ابراهيم قلواز
الحوار المتمدن-العدد: 4620 - 2014 / 10 / 31 - 00:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الملخص:
يعرف النظام السياسي الإسرائيلي على انه واحد من الأنظمة الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط ,بنموذجه البرلماني الشبيه بالنموذج البريطاني القائم على الفصل المرن بين السلطات الثلاث ,ويعرف على هذا النظام أيضا انتخاباته التعددية المستمرة والمتجددة بتشكيلات حزبية من مختلف الاتجاهات الدينية والعمالية والتداول المستمر على السلطة بين مختلف تياراته غير أن التشريح الحقيقي لبنية هذا النظام وطريقة اتخاذ القرارات والتشريعات القانونية الحاسمة وغياب الوثيقة الدستورية الرسمية تنفي أسطورة هذه التجربة الديمقراطية لصالح نظام عنصري بدلا من ذلك لا يختلف عن المسار الذي رسمته الحركة الصهيونية ولا يعدو على أن يكون كأداة مكملة مثل باقي الأدوات الاستعمارية خدمة للمشروع الاستيطاني في الأراضي المقدسة على أنقاض حقوق شعب ودولة أصلية.
الكلمات الدالة:
النظام السياسي الإسرائيلي,الأحزاب الإسرائيلية ,الكنيست.
مقدمة:
أسست دولة إسرائيل في ظروف استثنائية لم يشهد لها العالم مثيلا في أي تجربة تاريخية إذ أعلن عن قيام هذا الكيان الدخيل على ارض شعب اعزل واغتصاب حقوق وطن بالكامل واعترفت بها في وقت وجيز معظم دول العالم وفي ظرف وجيز أيضا أسست هذه الدولة العبرية الناشئة نظاما سياسيا ومؤسسات عسكرية ومحاكم قضائية وأصبحت رأس حربة الدفاع عن الامبريالية في المنطقة وجعل من نظامها السياسي النموذج الأمثل للديمقراطية في المنطقة من وجهة نظر رواد الديمقراطية في العالم الغربي وفي هذا الإطار اطرح السؤال التالي :ماطبيعة النظام السياسي الإسرائيلي وما الذي يجعله ديمقراطيا من وجهة نظر العالم الغربي؟
للإجابة عن هذا السؤال ارتأيت إدراج النقاط التالية كمحاور للإجابة:
ا-إسرائيل التاريخ والجغرافيا .
ب-تعريف النظام السياسي الإسرائيلي.
ج-مكونات النظام السياسي الإسرائيلي.
د-خارطة الأحزاب السياسية في إسرائيل.
ه-المجتمع المدني الإسرائيلي.
و-المواقف الغربية من النظام الإسرائيلي.
ز-المواقف العربية والفلسطينية من النظام السياسي الإسرائيلي.
1- إسرائيل التاريخ والجغرافيا:
تقدم الرواية الإسرائيلية تاريخ إسرائيل كأسطورة ممتدة من عهد الأنبياء والذين يعتبرهم الإسرائيليون الآباء الأوائل لهذا الشعب وهم "إبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهم السلام ومن اسم النبي يعقوب عليه السلام يدعي الإسرائيليون اشتقاق اسم "إسرائيل""1",وتذكر نفس الروايات المرحلة التالية لتاريخهم بمرحلة العبودية في ارض الفراعنة ثم الخروج منها مع النبي موسى عليه السلام وحادثة التيه في صحراء سيناء القرن الثالث عشر قبل الميلاد والتوجه لغزو ارض كنعان الأرض المقدسة والموعودة لشعب الله المختار حسب الرواية التوراتية في الاسفارالخمسة الأولى لليهود"سفر التكوين ,الخروج ,اللاوي ,التثنية وسفر العدد"وتقسيم تلك الأرض بين أسباط إسرائيل الاثنى عشر"2". ثم تذكر الرواية اليهودية لتاريخ إسرائيل المملكة الإسرائيلية الموحدة بقيادة شاوول وداو ود وسليمان عليهما السلام مابين "1050-953 ق م" تقريبا,ثم انقسام المملكة بين إسرائيل في الشمال بعاصمتها السامرة وتضم عشرة أسباط ويهوذا في الجنوب وعاصمتها القدس إذ تضم السبطين المتبقيين "يهودا وبن يمين" وتطلعنا الروايات التاريخية لليهود عن هجوم "سرجون الثاني ملك الدولة الآشورية العام 722 ق م وتدميره لمملكة إسرائيل وبالمثل قام ملك بابل "نبوخذ ناصر"بالهجوم على مملكة يهوذا وتدميرها فيما يعرف بالسبي البابلي ونقل الأسرى اليهود إلى بابل العام 586 ق م ثم العودة من السبي البابلي والعمل على إعادة اليهود إلى ارض فلسطين وإعادة توحيد مملكة إسرائيل بناءا على امرق ورش الفارسي وإعادة بناء الهيكل للعبادة ومنه تأسيس الكنيست الكبرى بقيادة نحميا في أورشليم مابين 410-310 ق م."3 "
وفي التاريخ الحديث يقدم اليهود أسطورة أخرى عن تاريخهم تتعلق بالمحرقة الكبرى التي تعرض لها اليهود على يد الزعيم النازي أدولف هتلر والاضطهاد الذي تعرض له اليهود في اروبا الشرقية "الهولوكوست"هي الركيزة الأساسية التي كانت المنطلق لتأسيس دولة إسرائيل في ارض فلسطين ومكنت اليهود من كسب التعاطف والتضامن والدعم الغربي الذي أفضى إلى تبرئتهم من حادثة صلب المسيح باعتراف الفاتيكان ومكنتهم أيضا من تجريم ومتابعة أي مشكك في "الهولوكوست "في أي دولة غربية واتهامه بمعاداة السامية.
