|
الدولة الإسلامية ما بين السنة والشيعة ... سبب الخلاف والانشقاق
مسعود محمد
الحوار المتمدن-العدد: 4622 - 2014 / 11 / 2 - 00:23
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
اندريه مالرو وزير الثقافة الفرنسي الأسبق يقول " القرن الحادي والعشرين سيكون قرن الأديان" التأسيس لهذا القرن الديني بدا إبان كارثة الحادي عشر من أيلول وهناك . لقراءة صحيحة لما يجري علينا قراءة التاريخ الاسلامي، العالم الاسلامي يعيش اليوم صراعا حول من يقود العالم الاسلامي، بدءا من السلفية القديمة وصولا الى صراع أهل السنة اليوم ومحور ولاية الفقيه الممتد من الآن من ايران وسوريا ولبنان وصولا الى العراق الى جانب معارضات شيعية منتشرة بالعالم العربي. وجهتي نظر تقودان هذا الانبعاث. الاولى تقودها جماعة الاخوان المسلمين وهم يحملون صورة الاسلام السياسي ويدعون الى بناء مجتمع مدني على مراحل وهي جماعة سلطوية تسعى الى استلام الحكم من خلال الميكانزمات المدنية. الثانية تقودها الجماعات الاسلامية المقاتلة التي تدعو الى بناء دولة الخلافة الاسلامية وذلك على ثلاثة مراحل وهم يحملون صورة الاسلام الجهادي . - مرحلة التثقيف. - مرحلة التفاعل. - مرحلة استلام الحكم.
الربيع العربي دفع كلا الطرفين الى مراجعات فكرية حول استلام السلطة وقرروا حرق المراحل وفرض وجودهم على الساحتين المحلية والدولية ، وذلك من خلال، التخلي عن بعض المراحل نحو السلطة وذلك من خلال الانخراط بقوة في التظاهرات و"الجهاد" المسلح والعمل المدني المعارض للسلطات القائمة .
مقابل الاسلام السياسي "السني" تبلور اسلام سياسي "شيعي" يسعى بالمقابل الى الاعتراف به واستلام السلطة من خلال بلورة هلال شيعي يمتد من ايران الى لبنان. وهو اكثر براغماتية من نظيره السني فبينما وصل في العراق الى السلطة على ظهر الدبابات الاميركية هو يسعى اليها في لبنان من خلال محاربة المشروع الامريكي وتكريس مقاومة مسلحة تقاتل على الجبهة الداخلية "7 ايار" كما تقاتل على الجبهة الاسرائيلية في سبيل الحفاظ على مكتسباتها وذلك استنادا الى منظومة عسكرية مدربة تدريبا جيدا ومجهزة بأحدث الاسلحة وآلاف الصواريخ والاهم باستنادها هو حلفها مع ايران وسوريا المحكومة بأقلية تنتمي دينيا الى الطائفة العلوية والتي هي احد الطوائف الشيعية وهي تبرر تمسكها بالسلطة من خلال ادعاء حماية الأقليات ومحاربة القاعدة. لم يعد سرا ان شيعة لبنان يسعون الى تكريس سلطتهم في لبنان استنادا الى السلاح والأكثرية وفي ذكرى وفاة الخميني 1/3/2012 خرج السيد حسن نصرالله داعيا إياهم الى الحوار حول أسس الدولة اللبنانية وأي دولة نريد في لبنان دون التطرق الى موضوع السلاح وكأنه يقول سلاحنا يفرض التوازن ويقرر اي لبنان نريد.
