أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم الحلوائي - الإرهاب ومسودة الدستور














المزيد.....

الإرهاب ومسودة الدستور


جاسم الحلوائي

الحوار المتمدن-العدد: 1298 - 2005 / 8 / 26 - 13:04
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



من المعروف إن هناك علاقة بين الإرهاب وميادين الحياة الأخرى، السياسية والإقتصادية والإجتماعية والخدمية... و لكن العلاقة الأكثر وثوقا ومباشرة هي علاقة الإرهاب بالسياسة. فمنذ أن تولى قادة الإئتلاف الطائفي مقاليد الحكم أهمل الجانب السياسي ، وإعتمد العنف للقضاء على الإرهاب، وقد فشلوا في ذلك فشلا ذريعا. فوعودهم وخططهم بالقضاء على االإرهاب قي بغداد أولا، ومن ثم التوسع الى المحافظات الأخرى، ذهبت، بعد أكثر من أربعة أشهر، أدراج الرياح، أمام هذا التصعيد، وفي بغداد بالذات، التي شهدت في الأيام الأخيرة أعمالا إرهابية كثيرة فاقت كل الفترات السابقة.
فالمفروض عزل الإرهابيين عن حاضنتهم، وإلا ما أن تختفي إمارة مثل إمارة الفلوجة ، حتى تظهر لنا إمارة تلعفر أو القائم أو سامراء. والآن حديثة التي تنعم بالكهرباء والماء على مدار الساعة! في حين تعاني بغداد شحة لامثيل لها في الماء والكهرباء ، منذ سقوط النظام الدكتاتوري ولحد الآن.

وجاءت بعض صياغات مسودة الدستور وكأنها إستفزازا متعمدا لحاضنة الإرهابيين. فعقلية بعض قادة الإئتلاف عقلية طائفية حقودة سياسيا، وإلا بماذا يفسر المرء النص التالي في ديباجة مسودة الدستور: " عرفاناً منّا بحقِ الله علينا، وتلبيةً لنداء وطننا ومواطنينا، واستجابةً لدعوةِ قياداتنا الدينية والوطنية واصرارِ مراجعنا العظام وزعمائنا ومصلحينا، ووسطَ مؤازرةٍ عالمية من محبينا، زحفنا لأول مرةٍ في تاريخنا لصناديق الاقتراع بالملايين، رجالاً ونساءً وشيباً وشباناً في 30 كانون الثاني سنة 2005م ... "

الا يعني ذلك، ضمنأ، بأن ملايين المسلمين، الذين لم يكونوا رهائن ولم يمنعهم أحد من المشاركة في الإنتخابات، والتي لم تزحف نحو صناديق الإقتراع يعوزها العرفان بحق الله عليها ؟! هل من الدين الإسلامي أو الأخلاق الإسلامية أصدار مثل هذه الأحكام ضد ملايين المسلمين، وغير المسلمين، لأنهم لم يساهموا في الإنتخابات؟ وهل من مباديء الديمقراطية الإنتقاص من وطنية الملايين ( بل وحتى من وطنية مواطن واحد) لمجرد إنها قاطعت الإنتخابات، فما هو حكمكم لوصوتت الملايين ضد مسودة الدستور؟ الإسلاموي "الديمقراطي " ؟!

والأسوء من كل ذلك إنهم يرومون تثبيت مثل هذه الأحكام الإستبدادية في ديباجة دستور مكرس ﻟ " نظام جمهوري نيابي (برلماني) ديمقراطي اتحادي ". لكي تتثقف به الأجيال القادمة !؟ إن مثل هذه الأخطاء السياسية الإستفزازية تصب في مصلحة الإرهابيين لانها تعزز حاضنتهم وتوسعها.

وجاء في المادة 7 من مسودة الدستور مايلي: " يحظر كل كيان او نهج يتبنى العنصرية او الارهاب او التكفير او التطهير الطائفي او يحرض او يمهد او يمجد او يروج او يبرر له، وبخاصة حزب البعث الصدامي في العراق وتحت اي مسمى كان ، ولايجوز ان يكون ذلك ضمن التعددية السياسية في العراق، وينظم ذلك بقانون.

