عاهات الثقافة العراقية

حيدر ناشي آل دبس

الحوار المتمدن-العدد: 4618 - 2014 / 10 / 29 - 17:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

في كتابات سابقة اشرت بها الى انزياح المثقف العراقي عن رسالته المجتمعية الرامية الى النهوض بالانسان وقيمته الحضارية ‘ والانغماس بالذاتيات والتنازع على المناصب والمكاسب والتشتت الذي ميز مثقفي العراق كلٌ حسب وجهة الفكرية ومرجعيته الايدلوجية ‘ اما ان يصل الحال الى دخول قيم القبيلة في نزاعاتهم والتهديد بها هذا ما لم اتوقعه ‘ فقد وجه هؤلاء المتنازعون رسالة واضحة لا لبس فيها الى الشعب العراقي انهم وغيرهم ممن اصطفوا معهم بعيدين كل البعد عن حمل هموم الثقافة العراقية ولا يمكن بأي حالٍ من الاحوال ان يكونوا الشريحة الطليعية في المجتمع وليس بممثلين لتطلعات وامال الجماهير التي كانت تنظر اليهم بوقار .
عار عليهم بعد الان ان يتحدثوا بأسم الثقافة والمبادئ المدنية التي تشدقوا بها دهراً ‘ عار عليهم ان يتقدموا الصفوف في كل محفل فلينزوي كل منهم في بيته ويعتكف عن اظهار وجهه للاخرين ‘ عار عليهم ان يكتبوا شيء بعد ماقاموا بأهانة الثقافة العراقية بهذه الشاكلة لانهم وللاسف محسوبين عليها فكل مايكتبوه لاحقاً لم يعد له قيمة تستحق الاحترام ‘ عار على كل مثقف ان يعتبرهم من شريحته او يدعوهم لاحياء المناسبات الثقافية القادمة لانهم بتصرفهم هذا حاولوا ان يميتوا النسق المدني الذي نعمل على ترسيخه ‘ عار على الثقافة العراقية ان يبقى من يحمل فكراً طائفيا وقبلياً وقومياً شوفينياً تحت خيمتها ‘ عار على المؤسسات الثقافية الحقيقية وليست مدفوعة الثمن في البلد ان لم تنبذ هكذا نماذج تحاول ترخيص فكرنا واجهاض انشطتنا التي دأبنا على ادامتها واشاعتها في بنيتنا الاجتماعية ‘ قد يتعبرني القارئ قاسي الحكم ولم ادع للصفح مجالاً ‘ نعم كذلك لانهم اهانوا ثقافتنا اهانوا تاريخنا اهانوا وجودنا اهانوا عمل الخيرين والحريصين على رفعة وسمو العراق واهله ‘ هؤلاء لا يختلفون عن داعش وغيرهم من المليشيات والجماعات المسلحة في شيء بل هم اخطر ‘ فأولئك استخدموا السلاح لقتل الانسان وهؤلاء استخدموا القلم لقتل حلم وامل وثقافة الانسان ‘ عندما تقتل انساناً لابد ان تعاقب طال الزمن او قصر وخلالها يولد اخرين للحياة يكملون مسيرة من سبقهم ‘ اما عندما تقتل الامل فلن يكون هناك شعبٌ او ارضٌ او حياة وانتم حاولتم القيام بذلك لكن هيهات ان تستطيعوا ‘ اني انبذكم ايها الطائفيون ‘ اني انبذكم ايها القبليون ‘ اني انبذكم ايها القوميون الشوفينيون ‘ وكمواطن عراقي اعلن برائتي من ما يجمعني بكم في هذا البلد الجريح .

#حيدر_ناشي_آل_دبس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات