أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - هل من صراع تاريخي داخل -الوطنية العراقية-اليوم ؟1/2















المزيد.....

هل من صراع تاريخي داخل -الوطنية العراقية-اليوم ؟1/2


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 4613 - 2014 / 10 / 24 - 14:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لاسباب لاتحصى، يتداخل فيها حكم العادة، بالمصالح، عدا عن الجهل، ولوثة احلال التعاليم الجاهزة مكان الواقع، ينكر كليا احتمال ان يكون العراق قد عرف في النصف قرن المنصرم، صراعا داخل مجرى التشكل الوطني على مستوى الوقائع والتعبير المناسب، او المطابق، لمستجدات عملية التشكل الوطني المستمر، وبحكم ضرورات استكمال حركتها المتواصلة منذ القرن السابع عشر الى الان.
مرت على العراق منذ بدء عملية تشكله الحديث بعد تراجع عوامل الانهيار التي طغت منذ سقوط بغداد عام 1258، وادت لتناقص السكان من 31 مليون نسمة الى مايقل عن المليون، ثلاث حقب: الاولى قبلية، والثانية دينية، والثالثة حزبية ايديلوجية، ففي القرن السابع عشر بدات تظهر في الجنوب اولى التشكيلات الاجتماعية المتضامنة بصيغة "اتحادات قبلية"، كان اولها وابرزها والذي ظل يشكل مركز قيادة لها على مدى قرنين ونصف القرن، "اتحاد قبائل المنتفك" وقد برزت خلال ممارسته دوره القيادي، دولة مدينه قبلية هي "سوق الشيوخ"، بينما بدا تبلور الحقبة الثانية مع القرن الثامن عشر، ولعبت فيه النجف والحلة دور الدعوة لتأمين التداخل بينها وبين البحر القبلي المساواتي المسلح، الى ان اصبح البحر العشائري في نهاية المطاف، جيشها، بينما قامت دولة مدينة مقدسة في "النجف"، وابتكرت منظومة التداخل والتفاعل بين القبيلة المساواتية المشاعية والقيادة المدينية الدينية، من خلال نظام الاجتهاد والتقليد والحوزة.
الحقبة الاولى قامت باكبر واهم فعالياتها، اثر العشرات من الإنتفاضات والعصيانات المسلحة، انتهت باوسعها الذي اطلق عليه اسم "الثورة الثلاثية" عام1778 ،قادها ثلاثة من المشايخ الكبارهم: سليمان الشاوي احد امراء العبيد من بغداد، وحمد ال حمود شيخ الخزاعل في الوسط ( الديوانية)، وثويني العبدالله شيخ مشايخ المنتفك، مع ارجحية موقع الاخير، الذي طالبت الثورة في حينه في مضبطة وجهتها للباب العالي، بتنصيبه واليا على العراق، وهذا قد يكون اول مظهر من مظاهر تبلور نزعة الحكم العراقي العربي. الثورة المذكورة حررت وقتها العراق من بغداد الى البصرة، واحتل مقاتلوها البصرة وطردوا متسلمها، حتى انها كادت تسقط حكم المماليك. المظهرالوطني الكبير الثاني، واضطلعت فيه القيادة الدينية هذه المرة بدور بارز، هو ثورة العشرين ضد الاحتلال الانكليزي، والتي اليها يعود الفضل الاول في استكمال ظهور العراق الحديث، وقيام دولة عراقية مركزية تحت الإحتلال.
الحقبة الثالثة هي التي تنامت بسرعة بعد قيام الدولة المركزية، وعجز التيار الوطني بقيادة "جعفر ابو التمن" عن تشكيل حركة وطنية تشمل البلاد، وتستوعب تلوناتها في حينه، مااعطى وبحكم قوة الزخم الشعبي، للقوى الايديلوجية الحزبية، فرصة التقدم واحتلال المشهد مدعمة بفعل عوامل دولية مؤاتية، وما ان جاءت الثلاثينات، حتى حلت حقبة جديدة هي "حقبة الوطنية الحزبية الايديلوجية" الطبقية، والقومية، والليبرالية، استمرت طاغية الحضور وفاعلة حتى الستينات، وظلت بقاياها شاخصة حتى عام 2003 كدولة، واهم ماميزهذه الحقبة: الاستعارة واحلال سردية مفترضة مسبقة على الواقع، كما عرفت بحدة تناقضها مع آليات واقع له محركات تاريخية قوية موروثة سعت لطمسها.
ولاتعترف هذه القوى اطلاقا، بان غلبة رؤاها ومنظورها في الثلاثينات، كان نتيجة حالة عجز وقصور، وان احلال الايديلوجيا مكان الحقيقة التاريخية، وحكم الخاصيات البنيوية قد عنى وقتها نكوصا، بقدر ماكان نتيجة ضغط ضرورات لايمكن تاجيلها لعبت الايديلوجيا في حينه دورا في توفير المخارج لها، من هنا يتاتى اصرار هذه القوى على رفض اية محاولة تريد ادراجها ضمن السردية الوطنية، على اعتبار انها حقبة ومرحلة معرضة للتراجع والزوال، وبالدرجة الاولى، فقد الفعالية. فمن اهم ميزات الايديلوجيا انها تكتفي بذاتها وبعالمها، رافضة حكم الوقائع والمعطيات الملموسة، فتلغيها لصالح توصيفات تسبغها عليها، مما يزيل من المشهد حكم تفاعل عناصره الحية، ويجرده من الحياة لصالح المسبقات الجاهزة عكس ماكان يرددة لينين عن "خضرة شجرة الحياة ورمادية عالم النظرية" هذا غير ان هؤلاء لايمتلكون نظرية، بل مجموعة من التعاليم والمحفوظات المقحمة على الواقع.
