أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاك جوزيف أوسي - العدائية والصراع السعودي الإيراني














المزيد.....

العدائية والصراع السعودي الإيراني


جاك جوزيف أوسي

الحوار المتمدن-العدد: 4619 - 2014 / 10 / 30 - 11:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الشرق الأوسط يبالغ الناس في تقدير الذات والتقليل من شأن الغير، ويرتبط كل شيء لديهم ويختلط كل أمر عندهم بمفهومي الشرف والكرامة، فيسبغ ذلك شحنة انفعالية عالية لأي لفظ أو عبارة أو تصرّف يصدر من الغير، مهما كان الموضوع شخصياً أو عاماً، ويعتبر هذا الأمر مسّاً بالشرف وجرحاً للكرامة. ومن المعلوم أنه لا يوجد خلاف لا يمكن حلّه بالعقل أو وفق الأصول المتّبعة والمعايير المحددة في المجتمع، لكن في حالتنا هذه قد يتطور الأمر ليصبح الخلاف خصومة، والخصومة عداوة، والعداوة حرباً، والحرب... جهاداً مقدساً.
وعندما تشتبك نظرية حائك السجاد مع الحذر والترقب والميل لأخذ الثأر المتأصل في عقلية أهل الصحراء، تصبح المنطقة برمّتها على خط الزلزال المدمّر. ذلك أن الطرفين يلعبان على جميع المتناقضات ليحققوا هدفهم المنشود، الأول كي يصنع بساطاً غاية في الروعة، والثاني كي يتمكن من غرس خنجره في ظهر غريمه. لكن هذا الاشتباك وضع الطرفين في مأزق حرج قد يستنزف الطرفين والمنطقة برمتها.
فالسعودية تتخوف من تمدد النفوذ الإيراني في المنطقة، الذي أصبح يمتد من حدودها الغربية حتى شواطئ المتوسط، في الوقت الذي تعاني فيه الرياض من فتور نسبي في علاقاتها مع واشنطن، وتواجه تحديات جيو - سياسية كبيرة في أعقاب (الربيع العربي) خصوصاً في البحرين واليمن. فبدأت بالعمل على محاولة إعادة النفوذ الإيراني إلى داخل حدوده، وهو أمر لن يتأتى إلا بمواجهة إيران في مناطق نفوذها التي انتزعتها منذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003. فعملت على تحويل الصراع في المنطقة إلى صراع طائفي يخدم أغراضها، مستفيدةً مما تعتبره إحدى الطوائف العراقية غُبناً لحِقَ بها، ودمجته في الأزمة السورية عن طريق دعم التنظيمات الإرهابية التي تعمل على تفجير حرب طائفية ومذهبية بين سكان المنطقة. والكلفة السياسية لهذا الانخراط تبدو ضئيلة، خصوصاً مع تعرض المحور الذي تقوده إيران لضغوطات على كل الجبهات ابتداء من الملف النووي مروراً بالأزمة السورية-العراقية، خصوصاً بعد ظهور (داعش) على مسرح الأحداث في البلدين، ومسألة سلاح (حزب الله) في لبنان. لذلك ستستمر السعودية في دعم الأطراف المحلية في العراق وسورية ولبنان وهدفها الأساسي القضاء على النفوذ الإيراني في المنطقة، وهي تعلم أن معركة بهذا التعقيد لا يمكن ربحها بالفوائض المالية وحدها، وهنا العقبة الأساسية للرياض.
أما طهران فهي تتعرض لأكبر تحدّ لها منذ سنوات، فنفوذها الذي نسجته في العراق من وراء الستار يترنح، صحيح أن موازين القوى لا تميل حتى الآن لمصلحة الأطراف المحلية التي تخاصمها في العراق، إلا أن الاتصال البري بين الصحراء العراقية-السورية (قد قُطِعَ بسبب ظهور داعش) الأمر الذي يُسبب لها الأرق. وتبدو خيارات إيران كلها صعبة في العراق مثلما هي في سورية، وتتفاقم الأزمة بفعل الضغوط الاقتصادية الطاحنة بسبب العقوبات المفروضة عليها.
لم تستطع الرياض أن تجاري طهران في شعاري (الممانعة) و(المقاومة) اللذين رفعتهما وأسست بموجبهما منطقة نفوذ إقليمي لها، ولكن طهران لا تملك الفوائض المالية التي يمكن أن تجاري بها انخراط الرياض في أزمات الشرق الأوسط الراهنة، كما إن ازدياد هامش الحركة التركية في المنطقة على خلفية صراع النفوذ مع إيران يضعف من رصيد إيران الإقليمي، وهنا المعضلة الإيرانية. إذ أن تحول الصراع من (ممانعة) في مواجهة (اعتدال) إلى صراع مفتوح بين المذاهب الإسلامية لن يكون لمصلحة طهران. ذلك إن هذا الصراع على المدى الطويل هو خسارة استراتيجية لطهران.
هذه الحالة المرضية توسّع دائرة العداوات ولا تحلّ إي خلاف، حيث تستمر حالة الإحباط نتيجة الإخفاق في الوصول إلى حلول وسط أو تسوية. وللخروج من هذه الدائرة المغلقة يجب أن يتحلى الطرفين بالوعي والمعرفة بحقيقة الأمور والمصارحة حرصاً على سلامة المنطقة وسكانها، بعد أن بدأت الدول الطامعة بنا بالإعداد لوليمة تقاسم الشرق الأوسط، وبدلاً أن نكون الطبق الرئيسي في هذا الاحتفال يجب على الجميع العمل كي نكون ضيف الشرف فيه.



