رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 4614 - 2014 / 10 / 25 - 12:58
المحور:
المجتمع المدني
اليوم اطلعت على المواضيع المنشورة في الحوار المتمدن فوجد العديد منها يتناول منح جائزة المؤسسة "للغنوشي" فهناك العديد من أوجه النقد الذي يصل إلى حد تجريح المؤسسة، وذلك لإقدامها على منح الجائزة لرجل يبدو لنا خارج السرب، ويعمل ضمن فكر ونهج لا نتفق معه، لكننا نقول بان الموضوع له وجه آخر غير الذي يظهر للعيان، والذي يتمثل باحترام المؤسسة كل إنسان يخدم تعدد الآراء ولا يقوم بقمعها، وعمليا كان حزب النهضة في تونس قد تجاوز ذاته ـ ولو مؤقتا ـ وإعطاء الآخرين مساحة جيدة للعمل، على النقيض مما قام به إخوتهم في غزة أو في مصر أو في ليبيا أو العراق أو السودان، فهم عمليا من خلال "الغنوشي" الذي عاش فترة جيدة في الغرب، استطاعوا أن يستوعبوا الاختلاف في الرأي ويقدموا نموذج مقبول لاحترام الآخرين.
ومن ناحية ثانية هذه الجائزة تكون بمثابة عطاء "للمؤلفة قلوبهم" فتجعلهم يندفعوا أكثر بالاتجاه الفعل الصحيحـ احترام الأفكار الأخرى ـ كما يقدم المؤسسة على أنها مؤسسة بعيدة عن مفهوم (القبيلة) المتحجر وتتعامل مع الكل بحيادية مطلقة، فهي لا تفرق بين إنسان وإنسان، ولا بين هذا الفكر أو ذاك، المعيار الوحيد لديها، من يعمل على احترام الأفكار الأخرى ولا يقمعها. وحزب النهضة استطاع أن ينجح في تجربته رغم حصوله على الغالبية في البرلمان التونسي.
وهنا لا بد من التذكير بأننا من خلال تهجمنا ونقدنا ألاذع لمؤسسة ابن رشد نكون كبقية الأنظمة في المنطقة العربية وأيضا كالقبائل التكفيرية التي لا تجد احد على صواب سواها، وكل من لا يتفق معها هو خارج الملة وقتله حلال. فلنكن منسجمين مع العقلانية التي ننادي بها، ولا نكون من المنافقين الذي يقولون ما لا يفعلون
رائد الحواري
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