جغرافية إسرائيل لاتعرف بدورها غموضا اقل من التاريخ اليهودي خصوصا مع ما يعنيه غياب دستور وتحديد واضح لحدود الدولة العبرية التي تقدم أحيانا بالحدود المبرمة في معاهدات السلام وتقدم مرة على أنها تعني الحدود الآمنة الغير معرفة جغرافية والممتدة سياسيا إيديولوجيا ودينيا حسب المفهوم الإسرائيلي إلى حدود تصل إلى مابين النهرين مثلما هو في رمزية العلم الأزرق الذي يشير إلى حدود مابين النيل ودجلة والفرات وهي العبارة المعلقة أعلى مدخل الكنيست والموجودة في نص الوعد التوراتي"4".
وبين هذه الرمزيات والادعاءات الصهيونية يطالب الطرف العربي والفلسطيني بالعودة إلى حدود ماقبل 1967م أي دون الأراضي التي احتلتها إسرائيل بعد تلك الحرب وهي شبه جزيرة سيناء ,الضفة الغربية وقطاع غزة ,الجولان والقدس الشرقية لتحكم بذلك كامل سيطرتها على أراضي فلسطين والأراضي العربية المجاورة وبدأت بعد هذه الحرب في ضبط الحدود وفق شروط سياسية واقتصادية تتعلق بالغاز والموارد المائية وهو ماترجمته معاهدات كامب ديفيد ووادي عربة والتنازلات السياسية التي حصلت مع أطراف التفاوض في هذا الصراع والتي تمخضت عنها إقليم جغرافيي ب22الف كم2 قابلة للزيادة مع كل نزاع مع قادم في المنطقة الجوار لتحقيق الحدود الآمنة للكيان الصهيوني"5".
ب-تعريف النظام السياسي الإسرائيلي:
يعرف النظام السياسي الإسرائيلي على انه نظام ديمقراطي برلماني قائم على التعددية الحزبية وملتزم بمبادئ الحرية والمساواة والتسامح اتجاه جميع السكان دون التمييز فيما بينهم على أساس ديني أو عقائدي أو عرقي أو جنسي ويقوم هذا النظام على الفصل المرن بين سلطاته الثلاث :التنفيذية والتشريعية والقضائية.وعلى نوع من التعاون والتوازن بين هذه السلطات الثلاث ويرتكز كما هو معروف على وجود ثنائية في السلطة التنفيذية يقودها رئيس الدولة بالإضافة إلى ممثل الحكومة أي رئيس الوزراء وهذه الحكومة هي نتاج ما تفرزه الانتخابات البرلمانية في إسرائيل"6".
تتميز إسرائيل أيضا بعدم وجود دستور يوضح طبيعة الدولة وطبيعة نظامها وأسسها وثوابتها والسبب يعود إلى حدة التناقضات التي يتميز بها المجتمع الإسرائيلي والخلاف حول هوية الدولة بين التوجهات الدينية والتيارات العلمانية كما أن الدستور يشكل عائقا للطابع الاستيطاني لهذا الكيان ووجود دستور يرسم الحدود يعني وضع حد للأطماع الاستيطانية الإسرائيلية ,كما يفسر التعدد الذي يعرف له النظام السياسي في إسرائيل بالخلفية القومية ذات التركيب ألفسيفسائي لخليط من الأجناس والقوميات والتعدد بهذا الشكل هو المخرج الوحيد للنظام السياسي الإسرائيلي ليترجم الرؤية الديمقراطية التعددية للنظام السياسي بدل صورة التناقض
والتنافر الحاد لمكونات هذا المجتمع"7".
ج-مكونات النظام السياسي الإسرائيلي:
1-القوانين الأساسية :
بما انه لا يوجد دستور في إسرائيل فان المصدر الأساسي الذي يوضح عناصر النظام في إسرائيل ويحدد العلاقة بين مؤسساته ووظيفة كل مؤسسة يتمثل هذا المصدر في القوانين الأساس والتي هي بمنزلة الدستور وتعتبر بمثابة مسودة أو مشروع دستور ينتظر الدمج وابرز هذه القوانين الأساس,قانون العودة"1950"الذي يعطي الحق لكل يهود العالم بان يصبحوا مواطنين بمجرد دخولهم ارض فلسطين"8"
-قانون أساس رئيس الدولة"1964"والمعدل سنة 1998.والذي يحدد كيفية انتخاب الرئيس وصلاحياته.
قانون أساس الكنيست"1958"وقانون أساس القدس عاصمة إسرائيل"1980",قانون أساس القضاء"1984"قانون أساس كرامة الإنسان وحريته"1992""9".
هذه هي ابرز قوانين الأساس أصل التشريع والسلطة في إسرائيل بينما تأتي تشريعات البرلمان "الكنيست طبقا للقوانين الأساس وتترك حرية للقضاء للتشريعات في المسائل الحساسة والطارئة طبقا للأحكام والجزاءات السابقة كاستناد قانوني وتشريعي.