هل هناك ضرورة لذكر وبخاصة حزب البعث الصدامي في نص الدستور، في الوقت الذي يضمن النص عدم قيام حزب من النوع المذكور في العراق. اليس هذا إستفزازا يصب في طاحونة الإرهابيين؟. ولكن نزعة الإنتقام وضيق الأفق وضعف الشعور بالمسؤولية أو عدم إدراكها، يعمي البصيرة !

وفي المادة 40 جاء مايلي: " أتباع كل دين أحرار في ممارسة الشعائر الدينية بما فيها الشعائر الحسينية." لماذا التأكيد على الشعائر الحسينية؟ اليست هي جزء من الشعائر الدينية؟ وبالتالي لاضرورة لذكرها لأنها تثير الحساسية لدى حاضنة الإرهابيين.

إن مثل هذه الأخطاء السياسية الإستفزازية تصب في مصلحة الإرهابيين لانها تعزز حاضنتهم وتوسعها. وبالتأكيد لا يوجد هناك ما يبرر أعمال الإرهابيين التي حصدت وتحصد عشرت الألوف من أرواح العراقيين البريئة، ودمرت البنية التحتية للبلد، إضافة الى ما كان مدمر أصلا. وحولت حياة ملايين العراقيين الى جحيم لايطاق بأعمالهم الإجرامية. ولكن العقلية التي بيدها مقاليد الحكم غير فادرة على معالجة قضية الإرهاب ولا أية قضية حيوية اخرى هامة، لأنها عقلية ملالي طائفية !



#جاسم_الحلوائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حل الجمعية الوطنية أفضل من دستور رجعي
- ذكريات ... العودة للوطن 2-2
- ذكريات ... العودة للوطن - 1
- حدث هذا قبل نصف قرن ــ القسم الرابع عشية ثورة 14 تموز المجيد ...
- 5-4 حدث هذا قبل نصف قرن ــ القسم الرابع عشية ثورة 14 تموز ال ...
- حدث هذا قبل نصف قرن ــ القسم الرابع عشية ثورة 14 تموز المجيد ...
- حدث هذا قبل نصف قرن ــ القسم الرابع عشية ثورة 14 تموز المجيد ...
- حدث هذا قبل نصف قرن ــ القسم الرابع عشية ثورة 14 تموز المجيد ...
- تحالف القوى الديمقراطية و وحدة اليسار الديمقراطي العراقي
- نشأتي...طفولتي...وصباي - 3
- ( 3 - نشأتي...طفولتي...وصباي ( 2
- 3 - 1 نشأتي...طفولتي...وصباي
- منظمة راية الشغيلة وتجربتي معها 5 -5
- منظمة راية الشغيلة وتجربتي معها 4 ــ 5
- منظمة راية الشغيلة وتجربتي معها 3 ــ 5
- منظمة راية الشغيلة وتجربتي معها 2 -5
- منظمة راية الشغيلة وتجربتي معها 1 -5
- حدث هذا قبل نصف قرن 4 ــ 4
- حدث هذا قبل نصف قرن 3 ــ 4
- ( حدث هذا قبل نصف قرن ( 2 ــ 4


المزيد.....




- فيديو يكشف ما عُثر عليه بداخل صاروخ روسي جديد استهدف أوكراني ...
- إلى ما يُشير اشتداد الصراع بين حزب الله وإسرائيل؟ شاهد ما كش ...
- تركيا.. عاصفة قوية تضرب ولايات هاطاي وكهرمان مرعش ومرسين وأن ...
- الجيش الاسرائيلي: الفرقة 36 داهمت أكثر من 150 هدفا في جنوب ل ...
- تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL في ليتوانيا (فيديو+صورة)
- بـ99 دولارا.. ترامب يطرح للبيع رؤيته لإنقاذ أمريكا
- تفاصيل اقتحام شاب سوري معسكرا اسرائيليا في -ليلة الطائرات ال ...
- -التايمز-: مرسوم مرتقب من ترامب يتعلق بمصير الجنود المتحولين ...
- مباشر - لبنان: تعليق الدراسة الحضورية في بيروت وضواحيها بسبب ...
- كاتس.. -بوق- نتنياهو وأداته الحادة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم الحلوائي - الإرهاب ومسودة الدستور