عبد الله بادو
(Abdollah Badou)
الحوار المتمدن-العدد: 4620 - 2014 / 10 / 31 - 16:09
المحور:
حقوق الانسان
في حربه الإعلامية للتغطية من جهة على الاضراب العام والتقليل من حجم نجاحه لم يتورع السيد الخلفي وزير الاعلام من تقديم معلومات وأرقام خاطئة من أجل الدفاع عن حصيلة الحكومة الحالية في مجال تطوير مناخ الاعمال حيث صرح أثناء استضافته في بلاطو برنامج مباشرة معكم، وبطلب من منشط البرنامج جامع كولحسن حول الخبر السار الذي تنوي الحكومة أن تزفه إلى المواطنين(ات)، صرح المعني بأن المغرب تقدم ب 16 نقطة في ترتيب الدول الخاص بمناخ الاعمال مما يمكن اعتباره من انجازات الحكومة الجديدة، وشهادة اعتراف صادرة من مؤسسة دولية تعنى بالشأن الاقتصادي، وهو ما سينعكس، حسب تصريحه، بشكل ايجابي على الاقتصاد المغربي، حيث سيصبح قبلة مستقطبة للراساميل الدولية، وأن المستثمرين سيهرولون الى المغرب للاستثمار.
ساعات بعد هذ لتصريح سيتبين أن كل ما قيل كذب وبهتان، ولا يوجد إلا في مخيلة السيد الخلفي ووزراء حكومته، حيث أن المتصفح للموقع الرسمي لمجموعة البنك الدولي، وهي المؤسسة التي تشرف على إعداد التقرير والترتيب المذكور، سيكتشف عكس ما صرح به الخلفي؛ حيث تراجع المغرب بثلاث نقط إذ انتقل من الرتبة 68 برسم السنة 2014 إلى الرتبة 71 بالنسبة ل 2015، مما يدعو للتساؤل من أين أتى الخلفي بهذا الخبار السار؟ ومن كان وراء تغليطه؟
وتجذر الاشارة الى أن هذا التصنيف تعده مجموعة البنك الدولي، حيث تقوم بتصنيف الاقتصادات في سهولة ممارسة أنشطة الأعمال من 1 إلى 189. وتعني مرتبة عالية في سهولة القيام بأنشطة الأعمال أن البيئة التنظيمية أكثر مواتية لبدء وإدارة شركة محلية. ويتم تحديد ترتيب الاقتصادات عبر قياس المسافة الإجمالية للوصول إلى الحد الأعلى للأداء في 10 مواضيع، يتألف كل منها من عدة مؤشرات، مع إعطاء وزن متساو لكل موضوع. ويقاس هذا الترتيب حتى يونيو 2014. وتتصدر هذا الترتيب العالمي دولة سنغافورة، ونشير الى أن بعض البلدان العربية والافريقية أتت في ترتيب متقدم على ترتيب المغرب، من بينها: روندا الرتبة 46، وقطر الرتبة 50، وتونس حلت في الرتبة 60 رغم الظروف العصيبة التي تمر منها...ولمزيد من المعلومات يمكن الاطلاع على التقرير والترتيب على الرابط التالي:
http://arabic.doingbusiness.org/rankings
وحسب نفس التقرير فإن ممارسة أنشطة الأعمال تعتبر أكثر سهولة في سوس ماسا درعة (أكادير) والجهة الشرقية والشاوية ورديغة (سطات) على مستوى 8 مناطق مغربية جرى مسحها في تقرير ممارسة أنشطة الأعمال في المغرب عام 2008(بالإنجليزية). ولمعلومات أكثر حول المدن ينصح بالاطلاع على الرابط التالي:
http://arabic.doingbusiness.org/Rankings/morocco/
أكيد ان هذا الخبر "السار" جدا والذي كانت راهنت عليه لحكومة للتقليل من شأن الاضرابا ولتغطية على فشلها الذريع في التفاعل بشكل مسؤول مع مطالب المركزيات النقابية وعجزها عن تقديم حلول لثني النقابات عن تنظيم الاضراب، صار فضيحة مدوية للناطق الرسمي باسم الحكومة وسيقلل من الثقة التي تحضى بها الحكومة لدى كل المؤسسات الدولية المانحة ولدى المستثمرين. وبذلك يكون قد انقلب السحر على الساحر كما يقال، ما يدعو الى التشكيك في صحة كل الرقام التي توردها الحكومة الحالية. ونتساءل الى متى ستستمر في الكذب والتحايل على المواطنين(ات)، أما آن الاوان لتقدم استقالتها وترحل؟؟
#عبد_الله_بادو (هاشتاغ)
Abdollah_Badou#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