أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - بشر يُحاكمون الحيوانات والحشرات (1)















المزيد.....


بشر يُحاكمون الحيوانات والحشرات (1)


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 4616 - 2014 / 10 / 27 - 14:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



أعتقد أنّ قراءة معتقدات الشعوب القديمة كما رصدها علماء علم الأنثروبولوجيا ، توجب على العقل الحر تأمل مسيرة البشرية (ما بين التخلف والتطور) وكان من بين تلك المعتقدات (شديدة الغرابة والشذوذ) معاملة الحيوانات والحشرات على أنها (كائنات عاقلة) مثلها مثل الإنسان ، وبالتالى فإنّ الحيوان الذى يرتكب أى خطأ يجب تقديمه للمحاكمة (بالمعنى الواقعى وليس المجازى) ثم فرض العقوبة اللازمة على الحيوان مرتكب الخطأ. وعن تلك المحاكم التى تصلح كمادة غنية لتقديم كوميديا / عبثية / واقعية ، أفرد لها العالم الكبير جيمس فريزر فصلا مهمًا فى موسوعته (الفولكلور فى العهد القديم) وأنا أعتمد على طبعة هيئة قصور الثقافة- عام 98- الجزء الثالث - ترجمة د. نبيلة إبرهيم.
ومما هو جدير بالإنتباه والتوقف أمامه طويلا أنه بعد أنْ قطعتْ البشرية عدة مراحل من التطور الحضارى (خاصة بعد بزوغ الحضارة المصرية والحضارة اليونانية) فإنّ أثينا فى أوج ازدهارها كانت بها محكمة خاصة لمحاكمة الحيوانات والأشياء المادية التى تتسبّب فى قتل الإنسان أو أى كائن حى . والمحكمة لها قضاة مثلما كان يحدث فى نظام الحكم البدائى للقبائل الهمجية البدائية. ولم يكن المتهمون الذين يقفون خلف القضبان من البشر، وإنما حيوانات وآلات وأحجار وقطع من الخشب سقطتْ على رأس شخص فقتلته. وقد سخر الشاعر اليونانى (أرستوفان) من تلك المحاكم التى كان يعقدها أهل أثينا ، فوصف فى إحدى مسرحياته محاكمة كلب لأنه سرق قطعة من الجبن . والأمر المُـلفتْ للانتباه (ثانيًا) أنه حتى الفيلسوف أفلاطون بارك وأيّـد محاكمة الحيوانات الهزلية كما وردتْ فى قوانين مدينته المثالية ، خاصة وأنه نصّ على ((إذا قتل حيوان يحمل الأثقال أو أى حيوان آخر رجلا ، باستثناء ما يحدث فى الألعاب الشعبية ، حيث تـُمارس رياضة المنافسة بين الحيوان والإنسان ، فإنّ أقرباء الشخص المقتول يعدمون الحيوان بسبب جريمته))
وكما حدث فى أثينا تكرّر فى روما ، من ذلك ما حدث مع تمثال برونزى لملاكم شهير كان قد حصل أثناء حياته على عدة جوائز. ولكن الحاقدين على الملاكم صبوا حقدهم على التمثال بضربه ، إلى أنْ سقط التمثال على أحد الأشخاص وقتله، فرفع أقارب القتيل دعوى قضائية ضد التمثال أمام القضاء، اتهموا فيها التمثال بارتكاب جريمة القتل. وبالفعل صدر الحكم ضد التمثال بأنْ يُـلقى فى البحر. كما صدرتْ عدة أحكام ضد تماثيل الأوليمب ، ومنها أنّ أحد الأطفال كان يلعب تحت تمثال لثور من البرونز، وبينما كان الطفل يرفع وجهه ارتطم رأسه ببطن الحيوان المعدنى فنزف الطفل ومات . فقرّر عراف الأوليمب إبعاد الثور عن المكان المقدس وإتهامه بالقتل العمد ، ثم صدر الحكم بتخفيف العقوبة ووصفها بالقتل غير المتعد وفقــًا لتوصية عراف معبد دلفى الذى ترأف بالتمثال . وعندما تـُوفى (سكيبون الإفريقى) فإنّ تمثال أبولو تأثر لوفاته لدرجة أنه ظل يبكى لمدة ثلاثة أيام (كما جاء فى النص الرومانى) فلما رأى الرومانيون أنّ التمثال بالغ فى حزنه على الميت ، حطموا التمثال إلى قطع صغيرة ورموها فى البحر.
