أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حمدى محمد - تأثير الفيس بوك على الثقافة السياسية والاجتماعية للشباب















المزيد.....

تأثير الفيس بوك على الثقافة السياسية والاجتماعية للشباب


حمدى محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4621 - 2014 / 11 / 1 - 11:42
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


مقدمة
وقعت تغيرات كونية جذرية وشاملة فى الثلث الأخير من القرن العشرين والعقد الأول من الألفية الثالثة، فرضت علينا واقعاً إجتماعياً وثقافياً جديداً وليس نطاقا عالميا جديداً فقط. حيث خضعت الثوابت لتغيرات زلزلت قواعدة، إذ تجلت هذه التغيرات من خلال مظاهر عديدة، فقد حدث تحول من الحداثة إلى ما بعد الحداثه. من الحديث عن النسق المتوازن الذى يسعى إلى الإكتمال بإتجاه الحديث عن التفكيك والوحدة الكامنة فى التنوع. وبدلاً من الحديث عن العالم المتخلف والنامى الذى يسعى من خلال التحديث إلى إكتساب خصائص الغرب المتقدم، إنطلقت العولمة من الغرب، متعجله تسعى إلى إعادة صياغة عالم بأسره. وبعد أن كانت الدولة القومية قاطرة تحديث مجتمعاتها، تراجعت لتلعب دور المنظم لآليات جديدة لتحديث المجتمعات ضمت القطاع الخاص الأجنبى والوطنى. إضافة إلى المجتمع المدنى الذى بدأ دوره فى التزايد. ومع تراجع الدولة وتقدم جحافل العولمة سقطت الحدود التى تشكل احد أبعاد الدولة والهوية القومية. وأصبحت الفضاءات الثقافية والإقتصادية والسياسية مفتوحة لتدفق تأثيرات العولمة التى إتجهت إلى إعادة صياغة كل شئ بحسب طبيعتها.
وحتى تحقق العولمة أهدافها وأهمها صياغة تجانس عالمى على قاعدة طبيعتها، فقد إمتلكت آليات كثيرة أبرزها التطور الحاسم لتكنولوجيا الإعلام والمعلومات، التى شكلت أبرز آليات التدفق والإختراق. والتى بدأت تنقل مضامين ثقافية ومادية عديدة إلى مجتمعاتنا، حيث كثر الحديث عن التنمية المستدامة التى يشارك فى تجسيدها الجماهير بدلاً من التنمية التى شكلت إختياراً محدداً برؤية النخبة. يضاف إلى ذلك فقد أمتلأت فضاءات المجتمعات المتخلفة والنامية بشعارات الديموقراطية وحقوق الإنسان وحقوق الأقليات، وإدارة الحكم الرشيد. حيث إستنفرت هذه الشعارات عواطف الجماهير التى خضعت لسيطرة قهرية من قبل نظم أبوية، أخذت من الأبوية الهيمنة، ولم تنقل الرحمة. وإذا كانت هذه الشعارات قد شكلت ضغوطا على نظم المجتمعات المتخلفة غير أنها فى ذات الوقت أيقظت عواطف وأشواق الجماهير بإتجاه المشاركة والتنمية وحرية التعبير والحياة بلا خوف. سواء الخوف من العجز عن إشباع الحاجات الأساسية أو الخوف من الإنسحاق تحت سنابك خيل الأمن.
ونتيجة لذلك تفجرت صراعات وإحتجاجات على ساحات غالبية مجتمعات العالم الثالث تعبيراً عن عواطف وتوترات مكتومة بين الجماهير من ناحية، والنظم السياسية من ناحية ثانية. النظم السياسية متمترسة وراء عنادها وأبويتها المتهالكة، وإمتلاكها لآليات القوة القاهرة، التى بواسطتها تفرض إرادتها ورؤيتها على المجتمع. وأضافت إلى قهرها الأمنى تجملها المخادع أمام العالم بأنها مع الحرية والديموقراطية والمشاركة، فى مقابل الجماهير العربية التى تدرك أن العالم من حولها ينتفض ويتمرد، وتفرض جماهيره الحرية، وتتمنى أن يستنفر ذلك طموحاتها لتسير على دربها. بيد أن هذه الجماهير تدرك أن أنظمتها السياسية نجحت فى دفعها إلى الإهتمام بقضايا الحياة اليومية الصغيرة فى مقابل تخليها عن القضايا والأحلام الكبيرة. ساعد على ذلك حجم الحرمان وتردى نوعية الحياة التى تعيشها الجماهير، إضافة إلى فاعلية العصا الأمنية إذا إستردت بعض هذه الجماهير بعض وعيها وآثرت التحرك.
وإذا كان الشباب هم دائماً القطاع السكانى المخفف القيود مقارنة بالكبار، وإذا كانوا هم الذين يعانون بدرجة أكثر من عدم إشباع حاجاتهم الأساسية. وإذا كانوا هم الأكثر قدرة على التعامل مع مستحدثات العولمة، ولأنهم الأفضل من حيث ظروف نوعية حياتهم – لانتماء غالبيتهم للطبقة العليا والشرائح العليا من الطبقة المتوسطة – مقارنة ببقية الشرائح الشبابية الأخرى، فقد قررت النضال الناعم أو المخملى. فقد أدركت أن نظمها السياسية أصبحت مخادعة، وأن عصاها الأمنية أضحت قاسية وماكرة، والجماهير غارقة حتى أذنيها فى تفاصيل الحياة اليومية تسعى تكد طيله يومها لتحصل على ما يحافظ على مجرد البقاء، فليست لديها المساحة الكافية ولا حتى الوعى لتأمل القضايا أو الأحلام الكبيرة.
