|
الأممية الإنسانية: عماد المباديء الجوهرية للثورة الاشتراكية الكوبية وسياستها الخارجية.
نور الدين عواد
الحوار المتمدن-العدد: 1297 - 2005 / 8 / 25 - 10:24
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
" امميتنا تعني سداد ديوننا تجاه البشرية" "فيديل كاسترو"
1ـ مقدمـــــــــــــــــــــــــة:
لقد انجب تاريخ البشرية احداثا متتالية في مختلف انحاء الكرة الارضية. وقد ترك تعاقب حضارات مختلف الشعوب والامم بصماته على مختلف اوجه حياة ابن آدم في سعيه الحثيث من اجل تحقيق تطوير الجنس البشري والارتقاء به.
ولم يكن الطريق دائما مليئا بالانتصارات. بل في مناسبات عديدة كان معبدا بالتضحيات والآلام والانتكاسات. فسيرورة الحياة والتاريخ البشري ليست خطا مستقيما على الرغم من اتباعها متّجها تصاعديا والى الامام.
خلال القرون الخمسة الماضية، ولا سيما على امتداد القرنين الاخيرين، اضطرت البشرية لدفع اثمان باهظة. فمع نشوء وتطور الراسمالية الاوروبية، ومرورا بغزو واستعمار ما يسمى بـ "العالم الجديد" ونشوء الولايات المتحدة الامريكية، لم يجد العالم مفرا من مكابدة جرائم بحق البشرية: الحروب الاوروبية البينيّة؛ حرب استعادة الاندلس ومحاكم التفتيش؛ جرائم ابادة السكان الاصليين وتدمير حضاراتهم وثقافاتهم؛ والجريمة التي لا تغتفر المتمثلة في احياء العبودية وسلخ ملايين الافارقة عن اراضيهم وثقافاتهم.
كما ان حربين عالميتين واستعمال السلاح الذري لم يكن كافيا للامبريالية، التي تلجا الآن بهمجية منقطعة النظير الى عسكرة العولمة الليبيرالية الجديدة، من خلال رهانها على مقايضة مخزية ووضيعة: الدم والموت مقابل المال والنفط.
والانكى من ذالك ان هذا التوجه يتعزز ويتوطد على نطاق عالمي منذ اندثار الاتحاد السوفييتي وتفكك المعسكر الاشتراكي الاوروبي وانتهاء ما يسمى بـ "الحرب الباردة". ان ما يطلق عليه "عالم القطبية الوحيدة" وايديولوجية "نهاية التاريخ" الجديدة التي يروج لها فرانسيس فوكوياما، ونظرية "صدام الحضارات" التي ابتدعها صاموئيل هنتينغتون، والحروب الوقائية ضد "الارهاب" والاعمال الجنونية التي تضطلع بها "الامبراطورية المنبوذة" ترسم لنا لوحة عالمية مفرطة في سوداويتها وتأزمها. غير ان البشرية لم تستكن ابدا لاستبداد واستكبار الامبراطوريات، وكانت قادرة دائما، في كل لحظة تاريخية معينة، على انجاب ما يلزم من حفاري القبور لوأد الظلم والاضطهاد.
ان العبارة التنبؤية التي قالها محرر القارة الامريكية سيمون بوليفر " يبدو ان العناية الالهية قد اختصت الولايات المتحدة لكي تغرق القارة الاميريكية في وباء الجوع والبؤس تحت شعار الحرية"، يمكن ان يتم تأويلها جدليا وتعميمها لتطال العالم بأسره: يبدو ان اله راس المال قد اختص الولايات المتحدة لكي تغرق البشرية جمعاء بوباء الجوع والبؤس والموت تحت شعار الحرية الامريكية والعولمة الليبيرالية الجديدة.
وفي هذا السياق، قال البطل القومي الكوبي خوسيه مارتي (1853 ـ 1895) : " انني اخاطر كل يوم بتقديم حياتي في سبيل بلادي وواجبي (...) لكي أحول قبل فوات الأوان ومن خلال استقلال كوبا دون توسع الولايات المتحدة الامريكية في الانتيل، وانقضاضها بهذه القوة الاضافية على اراضي امريكتنا. كل ما فعلته حتى اليوم وما سافعله لاحقا يتوخى هذا الهدف...". ان هذه الفكرة لا زالت تحتفظ بكامل صلاحيتها اذ انه من خلال استقلال وطن كوبا، والحفاظ على سيادتها، وتوطد ثورتها الانسانية، والدفاع عنها وعن منجزات الاشتراكية فيها، فاننا نحول قبل فوات الأوان دون توسع الولايات المتحدة في العالم وتلطيخه بوباء الحرب والارهاب.