بعد ذلك انتقل فريزر من اليونان والرومان فى العصور القديمة إلى أوروبا فى العصر الوسيط حتى القرن الثامن عشر الميلادى ، فذكر عدة وقائع عن محاكمة الحيوانات وأنها مسئولة أمام القانون، فكانت الحيوانات المنزلية تحاكم فى المحاكم الجنائية العادية. ويحكم عليها بالاعدام عقابًا لها على ارتكابها جرائم قتل . أما الحيوانات المتوحشة فكانت تخضع لسلطان الكنيسة القضائى ، وكان يُـحكم عليها بالنفى أو الموت. ومن بين المعتقدات الخرافية التى جمعها فريزر أنّ القديس (باتريك) كان يتلو بعض التعاويذ على الزواحف فى أيرلندا حتى تلقى بنفسها فى البحر. أو يُحولها لأحجار. أما القديس (برنارد) فقد أعلن الحرب على الذباب ، وقد اعتمد على حق الامتياز الذى منحه القانون اليهودى فى كتاب العهد للحيوانات لمثولها أمام المحكمة. ولكى تكتمل الملهاة العبثية ، فقد كان يتم تعيين محامين للدفاع عن الذباب أمام المحكمة (قمة العدل) وكشف الباحثون فى الآثار الفرنسية القديمة عن سجل يحتوى على 12 محاكمة قدمتْ للمحاكم الفرنسية فيما بين القرن الثانى عشر والقرن الثامن عشر (بعد ميلاد المسيح) وكان آخر ضحية تلك المحاكمات التى خضعتْ (للشريعة اليهودية) بقرة تم تطبيق أقسى بند عليها فى تلك الشريعة اليهودية عام 1740م . ومع ملاحظة أنّ رجال الكهنوت الدينى (فى التشريعات التى وضعوها لمحاكمة الحيوانات) كانوا يستخلصون تلك القوانين عن طريق سلسلة من القياسات من الكتب (المقدسة) فإذا كان الرب قد لعن الحية التى خدعتْ حواء ، وأنّ داود لعن جبل جلبوع بسبب موت شاؤول ، وأنّ المسيح المُـخلص لعن شجرة التين لأنها لم تحمل الثمار فى العام المنصرم ، لذلك يكون من حق الكنيسة الكاثوليكية أنْ تـُطهر الكائنات الحية (والجامدة بدون استثناء) من الرذائل وأنْ تحل عليها اللعنة وتحكم عليها بالهلاك الأبدى.
ولكى تكتمل عناصر تلك الكوميديا العبثية ، فقد دارتْ مساجلات بين فريق من المعترضين على محاكمة الحيوانات وبين الكنيسة. وكان من رأى المعترضين أنه لا يجوز محاكمة الحيوانات وهى (جاهلة بالقانون) كما أنّ الكنيسة ليس لها الحق فى تلك المحاكمات وليس لها أى سلطان على الحيوانات ، والسبب (الذى يؤكد على المفارقة فى أى كوميديا راقية) هو أنّ الكنيسة رفضتْ (تعميد الحيوانات) وركز فريق الدفاع على سابقة لواحد من رؤساء الملائكة وهو ميكائيل ، الذى رغم صراعه مع الشيطان بسبب استحواذه على جسد موسى ، ومع ذلك لم يتهم الحية القديمة بأية تهمة. وترك أمر إحلال اللعنة بها إلى الرب. ولكن هذا الدفاع رأته الكنيسة نوع من المراوغة (ونزعة عقلانية تتعارض مع الكتب المقدسة) وبالتالى استمرتْ الكنيسة فى محاكمة الحيوانات ، فإذا عانى سكان حى من غارات حيوانات أو حشرات مؤذية فمن حقهم رفع دعوى ضد هذه الحيوانات والحشرات أمام القضاء الكنسى . وعلى المحكمة تعيين الخبير الذى يتولى التحقيق وتقديم تقرير عن الخسائر التى سبّبتها الحيوانات والحشرات ، وكذلك تعيين محامى للدفاع عن تلك الكائنات . ثم تكون قمة الملهاة عندما يفرض القانون الكنسى ضرورة المناداة على المُـتهمين (الحيوانات أو الحشرات) ثلاث مرات أمام القضاة ثم يكون المشهد الثانى من تلك الملهاة العبثية (الحيوانات لا ترد على القاضى) فيحكم عليها بتهمة الإهمال ، والحكم عليها بترك الحى السكنى خلال فترة تـُحددها المحكمة وإلاّ وقعتْ تحت طائلة القانون ، فإذا لم تـُـنفذ الحكم حكمتْ المحكمة عليها بتلاوة التعازيم.