على هذه الخلفية تحددت مهمة الشباب المتفاعل فى إطار المجتمع الإفتراضى وأبرزها شباب "الفيس بوك"، الذين أدركوا أن الواقع لا يشبع غالب إحتياجاتهم، إبتداء من الحاجة إلى حرية التعبير وحتى الحاجة إلى الجنس. ومن ثم فقد تدفقوا إلى المجتمع الإفتراضى، إتخذوا من صفحات "الفيس بوك" منبراً للنقد السياسى والإجتماعى والثقافى لكل ما هو واقعى. يسعون من وراء ذلك إلى إيقاظ وإستنفار وعى الجماهير، وفى ذات الوقت إضعاف الأنظمة السياسية التى تشكل عقبة كؤود أمام دوران عجلة التحديث والتغيير. لقد هربوا من المجتمع الواقعى إلى المجتمع الإفتراضى، ليتخذوا من آلياتة منابر لنقد المجتمع الواقعى بكل تكويناته، فى محاولة لتغييره. غير أننا نعتقد أن حركتهم ودعواتهم إلى الأحتجاج والتظاهر، وإن أفزعت الأنظمة السياسية الضعيفة، غير أنها غير قادرة لفرض إنهيارها. وذلك لأسباب عديدة منها أن تمردهم شامل وغير مركز الهدف، ويستنفر ضدهم جبهات عديدة، إبتداء من النظام السياسى حينما يعايرونة بعجزة، ويطالبون بضرورة إزاحته. وحتى المجتمع الذى يتناقضون مع تراثه وأخلاقة حينما يطالبون بحرية الجنس وإباحة الشذوذ. ولذلك فإنهم وإن كانوا قادرين على إستنفار الوعى ببعض القضايا، غير أننا لا يمكن أن نعتبرهم قوة قادرة على التغيير إنهم أطفال الثورة الصغار حسب تعبير جيرجون هابيرماس.
أولاً: الفيس بوك، بعض الحقائق الأساسية
يعد "الفيس بوك" أحد مكونات شبكة المعلومات الدولية، إضافة إلى أنه يشكل قطاع متيز، له طبيعته الخاصة فى المجتمع الإفتراضى، الذى أصبح له وجوده المؤثر، على تفاعلات المجتمع الواقعى الذى نعيش فيه. ويحاول البعض تعريفه بإعتباره مدونة أو صفحة شخصية على شبكة المعلومات. يناقش فيه صاحب الصفحة أصدقاءه ويتكلم معهم ويتبادل معهم الصور والفيديو والصوتيات (1)، وهو ما يعنى أن الفيس بوك فى أساسة موقع ألكترونى، يتضمن شبكة إجتماعية تساعد الأفراد على الإتصال بأصدقائهم وعائلاتهم، وأصدقاء العمل بفاعلية عبر شبكة المعلومات. ويشير أسم الموقع إلى ورقة التعريف Facebook التى تمنح للطلاب الوافدين إلى الحرم الجامعى فى الولايات المتحدة، والمدارس والكليات ليتعارف كل منهم على الآخر (2). وقد أسس الموقع "مارك جوكربرج" الطالب بجامعة "هارفارد" لتسهيل عملية التواصل بين طلبة الجامعة، بإنشاء موقع يمكنهم من تبادل أخبارهم وصورهم وآرائهم.
وقد أنشئ هذا الموقع فى 2004 (3) وأصبح الموقع الإجتماعى الأشهر على شبكة المعلومات فى مصر والمجتمعات العربية، ومما يدل على أهمية هذا الموقع أنه تجاوز موقع "ماى سببس "My Space" من حيث عدد المشتركين فى الولايات المتحدة، الذين بلغوا نحو 80 مليون مشترك أو أكثر قليلاً، وبذلك يعد موقع "الفيس بوك" هو الأشهر والأهم عالميا، حيث يبلغ عدد المشتركين فى الموقع نحو 200 مليون على الصعيد العالمى (4). ويجتذب الموقع الأمريكيين بالدرجة الأولى وتصل نسبة الأمريكيين الملتحقين بالموقع نحو 38% من زوار الموقع. وتأتى المرتبة الثانية كندا، ثم تاتى المملكة المتحدة فى المرتبة الثالثة، حيث يصل عدد الذين ينتمون إليها نحو 3,5 مليون بريطانى، وتأتى مصر فى المرتبة الرابعة. حيث يصل عدد زوار الموقع من المصريين نحو 2,5% مليون زائر وبذلك يشكل المصريون 1,25% من زوار الموقع.



#حمدى_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- رصد طائرات مسيرة مجهولة تحلق فوق 3 قواعد جوية أمريكية في بري ...
- جوزيب بوريل يحذر بأن لبنان -بات على شفير الانهيار-
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- لحظة هروب الجنود والمسافرين من محطة قطارات في تل أبيب إثر هج ...
- لحظة إصابة مبنى في بيتاح تكفا شرق تل أبيب بصاروخ قادم من لبن ...
- قلق غربي بعد قرار إيران تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة
- كيف تؤثر القهوة على أمعائك؟
- أحلام الطفل عزام.. عندما تسرق الحرب الطفولة بين صواريخ اليمن ...
- شاهد.. أطول وأقصر امرأتين في العالم تجتمعان في لندن بضيافة - ...
- -عملية شنيعة-.. نتانياهو يعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي في ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حمدى محمد - تأثير الفيس بوك على الثقافة السياسية والاجتماعية للشباب