2-السلطة التنفيذية في إسرائيل:
تتكون السلطة التنفيذية في إسرائيل من رئيس الدولة ورئيس الوزراء وتتمتع بسلطات وصلاحيات واسعة لإدارة شؤون البلاد الداخلية والخارجية.
ا-رئيس الدولة :ينتخب الرئيس في إسرائيل بعيدا عن الحسابات الحزبية باعتبار المنصب رمزي أكثر منه شان سياسي انتخابي فهو يعبر عن وحدة الأمة الإسرائيلية ويجسد مصيرها المشترك,ينتخب من طرف الكنيست بالأغلبية البسيطة أي "60+1"لولاية واحدة تدوم سبع سنوات ويمكن للكنيست إقالة الرئيس لأسباب ودواعي جوهرية تتعلق بممارسات الرئيس نفسه سواء تعلق الأمر بقدرته أو بأمن البلد على أن يوافق على ذلك أكثرية الأعضاء ويمكن لرئيس الكنيست تولي منصب الرئيس إلى حين تعيين رئيس جديد للبلد,كما يمكن للرئيس نفسه أن يقدم استقالته لرئيس الكنيست ليتم تعيين رئيس آخر"10" ومن مهامه:
-تعيين احد أعضاء الكنيست لشغل منصب رئاسة الوزراء.
-تعيين السفراء والمبعوثين الدبلوماسيين في الخارج والمثليات القنصلية بمشاورة وزارة الخارجية .
-التوقيع على الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي يصادق عليها الكنيست .
-التعيين في المناصب العليا مثل رئيس الجامعة ومعاهد التعليم العالي ,تعيين القضاة............
-إصدار العفو الشامل بالتشاور مع وزارة العدل"11".
ورؤساء دولة إسرائيل منذ نشأتها بالترتيب هم:حاييم وايزمان,إسحاق بن تسفي,زلمان شزار,افرايم كتسيير ,إسحاق نافون,حاييم هارتوغ,عيزر وايزمان,موشي كتساب,شمعون بيريس"12".
ب-مجلس الوزراء:
يعد مجلس الوزراء هو السلطة الفعلية في إسرائيل حيث يتمتع بسلطات وصلاحيات واسعة خصوصا في إطار انعقاد المجالس الوزارية المصغرة تحت أي ظرف استثنائي من الدواعي الأمنية .
منذ تأسيس دولة إسرائيل العام 1948م لم تحرز أي حكومة الأغلبية المطلقة لذلك فكل الحكومات الإسرائيلية قامت على أساس الائتلاف الحكومي عن طريق تكتل حزب الأغلبية مع أحزاب أخرى لتحقيق النصاب القانوني للأغلبية التي تتيح له تعيين الحكومة خلال 28 يوم التالية لإعلان نتائج الانتخابات حيث يقوم عضو الكنيست المعين لتشكيل الحكومة وتقديمها إلى رئيس الدولة للموافقة عليها ,بعدها يقوم بعرض الخطوط العريضة لبرنامجه وسياسة حكومته على الكنيست وبعد منحه الثقة وأداء اليمين يتسلم المجلس الوزاري رسميا مباشرة المهام"13" .
صلاحيات مجلس الوزراء:
-تنفيذ قرارات المحاكم الإسرائيلية والقوانين الصادرة عن مختلف الهيآت الرسمية.
-وضع السياسة العامة وتقديم اقتراحات لمشاريع القوانين الحكومية وإعلان السياسة الاقتصادية .
-إصدار المراسيم الوزارية المتعلقة بجملة المشاريع المصادق عليها من طرف الكنيست .
-إعلان حالة الطوارئ"14" .
تعتبر الحكومة مسؤولة أمام الكنيست يمارس عليها الرقابة المتبادلة ويراقب مدى تنفيذ السياسات والتشريعات المعتمدة كما يمكن مساءلة احد أعضاءها غير انه وفي ظل الطابع الاستيطاني للدولة والمبررات الأمنية فكثيرا ما تتحول الحكومة الإسرائيلية إلى مشرعة ومنفذة في نفس الوقت من خلال مجالس الوزراء المصغرة والاستثنائية والتي تتكرر في كل مرة بمبررات أمنية.
رؤساء الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة:دافيد بن غور يون ,موشيه شاريت,ليفي اشكول,جولدا مائير,إسحاق رابيين,مناحييم بيغن,إسحاق شاميير,شمعون بيريس,بنيامين نتانياهو,ايهود باراك,ارييل شارون,ايهود اولمرت,بنيامين نتانياهو لعهدتين متتاليتين"15".
3-السلطة التشريعية "الكنيست":
يتكون البرلمان الإسرائيلي من غرفة واحدة من 120 عضو ,سميت في الأول "الجمعية المنتخبة ثم تحولت إلى مجلس الدولة المؤقت بعدها رسمت رسميا باسم الكنيست ,وبالعودة إلى خلفية التسمية وعدد الأعضاء يجب الإشارة إلى أن هذا التنظيم يقصد به الرمزية إلى "الكنيست الكبرى"والتي تعد حسب الاعتقاد الصهيوني أول مؤسسة تشريعية أقامها نحميا بعد عودته إلى أورشليم رفقة يهود بابل ,ومارست هذه المؤسسة نشاطها في السنوات مابين410و310 قبل الميلاد حيث شارك فيها نحو 120 عضو وهو التقليد الذي تستمر الدولة العبرية في العمل به ولو بشكل تنظيمي"16" .