وذكر فريزر أنّ إحلال اللعنة بالحيوانات كان الغرض منه منفعة قسس الأبرشيات الذين تأخروا فى دفع العُشر للأبرشية، حيث أنّ القانون نصّ على أنّ أفضل الطرق لطرد الجراد هو دفع ضريبة العُـشر، مرتكزًا على سند من كلام النبى (ملاخى) الذى صوّر الرب معنفــًا كل التعنيف لليهود الذين تأخروا فى دفع ضريبة العُـشر له (للرب) أما إذا دفعوا الضريبة فسوف تنزل عليهم بركات الرب الذى سيقضى على الجراد. وذكر أنه قد دامتْ دعوى قضائية بين سكان مقاطعة القديس جوليان وحشرة فترة تزيد عن 42 سنة. وفى النهاية اقترح السكان – بعد أنْ طالت المحاكمة - أنْ يتصالحوا مع الحشرة بأنْ سلــّموا لها بجزء من الأرض (تستغله لمصلحتها) ولكن محامى تلك الحشرات اعترض على هذا الصلح لأنه سوف يحد من حرية وكلائه. ولكن المحكمة تغلــّبتْ على اعتراض المحامى بأنْ عيّـنتْ خبيرًا ليُـقـدّم تقريرًا عن تلك الأرض. ولما أثبت الخبير أنّ الأرض تملؤها الغابات وتتوفر فيها المياه وأنها مناسبة تمامًا لهذه الحشرات ، عندئذ حكمتْ المحكمة بتدوين وثيقة نقل الملكية الرسمية لصالح تلك الحشرات . وبعد أنْ فرح الناس بهذا الحكم ، حدث ما لم يكن متوقعًا ، إذْ تبيّن أنّ تلك الأرض التى آلتْ ملكيتها للحشرات تحتوى على منجم ، وبالتالى أخذتْ الدعوى مجراها من جديد وأبطلتْ المحكمة العقد السابق. وكان فريزر من الدقة عندما كتب ((أما كيف ومتى انتهتْ هذه الدعوى القضائية فهو أمر لا يمكن معرفته. نظرًا لتشوه السجل المُـدون فيه هذه المحاكمة. والشىء المؤكد أنّ المحاكمة بدأت عام 1445م وظلتْ هى أو محاكمة أخرى شبيهة تتداول حتى عام 1487م.
ومن بين عجائب الشعوب إقامة دعوى قضائية رفعتها أسقفية (أوتون) ضد الفئران مع مطلع القرن 16م وكانت تلك الدعوى لها شهرة كبيرة نظرًا للدور الذى قام به (تشاسينى) المحامى القدير والشهير، وترجع شهرته إلى دفاعه اللبق عن الفئران التى أحدثتْ تلفــًا كبيرًا فى المحصول وتمّ استدعاء الفئران لكى تمثل أمام القضاء وتدافع عن نفسها. وكان طلب الدفاع سليمًا من حيث الشكل القضائى ، وبالتالى طالب بضمانة سلامة المدعى عليهم (الفئران) فكان يتولى شرطى المحكمة خدمة الفئران . وحدث أنّ الفئران لم تمثل أمام المحكمة فى اليوم المُحدد لنظر الدعوى . وارتكز دفاع المحامى على أنه كان يتوجّبْ استدعاء جميع فئران الأبرشية (لأنها قضية عامة تهم كل الفئران) وبالفعل استجابتْ المحكمة لطلب الدفاع . وفى يوم المحاكمة حضرتْ جميع الفئران وتخلــّـف فأر عن الحضور. فطلب المحامى التأجيل لأنّ وكلاءه من الفئران استعدوا لهذا الغرض (كبيرهم وصغيرهم، مريضهم وسليمهم) فوافقتْ المحكمة على التأجيل . وفى اليوم المُحدد لم تحضر كل الفئران ، فأخذ الدفاع يطعن على قانونية الدعوى . وطالب بضمان سلامة موكليه فى مجيئهم وعودتهم . وقال إنّ وكلاءه لم يحضروا لأنهم خافوا من القطط إذا خرجتْ من جحورها . ثم قال للقاضى ((إذا تعهد المدعون بضمان مالى على ألاّ تتحرش قططهم بعملائه فإنّ الفئران تطيع الأمر فى الحال)) ولما رفض المدعون الطلب تم تأجيل نظر الدعوى لأجل غير مسمى .
