أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - الشرقي لبريز - يوم ميلادي ...














المزيد.....


يوم ميلادي ...


الشرقي لبريز
اعلامي وكاتب مغربي

(Lebriz Ech-cherki)


الحوار المتمدن-العدد: 4621 - 2014 / 11 / 1 - 22:28
المحور: حقوق الانسان
    


في حلكة هذا الليل انزوي بتلك الغرفة استحضار ماض ، فيظهر كعصفور يكسر البيضة ليخرج الى الوجود، و حينها يتحول إلى كائن عملاق يلف نفسه بلحاف به ثقوب، و كل ثقب بحجم نافدة، و كل نافدة اطل منها على وطن جريح ، و كل جرح بحجم جبل .
اشاهد من فوقه الخيانات تلو الخيانات ، و الخيبات ... ، و كل خيانة ثمنها اكبر من الأخرى .
ادرك كم هي خبيثة لعبة القدر .
نعم انا الآن أوجه سؤالا لكل من أعرفهم ، حتى اصبحت انا نفسي سؤالا للكل ، بل حتى لنفسي أصبحت اشك أنني اوجد خارج عالمهم ، لكنني متأكد من شيء واحد انني لن اقبل بعاداتهم و طقوسهم كتأكدي من انني جاءت الى الوجود في مثل هذا اليوم دون مساءلتي هل لي رغبة في ان آتي .
و متأكد ايضا من مصادرة حقي في ان اختار اسمي و نسبي ، جئت قسرا بعد عملية لا ادري كيف و متي تمت و اين ؟ هل تمت في حلكة ليل بهيم او في واضحة نهار ، المهم انه باحتساب الشهور انطلاقا من التاريخ المدون على صفحة كناش الحالة المدنية الخاص بي و عدد الشهور التى تستغرقها العملية تأكد لي ان العملية تمت في احد ايام فصل الخريف .
في ليلة من ليالي الخريف الموحشة الباردة لأتذكر تاريخ سبب مجيئي لهذا العالم .
خرجت أجوب شوارع المدينة الجميلة وجدت اجسادا نحيفة تملأ ارصفة شوارعها و تفترش الارض و تتلحف السماء في زمهرير الشتاء و في وحشة الليل يختلط لعاب البؤس بطعام من قمامتهم . أصبحت حينها مشوشا و انا اجوب عوالم دهني و ارص امامي خطاباتهم و شعاراتهم و رائحة أجساد البؤساء المختلطة بطعام القمامة امامي تستفزني لطالما استعملوا هؤلاء البسطاء كارقام في مسرحياتهم الهزلية و راهنوا عليهم كرهان المقامر على الجياد و لعبوا بعقولهم و اوهموهم بوطن جميل. اختنقت و انا استحضر شعارات لعبتهم من كل ما سمعت .
حينها فكرت في البكاء بصوت عال و لم لا ابكي ، الان البكاء يعبر عن الطفل بداخلنا، وهذا الطفل هو الشيء الانساني الوحيد المتبقي فينا .
ابكي وطنا سليبا ، أبكي انسانيتنا التى يحاولون ان يدمروها و يجعلوننا ننساها او على الاقل نتناساها في وطن لا يعترفون لنا به .
و انا امام المنظر افكر و افكر ...اخيرا وجدت الحل .
الحل ان انتفض و اثور ثم انقض على كل شعاراتهم التي لازلت عالقة بدهني و اخنقها و أحول تلك الاوراق التى يكتبونها عليها الى اوراق للاستعمال بالمرحاض .
تحت سماع أهات و أنات هؤلاء المشردين النائمين منهم و أولئك الذين يتسابقون الى اماكن القمامة للبحث عن طعم يسدون به جوعهم. و انا اتابع المنظر المؤلم قلت لنفسي : اننا مهزمون و كل شيء حولنا فقد طعمه " ، اهتز راسي دون ارادة و كاني اسمع قهقهة و ضحك صاخب ينبعث من احد الحانات المصنفة، تلك الاماكن التى يصرفون فيها بسخاء. حضر بمخيلتي منظر تلك الفتيات اللواتي اخترن هذه المحلات لعرض اجسادهن للبيع لاكلة اللحوم الادمية ، فتيات لا يعترف لهن بإنسانيتهن حولوهن الى آلات خلق متعة و تفريغ كما ينكر العرب على المراة انسانيتها و يحولها الى ادة تفريغ و تفريخ .
أضفت أنا إنسان ملعون لان سبب مجيئي الى هذا العالم كان في مثل احد ايام هذا الفصل .
سمعت نفس القهقهة فصرخت : قهقهوا حتي تتشقق مؤخراتكم فقهقاتكم و روائح عطركم المستورد التي تملأ الاماكن التى ترتادونها و شعاراتكم التى ترفعونها ليس لها لا طعم و لا رائحة حين تختلط برائحة عرق الكادحين بلعاب البؤساء و هم يتغدون على قمامتكم .



#الشرقي_لبريز (هاشتاغ)       Lebriz_Ech-cherki#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة المغربية تمارس المنع في حق انشطة الجمعية المغربية لحق ...
- تراجعات خطيرة في مشروع قانون المسطرة الجنائية على المستوى ال ...
- الانكسار
- كل موت و انتم ...
- المجلس الوطني للجمعية المغربية لحقوق الانسنان ينهي اشغاله بن ...
- في القلب حزن
- ليلة حب
- وفاة اخرى بمخافر الشرطة بالمغرب
- بوح خالد
- سر الليل
- الجمعية المغربية لحقوق الانسان تدعو مناضلها الى تحمل مسؤولية ...
- المرحلة ! و مناضلي الجمعية المغربية لحقوق الانسان ؟
- المغرب : دولة المنع منع ندوة صحفية باسفي ، و مصادرة حق التنق ...
- الحبيبة ،وطن، ام ،...
- حتى لا ننسي : رجال قلما يجود بهم التاريخ
- محاولة جديدة لاعدام اطارات حقوقية و منبر اعلامي
- الغرفة
- في حضرة افروديت
- قضية الاستاذ عنبر بصمة سوداء اخرى
- شهادة وفاة


المزيد.....




- حماس: لن نجري محادثات إلا بعد إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين ...
- العراق يحتل المرتبة 148 عالمياً في مكافحة الفساد.. بغداد تتص ...
- قادة أمنيون يحذرون نتنياهو من تداعيات كبيرة لتجميد إطلاق الأ ...
- رئيس يويفا خائفا على مستقبل أوروبا: الغرب متغطرسون وحرية الت ...
- حماس: لن نجري محادثات مع العدو قبل إطلاق سراح الأسرى
- ويتكوف إلى الشرق الأوسط.. حماس: لا محادثات قبل إطلاق الأسرى ...
- -مراوغة- الاحتلال في الإفراج عن الأسرى تثير موجة غضب بالمنصا ...
- الاحتلال يعتزم منع الأسرى الفلسطينيين المحررين من دخول الأقص ...
- هيئة إدارة الكوارث الباكستانية ترسل شحنة جديدة من مواد الإغا ...
- -حماس-: لن يكون هناك أي حديث مع العدو عبر الوسطاء قبل الإفرا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - الشرقي لبريز - يوم ميلادي ...