أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سلامة كيلة - نتائج الانتخابات التونسية














المزيد.....

نتائج الانتخابات التونسية


سلامة كيلة

الحوار المتمدن-العدد: 4619 - 2014 / 10 / 30 - 16:46
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



الفرح غمر قطاعاً من الناشطين، لا شك، كبيراً، على ضوء نتائج الانتخابات التونسية التي أدت إلى تراجع قوة حركة النهضة، لتصبح الحزب الثاني في البرلمان الجديد. الفرح هو نتاج هزيمة الإسلام السياسي، وهذه المرة عبر الانتخابات، وليس عبر الثورة، كما في مصر. على الرغم من أنه بعد مصر، كان واضحاً أن وضع الإسلام السياسي لم يعد كما كان، وأنه بات يعيش حالة انحسار، سوف تقود إلى تهميشه، فقد انتهت الرمزية التي تحصّل عليها في السنوات السابقة، وجعلته يظهر بديلاً ممكناً، وأعطته "الأحقية" لأن يصل إلى الحكم.
انتهت هذه الرمزية بالضبط، لأن حكمه، من جهة، لم يحمل حلاً لمشكلات الفئات الفقيرة التي راهن بعضها عليه فانتخبه، ولأن حكمه استثار فئات وسطى متسعة، كانت من حزب الكنبة، كما يطلق عليها في مصر، نتيجة تلمّس الميل إلى فرض نظام "إسلامي"، والاستحكام في السلطة. لهذا، تخلى عنه "القطاع الشعبي" الذي دعم وصوله إلى السلطة، لكنه بات يواجه معارضة شديدة من الفئات الوسطى، الليبرالية والعلمانية، وحتى المدنية بالمعنى الشعبي. وكذلك، بالتالي معارضة المفقرين عموماً الذين مالوا إلى عدم الثقة بالمسار الانتخابي كله (وهذا ما يفسّر تراجع نسب المشاركة في الانتخابات). بهذا، دعمت الفئات الوسطى حزباً "مدنياً"، بغض النظر عن سياساته وتاريخه وارتباطاته، حيث بات ما يستحكم النظر هو إبعاد الإسلام السياسي عن السلطة.
لكن، هذا المنظور قصير النظر، وسلبي. وربما كانت الفئات الوسطى المندفعة إلى إبعاد الإسلام السياسي هي كذلك، لكن المشكلة في أن يكون هذا بديل قطاعات مجتمعية على عاتقها تحقيق التغيير. فنجد أن "القوى المدنية" التي تشمل تيار الليبراليين والديمقراطيين وبعض قطاعات اليسار (أو حتى أوسع) تتعامل مع الأمر وكأنها انتصرت، أو أنها حققت خطوة كبيرة ومهمة. وربما ذلك صحيح فيما يتعلق بتراجع وضع الإسلام السياسي الذي، كما أشرت، كان واضحاً تراجعه على مستوى الموقف الشعبي، لكن ذلك لا يعني كثيراً على صعيد الوضع الشعبي ذاته. فإذا كانت هناك فئات وسطى فرحة لتراكم حكم الإسلاميين، فإن الفئات المفقرة التي تمثّل الأغلبية الشعبية لن تحصد شيئاً، وربما تؤدي هذه النتيجة إلى وضع أسوأ. على الرغم من أن وضع السلطة، على ضوء توزّع المقاعد في البرلمان الجديد، وعلى ضوء الحاجة إلى سلطة قوية، في وضع قلق شعبياً، وسياسات لا تحمل حلولاً للشعب، سوف يفرض التحالف بين "نداء تونس" وحركة النهضة. وهذا سوف يريح الفئات الوسطى المتخوّفة من "الأسلمة"، لكنه سوف يعزز الميل السلطوي للاستمرار في السياسات الاقتصادية التي يقررها صندوق النقد الدولي، والتي تعني (كما ظهر في الفترة السابقة) تحريراً مستمراً للاقتصاد، وزيادة الأسعار، والإغراق في السياسة الليبرالية التي أدت، أصلاً، بمستواها السابق إلى الثورة.
في الانتخابات، جرى النظر إلى الصراع بين "الديني" و"المدني"، وكان الطموح لهزم "الديني"، لكن المشكلة أعمق، وعبّر عنها تراجع نسب المشاركة، حتى عمّا كان سنة 2011 (تقلص العدد بنسبة الثلث كما ذكرت الصحف)، وأصلاً مع عدم مشاركة أكثر من النصف. فهؤلاء المقاطعون، وأغلبهم شباب (كما في مصر)، لا يثقون بالمسار الديمقراطي هذا، بالضبط لأنهم يعرفون أن الوضع سوف يأتي بأحزاب لا تحمل حلاً لمشكلاتهم، وأن السلطة فقط تجدد ذاتها على المستوى "السياسي" (أو الأشخاص) من دون أن تتغيّر على المستوى الاقتصادي، بما يحقق المطالب التي رفعها الشباب منذ اللحظة الأولى للثورة: العمل استحقاق يا عصابة السراق. وهؤلاء، بالتالي، ليسوا معنيين لا بنداء تونس الذي يعيد الماضي، ولا بحركة النهضة التي استمرت في السياسة الاقتصادية نفسها. وسيبدو لهم أن الانتخابات عملية فائضة عن الحاجة، بالضبط، لأنها تكرس واقعهم القائم.



#سلامة_كيلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أميركا وداعش والممانعة.. العقل الأحادي في مواجهة واقع معقد
- عن الثورة والثورة المضادة
- روسيا والحرب على غزة
- من تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين إلى داعش تصوّر كورنول ...
- سلامة كيلة - كاتب ومفكر ماركسي - في حوار مفتوح مع القراء وال ...
- -السياسة الشيوعية- لا ماركسية ولا شيوعية
- الثورة واليسار الميكانيكي
- أزمة تحليل اليسار للحدث العراقي
- هل ما يجري في سوريا ثورة؟
- حول ما يجري في العراق
- الثورة السورية ... محاولة لفهم المجزرة
- منظور أخلاقي للثورة السورية
- نقاش خفيف مع -الرفيق- محمد نفاع - الإمبريالية والاستعمار وال ...
- الثورة والاستعصاء الثوري في سورية
- بعد ثلاث سنوات من الثورة في سورية: من أجل إعادة نظر شاملة
- النتائج الممكنة لمؤتمر جنيف2 والموقف منها
- المهمات الديمقراطية والاشتراكية
- الحرب على الإرهاب في سورية
- عن الإمبريالية وتشويه -اليسار الممانع- للماركسية
- قانون ضبط التظاهر يعيد الحراك الاجتماعي لشوارع مصر


المزيد.....




- لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن ...
- مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد ...
- لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟ ...
- إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا ...
- مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان ...
- لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال ...
- ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
- كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟ ...
- الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
- مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سلامة كيلة - نتائج الانتخابات التونسية