مقابل الإسلامين السني والشيعي هناك اسرائيل التي اعلنت يهوديتها وتسعى الى التوسع والسيطرة على المنطقة الممتدة من النيل الى الفرات لتكريس دولتها اليهودية على حساب الحقوق العربية في فلسطين التاريخية وذلك بإلغاء حق العودة، وتطهير اسرائيل من عرب 48 بدعوى يهوديتها. لتكريس وجودها كدولة يهودية تعمل اسرائيل الى ضرب القوى المعارضة لها في فلسطين ولبنان وصولا الى التحريض على ضرب ايران لإجهاض مشروعها النووي، اما من خلال قواها الذاتية بمباركة أميركية او من خلال توجيه ضربة أميركية لإيران لإبعاد الشبهات عن اسرائيل وتحييدها عن ردات فعل حلفاء ايران في المنطقة وإسرائيل ليست مزعوجة بطبيعة الحال من الحالات الاسلامية أو الشيعية فوجودها يبرر لإسرائيل انشاء دولتها الدينية، وهي كانت قد غضت النظر عن نشئة الحركات الإسلامية في فلسطين "حماس" مراهنة على الصراع فيما بينها وبين فتح كبرى الفصائل الفلسطينية حينها والتي كانت متزعمة للعمل الفدائي بهدف إرباك فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية وإغراقهم بحرب وصراعات داخلية تبعدهم عن الهدف الرئيسي فلسطين، ويسهل لإسرائيل الاستمرار بمشروعها الاستيطاني، وإضفاء الطابع اليهودي على دولتها وتهجير حتى عرب ال 48 لتكون دولتهم الدينية العنصرية بمكون واحد اليهود.
على ضفاف الحالات الثلاثة هناك الشباب التواقين للحرية والمجتمع المدني الرافض للسيطرة الدينية، الذين انتفضوا بداية في تونس على اثر انطلاق شعلة الثورة بحرق البوعزيزي لنفسه احتجاجا على الظلم والإهانة التي لحقت به على يد شرطية بلدية، وامتدت الشعلة الى ليبيا ومصر وانطلقت الحناجر بالجملة الأشهر الآن في العالم العربي الشعب يريد إسقاط النظام، لم تكد الثورة تسقط الأنظمة الثلاثة التي سبق وذكرناها حتى وصلت شعلة الحرية الى سوريا، التي طغى على الثورة فيها طابع طائفي كونها تحولت الى قتال سني علوي مدعوم من ايران وحزب الله.
الهدف الذي يسعى اليه الإسلاميين بشقيهما السني والشيعي هو اقامة الدولة الاسلامية ولو من منطلقين مختلفين.
تعود بذور الخلاف السني الشيعي إلى اللحظة الأولى التي رافقت وفاة النبي محمد، فمن تحديد الأحقية في خلافته اندلعت الشرارة الأولى بين القبائل التي وحَّدها الإسلام. وتعود بداياتها إلى انقسام المسلمين إلى فريقين: يمثَّل الأول، علي بن أبي طالب (ابن عم الرسول) ويقول بأحقيته بالخلافة لأنه أقرب الناس إلى النبي محمد فهو ابن عمه وزوج ابنته، وأول شاب دخل الاسلام، ونام مكان الرسول ليلة هجرته لكي لا تشعر قريش التي كانت تخطط لاغتيال الرسول ليلتها بغيبته، وتفاجئت قريش بعلي ينام في مخدع الرسول عندما هاجمته. أما الفريق الثاني فضمَّ القبائل التي لا تمت بصلة نسب مباشرة إلى النبي، وترى أن الخلافة حق لكل مسلم.
مفهوم الدولة لدى السنة (الخلافة):
السنة يسعون الى الخلافة كنظام للحكم، وهي تختزل العديد من المعاني، فهي تعني الحكومة الاسلامية التي تطبق الشريعة، وهي تحاكي بنموذجها النموذج التاريخي الذي انتهى بسقوط الخلافة العثمانية على يد اتاتورك مؤسس تركيا الحديثة عام 1924.
