وليد الشيخ
الحوار المتمدن-العدد: 4617 - 2014 / 10 / 28 - 15:32
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تلك الامة ، التي ذبحت ريحانة جباري ، متكئة على ما تراه تنفيذاً لشرع الله ، لن تدرك ( ولا حتى في القريب العاجل ) أنها تمارس كفراً وقحاً وغبياً حد الفجيعة .
سيواصل الناس أيامهم ، فيما يظل غضب ريحانه يرف فوق رؤوسنا ، كإنذار أخير ، بأن المساحة تضيق علينا ، وأن الضالين يستولون على مساحات عامة جديدة ، ويحتلون طرقات فرعية ، وصاروا يمرون تحت نوافذنا ، ولا يفصلهم عن دخول البيوت الا قليلاً .
ثمة مرض نفسي يستبد بالامة ، يأخذها من غرتها الشائبة لتستلذ برائحة الدم ، وتقطيع الاوصال ، والاستكانة المذلة لدكتاتوريات تعيد طباعة الناس وطبائعهم كنسخ طبق الاصل عن بعضهم البعض .
لم يعد الأمر مسلياً حتى لمن كان بالامس يواصل النظر الى الخراب العام باعتباره نكتة سمجة ، طويلة وممتدة . صار الأمر ، جدياً أكثر من اللازم ، وما مصادرة حياة ريحانة سوى اشارة واضحة حد الفضيحة ، ان البقاء في دائرة رد الفعل المؤقت ، لن يغير شيئاً ، وأن علامات الاستفهام التي تتطاير فوق رؤوس هذه الامة حول هويتها ، ودينها ، ولغتها ، وعاداتها وتقاليدها ، لا بد وأن يعاد صياغتها بعلامات تعجب هائلة ، وليس إعجاب .
حين يصير شنق الناس في الشارع ، او رجمهم ، او تقطيع اطرافهم ، متع بصرية يتجمع حولها المتفرجون احتفالاً ، يصير لزاما علينا أن نفكر جديا ، باعلاء يافطة هائلة على خارطة العالم العربي والاسلامي : مكان مغلق للترميم .
#وليد_الشيخ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