بالعودة إلى نشأة هذا البرلمان فقد جرت الانتخابات للمجلس التأسيسي بتاريخ 25 جانفي 1949م بعد صدور إعلان الاستقلال بثمانية أشهر تقريبا وبعد فترة تحول المجلس التأسيسي نفسه إلى الكنيست الأولى للدولة العبرية ,تدوم عهدة كل كنيست 4سنوات ويمكن تمديد تلك الفترة إلى أكثر من أربع سنوات وتأجيل الانتخابات لظروف طارئة واستثنائية خصوصا ما تعلق بالحرب إذ يمكن الذهاب إلى هذا الإجراء بموافقة 80 عضو من أعضاء الكنيست وهذا ما حدث في انتخابات الكنيست الثامنة في حرب أكتوبر 1973م والتي تأجلت لأكثر من شهرين كما يمكن الاعتراض على الانتخابات وإعادتها كما حدث في كنيست الثانية عشر العام1988 م في ثلاث صناديق اقتراع ويتم تحديد يوم الثلاثاء دائما كيوم للانتخابات"17" .
يتكون البرلمان الإسرائيلي "الكنيست "من 18 لجنة دائمة وهي:
اللجنة المالية,اللجنة الاقتصادية ,لجنة الدفاع والشؤون الخارجية ,لجنة الداخلية وشؤون البيئة ,لجنة الدستور والقضاء,لجنة التربية والتعليم ,لجنة شؤون مراقبة الدولة ,لجنة النهوض بمكانة المرأة,لجنة العلوم والتكنولوجيا ,لجنة العمل والرفاه والصحة,لجنة مكافحة المخدرات ,لجنة العمال الأجانب ,لجنة شكاوي المواطنين ,لجنة حقوق الولد,لجنة الاتيكا ,لجنة خاصة بموضوع العرب.يعقد الكنيست المنتخب دورتين كل سنة شتوية وأخرى صيفية"18".
-اختصاصات الكنيست :
يمتلك البرلمان صلاحيات واختصاصات عديدة إذ من اختصاصاته: انتخاب الرئيس وعزله ومنح الثقة للحكومة أو سحبها منها ,تشريع القوانين ونزع الحصانة البرلمانية .
إقرار السياسة العامة والمصادقة على جدول أعمال الحكومة .
إقرار الموازنة العامة والمصادقة عليها ,
إقرار الضرائب والرسوم وإلغائها أو تعديلها .
كما يمتلك البرلمان الإسرائيلي اختصاصا مميزا ينفرد به عن باقي النظم السياسية وهو إمكانية حل نفسه "19".
العلاقة بين الحكومة والكنيست:
يكن وصف العلاقة بين السلطتين بعلاقة توازن القوى لتجنب سيطرت إحدى المؤسسات على احتكار القرار السياسي في إسرائيل إذ توجد علاقة تفاعل كبيرة بين السلطتين وكل واحدة تحتاج إلى الأخرى في صياغة وبلورة أي اتجاه داخلي أو خارجي فحدود التأثير التي يمارسها كل طرف تؤثر على دور الطرف الآخر بشكل او بآخر خصوصا في عملية صنع السياسة العامة في البلد .
وبين صنع السياسة العامة والإشراف على صنعها وبين متابعة التنفيذ والمراقبة والمساءلة بعد التنفيذ تبقى الكثير من المجالات السياسية الغامضة والاستثنائية والتي تحاط بالكثير من السرية ولا تجد هذه الملفات سبيلا للعرض والمناقشة ولكن تبقى في الغالب هي الطابع الأكثر حضورا وتأثيرا في المشهد العام للحياة السياسية في إسرائيل.
4-السلطة القضائية:
يعود اختصاص تعيين القضاة إلى رئيس الدولة وهذا بناءا على توصية لجان التعيينات ويكون التعيين دائم بينما يعرف سن التقاعد بسبعين سنة إلزاميا .
يعرف على القضاء الإسرائيلي تعدد مشاربه التشريعية رغم مرجعيته الغربية وينقسم إلى ثلاثة أنواع من القضاء دستوري,مدني ,وجنائي لذا نجد في النظام القضائي محاكم عسكرية وأخرى مدنية ومحاكم دينية ومحاكم مختصة بقوانين العمل وقوانين السير حيث تعمل المحاكم وفق نظام درجات تصاعدي مكون من ثلاثة درجات تمتلك كل درجة صلاحية أوسع من الأولى إذ يحق للمتقاضي أن يعيد رفع قضيته إلى الدرجة الأعلى عند رفض الحكم الأول ومن هذه المحاكم نجد على وجه الخصوص"20" :
-المحكمة المركزية :وهي أعلى درجة من محكمة الصلح الابتدائية ,تنظر في دعاوى الاستئناف المدنية والجنائية ومراجعة قرارات محكمة الصلح ولها صلاحيات البحث وإعادة البحث في قضايا سابقة مثل الانتخابات وتعيين القضاة.
-محكمة العدل العليا :وهي محكمة استئناف عليا للقضايا الجنائية والمدنية وهي أعلى درجة من محكمة الصلح والمحكمة المركزية لهذا فصلاحياتها تخولها النظر في قضايا تتعلق بالعلاقة بين المواطنين والسلطات الحاكمة باعتبارها الدرجة النهائية للقضاء.