ان انتصار الثورة الديموقراطية ـ الشعبية في كوبا في الاول من يناير 1959 والتي شهدت منذ 16 ابريل 1961 تطورا موضوعيا من خلال تحولها الى اول ثورة اشتراكية في النصف الغربي من العالم، قد شكل ردا قاطعا وساطعا على " منطق الامبريالية" [ اي عقيدة مونرو]. كما ان ترسيخ اركان الثورة وصمودها وعدالة مبادئها ووفاءها للمثل التي تنادي بها، وقدرة شعبها وقيادتها على المقاومة، والانتصارات التي تحققت بتفاني وعرق ودماء الثوريين الكوبيين بالاضافة الى عوامل اخرى، جعلت من الثورة الكوبية واقعا ملموسا وأملا حقيقيا، امام مليارات البشر من المحرومين والمستضعفين والمضطهدين في العالم. كما انها رسخت القناعة بأن عالما بديلا آخرا افضل من عالم اليوم، امر ممكن وقابل للتحقيق.
2 ـ الثورة والسياسة الخارجية
تتحدد السياسة الخارجية للدول بشكل عام بمجموعة من المتغيرات الرئيسية الداخلية والخارجية، والتي تسهل او تعرقل قدرتها على اتخاذ القرارات وتحقيق الاهداف التكتيكية والاستراتيجية لتلك السياسة. هنالك عنصر جوهري وحاسم يشترط اتخاذ القرارات والسلوك الدولي لدولة ما، يتمثل في: المصلحة او المصالح القومية و/او الحيوية التي تتحدد بدورها بفعل عوامل تاريخية وجغرافية واقتصادية وايديولوجية واخلاقية او فلسفية.
ان الطبيعة الاجتماعية والايديولوجية للسلطة السياسية والمرحلة التاريخية تحددان، بدرجة كبيرة، جوهر هذه المصالح و تغيرها سلبيا او ايجابيا.
في نظام حكم الفرد او الطبقة او الطائفة، عادة ما يتم تشخيص ومطابقة المصلحة القومية بمصلحة الزعيم او الطبقة الاجتماعية او الطائفة الدينية على التوالي على حساب الشعب او الامة.
بايجاز، طبيعة العلاقات الدولية لدولة ما تتحدد جوهريا بالعلاقات الداخلية والطبقة او التكتل الطبقي الذي يتربع على السلطة السياسية، وفقا للمفهوم اللينيني، دون اغفال الدور الذي تلعبه عوامل ثقافية وجغرافية...الخ. فقط في حالة نظام ديموقراطي شعبي حقيقي او اشتراكي، تتطابق مصالح السلطان السياسي مع مصالح الشعب او الأمة، مما يخلق الظروف المؤاتية لتكريس هذه المصالح والدفاع عنها ونيل اهدافها على الصعيدين المحلي والدولي.
لدى معالجة حالة كوبا الاشتراكية نلاحظ ان المصلحة القومية ( للسلطان السياسي والامة بمجملها) يمكن تلخيصها في العبارة التالية:
" التمسك بالاستقلال والسيادة وتقرير المصير وأمان الامة الكوبية وقدرتها على التمتع بحكومة شعبية وديموقراطية ذات مشاركة واسعة خاصة بها، استنادا الى تقاليدها، مع نظام اقتصادي ـ اجتماعي مزدهر وعادل، يتيح لها في نفس الوقت، حماية هويتها الثقافية وقيمها الاجتماعية ـ السياسية، ونقلها الى المسرح العالمي من خلال مستوى من الأداء ينسجم مع امكانياتها الحقيقية بصفتها عضوا فعالا في المجتمع الدولي".
من الواضح ان المصلحة القومية الكوبية تستجيب للواقع التاريخي لنشوء وسيرورة وراهنية الامة الكوبية [1] في اطار القانون الدولي والحس السوي مما يجعل كوبا تستحق وعن جدارة دعم وتضامن الاغلبية الساحقة من المجتمع الدولي ولاعبيه. الهدف المركزي للأداء الكوبي دوليا كان ولا زالا يرمي الى الحفاظ على المصلحة القومية وتحقيقها. ونظرا لحجم التحدي الاساسي الذي تواجهه كوبا على المستوى العالمي والمتمثل في سياسة واستراتيجية الولايات المتحدة تجاهها [2]، فان الدولة الكوبية، بصفتها الممثل الشرعي للامة ومصالحها الحيوية، تجد من واجبها الإلزامي اتخاذ كافة الاجراءات والقرارات والاعمال الهادفة الى احباط المرامي الامريكية. هذه المعركة الهائلة ومتعددة الأوجه تعزى الى الطابع التناحري للصراع الذي تفرضه الامبراطورية على الأمة الكوبية منذ قبل تكوّن تلك الامة في حد ذاتها. معطيات هذا التناحر تتمثل في:
المقام الاول : هدف الولايات المتحدة الواضح والصريح بالاستيلاء على كوبا وضمها الى اتحادها؛ اي تصفية الامة الكوبية باية طريقة كانت دون استثناء او استبعاد التصفية المادية [3] او في احسن الاحوال من خلال "امركتها" [4]. بمعنى ان الصراع الامريكي ضد كوبا له طابع وجودي وليس مرحليا او ظرفيا [5].
