|
مقدمات لنتائج خائبة
أحمد الشيخ أحمد ربيعة
الحوار المتمدن-العدد: 4617 - 2014 / 10 / 28 - 00:30
المحور:
المجتمع المدني
قال رئيس الوزراء حيدر العبادي في بيانه بمناسبة حول العام الهجري الجديد ( التاريخ يعيد نفسه فمن حارب الامام الحسين هم انفسهم من يقتلون العراقيين ويكفرون جميع المذاهب )، وفي سياق بيانه دعى الى استلهام العبر من مسيرة الحسين. لا يضيف بيان العبادي هذا، الا خيبةً جديدةً لكل من يأمل في ان تتعظ أحزاب الاسلام السياسي وبالذات المتحكمة بالدولة، من نكبات السنوات الماضية صعودا من 2003. فمازال خطاب التجيش الطائفي هو االسائد لتحشيد وتعبئة العراقيين للتصدي لاكبرخطر يواجههم وهو تنظيم الدولة الاسلامية، في الوقت الذي تهد النكبات المستمرة حياة العراقيين. سياسيون فاشلون، يصحبهم فوج من الحريم الثقافي من الاعلامين واشباه المثقفين وقسم من رجال الدين ومن على شاكلتهم، لم يجدوا في جعبهم الفارغة سوى هذا النوع من التحشيد، كلُ منهم يدعى نسبه للحسين او لخطه، دون ان يستطيع احد منهم بما فيهم رئيس الوزراء ان يثبت لنا كيف كان اجداد هؤلاء ( النواصب) الجدد ضمن جيش معاوية في قتاله ضد الحسين، وكيف ان اجدادهم من ( الروافض ) كانوا ضمن جيش الحسين او من ضمن من دعا الى الحسين ولم يخذله.
يكمن الموقف من الدولة الاسلامية (داعش) في ظلامية مشروعها ودمويته ولا انسانيتة ولاحضاريته واحتقاره حقوق الانسان. مشروع يقوم على الهوس والجنون باستخدام الابادة كل مخلتف معها، ويستدعي من التاريخ أسوء صوره. عموما يشكل مشروع الدولة الاسلامية أحد القراءات للاسلام وتاريخه وهم يعتقدون انها القراءة السليمة والصحيحة بدون منازع وانهم الفرقة الناجية المدعوة بتأييد ونصر الله وستكون الجنة مثوى قتلاهم. لا تعدوا الدولة الاسلامية سوى سرطان عدواني في الاماكن التي تسيطير عليها او التي تتوجه اليها، لكن رئيس الوزراء، الذي جاء عن طريق حزب الدعوة الاسلامية يُناور كي يلعب دوراً أخر. هذا الحزب الذي اثبت وبدون منازع، انه حزب لا يمتلك اية برامج لاعادة بناء العراق. حزب لم يمتلك اي برنامج اقتصادي او سياسي او اجتماعي في حالة وصوله الى السلطة ولا تعدوا كل طروحاته في هذه الاصعدة سوى كونها مجموعة من الافكار الانتقائية التي يضحك منها الواقع والتي سيتردد اي متحف بالاحتفاظ بها.
تمكن مصيبة العبادي وغيره من قادة الاسلام السياسي الشيعي او السنى بانه لا يستطيع ملامسة هذه الحقيقة المرة. فاذا كانت الدولة الاسلامية تسعى لبناء دولة الخلافة باعتبارها نموذج الدولة الاسلامية حسب الفقه السني فان الاسلام السياسي الشيعى لا يعدوا كونه سوى الوجه الاخر لهذه العملة الصدئة. فالاسلام السياسي الشيعي وعلى راسهم حزب الدعوة الاسلامية الذي يتحكم في الدولة والحكومة يسعى لبناء دولة الامامة وهي الدولة الاسلامية حسب الفقه الشيعي. ولا تعدوا ممارسات الاحزاب الشيعية ومليشياتها بعيدة في جوهرها عن ممارسات الدولة الاسلامية سواء مع المختلف معهم دينيا اومذهبيا او سياسيا وربما تختلف هذه الممارسات في حدتها ومقدارها وكون هذه الاحزاب تقف على راس الدولة، اضافة لعوامل اخرى تلعب دورها في عدم اظهار هذا الجوهر السلفي، الذي يتعارض مع ابسط قواعد الحياة والدولة المدنية. كل التلميعات في فكر الجماعات الاسلامية بكل الوانها لا يخفي حقيقة كونها، متشابهة الجوهر والسلوك والهدف ولا ترتبط باية وطنية عراقية. يحلو للعبادي وغيره من قادة لاسلام السياسي الشيعي ان يلعب دور الشيطان الاخرس حين يقترب من هذه الحقيقة ويلطم على عينه لكي لا يرى مرارتها، ولن يجد الا في ( حب) الحسين منقذاً له من هذه الورطة. يبدو إن رئيس الوزراء يستمتع بخرسه حين يدعو لاستلهام العبر من مسيرة الحسين، لكن السؤال يبقى يدور في ذهن المتلقي وهو ماذا ابقيتم للحسين؟ واي عبرة استلهمتموها منه ؟. لقد قتل الحسين ( 61 ه ) وحيداً بين أعداءه، مخذولا بمن دعاه واليوم يشعر الحسين بغربته بين ( أنصاره)، اللذين لم يحفظوا له شئ يتشرف به، ولا نعرف من ابتلى بمن؟. هل ابتلى الحسين بهم؟، ام هم اللذين إبتلوا بالحسين؟.