إضافة إلى هذه المحاكم العادية ينطوي النظام القضائي الإسرائيلي نظام المحاكم الخاصة مثل المحاكم الدينية التي تنظر في قضايا الأحوال الشخصية وقضايا الزواج والطلاق ,ومنها أيضا المحاكم العسكرية التي تنظر أيضا في كافة قضايا الاستئناف العليا ويخضع لها جميع المنتسبين العسكريين من جنود وموظفين عسكريين وأسرى ومتقاعدين وكل المنتسبين إلى الأسلاك العسكرية"21" .
ما يلاحظ على النظام القضائي في إسرائيل انه نظام عنصري في قوانينه يعطي الحق والأسبقية لصفة المواطن اليهودي من خلال قانون الأساس 1950 م والمعروف بقانون العودة والذي يعتبر أن كل يهودي يصبح مواطن إسرائيلي بمجرد دخوله ارض فلسطين ,كما يمكن من خلال تشريح مصادر هذا القانون أن نتلمس وبوضوح التوليفة المتنوعة لمصادره من مختلف التشريعات والديانات والتراث القانوني ودور الحاخامات في هذا النظام القضائي.
د-الخارطة الحزبية في إسرائيل:
أنشئت الكثير من الأحزاب السياسية والدينية في إسرائيل حتى قبل تأسيس الدولة العبرية بل ان البعض من هذه الأحزاب يعتبر الشريك الفعلي للحركة الصهيونية التي أسست هذه الدولة بالموازاة مع اول مؤتمر جامع للشتات اليهودي العام 1897م والذي نظمته المنظمة الصهيونية العالمية وشجعت على قيام مثل هذه الأحزاب بغية توحيد وتقريب المذاهب اليهودية والتوفيق بين مختلف اتجاهاتها والتمثيل الحزبي عامل مهم لامتصاص التناقضات بين هذه الاتجاهات حسب رأي القائمين على المنظمة الصهيونية لذلك نجد هذا الكم الهائل من الأحزاب اليسارية واليمينية والدينية المتطرفة وكذا الأحزاب العربية.
1-الحزب الديني القومي "المفدال"مفلاجا داتيت لتوميت:
يعود تأسيس هذا الحزب إلى العام 1912م وهو في أصل فرع من حركة المتدينين اليهودية الصهيونية "همزراحي" وتمثيلها العمالي "هبوعيل همزراحي" حركة بشعار"التوراة والعمل "ليتحد الجناحان فيما بعد ويشكلان حزب الوطنيين الدينيين "مفدال"يمثل هذا الحزب التيار القومي الديني لليهود الغربيين "الاشكيناز"ويؤمن بالتحول التدريجي ليهودية إسرائيل الدينية" الهالاخاه ",شعار الحزب هو شعب إسرائيل في ارض إسرائيل بموجب توراة إسرائيل والتعاليم الدينية والروحية الواردة في التوراة هي أسس بناء مجتمع إسرائيل"22".
2-رابطة إسرائيل "ياجودات إسرائيل":تأسس هذا الحزب العام 1912م مناهضا للصهيونية ومنطلقا من التعاليم التوراتية ويرفض تعريف الحركة اليهودية بالمعنى المدني العلماني وكون رابطة للعمال اليهود ببولندا ثم فلسطين العام 1933م ويشرف على شؤون الحزب كبار حكماء التوراة .
شارك الحزب في أول ثلاث حكومات "1949-1952"ثم انتقل إلى المعارضة مابين"1953-1977"بسبب رفض علماء التوراة المشاركة السياسية ردا على رفض المقترحات الدينية في التعليم ,لكن الحزب عاد ليشارك الليكود الائتلاف الحكومي أعوام 1977و1990م ,لايؤمن الحزب بدولة إسرائيل ولا يرفع علمها ولا يعترف بنشيدها وسبق له أن كان من ابرز المرحبين بمعاهدة كامب ديفيد ومن ابرز المدافعين عن حق الفلسطينيين في الحكم الذاتي"23".
3-اتحاد حراس التوراة السافرديم "شاس":يعد هذا الحزب من ابرز الأحزاب الدينية المتشددة تشكل العام 1983م بزعامة الحاخام "عوفر يوسف" ويضم أساسا اليهود الشرقيين ويشارك باستمرار في الائتلافات الحكومية بيمينها ويسارها قاده في التشريعيات الأخيرة "ايلي يشاي"وفاز معه ب11 مقعدا وكان شعاره الانتخابي "احترم التوراة انتخب شاس""24".
4-حزب علم التوراة "ديجل هاتوراة":وهو الحزب الديني لليهود الغربيين في مقابل الحزب الديني للسفرديم تأسس العام 1988م تحت زعامة الحاخام "مناحم اليعازر شاخ" والذي رجح كفة الليكود في مقابل حزب العمل في الكثير من الاستحقاقات الانتخابية ويعرف على زعيم هذا الحزب معاداته لليهود الشرقيين والتقليل من قدرتهم على قيادة إسرائيل"25" .