الأسس المرجعية لمفهوم الخلافة لدى المسلمين السنة:
اولا: الحاكمية وهي تمثل مع جملة "كفر الأنظمة الوضعية " اكثر الكلمات تداولا في أدبيات التنظيمات الجهادية جاعلين منها الأساس الشرعي الذي تتأسس عليه ضرورة استعادة الخلافة. خطورة مفهوم الحاكمية تكمن موقعه في دائرة الإيمان فيستندون اليه في التفسيرات السياسية للدين، فأراد له واضعوه ان يمثل الفاروق فيما بين "الإيمان" و"الكفر" جاعلين منها احد أصول الدين وركائز العقيدة، التي يسقط الايمان بسقوطها. ويبنون على الحاكمية موقفهم كجماعات اسلامية على اختلافها موقفهم من الحكومات والمجتمعات في العالمين العربي والإسلامي.
ثانيا: توحيد الأقطار الاسلامية تحت لواء الخلافة المزمعة إنشائها كردة فعل على تقسيمات سايكس بيكو، الهدف اذا انشاء دولة واحدة في العالم الاسلامي كله، ليس اي دولة بل هو في دولة تستأنف الحياة الاسلامية عن عقيدة، وهم يرفضون التعددية السياسية والفكرية داخل هذه الدولة، ويكفرون بالديمقراطية ويعتبرونها مخالفة للدين الاسلامي.
ثالثا: السلف الصالح والتمثل به فالنسبة للمطالبين بالدولة الاسلامية، هي واقع امتلىء به التاريخ، على مدى ثلاثة عشر قرنا، وعوامل وجودها أقوى من أن ينكرها الزمن، أو يقوى على مصارعتها، وهي أمنية الأمة الإسلامية المتعطشة لمجد الإسلام. ويبدو الإسلاميين بحنينهم هذا وتمجيدهم لمجد الخلافة في غابر الزمان كجاهليين العرب، عندما كانوا يتفاخرون بالأنساب وصولا الى تأليه الأجداد، انهم يظنون انهم لن يكونوا خير أمة للناس الا اذا أعادوا الخلافة.
رابعا: المفهوم السياسي لطالبي الدولة الاسلامية هو انهم يسعون لتوحيد الأمة في شخص حاكم واحد على غرار ما فعلت القاعدة وطالبان في افغانستان عندما اختصرت الأمة بشخص الملا عمر، فهم يعتبرون ان الحاكم لا يستطيع التعاطي مع مفردات كحقوق الإنسان أو الديمقراطية، أو التعددية، أو الحريات، ويصر على وصم هذه العبارات بالكفر دينا ويعتبرها مفاهيم خطرة تضرب الاسلام وتركز الحضارة الغربية.
مفهوم الدولة لدى الشيعة
لم يكن للمذهب الشيعي فكر مستقل عن الإسلام، وإنما التراكمات السياسية اللاحقة في الصراعات الإسلامية – الإسلامية هي التي كان لها الدور الأول في تكوين المذاهب الدينية الإسلامية ومنها المذهب الشيعي. وارتبط التكوين الفكري بمضامين الخلافات السياسية، التي كانت تدور حول مسألة الخلافة، فكان كل مذهب ينهل من الأصول الإسلامية ما يدعم وجهة نظره. يعود اكتمال التكوين الفقهي الديني الشيعي إلى جعفر الصادق (أحد أحفاد النبي من سلالة الحسين بن علي بن أبي طالب) والذي تميَّز بنبوغه الفقهي والذي كان معظم الذين أسسوا للمذاهب الفقهية السنية قد تتلمذوا على يديه. أما اكتمال التكوين الفكري السياسي فيعود إلى العام 260 هـ بعد أن غاب الإمام الثاني عشر وإليه تعود تسمية الشيعة الإثني عشرية. لما كانت الخلافات السياسية هي التي أسَّست لتشرذم المسلمين فقد اتكأت إلى النصوص الدينية لتدعيم مواقعها. ولذا كان الخليفة المسلم محاطا بدائرة من الفقهاء الذين يصدرون شتى أنواع الفتاوى لتدعيم شرعية خلافته. بمرور الزمن، وبتراكم الخلافات السياسية حول موقع الخليفة تعمقت التناقضات بين المذاهب الإسلامية، فوصلت