وتكرّرتْ الحكاية فى مقاطعة (ستيلفيو) بإقامة دعوى جنائية ضد فئران الحقول التى أتلفتْ المحصول. وتمّ تكليف المحامى (هانزجرينيبتر) للدفاع عن الفئران. وتولى المدعى العام توجيه الاستدعاء للفئران بعد أنْ استمع لشهادة المدعين وتقديم الأدلة على الخسائر التى أحدثتها الفئران بمحصولهم . أما المحامى فقد دافع (عن أفضال الفئران على المجتمع) وبصفة خاصة على الزراعة عن طريق قضائها على الحشرات والديدان الضارة بالمزروعات . وتقليبها الأرض وإخصابها . وختم دفاعه بطلب الإفراج عن الفئران ، مع تحديد أى مكان تراه المحكمة لسُـكنى الفئران مع تأمينها من خطر الاعتداء عليها من القطط والكلاب .
وفى محاكمة أخرى حدثت عام 1479م فى (بيرنى) ضد الحشرات الطفيلية ، صدر الحكم الكنسى ، أنه بعد سماع الادعاء والدفاع تحل اللعنة على تلك الكائنات الطفيلية امتثالا لعرف الكنيسة. وتأمرها بالطاعة وتدعوها باسم الأب والابن والروح القدس أنْ تترك الحقول والأرض والحظائر والحبوب والفواكه والمحصولات وترحل . وبحق هذا الحكم أعلن وأؤكد أنكم منفيون مطرودون وستحل بكم اللعنة بأمر الرب القوى وسيتناقص عددكم أينما حللتم حتى لا يبقى منكم إلاّ من كان فيه منفعة للإنسان)) وبعد أنْ استقبل الناس هذا الحكم بالتهليل والفرح ، فإنّ الحشرات الطفيلية أبطلتْ الحكم (بحكم الواقع) لأنها استمرتْ فى عملها المؤذى ، فاضطر الناس لدفع ضريبة العشور للكنيسة. وفى القرن الثالث عشر الميلادى رفع سكان عاصمة (جريزون) بسويسرا دعوى ضد الخنافس الخضراء ، فاستدعى القاضى الخنافس للمثول أمامه وعيّـن لها حارسًا ومحاميًا . تقـدّم الدفاع ونفى التهمة عن موكليه الخنافس ، وطالب بمنحها قطعة من الأرض تعيش فيها بعيدًا عن الناس . وذكر المؤرخ الذى دوّن هذه (القضية) أنّ ((هذه العادة ما زالتْ متبعة. وفى كل عام يتم تخصيص قطعة من الأرض لهذه الخنافس لتجتمع فيها دون أنْ يتعرّض إنسان لمضايقتها)) ثم تكرّرتْ الحكاية عام 1451م حيث تمّ استدعاء (جماعة) من الحشرات الطفيلية لتستمع إلى الدعوى المرفوعة ضدها أمام محكمة لوزان ، ولكن الحشرات أعلنتْ تمردها ورفضتْ أنْ تترك البلد ، فصدر الحكم عليها بتطهيرها. وحدث أنه بعد عملية (التطهير) أخذ الموت يتفشى بين تلك الحشرات حتى انقرضتْ عن آخرها. ونظرًا لعدم ذكر نوع (التطهير) فإنه يُستنج من القضاء عليها وانقراضها أنّ (التطهير) كان بالغ القسوة.
