أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد الحروب - تغيير قواعد اللعبة.. والملعب!














المزيد.....

تغيير قواعد اللعبة.. والملعب!


خالد الحروب

الحوار المتمدن-العدد: 4616 - 2014 / 10 / 27 - 08:49
المحور: القضية الفلسطينية
    


عندما طالب الفلسطينيون في سبتمبر 2011، دول العالم جميعها بالاعتراف بدولة فلسطين كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، قرأ كثيرون الخطوة بكونها قراراً استراتيجياً قررت عبره القيادة الفلسطينية تغيير مسار أوسلو الطويل والفاشل. بيد أن الكثيرين اختشوا من أن يتم تحجيم الخطوة الاستراتيجية وحمولتها وآفاقها الواسعة إلى مجرد «ورقة ضغط» على إسرائيل ضمن «الملعب التفاوضي» لأسلو. وبعد كل الآمال الكبيرة يومها، وارتباك إسرائيل ومؤيديها، خضع الفلسطينيون لضغوطات دولية وجمدوا المسار الأممي، وعادوا «إلى طاولة المفاوضات»، وأضاعوا ثلاث سنوات أخرى.

اليوم كأن التاريخ القريب على وشك إعادة نفسه، فثمة زخم كبير وإعادة امتلاك لزمام المبادرة بعد إعادة نفض الغبار عن المسار الأممي، وقرار باتجاه التحرر من لعبة وملعب المفاوضات، لكن في ذات الوقت هناك التخوف ذاته من العودة مجدداً إلى ملعب أوسلو أو تحضير الأرضية لملعب جديد تُخاض عليه المعركة. ما كُتب في الجولة الأممية الأولى قبل ثلاث سنوات ينطبق اليوم وكأنه كُتب تعليقاً على آخر ما استجد فلسطينياً على الصعيد الأممي، ويستحق الاستعارة والعودة إليه أدناه، بما يشير إلى أن كل ما جرى في الفترة الماضية لم يكن سوى تضييع للوقت في الجانب الفلسطيني، واستثمار له في الجانب الإسرائيلي. الوقت المهدور فلسطينياً يُستثمر إسرائيلياً على الدوام عبر تعميق وترسيخ الاحتلال والاستيطان وتهويد القدس. قبل ثلاث سنوات علقت على التطور الفلسطيني الأممي بما يلي وهو ما ينطبق على ما يحدث اليوم:


«الإنجاز الفلسطيني بالتوجه إلى الأمم المتحدة والحصول على مقعد دولة مراقب وحتى هذه المرحلة كبير والزخم الذي تم توليده هائل ويجب المحافظة عليه وعدم إضاعته. جوانب هذا الإنجاز عديدة لكن يمكن توصيفها وتوصيف خطوة الذهاب بالقضية إلى الأمم المتحدة بعملية، بل مغامرة، جريئة لا يجب أن يكون هدفها تكتيكياً محصوراً بتغيير قواعد اللعبة، بل تغيير اللعبة كلها وتغيير الملعب. فمن خلال تلك اللعبة تم نفي ملف القضية الفلسطينية من أروقة الأمم المتحدة، وتحولت إلى كرة تتقاذفها سياسات الخداع والكذب وإضاعة الوقت. تشريد ملف القضية من حيزها الأممي والقانوني القوي المُدعم بقرارات دولية ومرجعيات حقوقية واضحة إلى حيز التفاوض الثنائي بهدف الوصول إلى حل سياسي كان معناه تجريد الفلسطينيين من عناصر القوة الوحيدة المتوفرة بأيديهم. لم تكن هناك أية أوراق ضغط يملكها الفلسطينيون على طاولة المفاوضات التي ابتعدت عن الأمم المتحدة إلى الملعب الإسرائيلي الأميركي.

من هنا بالضبط تكمن أهمية الخطوة الفلسطينية: من إمكانية خلق مسار جديد والتوجه إلى ملعب جديد. معركة الأمم المتحدة وذروتها الخطاب الشجاع والمحكم الذي ألقاه الرئيس الفلسطيني أعادت الاعتبار لقضية فلسطين أمميا ووضعتها على رأس جدول الأعمال العالمي. وقبل ذلك وخلاله أنجزت هذه الخطوة ثلاثة مكتسبات كبيرة يمكن اعتبارها استراتيجية. الأول هو انتزاع زمام المبادرة والفعل من العدو والحكم معاً (إسرائيل وأميركا) وعكس مجرى التحكم في الأمور الذي بقي عند الطرف الآخر خلال السنوات العشرين الماضية. الثاني هو الانتفاضة على الضغوط الأميركية التي بلغت مستويات هائلة وحاولت بالترغيب والوعيد ثني الفلسطينيين عن خطوتهم. ويُسجل للقيادة الفلسطينية تشبثها بالموقف والإصرار على المضي نحو تقديم طلب العضوية رغم السعار الأميركي الذي شهدناه في واشنطن ونيويورك.

أما الإنجاز الثالث للخطوة الفلسطينية الأممية فتمثل في خلق زخم وطني كان الشعب الفلسطيني بأمس الحاجة إليه. فهذه الخطوة استطاعت لمّ الشعب الفلسطيني على هدف وطني واحد، وشحنت الفلسطينيين بقضية تستحق الصراع من أجلها.

لكن المهم الآن هو الحفاظ على ما تم إنجازه وعدم تبديده بالتراجع إلى الوراء. شعار الشهور القادمة يجب أن يكون: تغيير اللعبة والملعب، وليس تغيير قواعد اللعبة فقط. معنى ذلك أن يعود ملف القضية إلى الأمم المتحدة، وأن تُصاغ الخطوات القادمة على أرضها ومن خلال مرجعياتها القانونية والحقوقية. أي عودة إلى المفاوضات الثنائية من دون مرجعيات الأمم المتحدة وإشرافها، ستعني تذرية الإنجاز المذكور والتخلي عنه والعودة إلى اللعبة القديمة والملعب القديم اللذين تسيطر عليهما الولايات المتحدة. وبإعادة الملف للأمم المتحدة يتم كسر الاحتكار الأميركي لمجريات المستقبل الفلسطيني.



#خالد_الحروب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أميركا والعالم.. في خدمة إيران وإسرائيل!
- الإعلام الديني والفتوى واحتلال «الحيز العام»
- رسالة إلى «حسن نصرالله»
- بين دفء «قانا الجليل».. ووحشية -داعش-
- حرب غزة وتصريحات «ليفني»
- الانتفاضة الثالثة.. قلب الطاولة وتصحيح المسار
- «الجدار الحديدي».. والإرادة الفلسطينية
- الوحش الإسرائيلي يلتهم نفسه!
- «المشروع الحضاري».. ضد مريم إبراهيم
- مجرمو -بوكو حرام- ... والموقف المطلوب!
- -الخضر- مخطوفا وقديسا لإنجلترا
- مرة اخرى: السلطان عبد الحميد والبطولة الزائفة
- السلطان عبد الحميد بين الحقيقة والايديولوجيا
- -غراميات شارع الاعشى-: السعودية في السبعينات
- وحش بغداد
- الهند وديموقراطية موسيقارها العظيم بسم الله خان
- أردوغان: غطرسة السلطان تطيح به!
- عقاب مصر للشعب الفلسطيني
- سحب السفراء من قطر ... يعزز الدور الإيراني
- هاشم الشعباني: شاعر عربستان وشهيدها


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد الحروب - تغيير قواعد اللعبة.. والملعب!