المقام الثاني: التناقض التناحري بين النظامين السائدين سياسيا واقتصاديا واجتماعيا في كل من كوبا والولايات المتحدة الامريكية ( الاشتراكية في مواجهة الراسمالية).
بالطبع هذا التقدير لا يعني بشكل دوغمائي انه لا يمكن التعايش سلميا او لا يمكن التفاوض والمساومة والتوصل الى حلول جزئية او كليّة. غير ان هذه الامكانية تعتمد على مختلف العوامل ومن بينها تناسب القوى، وقدرة الأمة الكوبية على الصمود والنضال، والأهم من هذا وذاك استعداد الامبراطورية واتخاذها قرارا بالعدول عن نواياها ازاء كوبا، وهذا استحقاق ضئيل الاحتمال في ظل الظروف الراهنة وعلى المدى المنظور. وبالتالي يستشف بان المعركة ستكون طويلة النفس وتتطلب استعدادا عاليا ودائما وجاهزية قتالية على كافة الاصعدة، على امتداد المدة التي سيعيشها هذا التحدي المشؤوم [6]، حيث ان "التهديدات الحربية الامريكية تشكل اطماعا تاريخية واخطارا حقيقية".
لقد اثبتت قيادة الثورة على امتداد اكثر من اربعة عقود وجود وعي، وثبات مباديء، ومسؤولية ومرونة وشجاعة سياسية وبصيرة ايديولوجية، على المسرحين الداخلي والخارجي، دون تقديم تنازلات جوهرية في سبيل الحفاظ على المصلحة القومية. ووفت بكل كرامة وجدارة لشعار الفدائي البطل ايرنيستو تشـــي غيفارا القائل بعدم اعطاء الامبريالية قيد انملة من التنازلات، في حين انها تنسجم تماما مع احدى افكار البطل الملحمي الفيتنامي الجنرال فو نغويين جياب (1911 ـ 1998): " من الغباء خوض معركة بالامكان تجنبها ومن الجبن تجنب معركة لا بد من خوضها".
اذا ما اردنا تحليل السياسة الخارجية للثورة الكوبية التي يضطلع بها كبار القائمين عليها [7] نلاحظ ان كوبا تتصرف بشكل نشيط وفعال على المسرح الدولي وتحتل فيه مكانة مرموقة، كمنارة ومرجعية لما يجب ان يقال ولما يجب ان يفعل في هذا العالم. ان التمدد الافقي والعمودي للسياسة الخارجية الكوبية ومنجزاتها الكبيرة قد حطمت نماذج ومقاييس تحليل السياسة الخارجية بشكل عام [8].
وللتدليل بطريقة ما على النجاح الباهر للدبلوماسية الثورية الكوبية نكتفي بالاستشهاد بالارقام والمعطيات التالية:
• تقيم كوبا حاليا علاقات دبلوماسية مع 177 دولة وعلاقات قنصلية مع 4 اخرى. [9]
• يقيم فيديل كاسترو علاقات رسمية او سياسية او شخصية ناجحة مع شخصيات من مختلف الوان الطيف السياسي والايديولوجي العالمي: فهو يستقبل البابا [الراحل] في ميدان الثورة؛ ويتصدر مع نجل آية الله الخميني مسيرة لمناهضة الامبريالية على امتداد كورنيش العاصمة هافانا؛ يستقبل الرئيس الامريكي السابق جيمي كارتر في جامعة هافانا؛ يستقبل اعلى القادة الفيتناميين والصينيين في قصر الثورة؛ يتجول مشيا على الاقدام مع فريـــه بيتو [احد رموز نظرية اللاهوت التحريرية] في المركز التاريخي لهافانا القديمة...الخ لكن الاهم من كل ماسبق، هو انه حيثما حلّ فيديل تهتف له الشعوب وتدعمه وتعتبره شيئا ينتمي اليها، والشعوب لا تجمع على خطأ: فيديل قائد اممي دون منازع.
• لغاية 30 نوفمبر 2004 ابرمت كوبا 3933 اداة دولية موزعة جغرافيا على النحو التالي:
ـ امريكا اللاتينية والكاريبي.........................643. ـ بلدان افريقيا جنوب الصحراء....................551. ـ شمال افريقيا والشرق الاوسط ...................265. ـ آسيا ...................................................675. ـ اوروبا ورابطة الدول المستقلة..................1799.
ان هذه العينة تشكل برهانا ملموسا على انتصار الدبلوماسية لكوبية على العزلة، التي تشكل احد اهداف الحرب التي تشنها الامبريالية الامريكية وذيولها ضد الثورة الكوبية.