#جاك_جوزيف_أوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المأزق التركي
- مأساة عين العرب
- واشنطن ومبدأ راعي البقر
- أردوغان – أوغلو ... إلى أين تسير تركيا والمنطقة؟
- شياطين واشنطن وملائكة الجحيم
- ضحايا على مذبح لعبة الأمم - مصير الأقليات الدينية في الشرق
- ربيع أنقرة وخريف المنطقة
- يوميات مدينة منسية - الجزء الثاني
- يوميات مدينة منسية - الجزء الأول
- تداعيات إعلان الخلافة الإسلامية على دول المنطقة والعالم
- صراع القوى الإقليمية على رقعة الشطرنج العراقية
- ماذا يحدث في الموصل؟
- ليلة سقوط الموصل
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية -جمول-
- سورية ... والصراع على هوية الشرق الأوسط
- موسكو بكين.. القضاء على هيمنة القطب الواحد
- قراءة لبعض بنود بيان الحزب الشيوعي السوري الموحد الذي صدر تح ...
- مخاطر مزج الدين بالسياسة
- النازية ... الفاشية أصل كل الشرور
- مذابح -سيفو-... إحدى الفصول المنسية من تاريخ شعوب ضُحِّيِ به ...


المزيد.....




- العثور على مركبة تحمل بقايا بشرية في بحيرة قد يحل لغز قضية ب ...
- وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان يدخل حيّز التنفيذ وعشرات ...
- احتفال غريب.. عيد الشكر في شيكاغو.. حديقة حيوانات تحيي الذكر ...
- طهران تعلن موقفها من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنا ...
- الجيش اللبناني يدعو المواطنين للتريّث في العودة إلى الجنوب
- بندقية جديدة للقوات الروسية الخاصة (فيديو)
- Neuralink المملوكة لماسك تبدأ تجربة جديدة لجهاز دماغي لمرضى ...
- بيان وزير الدفاع الأمريكي حول وقف إطلاق النار بين إسرائيل ول ...
- إسرائيل.. إعادة افتتاح مدارس في الجليل الأعلى حتى جنوب صفد
- روسيا.. نجاح اختبار منظومة للحماية من ضربات الطائرات المسيرة ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاك جوزيف أوسي - العدائية والصراع السعودي الإيراني