أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منعم زيدان صويص - هل من وسيلة لحماية المسيحيين العرب؟















المزيد.....

هل من وسيلة لحماية المسيحيين العرب؟


منعم زيدان صويص

الحوار المتمدن-العدد: 4615 - 2014 / 10 / 26 - 11:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعدما هُجّر المسيحيون من الموصل ومن مناطق أخرى في العراق وسوريا، واختُطف وأهين رهبانهم وراهباتهم ودُمرت ونهبت كنائسهم وأعدم بعضهم من دون السماح لهم أن يدافعوا عن أنفسهم، ظهرت موجة من الإحتجاجات، داخل وخارج العالم العربي، ونُشرت، ولا تزال تُنشر، المقالات وتذاع التصريحات والتعليقات، الرسمية وغير الرسمية، عن مصيبة المسيحيين في العراق وبلاد الشام، مؤكدة على دورهم في المساهمه في تقدم هذه البلاد وتطورها الثقافي والإقتصادي، وعلى وجودهم كمكوّن هام وفعال في المنطقة وعلى تاريخهم فيها الذي يمتد لأكثر من 1500 عام، غير أن إجراءً عمليا لحمايتهم لم يُقترح أو يتم بحثه .

بعض الذين دافعوا عن المسيحيين، من قادة الرأي المسلمين، حثوا ما تبقى منهم أن لا يستسلموا "للخوف والقلق،" وأن يتشبثوا بأوطانهم التي هي "بحاجة إليهم" ويمسحوا من أدمغتهم فكرة الهجرة، وحثوا كبار رجال الدين والشخصيات المسيحية على تثبيت الطوائف المسيحية في أماكنها. المسيحيون العرب في العراق طُردوا من منازلهم، وصودرت ممتلكاتهم، وخسروا وطنهم وكل ما يملكون وأهينوا وتشتتوا في بلدان غريبة عليهم، وليس هناك ما يضمن أن حال المسيحيين في البلدان المجاورة ستكون أفضل، فكثيرون في المنطقة يؤمنون بأفكار هولاء المتطرفين ويختلفون معهم فقط في تطبيق هذه الأفكار.

لا شك أن هذه المواقف مخلصة وتعكس المروءة الحقة، وتذكّرنا بالمواقف العربية الأصيلة التي يتخذها العرب الحقيقيون في الدفاع عن جيرانهم إذا شعروأ أنهم يتعرضون للظلم والضيم ولا يستطيعون، أو يملكون الوسيلة، لرفع هذا الظلم. ونحن نذكر، بكل فخر، العادات والتقاليد المتعارف عليها بين القبائل العربية، والمتعلقة بحماية المظلوم، أو ما يسمى "الدخيل،" والدفاع عنه بالمال والنفس. وفي هذا المجال أستغربُ موقف العشائر العربية التي تسكن في العراق وسوريا، حيث يعيش المسيحيون وبعض الأقليات الأخرى. هذه العشائر جبُنت، أوانضمت للتنظيمات الإرهابية، أو أغمضت أعينها عما حصل للأقليات الدينية أو العرقية. لا أظن أن أحدا يعتقد، أو يستطيع أن يبرهن، أن المسيحيين، أفرادا أو جماعات، إرتكبوا في تاريخهم أية فعلة أضرت بغيرهم من المواطنين أو بالمصلحة العامة أو بالبلاد التي يسكنونها.

كلما حصل نزاع بين الغرب وأية جهة عربية أو إسلامية يحمّل المتطرفون الإسلاميون المسيحيين في المنطقة المسؤولية، ويعتقد المتطرفون أنهم إذا قتلوا المسيحيين الذين يعيشون بينهم أو هجروهم فإنهم يضغطون على الغرب ويستفزونه ويثأرون لما حصل لهم. الحركات المتطرفة حاولت أن تستخدم المسيحيين بالذات كأداة إبتزاز للضغط على الغرب، الذي يعتبرونه مسيحيا، وهو كذلك بالإسم فقط، لكي لا يتدخل ويمنعهم من تنفيذ أهدافهم السياسية، ولكن الغرب لم يخضع لهذا الضغط لأن له أهدافا أخرى، وهو ببساطة لا يهتم بالمسيحيين العرب، أو بمصيرهم. وفي مصر، على سبيل المثال، حمّل بعضُ الإسلإميين الأقباطَ المسؤولية عن نجاح عبد الفتاح السيسي، وهاجموا عددا من كنائسهم. وهوجم المسيحيون في سوريا واختطف أحبارهم ورهبانهم، وهوجموا في تونسٍ، وكانوا سيهاجَمون، لو وُجدوا، في ليبيا واليمن. البعض يحضّون المسيحيين على الصمود على أرضهم ومقاومة خيار الهروب والهجرة، وهذا الصمود ممكن لو كان هناك شكل من أشكال الحماية وشد الأزر من قبل إخوتهم وشركائهم في الوطن.

