بثينة حلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 4613 - 2014 / 10 / 24 - 12:11
المحور:
المجتمع المدني
انا ابنتك البكر ولا ازال اتذكر فرحتك بولادة اخي والاحتفالات به ونظراتك نحوي المليئة بالنصر لولادة الصبي .. ورغم اني افضل منه بالمدرسة والبيت الا انه كان على ان اسمع كلام اخي الذي يصغرني باعوام واستاذنه بخروجي ودخولي المنزل وباختيار صديقاتي وشكل ثيابي ..
علمتني انني عورة وقاصر وبحاجة لقيم ولرجل يسترني ووجودي كله عيب وعار وحرام حتى اجبرت على الرضى باول عريس وتزوجت وانا اشعر بالدونية والذل والخوف وبعد سنوات طلقني زوجي ورماني انا واولادي بالشارع .
وجدت نفسي استاجر غرفة حقيرة لي ولاولادي وبدون مال وبدون عمل وبدون خبرات بالحياة وانت والمجتمع لا تحترمون المطلقة و لا تشفقون عليها .
علمتني ان الرجل افضل مني بكل شيئ فبدات بطرق ابواب مكاتبهم للعمل ووجدت نفسي ارضخ لمطالبهم لانك يا ابي لم تجهزني للحياة كما اخي ..
انت لم تعلمني ان انظر للرجل على انه اخ وصديق وند لي استطيع منافسته والتغلب عليه . انت لم تسمح لي بالعمل وجمع الخبرات بسوق العمل.. انت لم تسمح لي بالتجارب كاختيار صديقاتي ونمط حياتي وتعلم اخذ القرار .
بالنسبة لك انا قاصر لاترث وشهادتها لا تقبل وبالتالي اخي وزوجي هم الوحيدين الذين يعرفون التصرف بالمال تحصيله وجمعه وعلي الان ان اتعلم كيف احصل على المال لاطعم اولادي الذين لا تعترف بهم كاولاد اخي ولا تصرف عليهم لانهم اولاد البنت ولا يحملون اسم عائلتك .
كيف تريدني ان اواجه الحياة وانت تشعرني بانني كائن ضعيف وقاصر و لا افهم كالرجال بالرغم من انني لم اجد رجلا يربي اسرة واطفال ويهتم بابوه وامه بكبرهم !!!
كيف تريدني ان اقف بوجه من يتحرش بي وانت ودينك والمجتمع والقوانينن تقف مع الرجل ضدالمراة !!!
لم تسال يوما عن صحتي ومشاعري بقدر سؤالك وخوفك ان كنت اخطأت بسمعتك ام لا ..
كل ما يعنيك كان دمائي ليلة اغتصابي من زوج اجبرت عليه ولم ترحم دموعي ورجائي ان تتركني اكمل تعليمي و اعمل .
واليوم تلاحقني انا و والادي وتريد ذبحي لان اهنت سمعتك .. لا اعرف باي حق تلاحق ابنتك التي رميتها للغرباء عارية من العلم والثقة بالنفس والشجاعة والخبرة بالحياة وبدون مال ومصدرللدخل ..
كيف تريدني ان اكون مثل اخي وانت لم تربيني مثله ولم تعتبرني يوما مثله ...!!!
#بثينة_حلاوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