لقد طالت ازمة هذه القوى، وتراجع فعلها على كل الصعد، ومع ان الواقع بلغ عتبات كارثية، ماتزال هذه القوى تصر على انها هي الصواب، ولا احد يفوته ملاحظة مدى تضاؤل قدرة هذا المعسكر على محاكمة المجريات التي تخصهوتخص دوره، فهو اليوم معني بالدرجة الاولى بتبرير وجوده، لابمحاكمة تجربته الغزيرة الطويلة المنتهية الى الخراب والفشل، ومن البديهي وبحكم بنية هذه القوى، ان تذهب لمعاملة اي محاولة تقييم للفصل التاريخي المنقضي بقيادتها ومآلاته، بعصبية، وبميل الى مراكمة خطاب مظلومية يلغي النقاش العقلاني، ويمنع على الحركة العامة وعي شروط نكساتها وكارثتها الكبرى، الامر الذي ينقل اليوم قوى الايديلوجيا الى موقع الكابح، و والعنصر "الرجعي" المضاد لاي ازدهار في الوعي، يريد تجاوز الانهيار العام المتخلف عن هزيمة مشروع الحداثة العراقي.
غيران هذا المظهر وغيره، لن يمنعا او يلغيان تنامي المعطيات الدالة عمليا ونظريا على بدء تبلور الانتقال نحو مرحلة اعلى من التعبيرالوطني، كما انه لم يَحُل في الماضي دون ظهور اشكال مختلفة، من نزعات ومحاولات التعبير المستجدة، وان ظلت مبعثرة، او غير مترابطة، وفي بعض الاحيان متفارقة، فالظواهر التي تستجيب لحكم الواقع وتنبع منه، لاتشبه من حيث صيرورتها، تلك الجاهزة المنقولة ضمن ظروف عالمية وداخلية مؤاتية، ساعدت على جلبها واستعمالها بعد توطينها حسب القواعد الشائعة انذاك، والنقلة الحالية، هي نقلة كبرى وتاريخية استثنائية، من البديهي ان تمر بتعرجات غير مالوفة، وتستغرق زمنا طويلا قبل ان تتبلور، الى ان ياتي اليوم والاسباب التي تجمع بين خيوطها، خالقة من جماع عملية نموها شبكة مترابطة من التصورات والقواعد العملية.
يحفل واقع العراق الحالي بظل الكارثة وانهيار تجربة الحداثة الايديلوجية، باصطفاف بقايا وركامات القوى التي توالت على قيادة فترات وحقب التشكل الوطني العراقي، فالقبيلة عادت للحضور، وكذلك الدين، ومعهم الاحزاب الايديلوجية، غير ان هذه موجودة الان ليس باعتبارها ماكانت في حقباتهاالتي ظهرت ضمنها، لامن حيث البنى ولا القيم، ولا بالاخص من حيث الفعالية، فالمشهد الراهن يساوي حالة الموت والخراب الطاغية على حياة العراق والعراقيين.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انشقاق 1967 في الحزب الشيوعي العراقي: التكرار ام الانتظار
- لمناسبة قرب صدوركتابي عن - انتفاضة الاهوار المسلحة في جنوب ا ...
- من يتحمّل مسؤولية فشل وهزيمة المشروع الوطني العراقي الحديث؟
- التساؤلات التي لاتطرحها قوى العلمانية العراقية على نفسها؟
- صراع مجتمعي بدل الطبقي.. ابراهيمية جديدة بدل الماركسية
- في مفهوم- الراسمالية الزراعية- والكيان المركب ؟؟؟؟؟
- مابعد المحمدية: الابراهيمية تنقلب وتتجدد
- الماركسية ماتت لكنها لم تدفن
- العربية والإسلامية: مقاومتان بمنطقين متعارضين
- معركة الشرعية والمؤتمر التأسيسي العراقي
- حرب المتغيرات الكبرى: أميركا ومعضلة تدمير الدولة العراقية
- العراق لبنانيا ... أو : تمرين صعب حتى للمقاومين .
- المثقفون العرب وقضية العراق : فخا الاتجاه الواحد ؟
- 8 شباط : يوم قتل حلم الخلاص من ظلام القرون السبعة
- مالابد منه لفرنسا واوربا في العراق
- الموقع يفتقر الى الحيويه وهو لايساهم في تحفيز واثارة النقاش
- اللعب على حافة الهاوية : دفاعا عن العراق ام عن الدكتاتوريه.. ...
- العراق و-حكومة الوحدة الوطنيه - تزاحم المصالح والتناقضات واح ...
- لمناسبة قرب صدورمجلة تعكس موقف التيار الوطني الديمقراطي
- النساء العراقيات لأيغنين للدكتاتوريه: ثلاثون سنة من الصمت


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - هل من صراع تاريخي داخل -الوطنية العراقية-اليوم ؟1/2