أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رامي معين محسن - سيادة القانون وأثره على السلم الأهلي والمجتمعي














المزيد.....

سيادة القانون وأثره على السلم الأهلي والمجتمعي


رامي معين محسن

الحوار المتمدن-العدد: 4621 - 2014 / 11 / 1 - 13:38
المحور: حقوق الانسان
    


لما كانت البشرية والمجتمعات الإنسانية القديمة على اختلافها تعيش عبثاً دونما ضوابط تحكم سلوك الإنسان وتصرفاته فيها، سادت شريعة الغاب، وأمست -وأقصد المجتمعات- أمام مشهد غابر لا تحسد عليه، جراء مخاطر الحروب والنزاعات التي هددت تماسك بنيانها الداخلي وعرضتها بمجملها إلي جملة من الآثار المدمرة وعلي كافة الأصعدة، بالتأكيد عاشت معه الإنسانية تلك الفترة برمتها على قواعد أن " القوة تنشئ الحق وتحميه "، فصار ما صار من مآسي نتيجة تداعيات تلك الحالة، الأمر الذي أنهك قوى الإنسان وأسرته وممتلكاته ومجتمعه، كونه الهدف المستمر لعمليات الانتقام وأخذ القانون بلا رحمة باليد، وهو ما يدلل بقوة على أن العنف ليست ظاهرة حديثة وإنما يعود تاريخها إلى المجتمع الإنساني الأول، كيف لا وأن قابيل قتل أخيه هابيل، ومنذ ذلك اليوم حتى يومنا هذا فقد شهدت البشرية أصنافاً لا تحصر من مظاهر القسوة وموجات العنف والعنف المضاد، فالعنف لا يولِّد إلا عنفاً .
وهو ما يتنافى مع الفطرة السليمة وتعاليم الشرائع السماوية قاطبةً التي تؤكد في مجملها وبوضوح على أن الأصل في الحياة احترام الإنسان، والتعايش المشترك والسلم والتسامح وصولاً لتعمير الكون أساس الخلق، وأمام تلك المشاهد المؤلمة والدامية فكر الإنسان جلياً وتوصل لقناعة تقضي بضرورة التوصل إلى نواظم – مبادئ أو قوانين- تحكم سلوكه وتهدبه تجاه كل ما يحيط حوله، ويكون لها كامل الأثر في التخلص من المعاناة جراء نمط العيش القديم واستخدام العنف، وأن يكون من شأنها أيضاً توفير الحياة الكريمة التي يصان فيها كل يتعلق بشخصه كأسرته وماله ومسكنه ويعترف له فيها بممارسة جملة الحقوق الإنسانية التي لا يمكن للناس العيش بدونها أسوياء، وهو ما كان فيما بعد، ويدلل على أن القانون وسيادته والإرادة الجمعية وحدهما هما القادران على تحقيق الهدوء والسلم الأهلي والمجتمعي في كل المجتمعات التي تثوق وتتطلع للأفضل ورسم لوحة الأمل في عيون المواطنين، وسيادة القانون هي تأمين حماية حقوق الإنسان وحرياته بالنسبة للأفراد والجماعات بشكل متساو، ودونما تمييز على أي أساس، كما وتقتضي المساواة بينهم في العقاب بموجب نصوص القانون، وهي بهذا المعنى تحمي المواطنين من كل إجراء قهري أو تعسفي قد يتخذ بحقهم من قبل السلطات أو الحكومات .
أما عن مفهوم السلم الأهلي فهو نبذ العنف وكل إشكال التقاتل، أو مجرد التحريض عليه، أو حتى تبرير استخدامه، أو نشر ثقافة تعتبر التصادم والتقاتل حتميًا بسبب حالة التباين والاختلاف، وتحويل مفهوم الحق بالاختلاف إلى إيديولوجية الخلاف، أو بمعنى آخر هو يعني العمل الجاد على منع وقوع الحرب الأهلية في المجتمع، وما دون ذلك أعتقد بأنه لا يمكن لأي مجتمع الولوج إلى عالم التنمية والتغيير والاستقرار .
وإذا ما نظرنا لرزمة القوانين الفلسطينية سنجد أن نصوصها جاءت تؤكد علي نبذ العنف وتجريم اللجوء إليه وتعزيز سيادة القانون وترسيخ حالة السلم الأهلي وصون احترام حقوق الإنسان ... الخ، وهو ما يفهم من مجموع مواده المختلفة، الأمر الذي يمكن معها أن نكرس حالة القيم الإيجابية في مجتمعنا بما يخدم الإنسان والتنمية والمجتمع ويمكننا من خلالها الوصول لما نريد، على اعتبار أن كل حالة سلم أهلي ومجتمعي تتطلب وجود القانون وسيادته، كما وتتطلب حالة من الاستقرار ونبذ العنف، إذن كما هو واضح فإن العلاقة تكاملية ما بين القانون والسلم بمفهومه الواسع .
إن نبذ العنف والفلتان والفوضى بكل أشكالها بحاجة أكيدة إلى رغبة حقيقية صادقة وإرادة قوية من كل أطراف العلاقة في مجتمعنا الفلسطيني، فالمواطن ملزم بنبذ العنف وعدم اللجوء إليه في حسم إشكالياته مع الآخرين، والسلطة السياسية مطالبة بتعزيز حالة سيادة القانون واحترامه، وإنهاء حالة الشرذمة، واحترام حقوق الإنسان وتعزيز مساعي الانتقال إلى الديمقراطية بالحوار والتعددية، وعلي المجتمع بمؤسساته إدراك حقيقة أنهم صمام الأمان الأول، وأن عليهم مسئوليات جسام تتمثل في نشر الوعي المجتمعي حول عبثية العنف وتداعياتهما، فالسلم الأهلي والمجتمعي مسئوليتنا جميعاً خلال العقد القادم عسانا نحقق مستقبل الحلم لأطفالنا، ومعاً نحو الضغط لجهة اعتماد خطة وطنية إستراتيجية هادفة إلى تعزيز حالة سيادة القانون والسلم الأهلي في الأراضي الفلسطينية، انطلاقاً من قاعدة أن العيش المشترك الهادئ هو قضية مجتمعنا المركزية التي لا صوت يعلو على صوتها .