من ناحية اخرى لا زالت كوبا تتمتع بالقدرة على الرد على التحديات القادمة خاصة من الولايات المتحدة الامريكية وأوروبا "المثقفة والمتحضرة" التي انتقلت من المعارضة الخجولة الى الانبطاح الفاضح". على كافة جبهات المواجهة لم تتردد كوبا عن توجيه الرد اللائق على كافة اعتداءات خصومها، ابتداء من تشريع قانون الاصلاح الزراعي الاول (17مايو1959) وتحقيق الانتصار العسكري في خليج الخنازير (19ابريل 1961) والصمود في ازمة الصوارخ النووية 1962 والانتهاء من سحق الثورة المضادة المسلحة الداخلية عام 1965، والاضطلاع بالمهمات الاممية في الخارج، ووضع حد لانتهاكات المجال الجوي الكوبي 1996، وصولا الى اتخاذ الاجراءات الاقتصادية ـ المالية الصائبة والشجاعة بتحريم تداول الدولار الامريكي في السوق الكوبية الداخلية، وتغريم مبادلته بالعملة المحلية ذات السيادة عام 2004 ، واجراء التمرين العسكري الاستراتيجي "القلعة الحصينة 2004" في كافة انحاء البلاد.
دون الروح الوطنية الراسخة والنفس القومى التقدمي والاممية المبدئية التي تتحلى بها الثورة والشعب الكوبي لما امكن اجتراح هذه المأثرة العظيمة.
ان التفسير المنطقي لانجازات السياسة الخارجية الكوبية يمكن ايجازه على النحو التالي: وجود ثورة اشتراكية كوبية اصيلة وذات مضمون ديموقراطي شعبي واسع المشاركة، تحت قيادة طليعة واعية ومبدئية ومسؤولة (الحزب الشيوعي الكوبي) وقائد كارزمي بمنزلة فيديل كاسترو؛ ثورة ذات ابعاد اممية دون تمييز، تراعي سلوكا منسجما مع خطابها السياسي وفقا لامكانياتها في كل لحظة؛ ثورة تعرف نفسها وتعرف اصدقاءها وخصومها.
ان الدعم والتضامن الاممي الذي كانت تتلقاه قضية الثورة الكوبية، بشكل اساسي من المعسكر الاشتراكي السابق وخاصة الاتحاد السوفييتي سابقا، قد سهّل المهمة الهائلة التي كانت تنتظر الثورة وكفل الى درجة كبيرة الوسائل الضرورية للدفاع عنها. غير ان اختفاء الحلفاء الاستراتيجيين السابقين لكوبا لم يؤد الى سقوط الثورة وضياع منجزاتها وقيمها، مما اضطرّ الشعب الكوبي الى مضاعفة جهوده وتعزيز روح كفاحه وارادته في الانتصار، وسحق الاطروحة الخاطئة التي اطلقها الاعداء وبعض "الاصدقاء" بمعنى ان كوبا كانت تابعا يدور في فلك الاتحاد السوفييتي. خمسة عشر عاما من البقاء على قيد الحياة والكفاح والانتصارات والتقدم تشكل امرا بالغ الدلالة على استقلالية واصالة الثورة الكوبية.
3 ـ الاممية الكوبية.
اتّسم ميلاد الامة الكوبية وسيرورتها التاريخية بالعوامل التالية:
• تركيبة متعددة العروق والثقافات تتمحور حول شعور وطني ـ قومي موحد. • مواجهة مسلحة مباشرة مع قوة استعمارية (الامبراطورية الاسبانية)، من اجل الحصول على الحرية والاستقلال. "صرخة ديماخاغوا" في العاشر من اوكتوبر 1868 والسنوات العشرة اللاحقة من الحرب العادلة والمثمرة رسمت معالم أمة المستقبل في كوبا. • منحى انساني عميق وارد في بيان الثورة (1868) بالغاء العبودية وضرورة خلق امة واحدة ذات توجهات ودية وسلمية ازاء الامم الاخرى، وفقا لما نادى به بيان الاستقلال الذي اعلنه كارلوس مانويل دي سيسبيديس. • توافق هذا الحدث التاريخي مع تدفق المهاجرين ( لاسباب وغايات متباينة) الوافدين من امم وثقافات مختلفة وبعيدة، والذين اندمجوا بدرجات متفاوتة بالأمة الناشئة وشاركوا في نضالاتها الإنعتاقية. كما يجدر هنا ابراز دعم ومشاركة مقاتلين كثيرين اجانب في حروب الاستقلال والذين هاجروا الى كوبا، تحدوهم صراحة فكرة اممية بالانضمام الى تلك النضالات، كما هو الحال بالنسبة الى المقاتل الامريكي هنري ريفيس او المقاتل الدومينيكاني ماكسيمو غوميس (وصل الى مرتبة القائد الاعلى لجيش التحرير الوطني). • نشوء الامبراطورية الجديدة (الامبريالية الامريكية) ونواياها الواضحة في التهام الامة الكوبية، والتي لم تتوقف جهودها الغادرة الرامية الى تدميرها حتي ايامنا الحالية.
لقد ساهمت كافة هذه العوامل في بلورة أمة ذات مشاعر وطنية وقومية وأممية متأصلة لدى الشعب الكوبي، يرافقها شعور عميق بالمساواة بين الأجناس، وثراء عرقي ـ ثقافي وعدالة اجتماعية.