5-حزب العمل:وهو في الأصل تنظيم عمالي مرتبط باتحاد عمال الهستروست "حركة عمال ارض صهيون "وعرف في الأول باسم حزب الماباي أسس العام 1930م ينتمي إلى تيار اليسار الاشتراكي الديمقراطي قاد الدولة العبرية منذ نشأتها وتولى عدة ائتلافات حكومية وكان من ابرز الفاعلين السياسيين في صياغة الخارطة السياسية لوضعية إسرائيل الحالية ومن زعمائه التاريخيين نذكر :بن غوريون ,غولدا مائيير ,مناحييم بيغن الذي كان وراء اكبر حدث دراماتيكي عرفته إسرائيل والمنطقة العربية عندما استطاع إقناع أنور السادات بقبول زيارة إسرائيل"26" . بينما تقوده حاليا "شيلي ياحموفيتش"التي قادته لحصد15 مقعد في انتخابات 2013م.
6-حزب الليكود:يصنف هذا الحزب على انه حزب وطني يمثل اليهود العلمانيين والتقليد بين يقود الحكومة الإسرائيلية للمرة الثانية على التوالي بقيادة زعيمه نتانياهو وهو الحزب الذي تحقق إبان فترة حكمه معاهدة كامب ديفيد التي غيرت مجرى الصراع في المنطقة يعرف على الحزب توازنه الكبير وتفاعله وتأقلمه مع كل التغيرات الداخلية,الإقليمية والدولية إذ غير موقفه من معارضة قيام دولة فلسطينية إلى تأييد حل الدولتين كما كيف سياساته وبرامجه ومبادئه بخصوص صنع السياسة العامة في إسرائيل بما يتواءم والمسار العام لاتجاهات الليبرالية العالمية العولمة واقتصاد السوق"27".
7- حزب إسرائيل بيتنا :تأسس حديثا العم 1999م وهو يمثل أكثرية اليهود الروسيين أسسه "افيغدور ليبرمان"ويصنف على انه حزب قومي يوافق بين العلمانية والأصولية اليهودية دخل في انتخابات 2013م بقائمة واحدة مع الليكود "الليكود بيتنا "وحصدت 31مقعدا وتمكنت من تشكيل الحكومة بقيادة نتانياهو زعيم الليكود بينما تولى ليبرمان زعيم "إسرائيل بيتنا "حقيبة الخارجية وقد رفعت القائمة شعارها الانتخابي"وحده نتانياهو من يحمي القدس""28".
8-حزب التقدم إلى الأمام "كاد يما":وهو حزب راديكالي ينزع إلى العنصرية والحلول القصرية والاقصائية تشكل أساسا من أعضاء منفصلين من الحزبين العريقين "الليكود والعمل "وقد شكله ارييل شارون عند انشقاقه عن الليكود والحزب معروف بمواقفه وسياساته العنصرية والهمجية من خلال أحداث غزة وتدنيس القدس واجتياح لبنان من زعماءه أيضا تسيبي ليفني وشاؤول موفاز"29".
9-الأحزاب العربية :رغم أن هناك اتجاه داخل الصف الفلسطيني والعربي بالأراضي المحتلة تعارض الأحزاب والانتخابات في ظل الحكم الصهيوني وتعتبره دلالة على الاعتراف بالاحتلال إلا أن الملاحظ على خارطة الأحزاب العربية داخل إسرائيل يوضح التواجد العربي والحضور الدائم والمستمر في المشهد السياسي الإسرائيلي من خلال الأحزاب الإسرائيلية التي تسمح بوجود نواب عرب او من خلال أحزاب عربية ومن هذه الأحزاب يوجد حزب حداش الذي تأسس عام 1919م من قبل شباب يهود وانضم إليه مناضلين عرب ثم انفصل هؤلاء العرب واسسو حزب"عصبة التحرر الوطني "عام 1943م وتم تشكيل تكتل "الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة"وتتواجد اليوم على الساحة السياسية في إسرائيل أكثر من عشرين حزب من مختلف الاتجاهات منها الحزب العربي الديمقراطي ,القومي العربي ,العربي للتغيير,والتيارات الإسلامية والتي دخلت في الانتخابات الأخيرة بقائمة موحدة مع الأحزاب العربية الأخرى"القائمة العربية الموحدة"ووصل عدد النواب العرب في الكنيست الأخير 11عضو"30".
ه-المجتمع المدني في إسرائيل :
باعتبار إسرائيل دولة شتات لقوميات وأعراق وثقافات مختلفة من كل أنحاء العالم فان تركيبة المجتمع الإسرائيلي عبارة عن فسيفساء لهذا الخليط وممثليات المجتمع المدني وتنظيماته تعبر عن هذا التنوع والتعدد خصوصا وان إسرائيل معروفة عالميا بامتلاكها لأقوى منظمة غير رسمية في العالم ذات تأثير غير محدود في السياسة العالمية من خلال تأثيرها على السياسة الأمريكية ونعني بهذا التنظيم "اللجنةالاسرائيلية الأمريكية للعلاقات العامة الآيباك" وتنشط داخل إسرائيل الكثير من المنظمات غير الرسمية مثل منظمة "السلام الآن"التي تضغط على الحكومة الإسرائيلية من اجل تقديم تنازلات للطرف العربي والفلسطيني لتحقيق السلام في المنطقة ,كما يمكن أن نشير إلى منظمة الأمهات الأربع التي تأسست بعد اجتياح لبنان وبالمقابل هناك منظمات مدنية ودينية متطرفة تدافع عن الاستيطان والمستوطنين وتضغط على الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة في هذا الاتجاه ومنها منظمة "مجلس المستوطنين الإسرائيليين ""31".
