زكرياء قانت
الحوار المتمدن-العدد: 4620 - 2014 / 10 / 31 - 17:45
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
طوبى لإخواننا في تونس طوبا لتحررهم من قيود خفافيش الظلام و تصويتهم بكل ديمقراطية على حكومة علمانية ستكون على ما يبدو طريقهم إلى التقدم و الرقي بمجتمعهم إلى ما هو أفضل و تحقيق النجاح لثورتهم فالحكم ليس بمنصة للخطابة لإقصاء الأقليات على حساب إيديولوجيات الحاكم بل هو أرقى و أسمى من ذلك الحكم هو دعوة لتحقيق للسلم و العدل الاجتماعي و خلق ساحة للنقاش و تقبل الاختلاف و تحقيق التلاحم بين أفراد الشعب مهما كانت درجة الاختلاف .
ليست العلمانية بقمع للفئة المتدينة و لذوي الفكر السلفي بل العكس فهي تضمن كافة حقوقهم و حرياتهم الدينية و الفكرية لكن ما يقع في المجتمع هو الفهم الخاطئ للعلمانية بحيث يقومون بإدراجها ضمن نظرية المؤامرة الصهيونية التي اعتادوا إلصاق كل عجزهم و تأخرهم عن عجلة التقدم بها و يتهمون أي دعوة للتحرر و فصل الدين عن الدولة أو احترام الحريات الفردية بتلقي التمويل الخارجي و عندما ينتهون من كل هذا الجنون يتجهون للخطاب التكفيري و السب و القذف.
لكن يبدو أن إخواننا التونسيين قد فهموا اللعبة و قد أدركوا أخيرا أن الحكومات الدينية لن تفيدهم في شيء و لن تساهم بأي شكل في تقدم البلد, فأمريكا و روسيا و الصين و غيرها لم تتقدم بالدين بل بالثورة العلمية و الإنتاجية لكن يبدو أن هنالك من لم يفهم بعد لم يفهم أن أوربا لم تتقدم إلا بعد فصل الدين عن الدولة لم يفهما أن الخلافة الإسلامية ليست إلا بسراب و أن معظم الفلاسفة و العلماء تعرضوا للاضطهاد خلال الحكم الإسلامي .
سأعيد قولها طوبى لإخواننا في تونس ,في انتظار فهمنا نحن المغاربة و باقي الشعوب أينما كانت في العالم كيفية سير اللعبة السياسية.
#زكرياء_قانت (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