يمكننا ان نخلص الى ان الأممية في حد ذاتها مجبولة في وعي ودم وعرق الشعب الكوبي منذ بداية تكوين أمته، بغض النظر عن طبيعة النظام السياسي السائد في كل مرحلة من المراحل، والذي لعب دورا معرقلا خلال مرحلة الجمهورية الزائفة، بينما لعب دورا بطوليا دافعا، منذ انتصار الثورة في الاول من يناير 1959. كما ان التضامن الاممي الذي حظيت به الثورة، جاء ليعزز اكثر فاكثر هذا الوعي الإيثاري والمشاعر الإنسانية للأمة.
ان المفاهيم الايديولوجية ـ السياسية والاخلاقية التي أرساها مؤسسو الامة الكوبية ابتداء من كارلوس مانويل دي سيسبيديس [10] مرورا بالبطل القومي خوسيه مارتي [11] وصولا الى تشي غيفارا [12] وفيديل كاسترو ــ الذي قال يوم 22 ديسمبر 1975 اثناء اختتام المؤتمر الاول للحزب الشيوعي الكوبي "(...) دون الاممية البروليتارية لما وجدت الثورة الكوبية... ودون الاممية البروليتارية لما بقينا ثوريين" تشكل ـ في رأيي ـ الأسس التاريخية لتجسيد احد المباديء الاستراتيجية للسياسة الخارجية للثورة الكوبية.
القائد الثوري الكوبي كارلوس رافائيل رودريغس (1913 ـ1997) في مؤلفه بعنوان " كلمات كحد السيف" يقول ان " الركن الاساسي الاستراتيجي لسياستنا الخارجية (…) يفترض نضالا صداميا ودائما ضد الامبريالية ومختلف اشكال تجلياتها" حيث " يتجسد ركن استراتيجي آخر من اركان السياسة الخارجية للثورة الكوبية: الاممية" (…) " انه من واجب كوبا ان تمارس وستمارس دائما وبالفعل الاممية البروليتارية والثورية. وفي هذا الامر يكمن احد اساليبها الجوهرية في الاسهام في انتصار الاشتراكية على الراسمالية".
3.1 الاممية الكوبية: من التاريخي الى الراهن.
مع انتصار وتوطد اركان الثورة اكتسبت الموهبة الاممية للامة الكوبية مغزى اكبر وابعادا اشمل وتوجهات بعيدة المدى.
اثناء مرحلة الحرب الباردة برز الوجه العسكري الإنساني في المهمات الاممية الكوبية، التي بلغت ذروتها وحققت اهم واكبر انتصار عسكري وسياسي وايديولوجي وادبي ـ اخلاقي، من خلال ضمان "سيادة انغولا واستقلال ناميبيا والقضاء على نطام التفرقة العنصرية في جنوب افريقيا".
وعلى الرغم من التغيرات التي وقعت في العالم خلال العقد الأخير من القرن العشرين، وأصدائها السلبية وعواقبها المجافية على معسكر القوى الثورية على نطاق عالمي، وحلول "الفترة العصيبة"، فان الثورة الكوبية لم تتردد قط في تقديم مساهماتها التضامنية ودعمها الاممي للمحتاجين. في هذا الامر بالتحديد تكمن الفضيلة الرائعة لهذه الإلتفاتة التي لا نظير لها في العلاقات الدولية المعاصرة.
ان تاريخ بلدان العالم الثالث حافل بوقائع ملموسة شاهدة على الاممية الكوبية عمليا منذ انتصار الثورة. الجزائر، الكونغو، انغولا، ناميبيا، اثيوبيا، الصحراء العربية الغربية، سوريا، فلسطين، فيتنام، كوريا الشمالية، بوليفيا، تشيلي، نيكاراغوا… الخ تقدم امثلة توضيحية على ما اكدناه سابقا.
منذ النهاية المظفرة للمهمة العسكرية الإنسانية الكوبية في جنوب غرب افريقيا، اخذ الوجه المدني الإنساني للاممية الكوبية بالبروز. ولا زالت كوبا تتحلى بكرمها الواعي والكافي في اضطلاعها بمهمتها التاريخية في عالم اليوم. يسير الاداء الكوبي في هذا المضمار في منحيين:
3.1.1 الاممية داخل الوطن الكوبي
ان المهمة الاممية المميزة التي وفت بها الامة الكوبية ووضعتها في خدمة البشرية، تتمثل في الثورة الاشتراكية بعينها. انقاذ الثورة والحفاظ على استقلال وسيادة الوطن وصيانة وتوطيد منجزات الاشتراكية في كوبا تشكل " اهم اسهام اممي كوبي في القضايا العادلة للشعوب والحركة والثورية والتقدمية العالمية". [13]
لكن الثورة لم تقتصر على هذا الحدث التاريخي، بل قدمت اسهامات اخرى مثل: بناء راس المال البشري والاجتماعي لكي تصنع مزيدا من الثورة والانسانية. الجامعة الامريكية اللاتينية للعلوم الطبية، والجامهة الدولية للتربية البدنية والرياضة، ومدارس الطلبة الآسيويين والافارقة في جزيرة الشباب، والجامعات والمراكز والمؤسسات الاخرى في عموم البلاد، تشكل ادلة دامغة على الإيثارية الكوبية المثلى في تقاسم خيراتها وثرواتها مع الآخرين.