عندما يستجدي العبادي او غيره التاريخ من اجل التصدي للدولة الاسلامية، بصوره البائسة والمسيسة لمصالح معينة لن يجد خلفه سوى ارذل العراقيين، وبهم لا يستطيع مواجهة سرطان تنظيم الدولة الاسلامية، على عكس الخطاب الوطنى الذي لو تمسك العبادي وغيره من يقفون على راس الدولة به، لوجد افضل العراقيين واخلصهم يدعمون مشروعه الوطني. لم يفلح النظام الساقط بتوحد العراقيين تحت راية القومية الممزقة وزاد بؤس مشروعه حين صبغ رايته بالدين. لم ولن يكون الدين عامل توحيد للعراقيين، بل على العكس، سبحت راياته في بحور دماء العراقيين، لكي تبقى قوى الاسلام السياسي اكبر المتاجرين به لرخص تكاليفة وسرعة تصريفه وقوة مفعوله وهنا يكمن سر ارتفاع معدل الربح الغير معقول.
سياتي اليوم الذي ستجد فيه العراقيين يهتفون لا خلافية ولا امامية دولة دولة مدينة.
#أحمد_الشيخ_أحمد_ربيعة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قراءة في رواية حصار العنكبوت لكريم كطافة
-
نعثل الكافر
-
قادة الاسلام الشيعي وامارة المتغلب
-
بلوى العراقيين بقيادات حزب الدعوة
-
التفسير( الفقي ) لهزيمة قوات الجيش العراقي في الموصل
-
قراءة في رواية تيوليب مانيا لوفاء البوعيسي
-
بلوى الله بشهدائنا وشهدائهم
-
الشيوعيون والانتخابات البرلمانية بين النتائج والاستنتاج..
-
المالكي وحيدا
-
رامبو وحكومة الاغلبية السياسية
-
معارضة ( السواريٌة)*
-
معارضة ( السواريّة)*
-
قانون إبادة الشيعة !
-
قراءة في ( نعثل ) رواية لوفاء البوعيسي
-
نظرة أولية في مشروعي الاحوال الشخصية الجعفري والقضاء الشرعي
...
-
نظرة أولية في مشروعي الاحوال الشخصية الجعفري والقضاء الشرعي
...
-
التيار الديمقراطي العراقي وضرورة البحث عن المنطق الفاعل في ا
...
-
ناظم رمزي .. هل نتعرف عليه بعد موته..؟
-
نسمات أب والقادم من الايام
-
القائمة العابرة للمحاصصة. وهم ام حقيقة ؟
المزيد.....
-
ليندسي غراهام يهدد حلفاء الولايات المتحدة في حال ساعدوا في ا
...
-
بوليفيا تعرب عن دعمها لمذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت
-
مراسلة العالم: بريطانيا تلمح الى التزامها بتطبيق مذكرة اعتقا
...
-
إصابة 16 شخصا جراء حريق في مأوى للاجئين في ألمانيا
-
مظاهرة حاشدة مناهضة للحكومة في تل أبيب تطالب بحل قضية الأسرى
...
-
آلاف الإسرائيليين يتظاهرون ضد نتنياهو
-
مسؤول أميركي يعلق لـ-الحرة- على وقف إسرائيل الاعتقال الإداري
...
-
لماذا تعجز الأمم المتحدة عن حماية نفسها من إسرائيل؟
-
مرشح ترامب لوزارة أمنية ينتمي للواء متورط بجرائم حرب في العر
...
-
لندن.. اعتقال نتنياهو ودعم إسرائيل
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|