الخلافة الإسلامية الى التفسخ، فعرف التاريخ الإسلامي، في مرحلة من مراحله، وجود خلافتين: أحدهما سنية في بغداد، والثانية شيعية في القاهرة (297هـ – 567هـ). اختفى آخر أئمة الشيعة -الذين يتحدرون من صلب الحسين بن علي بن أبي طالب- وهو الإمام الثاني عشر، وعمره خمس سنين، من دون أن يخلفه أحد. وبغيابه انقطعت سلسلة الأئمة، فتأسست من بعد غيابه نظرية "الانتظار" عند الشيعة الإثني عشرية. وتقوم نظرية الانتظار على أساس أنه لا يجوز أن يتولى السلطة السياسية للدولة الإسلامية الشيعية إمام غير معصوم عن الخطأ. فالإمامة - بمحتواها الديني والسياسي عند الشيعة - تكليف إلهي لتطبيق الشرائع السماوية، فالله الذي أنزل تلك الشرائع لن يسمح لأحد أن يطبقها إلاَّ إذا كان معصوما عن الخطأ. الامبراطورية الصفوية المنتشرة في بلاد فارس كان لها دور مستمر ومترافق مع الصراعات المذهبية، وقد لعب الفرس دوراً كبيراً في الخلافات المذهبية المذهبية حيث كان الفرس ميالين إلى تأييد المذهب الشيعي منذ العام 260 هـ. انتهاء الخلافة الأموية في العام 125هـ. سهل للصفويين (أواخر القرن السادس عشر الميلادي) الاستيلاء على العراق، حيث انها كانت تريد السيطرة على العتبات المقدسة الشيعية في النجف وكربلاء والكوفة (أكبر المدن الشيعية في العراق والتي تحتضن مدافن أئمة الشيعة: علي بن أبي طالب والحسين والعباس...). تعود مسألة الانقلاب على الفكر السياسي عند الشيعة إلى عهد الدولة الصفوية في بلاد فارس عندما أجاز فقهاؤهم شرعية أن يتولى شيعي موقع "نائب الإمام الغائب" فتقاسم السلطة كل من الفقيه (وصلاحيته الفتوى الدينية) والشاه الصفوي (وصلاحيته حكم شؤون الدولة). وانتهى هذا الشكل من الحكم بانتهاء الحكم الصفوي الفارسي في إيران. وظل تجربة تاريخية نائمة حتى أواسط القرن العشرين الميلادي. في أواخر الخمسينيات من القرن العشرين نشأت في النجف في العراق - ربما كردة فعل لنشأة حركة الإخوان المسلمين السنية في مصر- حركة دينية شيعية سياسية تؤسس لفكر شيعي سياسي جديد يجيز القفز فوق "نظرية الانتظار" لتفسح أمام الشيعة في لعب دور سياسي في بنية الدولة. ولهذا الغرض تأسس "حزب الدعوة الإسلامي". بأواخر الستينيات من القرن العشرين، بدأ التململ الشعبي الإيراني ضد نظام الشاه، ونفي الخميني من إيران فلجأ إلى النجف في العراق. فاحتك بجماعة حزب الدعوة الذي كان يروج لإجازة دخول الشيعة العمل السياسي في فترة انتظار عودة الإمام الثاني عشر الغائب. فاقتنع الخميني بتلك النظرية وروج لها بمحاضراته في النجف وقد صدرت فيما بعد بكتاب له اسمه الحكومة الاسلامية، كان مضمون الخطاب التجديدي الذي عمقه الخميني في الفكر الشيعي قد تبنى نظرية "ولاية الفقيه" التي تجيز للشيعة العمل السياسي في فترة "غيبة الإمام المنتظر"، وهي امتداد وتطوير للنظرية التي حكم العهد الصفوي الشيعي في بلاد فارس (إيران) على أساسها. نظرية ولاية الفقيه سهلت لشيعة العالم الانخراط بالعمل السياسي وساهمت ببناء اول دولة اسلامية على اساس المذهب الجعفري في ايران وأسس لإنطلاق الشيعة للحكم خارج أيران على قاعدة تصدير الثورة مما فتح الباب أمام أمل إعادة الحياة للخلافة الإسلامية حسب التعاليم الشيعية.
