كريم عبدالله
الحوار المتمدن-العدد: 4617 - 2014 / 10 / 28 - 23:28
المحور:
الادب والفن
ثورةُ الصمت
الجزء الثالث
توارتْ خلفَ حزنِ رمالٍ غارقة بأمواجِ الأسى ـــ وظلُّ مزار الفقدِ يتخفّى بلا أجنحةٍ ينطفيء
ضجيجُ الحِرابِ خلّفتهُ يحزُّ رفيفَ الشمسِ ونافذةُ الذكرياتِ تطلُّ على الأفقِ وحقائبُ الرحيلِ مملوءةً بحبالِ الهاوية
الأفكارُ تمدّدتْ في بئرها الآسنَ أينعتْ رؤوساً للشياطينِ فوقَ هامةِ الكلماتِ أسرعتْ تُرغي وتثقبُ صمتَ العسعسِ
النياقُ الضامرات يحملنَ تلويحَ الخيامِ ـــ سفنٌ تُبحرُ في دياجيرِ مدافنِ الدموع
الطريقُ ظمأُ جمراتٍ تحشُّ غاباتِ الأشتعال تحملُ على أسنّتها سُلالة الفتحِ عاريةً هي ألأقمارُ تؤوي النجوم
تتيهُ بليلٍ معصوبَ الشهيقِ ينحتُ سرّها سورٌ محفور بحبلِ المدائن يسوّرها فحمٌ على الحائطِ يرسمُ ضياعاً
في منديلها عبقُ الأحلامِ تكوّمتْ وفي مجلسِ اللهوِ تكشّفَ صوتها يزمجرُ رعداً يتكيءُ على ضفافِ الذاكرة
مرتدّونَ بأحلامِ الجهالةِ يتعنكبون مجهولةٌ هي الوجوه تتفرّسُ أزهاراً ذابلة أتعبها رحيلٌ مدمّى بالصورِ
حيرى وأفعى تزحفُ وبالفجيعةِ تتزيّنُ أفقٌ منِ الشؤمِ يخيطُ النهارَ ولمّا تزلْ طاعنة في حزنِ محبسها
وماذا وقدْ حاصرها ضياع مذبحٍ بهِ تتشظّى ـــ وطعناً يباغتُ قافلةً أعلنتْ خسوفها ... !
كأنَّ الفرات دم الأحداقَ حينَ ينشجُ وفاضَ يستجدي يرمّمُ نسغَ الكفوف ينبشُ قبراً تتقافزُ فيهِ الوطاويط
رائحةُ الأطياب تسحبُ الروحَ يلمعُ الحزنُ غريباً تحتَ الثرى فتجدّدُ لحنها المشقّق مواكبُ العزاء
#كريم_عبدالله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