نبيل هلال هلال
الحوار المتمدن-العدد: 4619 - 2014 / 10 / 30 - 12:43
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
السابع عشر
والدولة الدينية كانت دائما في خدمة الإقطاع , بما في ذلك الإقطاع الديني- والتاريخ خير شاهد . وانظر إلى أملاك وإقطاعيات الكنيسة في القرون الوسطى , وانظر إلى مكاسب الأسر الحاكمة باسم الخلافة النبوية طوال تاريخنا الإسلامي , استحوذت كلها على الثروات والنفوذ , إذ كانت تمثل السلطتين الدينية والزمنية معا : السلطة الدينية بمقتضى الانحدار من السلالة النبوية , والسلطة الزمنية بمقتضى بيعة قهرية بحد السيف .
وبمراجعة التاريخ نجد أن الدولة الدينية لم تكن قط في خدمة الناس, بل خدمت النُّخَب من الملأ والإقطاع الديني على حساب الناس . فالدولة الدينية لا يحكم الله ُفيها كما يزعم الكهنوت وإلا تحقق العدل , وإنما كان الكهنة هم الحاكم الحقيقي الذي بدأ حكمه بسرقة الشرعية من دين الله بينما كانت المسافة شاسعة بين دينهم الذي ابتدعوه وتعاليم الله المنزَّلة في كتبه . والدولة الدينية - حيث تختلط السلطتان الدينية والزمنية - لم تحقق رفاهية الإنسان وسعادته , فهي دولة أثبت الزمن فشلها ومغايرتها لقصد الله من بعث الرسل بالأديان . وإقامة دين الله (الإسلام : وهو دين الله المنزل على جميع أنبياء الله ورسله من آدم إلى محمد صلوات الله عليهم أجمعين) هي الوسيلة الوحيدة لتحقيق عدل الله الذي يحقق الخير والوفرة للناس كل الناس بالقضاء على الطبقية والاستغلال والاحتكار والظلم والفقر, واسمع الله يقول : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُواْ وَاتَّقَوْاْ لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم}المائدة 65 - 66 . وتأمل قول الله بأن إقامة دين الله الذي جاءت به التوراة والإنجيل يضمن أن يأكل الناس من فوقهم ومن تحت أرجلهم ,أي أن تحقق الوفرة والرخاء للناس رهن بتطبيق دين الله وعدله, أي لا صلاح لأهل الكتاب مالم يطبقوا دين الله(التوراة والإنجيل),:" قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ} المائدة 68 .ويقول:{وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقاً}الجن16 . والاستقامة على الطريق غير الاستغراق في أداء الشعائر والصلوات فقط كما يفهم الكاهن- وإلا ما رأينا هضما لحقوق الفقراء , ولكنها تعني تفعيل شريعة الله-في التوراة والإنجيل المُنزَّلين والقرآن- فهي الوحيدة التي تحقق التوازن بين حقوق الناس , فشرع الله وحده هو الذي لا يظلم أحدا ولا ينحاز لأحد على حساب آخر . وما إن يتحقق هذا العدل الإلهي حتى توزع الأرزاق على كل الناس . (يتبع)-من كتابنا :خرافة اسمها الخلافة-لنبيل هلال هلال البنا
#نبيل_هلال_هلال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