3.1.2 اممية داخل الوطن الكبير: البشرية جمعاء.
اداء الثورة الكوبية على الصعيد الخارجي نابع من مشاعر ومثل ومباديء ادبية ـ اخلاقية، غريبة اطلاقا عن اية مصلحة مادية حقيرة، وعن أي نفس نجومي او تبجحات مغرورة . فمن يقدم دمه ويفدي الآخرين بحياته، كما تفعل كوبا، فانه لا يبحث عن ذهب ولا فضة بالمقابل.
وعلى الرغم من ان الامكانيات والموارد المادية الكوبية ضئيلة جدا بالمقارنة مع موارد البلدان الصناعية ومنظمة الامم المتحدة، فان كوبا تلعب دورا مشرفا وكريما في التضامن الدولي ومساعدة الشعوب المضطهدة، الى درجة انها خصصت 500 منحة طب للطلبة الامريكيين (الولايات المتحدة الامريكية) المنتمين الى شرائح اجتماعية فقيرة.
التعاون الكوبي مع الخارج مفعم بروح الاممية البعيدة كل البعد عن الحسابات السلعية، والغايات الربحية، والاتجار بعرق الآخرين وبمعاناة البشر. يشهد على ذلك مجانية الخدمات النفيسة مثل التعليم والصحة التي تقدمها كوبا بنزاهة لأكثرية شعوب العالم الثالث. كما ان التعاون الاممي الكوبي مع افريقيا وبلدان اخرى في امريكا الوسطى وآسيا في اطار برنامج الصحة المتكامل ( مبادرة كوبية بحتة) وبرنامج مكافحة وباء الآيدز تقدم على سبيل المثال ادلة اثبات على ما نقول.
ومن المثير للاستغراب ان الولايات المتحدة الامريكية التي تملك مصالح مادية اقتصادية وجيواستراتيجية في افريقيا، قد اصابتها بشكل انتهازي "عدوى" الاممية الكوبية، اذ انه حسب التقرير التقييمي السنوي لعام 2004 الصادر عن وزارة العلاقات الخارجية الكوبية " تم التاكد في عام 2003 من ظاهرة في اعمال الولايات المتحدة الامريكية تجاه افريقيا جنوب الصحراء وهي ظاهرة كنا نقوم برصدها من قبل. باضطراد تزداد الامثلة التي تشير الى ان جزء لا بأس به من القطاعات التي تقدم فيها الولايات المتحدة الامريكية مساعدة للقارة تتركز في مجالات الصحة والتعليم ومكافحة الامراض المستوطنة وغير ذلك، وهذا الامر يتطابق لا محالة مع خطوط عمل كوبا تجاه افريقيا".
شاء القدر ومنطق التاريخ والنضال الحازم الذي تخوضه الشعوب، ورجال الشجاعة المجربة والذكاء والنزاهة والمروءة من امثال أوغو شافيس فرياس ان تنتصر الثورة البوليفرية في فنزويلا، ثورة ذات جذور شعبية ضاربة في الارض، وموهبة قومية ديموقراطية وسلوك انساني ايثاري ونهج مناويء للامبريالية. ان الاخوة والتضامن الفعلي بين الثورتين يرسيان الاسس اللازمة لبناء مستقل وربما تكاملي ومناهض لمخطط الهيمنة الذي طرحته الادارة الفاشية الامريكية الرامي الى امتصاص الاقتصاديات وتدمير الثقافات وهوية الامة الامريكية اللاتينية ( بالمعنى المستقبلي) من خلال الفخ المشؤوم المعروف باسم آلكــــا (منطقة التجارة الحرة للامريكتين). وعليه فان الاعلان عن آلبـــــا [14] يمكن ان يشكل نواة لمشروع طموح ومشروع لتكامل وتوحيد امريكا اللاتينية.
صحيح ان انتصار الثورة البوليفرية عام 1998 جاء بمثابة " فصيل إسناد " [15] للثورة الكوبية التي ما فتئت تناضل لوحدها ضد نائبات التاريخ وتقلباته. لكن الصحيح ايضا ان وجود الثورة البوليفرية جاء ليشكل واجبا جديدا، ومهمة اممية هائلة على عاتق الثورة الكوبية. دون أية نيّة وصائيّة، بل نظرا لاسباب تاريخية، والخبرة في بناء مجتمع جديد، وفي الدفاع عن الثورة نفسها، وفي النضال دون هوادة ضد الامبريالية في كافة الميادين، اعتقد بوجود اسس صلبة لتحالف استراتيجي بين الثورتين، ولكي تراهن كوبا بكل شيء في سبيل تحقيق حلم بوليفر ومارتي. ربما تكون هذه هي المهمة الاممية التاريخية الثانية والاكثر استحقاقا وفضلا للثورة الكوبية.
