أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - الفدرالية العراقية وشرق المتوسط من جديد.















المزيد.....

الفدرالية العراقية وشرق المتوسط من جديد.


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1297 - 2005 / 8 / 25 - 10:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إنه شرق الراحل الكبير عبد الرحمن منيف : لابد من وجود دائم لكتل من الرعاع و المهمشين ولا بد وهذا هو الأهم من وجود قطاعات واسعة من شعوب هذه المنطقة في وضعية قهر .. وانقلبت من جديد معادلات التاريخ الزائف لهذه الحكاية التي لن تنتهي على ما يبدو رغم كل ما تحقق فيها ورغم كل هذا الدم الرخيص الذي يراق على أرض العراق الآن .. ورغم كل المحاولات المبذولة لرفع المستوى من الطائفي نحو السياسي .. والتي حاول الأمريكان المضي فيها لكن : [ملوك الطوائف] على حد تعبير ادونيس شاعرنا الكبير أيضا أبو إلا أن يعيدوا للتاريخ بريقه وحضوره من جديد : تاريخ ملوك الطوائف ..ثلاث كرسها الدستور الجديد :
1ــ الطائفة قبل الوطن : وعادت خلافة العراق لآل البيت , أما جماعة أبوبكر ليروا حلا أخر وكما قال أحد الناطقين باسم التحالف الشيعي : هذه مسودة الدستور ومن لم يوافق عليها ليصوت ب: لا.
وهذا تأكيد على أن الأكثرية المضمونة هي أكثرية الطائفة الشيعية باعتبار أن الأكراد حصلوا على ما يريدون .. هنا الطائفية باتت حاسمة للتصويت , وهذا الأمر لم يجد الأمريكان من طريقة لمحاولة تجاوزه : لأن المستنقع الأمني الذي وضعوه السنة لهم ووضعوا هؤلاء الأمريكان فيه : ها هم الآن يحصدون نتائجه , ليصغ لهم الزرقاوي: أمير بلاد الفرات الآن دستورا جديدا يضمن لهم حقوقهم الطائفية و العودة إلى وضع كان فيه السنة سادة هذه البلاد !! وهل كانوا فعلا كذلك أم هي لعبة معاوية البعثي كانت تقتضي هذا , ؟؟ وهذا ما نريد قوله للراحل : أصبح للفرات أميرا ياسيدي:
عبد الرحمن منيف, وهذه القصة قد فاتك حضورها : أصبح لبلاد الفرات : أمير للمؤمنين وللكوفة : عاد آل البيت ..والآن سيبحثون عن رفات الحجاج كي : يقولوا له ها قد عدنا وقم لترَ , وباتت قُم في إيران قبلتنا .. هذه التوليفة لم يدرك الأمريكان خطورتها وانطلت عليهم لعبة الباطن التي تجيدها شعوب هذا الشرق خير إجادة لا يمكن للسوسيولوجيا الحديثة أن تدرس هذه الظاهرة .لا يخطرن
على بال الأمريكان أن يكون المرء : ديمقراطيا وطائفيا , مع حقوق الإنسان ويسن دستورا يضطهد المرأة سلفا .. يطالب بحق تقرير المصير لشعب أضطهد ــ الشعب الكردي ــ وهو لا يقبل أن يصوت على: هل بقاء العشيرة سيدة الموقف أم لا ؟.. وعلى معبر إبراهيم الخليل يمكن أن يمر الإرهاب والبضائع والتاريخ كله .. ولكن يمكن أن يراق الدم الكردي مجانا للسيطرة عليه ...
عدنا من جديد إلى ملوك الطوائف أم إلى طوائف الملوك في الواقع أضعنا البوصلة كما أضاعها الأمريكان ...ومع ذلك ليقسم العراق ألم يكن مقسما من قبل , ؟؟ وعندما تحين الفرصة من جديد يمكن لهذا العراق أن يعود ويتوحد على أسس أكثر إنسانية وحضارية ..
2ــ بات لدينا فقيه في الجنوب وأمير مؤمنين في الوسط , ووجوه عشائر في الشمال ..والسؤال الآن هل يمكن الجمع بين هؤلاء الثلاثة ؟؟ أظن هذا من المستحيل إلا إذا وجد المجتمع الدولي طريقة لذلك وهذا لا نتصوره في المستقبل القريب ..لأن الأمريكان خسروا المعركة إنسانيا وحضاريا في العراق!! وربحوا نقودا ونفطا وهذا لا يمكن أن يبقى طويلا ..!! في العراق أيضا ..
في العراق مطر .. في العراق مطر يا سياب ..لكنه أسود على لون النفط يا سياب .. ولينتظرن النساء المغفلات حتى يستتب الوضع في الأقاليم الثلاثة سيكوننْ بين ثلاث نماذج : إيرانية , وسعودية
والتحرير خارج المساواة السياسية والفعلية في كردستان .. والفارق هنا نسبي بالطبع .. الديمقراطية ليست انهيارا لحقوق الإنسان مطلقا .. ولكن معهم حق الأمريكان : هذا ما تريده شعوبنا ..!!؟
3ــ كمواطن سوري يحاول أن يتخلص من أية حمولة وجدانية تنظر إلى المسألة من زاوية : عربية أو دينية أو طائفية .. أنجح في ذلك أم لا .. ؟؟؟ لا أعرف؟ . ولكن الفدرالية الطائفية العراقية ستكون نموذجا : لا نعرف سيئا أم جيدا لملوك الطوائف في بلدي من سلطة وأحزاب ..؟ وأيضا من وجهة نظري المعرفية : إنها خطوة على غاية من الأهمية لأنها تعبر عن الحقيقة التي نحاول إخفائها على طريقة مذاهب التقية التيمية#1 أو على طريقة مذاهب الباطنيات المقموعة ..؟ أو على طريقة السلطات عندنا وعلى أيام صدام : ينادي بأندلس إن حوصرت حلب أو حلبجة ...؟ إنها الدرس الاجتماعي الذي لن يدرس بعد ولن يدرس ..لدينا في المنطقة أربع أو خمس دول لتصبح عشرة طالما أن النتيجة لشعوبها واحدة : لا أتحدث هنا بمنطق عدمي مطلقا : دعوا الطوائف : تختار
