شوكت جميل
الحوار المتمدن-العدد: 4613 - 2014 / 10 / 24 - 16:32
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
حينَ سمعتُ الخبرَ ؛حسبت الأمرَ مزحةً،حتى تبين لي أن لا مزحة هناك و أن في الإمكان أن يلتقي النورُ و الظلام على بقعةٍ واحدة:
_المكان:مؤسسة ابن رشد للفكر الحر ببرلين في ألمانيا منبت هيجل و ماركس و نيتشه.
_الواقعة:منحها السيد راشد الغنوشي جائزتها لعام 2014،و هو إمام من أئمة الدين السياسي،و علم من أعلام أعتى المشاريع الرجعية و أشرسها في منطقتنا،و الغنوشي حفيد قح و وفي لابن تيمية،ألد أعداء أبو الوليد ابن رشد!
و بدا الأمر كمنح جائزة باسم القتيل لأحفاد القتلة،فإنما يمنحون جائزة ابن رشد لحفده قتلة العقل، و هذا ما حاول أن يحييه ابن رشد في كل فلسفته!،و هذا هو زبدة فكره و قيمته الحقيقة،و سبب احتفاء أوروبا به في العصور الوسطى حتى القرن السادس عشر.
_و لقد حاول ابن رشد التوفيق بين الدين و الفلسفة،إلا أنه كان يرى أن العقل أحق أن يتبع عن الشرائع فيقول :(الحسن ما حسَنه العقل،و القبيح ما قبّحه العقل)،و يقول أيضاً:(الله لا يمكن أن يعطينا عقولا و يعطينا شرائع مخالفة لها)،إذن فلتخضع الشرائع للعقل،أما زبدة فكر ابن تيمية_و الغنوشي حفيده_فتقول:(الله لا يمكن أن يعطينا شرائع،و يعطينا عقولاً مخافة لها)،إذن فليخضع العقل للشرائع،و من هنا تجمد العقل العربي قروناً طويلة.
يقول ابن تيمية_و العنوشي حفيده_على ابن رشد و أمثاله:(هؤلاء يقولون:إن الرسل كذبوا للمصلحة.و هذا طريق ابن رشد الحفيد و أمثاله من الباطنية)،ويستأنف حديثه في موضع آخر:(الباطنية كفار،كفرهم أشد من كفر اليهود و النصارى،بإجماع المسلمين،لا تجوز مناكحتهم،و لا تباح ذبائحهم،و لا يدفنون في مقابر المسلمين،و لا يصلى عليهم.....إلخ).
السؤال:هل يستطيع الغنوشي التبرؤ من ابن تيمية،و هو يمثل العمود الفقري لفكره؟!و كيف خفي على مانحي الجائزة فكر العنوشي"الأبلج من الظهيره"؟!ثم كيف يجتمع ابن رشد و ابن تيمية على مائدة واحدة؟!
و إذا لم يكن في الأمر من مزحةٍ،و إذا كان الغرب لا يسخر بنا ،و الأمور تسير هكذا في عالمنا،فلماذا لا يحاول الألمان منح"روح هتلر"جائزة نوبل للسلام؟!
#شوكت_جميل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