4ـ الخلاصة.
اولا: كانت الاممية ولا زالت عاملا جوهريا واساسيا في تكوين الامة الكوبية وثورتها. ساهمت البشرية تاريخيا في وجود كوبا وتطورها والدفاع عنها، وفي الوقت نفسه لا زالت كوبا وثورتها تساهمان وستستمران في المساهمة في التضامن مع البشرية دون اي تمييز. هذا هو التفسير للعبارة النزيهة والحكيمة التي اطلقها القائد الاعلى للثورة الكوبية فيديل كاسترو روس " امميتنا تعني سداد ديوننا تجاه البشرية". ثانيا: انسجاما مع ما تقدم اعتقد انه يجب اعلان ان الثورة الكوبية ومنجزاتها " ملكا للبشرية" اذ انه توجد ظروف ايديولوجية وسياسية وادبية ـ اخلاقية كافية، تنعكس في سلوكيات محسوسة ونتائج ملموسة تبرر هذا المقترح. وبالتزامن مع ذلك وامام محاولات الامبريالية تدويل الحرب الاقتصادية المسماة مجازا "حظر او حصار اقتصادي" والتهديدات الحربية بالعدوان على كوبا، اعتقد انه لا مفر من تدويل الدفاع عن الامة الكوبية وثورتها الاشتراكية. ان هذا المعتقد يعلل بمعنى من المعاني القول المارتيني المأثور " الوطن هو البشرية". [16]
ثالثا : لا زالت كوبا الثورة تثبت انها مختبرا اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا حيا ومستمرا، يتمتع بالقدرة الملحوظة على التكيف والمرونة في الرد اللائق على التحديات والكوارث مهما كان نوعها. يمكن النظر الى النموذج الكوبي والنصح به، كمرجعية ومثالا لما يجب ان يكون عليه المجتمع الدولي.
رابعا : في اعتقادي، تشكل كوبا قطب جذب وتعبئة وفعل، نظرا لقدرتها على الصمود والانتصار والنضال في كافة ميادين العلاقات الدولية لما فيه خير ومنفعة كافة شعوب وامم العالم. ولذلك فانها تجاوزت الوصف الكلاسيكي بـ "لاعب دولي" هام.
في مواجهة القطب الامبريالي، مصدر الغزوات العسكرية الفاشية الرامية الى نهب موارد الطاقة وغيرها، تقوم كوبا بغزو العالم بجيوش جرارة من الاطباء والممرضين والمعلمين والفنيين ( من كلا الجنسين)...الخ من اجل القضاء على الامراض والجهل والمعاناة واليأس، واهبــــــــــة " نصف الخبزة التي تمتلكها" [17]؛ امام اكاذيب وافتراءات الامبريالية في المحافل الدولية، تنهض كوبا كعملاق تصرخ بالحقيقة في وجه الطغيان الامبراطوري [18]؛ امام الصوت الوحيد تقريبا الذي تحصل عليه الامبراطورية في المحافل الدولية، تفوز كوبا بتصويت واصوات الاكثرية الساحقة. لذالك يمكننا ان نؤكد ان كوبا تشكل قدوة في العلاقات الدولية ومثالا امام شعوب العالم.
كما تتمتع كوبا بندّيّة الشروط والردود مع كافة لاعبي العلاقات الدولية سواء كانوا كبارا ام صغارا، ضعافا ام قوى نووية كبرى.
في ظل التهديدات والاستفزازات والاعتداءات، ستبقى كوبا قلعة وحصنا منيعا وباراغواه أبدية، [19] ولن ينقصها أمميون للذود عنها حتى نهاية المطاف، متسلحين بالايمان بشعار "الوطن او الموت سننتصر" !
ملحق ايضاحات
1ـ احد العوامل التي لا زالت تعرقل التنمية الطبيعية للمجتمع والثورة في كوبا، ويؤثر بشكل ما علىسياستها الخارجية يتمثل في ان الامة الكوبية نشات تحت السيطرة الامبراطورية الاستعمارية الاسبانية المباشرة؛ لاحقا حصلت على الاستقلال في ظل وضع دولي ثنائي القطبية ومتوازن تقريبا، وفي الوقت الراهن تتطور كوبا في ظل بيئة تحكمها الهيمنة وحيدة القطبية للامبراطورية الامريكية.
2ـ يجب التذكير بمخططات تدمير الثورة والاستيلاء على كوبا: حرب اقتصادية، غزو عسكري 1961، حرب جرثومية حتى الآن ومخططات المافيا الفاشية في ميامي.
3ـ ازمة الصواريخ النووية عام 1962.