ما تريد ودون الدخول في منازعات دموية : فكل هذه الحمولة لا تستحق نقطة دم واحدة لا من عربي سوري سني أو درزي ..الخ ولا من عراقي شيعي أو سني أو كردي ..الخ؟؟؟ لم تتعلم السلطات
عندنا والمعارضات أيضا من الدرس اللبناني .. علها تتعلم من الفدرالية العراقية : أن الدم لا يخلف إلا الدم مهما طال الزمان أو قصر ..وفي كل مرة أكتب فيها عن العراق : لابد لي من تذكير رافعي راية السنة والدولة الدينية : الأمريكان هم من حموكم في العراق وليس الزرقاوي أدامكم الله ...؟ وها أنتم تحصدون النتائج .. ؟؟؟
وحتى نبقى في دائرة جهنم : هذه المنطقة : العراق , سوريا , لبنان : تحتاج إلى أشكال لامركزية في الحكم فيدراليات أو كونفدراليات ..الخ دعوا الفلسفات الطائفية تأخذ بعدها وتعبر عن نفسها بحرية .. وتتعلم من تجربتها كيف هي ثقافة الحضارة وحقوق الإنسان ؟؟ لا تجمعوا شعوبا لا تريد أن تبقى مع بعضها لا تجمعوها بالقوة : شعوبا لازالت تكفْر بعضها , وتهتك دماء بعضها كلما تسنت لها الفرصة .. والسؤال الآن المطروح على الأمريكان : ماذا بقي لكم في الجنوب : النفط : وهل هذا كاف برأيكم ..؟؟ وأين النموذج الديمقراطي الذي كنتم تتحدثون عنه .؟؟ أليس من السذاجة أن أطرح هذه الأسئلة على الأمريكان ...؟ ولكن رغم كل ما حدث عراق فيدرالي خير من عراق صدامي . وهذه نقطة لا يجب أن نغفلها أبدا ..وهذه تعتبر النجاح الجزئي الوحيد للأمريكان.
بعد هذه الصرخة و قراءتنا لمسودة الدستور العراقي الجديد وجدنا من المفيد الحديث عن أن الفدرالية : هي أحسن السيئ وكانت يمكن أن تكون أحسن الجيد لولا أنها ركبت طائفيا على مقاس : المرجعية الدينية في الجنوب والزعامة الكردية في الشمال , وعلى عنوان الرفض السني المؤسس زرقاويا وطائفيا أيضا ...
لفت نظري في مسودة الدستور قضية على غاية في البساطة : أرجو أن يكون فهمي لها غير صحيح : أن الدستور حدد الفترة الزمنية لرئيس العراق بخمس سنوات,
بينما لم يحدد الفترة الزمنية لا لرئيس الوزراء ولا لرؤساء الأقاليم الفدرالية ؟ وإذا كان الأمر كذلك معنى ذلك أن السيد البارزاني سيبقى إلى الأبد رئيسا لإقليم كردستان ومرشح المرجعية الدينية كذلك في إقليم الجنوب !!!؟ وهذا ما يجعل شرق المتوسط قائما مرة أخرى كما هو عنوان المقال ...
وليلاحظ المهتم في الأمر أن الطرف العلماني الديمقراطي غائبا عن الساحة العراقية : شيعيا وسنيا !!! أما كرديا فالعلمنة هناك والديمقراطية هي فقط مرحلة انتقالية ...
وعلى مبدأ الغريق يتعلق بقشة , وأتمنى أن تكون الديمقراطية وحقوق الإنسان هي الفيصل والحكم في الإقليم الكردستاني .. وإلا ستضيع تضحيات الشعب الكردي
هباء ...كما ضاعت تضحيات الأطراف العلمانية عند السنة والشيعة .. وتكرس دستورا ــ وإن كان نظريا يبدو أنه ديمقراطيا#2 ولكن سنرى كيف سيتم في الواقع محاكاة
قضية المادة الثانية التي تقول : الإسلام دين الدولة الرسمي وهو المصدر الأساسي للتشريع ولا يجوز سن قانون يتعارض مع ثوابته وأحكامه , لا يجوز سن قانون يتعارض مع مبادئ
الديمقراطية ولا مع الحقوق والحريات الأساسية الواردة في هذا الدستور ....كيف ستمارس هذه المادة في المستقبل ومن هو المحدد في إعلان أن هذه المادة أو تلك تعارض الإسلام أو تعارض الحريات الأساسية المنصوص عنها : ما هي المرجعية في هذا الأمر ؟؟ ...
العرب السنة في العراق بين فخ الزوقاوي وتبجح النظام العربي الرسمي وأبواقه القومجية :
على العرب السنة الموافقة على هذه الفدرالية وليس العكس رغم أنها أحسن الأسوأ , وأن تساهم فعالياتهم السياسية بوقف العنف فورا وفتح حوار مع كافة أطياف الشعب العراقي بمعزل عن هذه النكتة التي باتت سمجة : عن علاقة هذه الجهة أو تلك بأمريكا ..الخ من هذه المعزوفة البالية .. ولكن من أين سيتم البدء في هذه القضية من الحزبين الإسلاميين : أقصد الحزب الإسلامي وهيئة علماء المسلمين , ورطة العراق ورطة طوائف ونظام إقليمي متهتك وقوى علمانية ضعيفة ... وهذه هي ورطة العرب السنة في العراق ..ولا يمكن لهم الخروج منها إلا إذا تقدمت القوى
الليبرالية والعلمانية والديمقراطية إلى واجهة الحدث ...كيف هذا بالفعل ما هو غير قادرين على معرفته !!!!؟