لقد أنعش انتصار الثورة الدينية في إيران آمال الحركات الدينية السياسية السنية من جانب، وفتح الأبواب أمام الحركات الدينية السياسية الشيعية للعودة إلى الحياة السياسية من جديد. وبمثل تلك البيئة وقف العالم الإسلامي أمام مرحلة جديدة تراجعت فيه القوى العلمانية، وطنية وقومية وماركسية، إلى أكثر حدودها ضعفاً منذ أن تكوَّنت في مطالع القرن العشرين. وأسهمت في تراجعها عدة عوامل : - دعم نظام الرئيس الراحل أنور السادات للحركات الإسلامية عامة كمقدمة لاستقطابها واحتوائها من أجل تمرير صفقة تسوية الصراع العربي الصهيوني. - احتضان بعض الحركات الاسلامية من قبل الإدارات الأميركية لمحاربة الشيوعية، وكان أشدها بروزاً مقاومة الاحتلال السوفياتي لأفغانستان. - انتصار الثورة في إيران بقيادة الخميني وإعطائه الأمل بإحياء الدولة الإسلامية الموعودة.
تعاونت تلك العوامل مجتمعة لتؤسس لحركة إسلامية ناشطة تتبادل مواقع القوة التي طبعت جيل الثمانينات من القرن العشرين. ومما أسس لتلك القوة: - حرب الحركات السياسية الدينية أفغانستان ضد الوجود السوفياتي. - الحرب العراقية الإيرانية التي امتدَّت لثماني سنوات . - التراكمات السياسية للحركات السياسية الدينية على الساحة اللبنانية حيث حاولت حركة التوحيد الاسلامي اقامة إمارتها الاسلامية في طرابلس العام 1984 بالتعاون مع الراحل ياسر عرفات، ونشأة حزب الله اللبناني من رحم حزب الدعوة العراقي العام 1982، وقصقصة جناح الأحزاب الوطنية والعلمانية لصالح الحزب الناشىء، وصولا الى اغتيال قيادات علمانية يسارية لإفراغ الساحة الفكرية ( حسين مروة، حسن حمدان"مهدي عامل"، خليل نعوس، سهيل طويلة) انتهاء بسحب قرار مقاومة اسرائيل من الأحزاب الوطنية والعلمانية واليسارية لصالح حزب الله وإيران حيث طورد المقاومين ممن يفترض بهم انهم حلفاء بالصراع مع اسرائيل فقتلوا من قبل القوى الشيعية المقاومة "امل وحزب الله" وخاضت القوى العلمانية اليسارية معارك داخلية ليتسنى لها مقاتلة اسرائيل والاستمرار بدورها بالتحرير خاصة بعدما حررت بيروت والجبل الا انها إضطرت في نهاية المطاف بعد شراسة الهجمة عليها الى ترك الساحة لحزب الله المدعوم إيرانيا وسوريا حيث شكل بذلك التحالف الطرف الثاني للهلال الشيعي الذي تشكل ايران طرفه الأول.