وفى عام 1516م انتشرتْ حيوانات اسمها (اليسرع) فأقيمتْ دعوى قضائية ضدها وحكم فى هذه القضية رئيس كنيسة (تروبس) الذى أمر بأنْ تترك هذه الحيوانات حدائق الكروم خلال ستة أيام ، وهدّدها بإحلال اللعنة المقدسة عليها (وتشويه سمعتها) إذا هى لم تمتثل للأمر. ثم تجدّدتْ القضية عام 1633م وأكد فريزر أنّ الوثيقة الأصلية الخاصة بتلك (القضية) لا تزال موجودة فى أرشيف (سترامبينو) وجاء فيها (مع الاختصار) ((عُـقدتْ المحكمة فى الرابع عشر من شهر فبراير1633م أمام السنيور.... لصالح كل فرد فى المجتمع ، حيث أنّ حشرة صغيرة بعينها تظهر فى شكل ديدان صغيرة تـُسمى (جاتى) تأخذ منذ ولادتها فى قرض فروع أشجار الكروم فى حدائق الأسياد وعامة الناس . وحيث أنها فعلتْ هذا طيلة سنوات عدة وفى أثناء شهر مارس فى موسم الربيع من كل عام . وحيث أنّ كل قوة إنما يكون مصدرها الرب الذى تطيعه كل الكائنات ، حتى تلك التى لا تعقل ، فإننا نلجأ فى ورعنا الإلهى إلى معالجة العدل الأرضى ، ونرفع شكوانا من هذه الحيوانات المُخرّبة لتكف عن التدمير. وأنْ تترك حدائق الكروم والمثول أمام كرسى القضاء وإبعادها عن هذا المكان ((ومصادرة ممتلكاتها)) ونحن نطالب بأنْ يُعلن هذا الحكم وأنْ تـُعلق نسخة منه فى ساحة القضاء. وحيث أنه قد ثبت صحة الدعوى فقد صدر الحكم بأنْ تمثل تلك الحيوانات أمام القضاء لتقدم سببًا عن عدم كفــّها عن التخريب الموجه ضدها. ونحن حاكم (سترامبينور) ندعو تلك الحيوانات ونعلنها قضائيًا بالمثول أمامنا فى اليوم الخامس من هذا الإعلان ، وإلاّ فإننا سنوقع عليها عقوبة النفى والمصادرة فى الحال . على أنْ يُـذاع هذا الحكم على الجمهور عن طريق نشره ولصق نسخة منه على كرسى القضاء لكى تصبح نافذة فى الرابع عشر من شهر فبراير1633م)) وبعد أنْ نقل فريزر هذا النص ذكر أنّ عادة محاكمة الحشرات الطفيلية عن طريق القضاء استمرّتْ حتى النصف الأول من القرن 18م ونقلتها الكنيسة إلى أمريكا ففى عام 1713م حدث أنْ رفع رهبان مينور فى مقاطعة برازيلية دعوى ضد النمل .
تلك الوقائع (الحقيقية) التى ذكرها فريزر وغيرها كثير (وهو ما سوف أتناولها فى مقال لاحق) تؤكد أنّ البشرية ظلت حتى منتصف القرن 18م تؤمن بالخرافات ، وأنه يجب محاكمة الحيوانات والحشرات ، والتعامل معها كأنها كائنات عاقلة مثلها مثل الإنسان ، ثم تكون المفارقة أنه بالرجوع للوراء عدة آلاف من السنين ، فإنّ علماء الآثار وعلماء علم المصريات عثروا على برديات عديدة بها رسومات تـُوضح كيفية معاملة جدودنا المصريين القدماء لكافة أنواع الحيوانات ، لدرجة العثور على بردية بها رسم لخنزير والفلاح يُغطيه بقطعة قماش ، أشبه ب (الشال) لحمايته من البرد.
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دراما حياة ومقتل عثمان بن عفان
- الجمل وصفين وبحور الدم
- القرآن والأحاديث والسيرة والغزو
- هامش على أحاديث وسيرة (نبى) العرب (3)
- أحاديث (نبى) العرب محمد (2)
- قراءة فى أحاديث (نبى) العرب محمد (1)
- مغزى تعدد أسماء الآلهة
- الجسد بين الإنسان والوطن إبداعيًا
- العلاقة بين الواقعى والغرائبى فى (ماكينة الأحلام)
- حنان الشيخ وروايتها البديعة مسك الغزال
- ذيح الابن فى تراث الشعوب القديمة
- الأدب الإسرائيلى ومجابهة الصهيونية
- الخيال والواقع فى الأسطورة الأوزيرية
- القومية العربية والقومية المصرية : نقيضان
- الهجرة والعودة للوطن الأم
- الوحدة العربية والوحدة الأوروبية : مفارقات
- الجوائز الدولية والأغراض السياسية
- اعتذار وتوضيح
- الوسطية الدينية : وهم أم حقيقة
- المعامل الأمريكية لتفريخ الإرهابيين


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - بشر يُحاكمون الحيوانات والحشرات (1)