ويلعب الإعلام في إسرائيل دورا مهما في تصعيد تأثير عمل ودور هذه التنظيمات خصوصا من خلال تنشيطه وتغطيته للأحداث وربطها بالقائمين على مراكز البحوث والدراسات لزيادة التفاعل الجماهيري والإعلامي والفكري فتشكل بذلك حلقات مهمة لاتقل تأثيرا عن الأحزاب والكنيست ومن ابرز وسائل الإعلام في إسرائيل الصحف ذات الانتشار الواسع ونعني بها "هآرتس,معا ريف ,يديعوت احرونوت"والتي تثير باستمرار قضايا لتجنيد الرأي العام في اتجاهات معينة أو ضد سياسات تقارب مع الطرف العربي والفلسطيني كما يمكن الإشارة أيضا إلى الطابع الحماسي والهوس الجماهيري التي تثير ه البرامج التلفزيونية باعتبار الإسرائيليين من أكثر الجماهير في العالم الأعلى مشاهدة للبرامج السياسية التلفزيونية ويحقق برنامج "الرؤية "ذوا لطابع ألانتقادي أعلى نسب المشاهدة في إسرائيل.
و-المواقف الغربية من النظام السياسي الإسرائيلي:
لاتخرج المواقف الغربية من النظام الإسرائيلي عن موقفها من دولة إسرائيل باعتبارها حاملة لواء المشروع الامبريالي في المنطقة ورأس حربة الدفاع عن المصالح الحيوية للغرب في المنطقة لذلك يحظى النظام الإسرائيلي بالمدح والإشادة والثناء المستمر مع كل مناسبة انتخابية تكون فرصة للغرب لتأكيد ديمقراطية إسرائيل ومدى الإعجاب الغربي بهذا النموذج إلى درجة الدعوة للاقتداء به واعتبار المثال في المنطقة .
ولم تعرف المواقف الغربية أي تطورات اوتغيرات في هذا الشأن حتى مع أزمات الانتفاضة وغزو لبنان قطاع غزة والمجازر الكبرى لإسرائيل في المنطقة واستمرار انتهاكات حقوق الإنسان والاستعمال المستمر للأسلحة المحظورة وحرمان الفلسطينيين من ابسط حقوق العيش والكرامة مع استمرار الحصار اللا خلاقي وتشييد الجدار العنصري لكن كل هذه التجاوزات لم تلقى لدى الأطراف الغربية المدافعة عن الديمقراطية وحقوق الإنسان موطئ انتقاد أمام العامل الأساسي وهو امن إسرائيل وبلغة الديمقراطية حقها في الدفاع عن الذات .
ز-المواقف العربية والفلسطينية من النظام الإسرائيلي:
اتخذ العرب موقفا معاديا من قيام دولة إسرائيل أول مرة وعبروا عن ذلك الاعتراض من خلال الحروب والمواجهات المسلحة مع إسرائيل"1948-1956-1967-1982-2006-2009"غير أن هذا الموقف تغير منذ زيارة السادات إلى إسرائيل العام 1977م حيث فتح الباب للتعامل مع النظام الإسرائيلي سواء بطريقة مباشرة "مصر,الأردن,موريتانيا,المغرب,تونس,قطر"من خلال المعاملات السياسية والتجارية أو بطريقة غير مباشرة بالنسبة لمعظم الدول العربية المتبقية بينما تتفنن جميع الحكومات العربية علنيا في انتقاد همجية وعنصرية النظام السياسي الإسرائيلي .
وإذا كان هذا هو الحال العربي فان الآمر مع الطرف الفلسطيني لايختلف كثيرا وبهذا الخصوص تجب الإشارة إلى الخطوة الأولى التي قام بها الرئيس الراحل ياسر عرفات عندما تبادل رسائل الاعتراف مع الحكومة الإسرائيلية "سبتمبر1993م"فإذا كانت إسرائيل اعترفت بوجود منظمة فتح فقط فان الطرف الفلسطيني اعترف بدولة إسرائيل دون الحصول على الاعتراف بدولته المعلنة في الجزائر"1988م"
وسارت في اتجاه تحقيق السلام مع هذا النظام والتعايش جنبا إلى جنب كدولتين ونظامين مستقلين ,بينما اتخذت حركة حماس موقفا رافضا لكل اعتراف خصوصا وان اللغة الديمقراطية التي قادت الحركة إلى السلطة منذ2006 لم تكن مفهومة ومتقبلة بالنسبة إلى إسرائيل الديمقراطية والغرب المدافع عن انتشار وتعميم هذه الآلية المحررة للشعوب والضامنة لكرامته الإنسانية وأمنهم الحياتي ورفاهتهم الاقتصادي والمعيشي وفضل الجميع بدلا من ذالك لغة كانت هي سبب جميع اللعنات الموجهة للحركة ذات الاتجاه الإسلامي المقاوم للاستعمار الإسرائيلي .
