أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سعد الله مزرعاني - تسعون الحزب الشيوعي: يحتاج إلى نبض الشباب!















المزيد.....

تسعون الحزب الشيوعي: يحتاج إلى نبض الشباب!


سعد الله مزرعاني

الحوار المتمدن-العدد: 4614 - 2014 / 10 / 25 - 10:04
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


يطوي الحزب اللبناني، هذه الأيام، تسعة عقود على نشوئه. هو بذلك أقدم الأحزاب اللبنانية لجهة الاستمرارية على الأقل. حمل الحزب لحظة تأسيسه اسم «حزب الشعب اللبناني»، واتسمت بداياته (حوالى عشر سنوات) بأرجحية العنصر المحلي الوطني والتحرري العربي والقومي في برنامجه وأدبياته وعلاقاته وممارساته.

في طليعة المؤسسين، يبرز اسم الصحافي والمؤرخ الكبير يوسف ابراهيم يزبك والعامل والمناضل السياسي فؤاد الشمالي، اللبناني الذي كان يعمل في مصر وُنفي منها الى موطنه بسبب نشاطه السياسي ضد الانتداب الفرنسي!
بعد العشر الأولى، طرأت تحولات انعطافية على مسار الحزب فتم ربطه تباعاً بالمركز السوفياتي، وطغى الطابع الخارجي على سياساته وعلاقاته وقيادته التي اُقصي أو ابتعد معظم رموزها، وفي مقدمهم «المؤسس الفعلي العمالي» للحزب (كما يسميه محمد دكروب). «صمد» من بين أوائل المؤسسين أرتين مادويان أمين سر «شبيبة سبارتاك» الأرمنية الذي كان قد انضم الى الحزب الناشئ بعد حوالى سنة من تأسيسه (في بلدة «الحدث» في ضاحية بيروت) والذي ظل على علاقة تعاون مع بكداش حتى انفصال الحزبين. اقترن تغييب أو غياب المؤسسين بصعود خالد بكداش القيادي الشيوعي السوري القادم من «المدرسة الحزبية» في موسكو.
تمكن بكداش من السيطرة على الحزب من أواسط الثلاثينيات الى أواسط الستينيات (من القرن الماضي) حين انتفضت أكثرية الشيوعيين اللبنانيين على الاستتباع والفردية والتعسف والقمع وتغييب البرامج والعبث بالأصول والقواعد الحزبية والالتحاق الأعمى بالمركز السيوفياتي... وكرست ذلك في «المؤتمر الثاني» للحزب عام 1968. بداية الانتفاضة كانت في انفصال الحزب الشيوعي اللبناني عن نظيره السوري (سنة 1964) بعدما كانا حزباً واحداً طيلة أربعين عاماً.
مع انفصال الحزبين، طويت مرحلة «عبادة الفرد» والقمع واضطهاد المثقفين خصوصاً، والتي ابتدأت باتهام وإبعاد فؤاد الشمالي، وانتهت باتهام وإبعاد فرج الله الحلو. الشمالي والحلو هما أبرز وأهم شخصيات الحزب الشيوعي اللبناني لجهة الريادة والإصرار على اشتقاق البرامج المستمدة من حاجات تطور وتحرر بلادنا وشعوبنا. لا يقلل ذلك من قامات وأدوار أخرى لمعت في حقول السياسة والفكر والعمل النقابي والإعلامي والشبابي، كما في ميادين المقاومة ضد العدو الصهيوني بشكل خاص...
أطلق مؤتمر عام 1968 مسيرة واعدة للحزب في جميع الحقول. ساعدت خلاصاته السياسية والتقويمية النقدية وحيوية قيادته الشابة آنذاك، في توسيع تأثيره وصفوفه، وخصوصاً في الجيل الشاب، فيما كان يوطِّد مواقعه النقابية في المدينة والريف، وينجح في جذب أعداد مميزة من المثقفين والمبدعين وفي تطوير وسائل إعلامه التي احتلت موقعاً تنافسياً قوياً رغم الملاحقة والحصار وتواضع الإمكانيات. وفي مجرى ذلك، اجتهد الحزب في المساهمة ببناء صيغة جبهوية لعبت دوراً كبيراً في الحياة السياسية اللبنانية (في السبعينيات) بالشراكة، وخصوصاً، مع الحزب التقدمي الاشتراكي وقائده الشهيد الوطني الكبير كمال جنبلاط.
يحتاج الحزب لكي يعاود
النهوض إلى ورشة إعادة تأسيس كاملة
أصاب انهيار الاتحاد السوفياتي، وقبله الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1989) الحزب بارتباك عميق لم يشف منه بسبب ما أفضى إليه هذان الحدثان الانعطافيان من تحديات لم يتمكن الحزب من مواجهتها بشكل سريع وكاف: تحدي المراجعة العميقة، وصولاً الى إعادة التأسيس ارتباطاً بالمتغيرات والمستجدات والحاجات. دار صراع ضار في الحزب حول شكل الاستمرارية: إذا غضضنا النظر عن حالات التخلي واليأس والانكفاء أو التبديل (نحو اليمين عموماً)، اقتصر الصراع «التأسيسي» داخل الحزب على فئتين: فئة مجدِّدة طالبت بالتغيير وعملت من أجل إحداثه ولو بشكل تدريجي، وفئة وجدت في استعادة «البكداشية»، التي ما زالت حاضرة في بعض أقسام الحزب الشيوعي السوري، سبيلاًً الى مواجهة التحديات والمتغيرات. والبكداشية هي رمز أزلي (بكداش استمر أمينا عاماً حوالى ستين سنة وخلفته زوجته ثم نجله) لإنكار وجود أخطاء واختلالات في التجربة السوفياتية، واعتبار انهيار الاتحاد السوفياتي ومنظومته، فقط ، ثمرة خيانة أفراد في الداخل وتآمر إمبريالي من الخارج.
استخدمت المجموعة البكداشية في الحزب الوسائل «التقليدية» من أجل الإمساك، تباعاً، بمواقعه القيادية: التكتل، التآمر، الغدر، العصبية العمياء، ادعاء الحرص على المؤسسة، التشهير بالديموقراطية بوصفها أحد اسباب الانهيار (وليس بوصف غيابها هو أحد أبرز هذه الأسباب)... استغلت الصراع السياسي الذي اندلع في الحزب حول موقعه وتحالفاته ومواقفه من الانقسام في لبنان والمنطقة (بعد الغزو الأميركي للعراق خصوصاً) لتركز على تحقيق مكاسب تنظيمية ذات طابع تكتلي وبوسائل ملتوية وغير شريفة...
اجتهدت القيادة الانقلابية منذ تمكنها أول عام 2004، في إقفال باب النقاش حول التجديد. برمجت التراجع عن بعض الإجراءات الإصلاحية في مجال صياغة برنامج مرحلي لمعالجة الأزمة اللبنانية وبناء موقع جبهوي سياسي وطني مستقل، واستبدلت ذلك بالإكثار من تكرار شعارات اليسار والشيوعية على طريقة «الإسلام هو الحل». كذلك ألغت تدابير تنظيمية من نوع فصل السلطات (ألغت فعلياً الهيئة القضائية بالضغوط المختلفة)، ومرجعية الهيئات في اتخاذ القرارات ودورية المؤتمرات وحق النقد والنقاش، وصولاً الى تعطيل البند المتعلق بمهل تولي المسؤوليات التي يحتال الأمين الحالي بالتأجيل وبالمناورة، من أجل إلغائه بما هو أحد الشروط الضرورية لتأمين تداول السلطة ولمشاركة الشباب في قيادة عمل الحزب، ولتسهيل الرقابة الوقائية وللقطع مع مرض عضال أصاب الكثير من التنظيمات الشيوعية والدولة الاشتراكية: مسار التأبيد والتوريث والقمع...
عادت القيادة الانقلابية (منذ 11 سنة) بالحزب الى الوراء عوض أن تتقدم به الى الأمام. لا شاغل ولا شغل لها سوى التمديد ولو بأقذر الأساليب: الكذب والافتراء وقرارات الفصل ومنع الانتقاد وتعطيل الهيئات، وصولاً الى تعطيل الحزب جميعاً...
في رصيد الحزب الكثير: نشر الفكر الاشتراكي، تأسيس النقابات، مقاومة الانتداب، تقديم تجربة نضالية نقابية كبيرة في صفوف الشباب، مساهمات إعلامية وجبهوية ريادية، المساهمة الفذة في إطلاق المقاومة ضد العدو الصهيوني، استخدام المراجعة النقدية سبيلاً الى تصحيح المواقف...
لكن في سجله أيضاً إخفاقات وصفحات سوداء أسست لها الحقبة البكداشية الستالينية التي تتجدد اليوم بشكل مأساة تكاد تحوّل عرس تأسيسه إلى جنازة!
يحتاج الحزب الشيوعي، لكي يعاود النهوض والتعافي، إلى ورشة إعادة تأسيس كاملة، بدءاً من تحديد وبلورة موقعه ومشروعه الوطني الديموقراطي والتحرري في المديين اللبناني والعربي، مروراً بتكريس الديموقراطية في هيكله التنظيمي وفي علاقاته الداخلية والخارجية، وصولاً إلى انخراطه الكامل في النضال السياسي والجماهيري ضد المستعمرين والمغتصبين والمستبدين والمستغلين والظلاميين القتلة... لن يحصل ذلك أبداً ما دام شبه مصادَر أو مخطوف من قبل القيادة الحالية. التسعيني لكي يستمر يحتاج إلى بعض نبض الشباب قبل أي أمر آخر!



