ياسين المصري
الحوار المتمدن-العدد: 4620 - 2014 / 10 / 31 - 14:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
العمل في السياسة لا يمكن ممارسته بالنيات الحسنة ، فنحن جميعا نعرف قصة الدبة (بهدف تحقير الأنثى في المجتمع الذكوري) التي رمت صاحبها بحجر فقتلته ونعرف أن نيتها كانت حسنة وهي نشّ الذباب عن وجهه. وجميعنا يعرف أيضا المثل الشعبي القائل "جه يكحَّلْها عماها" وهو أيضا كانت نيته حسنة وهي تجميلها ولكنه عماها.
إذن في العمل السياسي لا يجب أن ننتظر حتى يتسبب في حدوث الموت أو العمى ثم نقول أصل النية كانت حسنة . لأن ما يحدث منهما يصيب المجتمع ككل وبشكل جماعي شامل ومدمر على كافة المستويات.
فلا يمكن لأي إنسان مهما كانت مكانته أن أن يهمل في عمله أو يسرق أو يقتل أو يبتز الآخرين بنية حسنة على الإطلاق. ربما تصلح النوايا الحسنة في الأعمال الخيرية كمساعدة الفقراء أو إنقاذ المنكوبين ... إلى آخره ، ولكنها لا تصلح على الإطلاق مع العمل السياسي العام ، ولا بد من إبعادها تماما عنه.
ولا يمكن إن يكون أساتذة الديكتاتورية والفاشية - قديما وحديثا - مثل الشيخ "قثم عبد اللَّات" نبي العربان وهتلر وموسيليني وصدام وعبد الناصر وغيرهم قد مارسوا عملهم السياسي بنية حسنة ، وإلا ماذَا تبقى منهم لمن يمارسه بنية سيئة ، هل كان سيبيد البشرية جمعاء ويفني الوجود برمته؟؟!!
السياسة عمل منهجي لا يوجد فيه قوالب أو ألوان محددة (أسود أو أبيض) ولكن مئات الأشكال والألوان ، ولا يوجد فيه طريق واحد ولكن مئات الطرق ، والعبرة باختيار أفضلها لتحقيق أفضل النتائج الممكنة. لذلك لا يتقنه الهواة ويعجز أمامه الجهلاء .
#ياسين_المصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