#رامي_معين_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هكذا تريد غزة التهدئة
- أين الشباب من مشاورات حكومة التكنقراط ؟
- كيري .. حينما ينقلب السحر على الساحر
- الأزمة في الرأس
- التيار الوطني الشبابي الفلسطيني وضرورته الملحة
- التخلف ابن المجتمع
- ثورة مصر يناير2011 / يوليو 2013 الدروس المستفادة
- خطاب الصبر المعاصر أصل الأزمة .
- قراءة في خطاب رئيس وزراء غزة
- نظرة على واقع الشباب العربي


المزيد.....




- سويسرا وسلوفينيا تعلنان التزامهما بقرار المحكمة الجنائية الد ...
- ألمانيا.. سندرس بعناية مذكرتي الجنائية الدولية حول اعتقال نت ...
- الأمم المتحدة.. 2024 الأكثر دموية للعاملين في مجال الإغاثة
- بيتي هولر أصغر قاضية في تاريخ المحكمة الجنائية الدولية
- بايدن: مذكرات الاعتقال بحث نتانياهو وغالانت مشينة
- مذكرة توقيف بحق نتانياهو وغالانت: ما هي حظوظ تطبيق قرار المح ...
- مؤسسات حقوق الإنسان الفلسطينية ترحب بالقرار التاريخي للمحكمة ...
- الأمم المتحدة: مقتل عدد قياسي من موظفي الإغاثة في 2024 أغلبه ...
- الداخلية العراقية تنفي اعتقال المئات من منتسبيها في كركوك بس ...
- دلالات اصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق نتنيا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رامي معين محسن - سيادة القانون وأثره على السلم الأهلي والمجتمعي