ما كان يجري في سومر واكد من مواكب واحتفالات باستذكار عودة تموز من العالم السفلي؟!!
يرى بعض الباحثين بأن استشهاد الامام الحسين كان ايذانا ببعث الاحزان الجماعية من جديد عند المسلمين المعارضين لشكل الحكم القائم آنذاك, وان هذه الاحزان لم تظهر فجأة وبصيغة مشابه لما عهدناه لدى السومريين والبابليين, وانما لبست ثوبا اسلاميا يلائم مفاهيم العقيدة الاسلامية. ويعود ذلك في الواقع الى اسباب عديدة, من أبرزها فشل الثورات المتتالية في تحقيق أهدافها واستمرار غياب الشريعة عن المسرح السياسي وتفريغها من محتواها, وهو ما ادى بهذه الجماعات الى تبني رموز تموز في الندب والبكاء على فقدان العدالة, وبخاصة بعد ان حدث نوع من الانتعاش السياسي لهذه الافكار في عهد البويهيين. والى جانب ذلك فقد وجد العلويون في مجالس الوعظ والارشاد خير وسيلة لأحداث توعية فكرية وبخاصة ما تركه استشهاد الامام الحسين من آلام, وهو موضوع خصب ترك آثارا اجتماعية وسياسية ودينية عديدة.
ان العلاقة الميثولوجية بين احتفالات بل - مردخ –تموز, في بابل وبين احتفالات عاشوراء, من الممكن ان تشكل امكانية التشابه فكريا ووجدانيا كتعبير عن انتصار الخير على قوى الشر, وان نواح عشتار على تموز, سنة بعد اخرى, انما تمثل طاقة خلق وتجديد لمبدأ الارض - الخصوبة - الحياة, مثل الاحتفال بذكرى عاشوراء الذي يمثل تجديدا واحياءا لمبادئ الحسين في الرفض والتحدي والشهادة, التي بقيت حية في الوجدان الشيعي.







#فيصل_خالد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول مواقف السيد مقتدى الصدر وتياره من التحالف الدولي والقوات ...
- هل يتحمل الشعب العراقي مسؤولية الهزيمة امام داعش
- هل يستمر العبادي في ادارة الدولة بنفس كوادرالمالكي


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فيصل خالد - التفسير العلمي لطقوس الحزن في عاشوراء في العراق