|
العملاء يمسكون قبضة السلطة بتونس
البديل الجذري
الحوار المتمدن-العدد: 4623 - 2014 / 11 / 3 - 06:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد لعبة الانتخابات التشريعية ليوم 26 أكتوبر بتونس، يستكمل النظام القديم عملية الترميم لذاته بوضعه السلطة في يد بقايا نظام بن علي المجرمين وقتلة الشعب المنتفض.. في يد القوى الرجعية صاحبة الخبرة والباع الطويل في صنع الأغلبية الوهمية والمسرحيات والمشاهد الخادعة، المدعومة بالمال والإعلام والسلاح من طرف الإمبريالية والصهيونية والرجعية بالمنطقة العربية والمغاربية، متمما بذلك مشروعه المضاد لثورة 14 يناير المجيدة، وللانتفاضة التي عصفت برموز نظام بن علي، والتي قدم خلالها الشعب التونسي البطل تضحيات عالية تحت شعار "الشعب يريد إسقاط النظام" و"ارحل"، الشعارات التاريخية الخالدة التي ألهمت شعوبا لا تختلف وضعيتها وظروفها في شيء عن واقع الشعب التونسي.
مسرحية 26 أكتوبر، كانت فيها القوى "اليسارية الإصلاحية" (الجبهة الشعبية...) والبيروقراطية النقابية التي سارت خلف تكتيكات مهندسي النظام ملح الطعم الخادع والكاذب ورداء للإثارة والتزيين. وتأكد أن المنافسة الانتخابية في عصرنا تحت سقف لعبة "الديمقراطية التمثيلية" مع الأقلية المسيطرة على الرأسمال والثروة والإعلام وذات الخبرة العريقة في صنع الوهم والخداع وتسويقه والمرتبطة بمئات الخيوط مع القوى الاستعمارية، هي لعبة خاسرة وفاسدة، ولن تكون معبرا لضفاف مستقبل يصنع فيه البديل للشعوب والعمال ويشيد من خلاله السيادة الوطنية وسلطة الشعب وسيطرته على ثرواته وخيراته واسترجاع ما نهب منه وتقديم القتلة والمجرمين لعدالة الشعب.. فأقصى ما قد تسمح به هو الصياح داخل المؤسسات لمن لا يرضيه المشهد أو لم يقبل بالنصيب المقدم له من الكعكة. هل فعلا خيار المشاركة كان مفيدا لاستكمال المسار الثوري؟ وهل سنصدق أن الثورة قد تستكمل من داخل البرلمان؟ هل من البرلمان ستصنع السيادة على خيرات البلاد؟ وهل الشعب قدم تضحياته من أجل أن ينعم بيوم للاقتراع أم من أجل بناء سلطته الفعلية؟.. هل كان المطلوب هو عزل أنصار الردة والانقلاب عن ثورة الشعب التونسي البطل وعرقلة مشروعهم وإخراج وتأطير الجماهير التي صنعت 14 يناير للشوارع لنسف وإفشال مشاريعهم أم مشاركتهم اللعبة والتوافق على تلطيف الصراع حسب الأدوار لاستدراج الجماهير لصناديق الاقتراع لانتداب جلاديهم وللإجهاز على المسار الثوري؟.. هل كان سليما تزكية وهم التمثيل من خلال لعبة الانتخابات ورهن الشعب ومصالحه لسنوات نيابية بيد سماسرة الانتخابات والجلادين والقتلة؟.. ومن يكون الباجي القايد السبسي وجماعته غير بقايا النظام المجرم..؟ ومن يكون الغنوشي وإخوته على رأس "حركة النهضة" غير من نقلتهم أنظمة الخليج إلى تونس بترتيب محكم مع الإمبريالية والصهيونية ومولتهم ودعمتهم لسرقة الثورة من أصحابها الفعليين وتسريب الظلاميين لليبيا وسوريا والعراق.. لتدمير نضالات الشعوب التواقة للحرية والانعتاق؟ فهل المطلوب المعارضة الجذرية لمسار هؤلاء الأعداء في ظل الحماسة والغليان الشعبي أم قبول التوافق معهم والترتيب لخوض اللعبة إلى جانبهم وتصريف وهم سلطة صناديق الاقتراع؟ إنه من السذاجة الاعتقاد بقدرة إسقاط من يسيطر على الثروات والأموال ومؤسسات الدولة وفي مقدمتها الجيش والأجهزة القمعية الأخرى من خلال الانتخابات!! إنها الخيانة عندما يكون الموقف موقف من ينسبون أنفسهم لليسار الماركسي والطبقة العاملة مثل مكونات الجبهة الشعبية والبيروقراطية النقابية للإتحاد العام الذين ثبت عجزهم عن النظر للبلاد وللمشروع السياسي والمجتمعي باستقلال عن العلاقة مع الرأسمالية. هل العمال والمعطلون والفلاحون المعدمون وكل الفئات المفقرة يعنيها فوز "نداء تونس" أو تراجع حركة النهضة للصف الثاني؟ هل الكادحون الذين اكتووا بنار المخططات المملاة من لدن صندوق النقد الدولي والبنك العالمي يعنيهم صعود هذا الوكيل أو ذاك؟ من المستفيد من صناديق الاقتراع في ظل سيطرة أصحاب رأس المال على كل مراكز القرار؟ ومن ستريحه هذه اللعبة دون هؤلاء والى جانبهم الفئات الوسطى المتذبذبة والانتهازية؟.. إن الباجي القايد السبسي وفريقه المشكل من مجرمي وقتلة الماضي الأسود، والذين برأهم القضاء بعد لعبة الاستدعاء لامتصاص الغضب الثوري، ذوو ماض مكشوف للشعب التونسي ورعايتهم لمصالح الرأسمال الإمبريالي والصهيوني لا غبار عليها، و"حركة النهضة" أبانت عن عمالتها للإمبريالية والصهيونية وللأنظمة الرجعية الخليجية وانكشفت أدوارها الظلامية بعمق أكبر وعلى أرض الميدان أثناء وجودها بالسلطة، وأبانت بالملموس عن طبيعتها كحركة إرهابية حامية لمصالح قوى النهب وخاضعة لإملاءات مراكز القرار الإمبريالي. وهؤلاء هم أصحاب القوة المالية والإعلامية وأصحاب النفوذ والقرار السياسي الحاسم، وهؤلاء هم المدعومون من مختلف مراكز القرار لتنفيذ مخطط إقبار الزخم الثوري وفرملة الصراع الطبقي، وهؤلاء هم أعداء الثورة وأعداء التحرر وأعداء تحرير الاقتصاد والثروات الوطنية، وهؤلاء هم أعوان البنوك الدولية المانحة للقروض لتمرير المخططات المجحفة في حق الشعب التونسي، وهؤلاء هم الضمانة لاستمرار التبعية وسياسة تحرير الأسواق ولتعميق التدهور والتردي والأزمات ولرفع وتيرة القمع والاضطهاد.. لذا، فالشعب غير معني لا بفوز هذا ولا ذاك ولا في تحالفهما أو في "تقاطبهما". بل إن الواقع الذي أفرز الزخم الثوري لازال مستمرا وسيتعمق في ظل المخططات القادمة المضمونة للتطبيق من طرف الصاعدين الى سدة الحكم، وتبقى المهمة الأكبر والمسؤولية العميقة الموكولة لمناضلي الشعب التونسي المخلصين وكل الثوار عبر العالم، والتي لا تقبل التأجيل، هي بناء القوة البديل القادرة على صيانة التضحيات وقيادة العمال وتعبيد الطريق الذي رسمه الشهداء والدماء التي صنعت 14 يناير2014 وباقي المحطات النضالية المشعة.. إن تجربة تونس، وتجارب أخرى قريبة من بينها التجربة المصرية، عنوان درس عميق لنا جميعا.. ففي غياب الحزب الثوري، من الوهم الاعتقاد بنجاح الثورة، أي ثورة.. تيار البديل الجذري المغربي C.A.RA.M.
#البديل_الجذري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القيادات النقابية تتآمر على الطبقة العاملة وعموم الجماهير ال
...
-
وقفة في الذكرى الأولى لإعلان تيار البديل الجذري المغربي
-
في ذكرى الرمزين الشهيدين الدريدي وبلهواري
-
الاتحاد المغربي للشغل: موقفنا من البيروقراطيتين..
-
ورقة تعريفية بالشهيد عبد الحق شباضة
-
جريمة أخرى يقترفها النظام مصطفى مزياني: شهيد آخر ينضاف الى ق
...
-
في ذكرى استشهاد المناضلين المسكيني والدريدي وبلهواري وشباضة
...
-
المعتقل السياسي مصطفى مزياني... نبراس يحترق/ضوء في العتمة!
-
في الذكرى الثلاثين للشهيد المغربي عبد الحكيم المسكيني
-
القضية الفلسطينية قضية وطنية إسقاط نظام رجعي أكبر خدمة للقضي
...
-
الحاجة الملحة للأداة القادرة على تمثيل وتوحيد الصبيب النضالي
...
-
مؤامرة إعدام النهج الديمقراطي القاعدي
-
الاتحاد المغربي للشغل: من البيروقراطية الى البيروقراطية..
-
يا عمال المغرب اتحدوا من أجل خلاصكم وخلاص شعبكم فاتح ماي 201
...
-
لتعلم السباحة يجب الذهاب الى الماء الجزء الثاني
-
القوى السياسية المتخاذلة والقيادات النقابية المتواطئة تقدم ا
...
-
مسيرة 06 أبريل 2014 لنجعل 06 أبريل إدانة للنظام والقيادات ال
...
-
في ذكرى انتفاضة 23 مارس 1965 نعتبر تيار البديل الجذري المغرب
...
-
تحرر المرأة رهين بتحرر المجتمع
-
التحالفات السياسية بالمغرب حدود الممكن...
المزيد.....
-
-جزيرة النعيم- في اليمن.. كيف تنقذ سقطرى أشجار دم الأخوين ال
...
-
مدير مستشفى كمال عدوان لـCNN: نقل ما لا يقل عن 65 جثة للمستش
...
-
ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تتخطى حاجز الـ44 ألف
...
-
ميركل.. ترامب -معجب كل الإعجاب- بشخص بوتين وسألني عنه
-
حسابات عربية موثقة على منصة إكس تروج لبيع مقاطع تتضمن انتهاك
...
-
الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان في الجليل الغر
...
-
البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
-
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد عسكرييه بمعارك جنوب لبنان
-
-أغلى موزة في العالم-.. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأك
...
-
ملكة و-زير رجال-!
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|