الهوامش :
#1ــ المقصود شيخ الإسلام ابن تيمية وكذلك استبطان الخوف من القمع وما يولده من ثقافة باطنية خطيرة ...ولا تبرز خطورتها إلا عندما يصبح لديها متنفس لا ديمقراطي ...
#2ــ لأن بالمحصلة الديمقراطية في النهاية هي ميزان قوى ...
ملاحظة : إن هذا المقال هو تنازع حقير بين الرغبات والواقع لهذا جاء فيه من الشحنات غير الصحية ومع ذلك تركته كما هو ....



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانية مرة أخرى
- السياسة العربية وغياب السياسة
- الفدرالية العراقية بين سطوة الإقطاعية وولاية الفقيه
- مرة أخرى
- المشروع الغربي والإسلام السياسي
- العلمانية والإسلاموية في سوريا
- الديمقراطية الثقافة والتأسيس
- المرأة بين حقوق الإنسان وجاهزيات الجسد ... وجهة نظر ...


المزيد.....




- بعد استخدامه في أوكرانيا لأول مرة.. لماذا أثار صاروخ -أوريشن ...
- مراسلتنا في لبنان: غارات إسرائيلية تستهدف مناطق عدة في ضاحية ...
- انتشال جثة شاب سعودي من البحر في إيطاليا
- أوربان يدعو نتنياهو لزيارة هنغاريا وسط انقسام أوروبي بشأن مذ ...
- الرئيس المصري يبحث مع رئيس وزراء إسبانيا الوضع في الشرق الأو ...
- -يينها موقعان عسكريان على قمة جبل الشيخ-.. -حزب الله- ينفذ 2 ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب ويلتقي ولي العهد
- عدوى الإشريكية القولونية تتفاقم.. سحب 75 ألف كغ من اللحم الم ...
- فولودين: سماح الولايات المتحدة وحلفائها لأوكرانيا باستخدام أ ...
- لافروف: رسالة استخدام أوريشنيك وصلت


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - الفدرالية العراقية وشرق المتوسط من جديد.