خلاصة حول الخلاف الشيعي السني حول إحياء الخلافة الإسلامية :
ليس هدف إعادة إحياء الخلافة الإسلامية ذات مضامين متفق عليها بين المذاهب السنية والشيعية. وتعود جذور الخلاف إلى منابعها التاريخية التي أشرنا إليها أعلاه، فالحركات السياسية السنية تهدف الى إعادة الخلافة كحق لكل مسلم، وهم بهذه النظرية يتناقضون مع أهداف إعادة الخلافة على الطريقة الشيعية التي تحصرها في سلالة النبي محمد من ابنته فاطمة. واستناداً إليه ستعود الحركات الدينية السياسية الإسلامية بتاريخ الصراع الشيعي السني إلى أيامه الخوالي. ففيه سيغرق المسلمون في صراعات دموية جديدة ومن هنا ينبع الخوف من الصراع السني الشيعي، فهو صراع اديولوجي غير مضمون النتائج ويحرق بنيرانه الأخضر واليابس يؤسس لمشروع كيسنجر بتقسيم المنطقة الى دويلات طائفية وعرقية ضعيفة متصارعة تكون اسرائيل فيها الشرطي الراعي لمصالح الغرب في المنطقة تعيش على تناقضات تلك الدويلات.
البديل الحقيقي:
في ظل هذه الهجمة الدينية والصراع المتأتي عنه لا بد من وجود تيار ثالث يخلق التوازن ويؤسس للحرية والديمقراطية والتنوع، يعطي الأقليات الدينية والقومية والعرقية فرصة للتعبير عن نفسها دون ان تذوب ببحر أكثري وما تهجير مسيحيي العراق من قبل ومسيحيي سوريا حاليا وخطف مطارينهم، والاعتداء على أقباط مصر، وتهديد وجودهم، والتعرض لعلمانيي تونس واغتيالهم، وإبعادهم عن مركز القرار، سوى نموذج لما يمكن ان يكون الحال عليه في حال طبق شعار الدولة الإسلامية، فسنكون حينها فعلا أمام خياران أحلاهما مر وهو إما الذمة ( أي ان تكون الأقليات الدينية من أصحاب الذمة، أي يدفعون الفدية لحمايتهم) والخيار الثاني يكون بالهجرة، ومن هنا تأتي خطورة النموذج الذي سمح بتكريسه التيار الوطني الحر عبر توقيعه مذكرة تفاهم مع حزب الله ليسمح له بالتمتع ببعض الحرية، وانتخاب نوابه، بالصوت الشيعي، بتلك الوثيقة كرس التيار ذمية مسيحيي لبنان، وقبل لهم العيش بظل حماية سلاح الغير.
#مسعود_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اكراد سوريا بين مطرقة داعش وسندان الخلافات الداخلية
-
ماذا لو سقطت كوباني
-
السيد المشاكس
-
فاروق مردم بيك يتحدث عن الثورة السورية وفلسطين وعلاقته بسمير
...
-
وامعصوماه أدرك نينوى ... طرد المسيحيين ليس بإسلام
-
حيفا وما بعد حيفا ... اين وعدك يا سيد حسن غزه تناديك
-
ظهور الخليفه الداعشي إخراج متقن ... رسائل ودلالات
-
سمير قصير ... الربيع بوجه خريف البطريرك
-
وسام فايز ساره ... حكايته مع السلمية ... وسبب قتله
-
مقابلة خاصة مع المعارض السوري الكردي عبد الحميد الحاج درويش
-
نصرالله اكتشف انه أسد في الشام وذئب في الحولة ولبنان
-
بشار وشبيحته ... تحليل بسيكولوجي لشخصيته
-
لسوريا .... التشبيح ومعانيه
-
سوريا ولبنان ... الفصل الأخير للتشبيح
-
مشعل تمو ... الشعب السوري واحد
-
سوريا ... ما بين حسين الهرموش والبطاركة الراعي وصفير
-
المستقبل قرر المواجهة .. الحكومة، حزب الله، الجيش، المفتي
-
الأسد سوريا مزرعة .. نصرالله سكرات الموت
-
الرئيس ميقاتي ... تلفن عياش... من قتل المقاومين الوطنيين
-
تل الزعتر، المسلخ، الرمل، ... الفاعل واحد
المزيد.....
-
مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي
...
-
أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع
...
-
الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى
...
-
الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي-
...
-
استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو
...
-
في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف
...
-
ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا
...
-
فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي
...
-
استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
-
ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|