#سعد_الله_مزرعاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بسبب الاستعمار والعجز؟!
- مرحلة «المنطقة العازلة»
- حلف جديد لأهداف قديمة
- الارتباك الشامل والمواجهة المطلوبة
- التكفير الإرهابي ايديولوجية التخلف؟
- التطرف وبعض أسبابه ومخاطره
- غزة توبخ ضمائرنا
- صمود غزة ووحدة المواجهة
- مراجعة جذرية ونهضة جديدة!
- الصحوة لا «الصحوات»!
- صدِّق أو لا تصدِّق!
- خطوط الفصل وخطّة الوصل!
- استراتيجية نهوض جديدة
- الحزب الشيوعي اللبناني عشية ال90 ابعد من القصور والخطأ
- مبادرة سياسيّة سوريّة؟ هذا أوانها
- السيادة أم الفئوية والتفريط؟
- تفاقم الطائفية وتعاظم أضرارها
- عذراً فرج الله الحلو
- أزمة دمشق: هل فات الأوان؟
- الأميركيون وخصومهم


المزيد.....




- معالجات Qualcomm القادمة تحدث نقلة نوعية في عالم الحواسب
- ألمانيا تصنع سفن استطلاع عسكرية من جيل جديد
- المبادئ الغذائية الأساسية للمصابين بأمراض القلب والأوعية الد ...
- -كلنا أموات بعد 72 دقيقة-.. ضابط متقاعد ينصح بايدن بعدم التر ...
- نتنياهو يعطل اتفاقا مع حماس إرضاء لبن غفير وسموتريتش
- التحقيقات بمقتل الحاخام بالإمارات تستبعد تورط إيران
- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سعد الله مزرعاني - تسعون الحزب الشيوعي: يحتاج إلى نبض الشباب!