4ـ تدمير الهوية الوطنية يمهد لتصفية الكينونة القومي.
5ـ في الصراع الصهيوني ضد الامة العربية نجد حالة مماثلة للصراع الامريكي ضد كوبا.
6ـ بهذا الصدد تقول العقيدة العسكرية الاسلامية بضرورة اعداد العدة وبكافة الوسائل القتالية بهدف درء العدوان الخارجي واذا ما جنح العدو للسلام فيجب مبادلته نفس الموقف ( اي ان الاعداد للحرب يساوي ضمان السلام) [ مضمون الآيتين 61 و 62 من سورة الانفال؛ القرآن الكريم].
7ـ ممارسة الدبلوماسية الكوبية لا تقتصر على المؤسسات المحترفة الخاصة بهذا الميدان، اذ ان بقية الهيئات والمؤسسات والمنظمات السياسية والجماهيرية تقوم بمهمات رافدة للعمل الدبلوماسي. 8ـ اشارة الى نماذج هولستي، بروت و زيندر، حسب ما ورد في "نظريات السياسة الدولية" . اسماعيل صبري مقلد.
9ـ التقرير التقييمي السنوي الصادر عن وزارة العلاقات الخارجية الكوبية لعام 2004.
10ـ "أب الوطن الكوبي" الذي شرع بالغاء العبودية وتكمن مأثرته في انه حرر عبيده ودعاهم الى النضال في سبيل انعتاق واستقلال الامة.
11ـ اوضح مارتي نظرته بالخصوص على النحو التالي " اريد ان يكون القانون الاول لجمهوريتنا، تقديس الكوبيين لآدمية البشر". 12ـ في رايي، يمثل تشـــي غيفارا تجسيد الاممية في ارقى اشكالها: حيث كان قادرا على التضحية بنفسه بكل نزاهة في سبيل قضية عادلة. وقال " الاممية البروليتارية ليست واجبا فحسب بل وضرورة ثورية ايضا. عليها وبها نربي شعبنا".
13ـ عبارة قالها الدكتور جورج حبش مؤسس حركة القوميين العرب والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، اثناء حديث له في هافانا عام 1982. 14ـ آلبـــا: اختصار باللاتينية لـ " البديل البوليفري لامريكا اللاتينية".
15ـ عبارة قالها فيديل كاسترو في مدينة سانتاكلارا الكوبية عام 1997 اثناء دفن بقايا جثامين غيفارا ورفاقه الذين استشهدوا في بوليفيا عام 1967.
16ـ قول لخوسيه مارتي استشهد به فيديل كاسترو يوم 26 يوليو 1998 في مدينة سانتياغو دي كوبا " كنا نناضل سابقا في سبيل بلادنا واليوم نناضل في سبيل العالم".
17ـ في بداية الثمانينات ضربت فيضانات متزامنة كلا من محافظة بنار ديل ريو الكوبية ونيكاراغوا الساندينية. وعندما ذهب جنرال الجيش وزير القوات المسلحة الثورية الكوبية راؤول كاسترو اليها ليتفقد الاضرار المادية وتقدير المساعدة التضامنية الكوبية لذلك البلد وهناك قال " لو كان لدى كوبا قطعة خبز واحدة فقط لكان لنيكاراغوا حق في نصفها".
18ـ "اعلى اشكال الجهاد قول كلمة حق عند سلطان جائر" حديث نبوي شريف (محمد بن عبدالله 570 ـ 633).
19ـ احتجاج باراغواه: حدث تاريخي بطله الجنرال الكوبي انطونيو ماسييو يوم 15 مارس 1878 اثناء حرب الاستقلال ضد اسبانيا، حيث عارض علنا التوقيع على اتفاق سانخون ( سلام دون استقلال ودون الغاء العبودية) واعلن على الملأ قراره بمواصلة الكفاح المسلح ضد دولة الاستعمار!
في 19فبراير 2000 وفي نفس المكان الذي وقع فيه احتجاج باراغواه، اعلن الشعب الكوبي عن بيعة باراغواه التي تتمثل في التعهد بالصمود والانتصار وانقاذ الثورة والوطن ومنجزات الاشتراكية في كوبا.
ملاحظة ختامية من الكاتب:
تم اعداد هذا البحث (العلمي) باللغة الاسبانية في اطار التحضير لرسالة ماجستير، ونشر في عدة مواقع امريكية لاتينية واوروبية على شبكة الانترنيت في شهر ديسمبر 2004 . كما شرفتني مجلة كنعان العربية بنشره باللغة الاسبانية ووجهته الى قرائها الناطقين بتلك اللغة في الامريكتين. وقدم كورقة عمل في ندوة دولية حول العلاقات الدولية في هافانا كوبا في ابريل 2005.
*********
#نور_الدين_عواد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بصدد الخطوط الرئيسية للسياسة الخارجية الامريكة وتجلياتها الر
...
المزيد.....
-
الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف
...
-
السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا
...
-
بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو
...
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء
...
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|