خاتمة:
إن النظام السياسي الإسرائيلي الذي أريد له ان يكون نسخة اقرب إلى النموذج البريطاني سواء تعلق الأمر بالطريقة البرلمانية للحكم او من خلال الدستور غير المكتوب أو من خلال القرار الذي اتخذه بن غور يون باستمرار تشريعات الانتداب البريطاني ,كلها عوامل رمزية لإصباغ الشكل الهيكلي الديمقراطي للنظام من دون مضمون وروح ومبادئ تجسد الديمقراطية حتى بالنسبة للإسرائيليين أنفسهم وإذا ما رأينا المكاسب التي يحققها الغرب من وراء وجود إسرائيل في المنطقة وحجم الطاقات المهدورة بسبب وجود هذا الكيان الدخيل وتسببه في تأخير مسار العمل العربي المشترك هنا يمكن فهم منطلقات التقييم الغربية وحكمها على اداءات الأنظمة العربية الاستبدادية وحاجتها إلى مثال وتجربة الدرس الديمقراطي الإسرائيلي كنموذج رغم شكليه من دون مضمون يضمن ابسط قواعد اللعبة الديمقراطية ,فهياكل هذا النظام هي نفسها هياكل وتنظيمات الحركة الصهيونية إذ تحولت إلى مكونات وعناصر للنظام الإسرائيلي بعد قيام الكيان العبري إذ نجد أن الحكومة نفسها كانت ممثلة في السابق باللجنة التنفيذية للوكالة اليهودية فشكلت الحكومة المؤقتة وقادت إسرائيل في أولى تشكلانها كدولة مستقلة بينما نجد المؤسسة العريقة في تشكيل المشهد السياسي لديمقراطية إسرائيل "الكنيست "كمؤسسة تابعة للوكالة اليهودية والتي أسست الجمعية المؤقتة ثم تحولت إلى مجلس الدولة المؤقت لتصبح بعد ذلك بالصيغة الحالية "الكنيست ".
هذه الخلفيات التاريخية لتكوينات النظام الإسرائيلي لا تتعلق بالمؤسسات الرسمية فقط فحتى الأحزاب السياسية في الأصل كانت تنظيمات تعمل في روسيا وسويسرا ودول اروبا الشرقية كتشيكيا والمجر وبولندا كفروع لتنظيمات الصهيونية والوكالة اليهودية وتحولت إلى أحزاب رسمية بعد إعلان قيام إسرائيل ونفس الأمر ينطبق على التنظيمات العمالية التي كانت تمثل عمال بنو صهيون وجندت لتحقيق المشروع الصهيوني إلى جانب تنظيمات "الهاغاناه والاريجون" التي كونت فيما بعد جيش الدفاع الإسرائيلي .
وهكذا يتضح أن مكونات النظام الإسرائيلي هي نفسها المكونات التي كانت تعمل على تحقيق المشروع الصهيوني الاستعماري بشتى طرق المؤامرة والإرهاب وتستمر في ذالك بمسميات وهياكل تتواءم وطبيعة المشهد الديمقراطي العالمي بما يضمن مصالح الصهيونية وأهداف الغرب دون إثارة مسالة التشكيك أو الحرج بادعاء ديمقراطية إسرائيل خصوصا أمام الرأي العام الغربي ويبقى الاستبداد والتخلف العربي ابرز داعم لاستمرار الخطابات الغربية لديمقراطية إسرائيل .
المراجع:
1-إسرائيل شاحاك ,الديانة اليهودية وتاريخ اليهود,وطاة3000سنة,بيروت:شركة المطبوعات للنشر والتوزيع,ط4, 1997,ص ص 19-21.
2-عدنان السيد حسين ,التوسع في الإستراتيجية الإسرائيلية,بيروت:دار النفائس,1989,ص ص16-18.
3-توماس طومسون,التاريخ القديم للشعب اليهودي,ت صالح علي سوداح,بيروت:بيسان للنشر والتوزيع,1995,ص ا.
4-محمد لبكري ,الرحلة الشاقة نحن وإسرائيل إلى أين؟على الموقع الالكتروني :كتب عربية,ص ص 65-66.
6-www.knesset.gov.il/main/arb/hom.asp_.
7-قدري حنفي,الإسرائيليون من هم؟موقع كتب عربية,ص ص15-18.
8-موقع الكنيست بالعربية ,مرجع سابق.
9-المرجع نفسه.
10-www.altawasul/com
11-المرجع نفسه.
12-www.mokatil.com
13-www.parties-and-election.org
14-www.epicproject.org
15-موقع الكنيست,مرجع سابق.
16-المرجع نفسه.
17-المرجع نفسه.
18-www.the israèl project.org.
19-المرجع نفسه.
20-المرجع نفسه.
21-المرجع نفسه.
22-احمد بهاء الدين شعبان,حاخامات وجنرالات,الدولة والدين في إسرائيل,موقع كتب عربية,ص44.
23-المرجع نفسه,ص ص 48-51.
24-اورن يفتحئل,الاستعمار الليبرالي الانتخابات الاسرائيلية2013 والفقاعة الاثنوقراطية ,ت محمد الوالي,مجلة دراسات فلسطينية,ربيع 2013,ص60.
25-احمد بهاء الدين شعبان ,مرجع سابق,ص ص 53-55.
26-محمود صلاح,السادات في إسرائيل,موقع كتب عربية,ص ص 8-9.
27-اورن يفتحئل ,مرجع سابق,ص 61.
28-المرجع نفسه ,ص59.
29-موقع مقاتل من الصحراء,تاريخ الاطلاع فيفري 2014.
30-اورن يفتحئل,مرجع سابق,ص ص 68-70.
31-www.the Israël project.org
#ابراهيم_قلواز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