أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فارس محمود - تناول مقلوب ذا مخاطر!














المزيد.....


تناول مقلوب ذا مخاطر!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 4615 - 2014 / 10 / 26 - 21:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"يشغلني منذ سنوات تطوير مقاربة أكاديمية حول فهم الانقسام الإثني في العراق، وحين أتحدث عن هذه المقاربة إنما أخوض في جدل حول أهمية مناهج العلوم الإنسانية في مواجهة تحديات الراهن العراقي، لكني سرعان ما أصطدم بطبيعة موقف صانع القرار تجاه هذه العلوم، والمدى الذي تخطط فيه سياسات للتعليم تأخذ بنظر الاعتبار أهمية هذه العلوم وجدوى تطويرها، لا سيما وإننا نلمس نوعا من الإهمال وربما الاحتقار لمثل هذه العلوم، قد يعكس آيديولوجيا صانع القرار أو طبيعة تكوينه الأكاديمي الخارج عن دائرة العلوم الإنسانية.
وخلال الفترة الماضية عملت ضمن سياق يدرك أهمية إطلاق مشروع لدراسة التعددية في العراق ويتضمن تحديا لإهمال العلوم الإنسانية في مقاربة الشأن العراقي، والعمل على سد فجوة فهم المجتمع العراقي بسبب انقطاع الأكاديميين عن هموم المجتمع وانعزال الجامعات عن تحدياته....".
ورد المقطعين المذكورين أعلاه في مقال للصديق العزيز سعد سلوم، احد المتخصصين المثابرين في "دراسات التعددية الاثنية". ووددت ان ادلو برايي بهذا الصدد.
برايي، لفهم ما يسمى بـ"الانقسام الاثني"، على المرء ان ينطلق من واقع الوضع السياسي والاجتماعي القائم للبلد، وطبيعة القوى السياسية التي لها مصلحة جدية في خلق هذا الواقع وهذه الصورة وهذا "الانقسام". ان "الانقسام" و"التعددية" ليست لها ابعاد تذكر لولا ان هناك توظيف سياسي وخطير لهذا الامر. اي توظيف قوى وتيارات سياسية معينة لهذا الامر من اجل اهداف محددة في السلطة والحكم.
أي لو لم يأتي أناس ليختلقوا هذه القضية او تلك وينفخوا فيها، لبقت على حالها، أمور موجودة على هامش المجتمع، غير مؤثرة، غير ذا صلة بالمسارات الأساسية للمجتمع وتحديدها. ولكن أتوا أناس ليجعلوا منها قضية في أوضاع خاصة ومحددة (عراق مابعد سقوط نظام البعث وطرح مسالة السلطة). على سبيل المثال، توجد مئات القوميات والطوائف في العالم، وقوميات تتعرض الى غبن وظلم سياسي واجتماعي قمعي. يأتي جمع ما ويصوغ منه قضية، ويؤطر كل شاردة وواردة في المجتمع باطار قومي ويضفي ابعاد قومية عليه. يجعل منه قضية، ويحوله الى قضيه يتعقب باسمها أهدافه.
في كردستان العراق، حولت تيارات سياسية معينة، وبالاحرى نخب متطلعة للامتيازات والمكانة والحكم، هذا الظلم الى قضية معينة بهدف الحصول على حصة من المركز، أي ان يعطي المركز بعض التنازلات فيما يخص إدارة المجتمع في كردستان لهم. في العراق، تحولت الى قضية، فيما لم تكن في بقية المناطق مثل سوريا او ايران او تركيا قضية، ولطالما كانت مطاليب النخب السياسية في هذه المناطق تطالب بحقوق سياسية ضمن مجمل الحقوق العامة للبلد تقريبا. ونشهد خلال هذه السنوات تصاعد نزعة قومية وتيارات سياسية قومية في هذه المنطقة، ولكن هذه المرة جراء المكاسب التي حققها القوميون الكرد في كردستان العراق تحديداً.
لو ناتي على الواقع العراقي، سنرى ان هويات قد صيغت تحت اطر ودعاوي كاذبة من الاساس. لقد نفخ السادة في نفاخة "ظلم الشيعة" و"الابعاد القسري" للشيعة من الحكم لقرون مديدة وحرمان الشيعة من طقوسهم (اكثرها دموية ولا إنسانية ووحشية!) وراحوا يتحدثون عن "الشيعة هم أغلبية الشعب" وغيرها بهدف رفع راية للسلطة والحكم. انهم ينفخون ببالون الشيعة وياتون بالنظريات الانتقائية وغير العلمية والايديولوجية تلو النظريات كي يقولبوا الناس بهوية، هوية مقدسة، وكان أساس حركة الانسان في مناطق مثل ميسان والناصرية والسماوة هي الطائفة، ويبذخوا وينفقوا المليارات من اجل ترسيخ هذه الهوية وهذه اللحمة، لهدفهم المذكور. ومن الطرف المقابل، نزع القوميون العرب جلبابهم وراحوا يرفعون براية "السنة" و"ظلم السنة" و"تهميش السنة" والخ ويحشدوا الناس في الانبار والموصل وديالي وغيرها خلف هذه الراية، والهدف من ذلك هو معروف ومحدد، وقصدي هو نيل مكانة بالسلطة باسم السنة! وعلى الغرار ذاته يتقافز التركمان، الاثوريين واليزيديين وغيرهم باعلاء راية قومياتهم وديانتهم وطوائفهم حتى يجدوا لهم مكانا في السلطة وينالوا حصتهم من كعكة السلطة والثروة. والا فان الامر لاربط له بالناس انفسهم.
أي ان موجز كلامي هو ان هذا التصور الذي يرى ان السياسة والانقسام السياسي والصراع السياسي هي امتداد وتتمة لواقع ووجود اجتماعي معين، أي وجود طوائف وقوميات وغيرها، او ان "ينطلق من الانقسام الاثني لفهم الواقع السياسي" هو تصور خاطي الى ابعد الحدود، وهو تصوير تضليلي في الوقت ذاته بغض النظر عن نيات أصحابه النبيلة. ان النخب والتيارات السياسية المتلفحة بعباءة الشيعة والسنة والكرد واليزيديين وغيرهم لهم مصلحة أساسية في تعميم وتعميق هذه الرؤية والتصور. انهم يريدوا ان يرسخوا انهم أتوا امتدادا للناس الذين هم قوميات وطوائف، وفي الحقيقة ان العكس هو الصحيح، ان هؤلاء الذين "فوق" هم الذين اختلقوا وافتعلوا هذه القضايا لمن هم "تحت"! والا لِمَ لم تظهر كل هذه الترهات بالأمس القريب؟! لماذا كانت مركونة على هامش المجتمع لايقلّبها احد؟! لماذا لم يعترف المجتمع لحد الامس بهذه الأمور كقضايا! من الذي جلبها ومن الذي نفخ بها وعمقها؟! ان لم تكن الفئات المتطلعة للسلطة والحكم في مجتمع شهد سقوط النظام القومي البعثي الحاكم، وأصبحت فيه قضية السلطة مشرعة الأبواب امام من يمليء هذا الفراغ في السلطة.
برايي ان هذا التناول المقلوب له مخاطر جدية على وعي الناس، على ادراكها لطبيعة محنتها، ومن هم المسؤولين عنها. أي انه منطق، بدل من ان يفضح ويجرم هذه التيارات والقوى الحاملة لهذه الالوية والرايات، يجرم الناس انفسها، يلقي بهذه الوضعية على كاهل الجماهير التي تتعذب وتشقى وتموت يوميا الف مرة جراء تلك الرايات الكاذبة التي اعلت رايتها نخب لاتمت مصالحها باي من اهداف وتطلعات الأغلبية الساحقة.



