سليم البيك
الحوار المتمدن-العدد: 1298 - 2005 / 8 / 26 - 08:02
المحور:
الصحافة والاعلام
تعودت معاملة الصفحة الثقافية, إن وجدت, في أي صحيفة تقع بين يدي معاملة الصفحة الأولى, فقد كانت تلك الصفحة و الأعمدة الثابتة أول ما أقرأ في الصحيفة. أما الآن, و أنا شاب تخرج حديثا يبحث عن عمل, فقد باتت صفحة الإعلانات المبوبة هي الصغحة (الاولى) و عمود الوظائف الشاغرة هو العمود المفضل لدي. و لاحظت لامبالاة متزايدة تجاه الصفحة الثقافية ما دفعني لكتابة هذه الأسطر.
تطرق الكثير من كتاب الأعمدة في الصحف العربية إلى ابتعاد المواطن العادي عن القراءة و إلى الاغتراب الذي تعيشه المنشورات العربية من كتب و صحف و حتى كراسات, هنا أدعو الجميع للنزول عن الأبراج العاجية ليشهدوا حقيقة الحياة التي يعانيها المواطن العربي العادي. فالمطالب الدنيا و الأساسية التي عليه تلبيتها مرغما, تسيطر على أسباب تفكيره و كلامه و سلوكه, فاعذروه يا مثقفين إن لم يقرأ عن المخاطر التي تتربص بأصالة الفكر العربي في ظل عولمة رأسمالية, ليس لأنه لا يملك ثمن كتاب حول الموضوع, أو يملك و لكنه لا يستطيع الاستغناء عن خمساً و عشرين ربطة خبز, هذا في حال كان سعر الكتاب متوسطاً ! بل لأنه لم يفكر أصلا بالموضوع. لا أدري إن قرأتم مرة, أو حتى أنكم تذكرون, بأنه يصعب على الجائع أو المنهك أن يفكر.
لا ينقص الإنسان العربي البسيط ( الدرويش ) أن يكون سببا رئيسيا في الانحسار الثقافي الذي نعاني منه. أدعوكم لمعالجة الأسباب بموضوعية و التحلي بروح نقدية لتكونوا أكثر رأفة بالمواطن العربي.
كتب ماركس مرة بأن حاجة الإنسان إلى الكرامة أكبر من حاجته إلى الخبز, فما بالكم و الأكثرية الساحقة من شعوبكم قلقين على ما تبقى من كرامة و من فتات خبز. فالحفاظ على البقية من مسؤوليتكم بل و خلق الوعي بضرورة استعادة كامل الكرامة و كامل رغيف الخبز هو أيضا من مسؤوليتكم.
#سليم_البيك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