التطرف في العالم العربي والإسلامي هو حالة فكرية مرتبطة بالدين بشكل أو بآخر، وإذا لم تتغير هذه الحالة الفكرية فكل عمل عنيف ضد المتطرفين، وخاصة من قبل الغرب، يزيد التطرف إشتعالا. فالمتطرفون يؤمنون بما يفعلونه، وهم مستعدون للموت في سبيله، ما دام مبني على الأفكار المتطرفة إياها التي تعلموها من دعاة متطرفين. لا شك أن حاضنة التطرف الديني كانت، وما زالت، حزب الإخوان المسلمين، منذ أن تأسس في مصر عام 1928، والذي إستقطب كل من يؤمن بالإسلام السياسي. ومع ذلك عرف الإخوان قيمة المرونة والمناورة في التعامل مع الأنظمة، ولكن أفكار سيد قطب المتشددة والمتطرفة، كما شرحها في كتابه، معالم على الطريق، اصبحت القاعدة التي تتمسك بها غالبية الطيف السياسي في الحركة. وأعدم سيد قطب عام 1965 ولكن هذا لم يساعد في السيطرة على التطرف بل أدّى إلى انتشاره، وخاصة بعد هزيمة 1967، ووُلدت داخل الإخوان، وانفصلت عنهم لاحقا، حركات متطرفة تؤمن بالعنف، ونفذت هجمات على دوائر الدولة وموظفيها والسياح الأجانب، والعلاج الوحيد الذي إتبع كان القمع وليس معالجة الأفكار المغايرة واستخدام الحوار الصريح. ونحن نعرف أن معظم المتطرفين، إبتداء من بن لادن وانتهاء بأبي بكر البغدادي، تربوا في أحضان الحزب. ويظهر أن الغرب بدأ يكتشف أنه أخطأ عندما صدق إدعاء الإخوان بأنهم يمثلون الإسلام ألمعتدل، فمن المتوقع أن تُعلن الحكومة البريطانية عن بدء مواجهتها لحركة الإخوان المسلمين وعدد من التنظيمات الإسلامية على أراضيها والمرتبطة بالتنظيم، وهي تنظيمات متهمة بتأجيج التطرف الديني في بريطانيا وفي أنحاء العالم، كما قالت الإندبندنت البريطانية.

ليس للمسيحي مصلحة في تأييد الغرب ومعاداة الإسلام، ولو كان كذلك لاستخدمه الغرب طابورا خامسا لتنفيذ أهدافه. والحقيقة أنه حتى المسيحيين العرب الذين يعيشون في الغرب لم ينسوْا أوطانهم التي تركوها، وهم الوحيدون الذين يدافعون عن المسلمين وقضاياهم بطريقة مقنعة (إدوارد سعيد نموذجا). ولكن الإسلاميين المتطرفين لا يقتنعون بذلك، وكلما فشلوافي تحقيق أهدافهم وتطبيق أفكارهم، نفّسوا عمّا يعتمل في صدورهم بصب جام غضبهم على المواطنين المسيحيين ونسوا أن المسلمين أنفسهم هم الذين يقاومونهم ويحاربونهم.

قلنا في مقال سابق أن حلفا تقوده أمريكا لن يهزم تنظيم داعش، بل سيمنحه المبرر والشعبية والإحترام. ربما سيتراجع التنظيم مؤقتا ولكنه سيعود في المستقبل القريب بصورة أقوى وأعنف طالما أن أفكاره لم تمت، وإذا كان العرب يريدون أن يقضوا على تنظيم داعش وأمثاله فعليهم أن يحاربوه بأنفسهم ويعملوا على زعزعة أفكار التطرف وإصلاح مناهج التربية والتعليم. إن قيادة الغرب للحملة ضد التطرف الإسلامي سيكون وبالا على المسيحيين العرب.



#منعم_زيدان_صويص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنعدام فرص الديمقراطية في العالم العربي
- هل غيّر القرضاوي نهجه المعتدل بعد إنجازات الإسلام السياسي؟
- تحالف تقوده أمريكا لن يهزم داعش
- سايكس بيكو وأخواتُها
- وسائل الإتصال الحديثة، والإرهاب، وإسرائيل
- حرب غزة علامة فارقة في النضال الفلسطيني
- المهاتما غاندي والقضية الفلسطينية
- حرب العراق الطائفية إحدى كوارث الإسلام السياسي
- من يُنقذ إسرائيل من نفسها؟
- حسن نصرالله وإستمرار المتاجرة بالقضية الفلسطينية
- -بوكو حرام- وعدم الإكتراث العربي والإسلامي
- القضية الفلسطينية والمواقف السلبية
- النظام السوري المتعجرف
- دهاء إيران السياسي
- التفكير الإيجابي وجلد الذات
- وفاة ياسر عرفات -- السبب والمسبّب
- المثقف الحقيقي
- الخلافة وولاية الفقيه
- الإبحار إلى الهلاك
- عصْرُ البرابرة


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منعم زيدان صويص - هل من وسيلة لحماية المسيحيين العرب؟