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاتتركوا طالبات العراق وحدهن!
- درس طليعي لعمال بليجكا!
- خطاب بايدن.... اخلاء صبياني للكاهل!
- اتبغي أمريكا فعلا محاربة داعش ام .....؟!
- امتياز الصدفة!
- من حلبجة الى سنجار.... ولوحة ينبغي ان تكتمل!
- جريمة -آداب-... ام مجتمع -لا آداب له-!
- -الجهاد ضد داعش- والانسياق وراء الوهم!
- هرطقة، قرع طبول الحرب!
- -المرجعية- وانفضاح كذبه!
- امنيات واوهام!
- عاشت ام عبد الله!
- -سن التكليف الشرعي- اسم رمزي لانتهاك حقوق الاطفال!
- -الريس ضحية والشعب غلطانين- .... وهم يبرر للديكتاتورية!
- -ينبغي ان لانخلي الميدان- ....و وهم ابتلاع الطعم!
- ليس للانحطاط قاع!
- ثمة شيء اخر ينبغي ان يُرحَّلْ معك ياشارون!
- حين يغدوا مبرر الشرطة اقبح وابشع من فعل الجناة!
- ايام الحرب هي ايام الكذب ايضاً!
- بدونك، الحياة كانت ستكون اشد كلحة!


المزيد.....




- أمين عام الجهادالاسلامي زياد نخالة ونائبه يستقبلان المحررين ...
- أجهزة أمن السلطة تحاصر منزلا في محيط جامع التوحيد بمدينة طوب ...
- رسميًا “دار الإفتاء في المغرب تكشف عن موعد أول غرة رمضان في ...
- ساكو: الوجود المسيحي في العراق مهدد بسبب -الطائفية والمحاصصة ...
- هآرتس: إيهود باراك مؤسس الشركة التي اخترقت تطبيق واتساب
- الاحتلال يسلم عددا من الاسرى المحررين قرارات بالابعاد عن الم ...
- هآرتس: الشركة التي اخترقت تطبيق واتساب أسسها إيهود باراك
- السويد ترحل رجل دين ايراني دون تقديم توضيحات
- 10 أشخاص من الطائفة العلوية ضحايا مجزرة ارهابية وسط سوريا
- الجنة الدولية للصليب الاحمر تتسلم الاسير الاسرائيلي كيث سيغا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فارس محمود - تناول مقلوب ذا مخاطر!