هم اخطأوا .. و نحن ايضا نخطأ

ايدن حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4612 - 2014 / 10 / 23 - 11:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

من اقصد ب هم .. اقصد رجال الدين الذين سبقونا .. و من اقصد ب نحن .. مفكرونا الجدد
البخاري .. يسافر الاف الكيلومترات . من خراسان الى مصر .. لا لشيء الا ليسال احدهم هل سمعت هذا الحديث باذنيك ام سمعته من غيرك .. اي لكي لا يكون المصدر .. قالوووو لوووو ..
البخاري .. اذا اشتبه عليه شيء من الحديث .. قبل ان يضعه في كتابه الصحيح .. يقوم فيستحم و يصلي ركعتين .. صلاة استخارة ..
طبعا ما اقصده بالخطأ ليس هذا .. فلم يكن امام المسكين الا هذين الطريقتين للتثبت من صحة الحديث ..
الخطأ الذي وقع فيه هو و غيره .. هو انهم لم ينظروا الى الدين بموضوعية و بدون تعصب .. فلو فعل البخاري بهذه النصيحة لكان الاحاديث الصحيحة في كتابه تعد على الاصابع .. و ليس ستمائة حديث ..
بل خطأهم الجوهري .. خطآن اثنان .. اولهما نظرهم الى الدين كميزات فقط .. و ثانيهما عدم فهمهم للسبب الذي دعا الرسول الى عدم الاهتمام الشديد بحفظ الاحاديث ..
فالرسول لم يهتم بحفظ الاحاديث بقدر اهتمامه بحفظ القران .. و السبب .. حسب رايي الشخصي .. ان يزول مع الزمن الاحاديث الوقتية و التي لم يقلها النبي الا لظرف معين .. استوجب تدخل الرسول فيها ..
ناتي الان الى خطا المفكرين الجدد .. و الذين لا يخفى عن عيونهم خافية .. و لا يفكرون و لو ثواني قبل ضرب الدين بل وحتى قبل قتله .. فعيونهم سته على سته في رؤية العيوب .. لكنهم عميان في رؤية المزايا ..
لنفرض اننا بدانا من اليوم بالغاء الدين و كل الاديان .. الحاد كامل مطلق ..
طبعا سنحتاج الى فترة طويلة جدا لكي نمسح كل ما يمت بالدين بصلة .. فلنقل ليس اقل من مائتين سنة نحتاجها لنسيان الدين تماما ..
لنتخيل انفسنا في ذلك العالم .. حيث لا دين .. كيف سنقنع الاخرين بالحشمة في الملبس و عدم الزنا .. مثلا كيف ستقنع ابنتك او زوجتك ..
كيف سنقنع الاخرين بعدم السرقة او القتل او كل الجرائم .. قولهم الضمير يكفي .. كلام فارغ وغير مقنع ابدا ..
هناك قبائل غير متحضرة في غابات افريقيا او الامازون .. ما زالوا ياكلون لحوم البشر .. طبعا مصدري ليست البخاري .. مصدري هو قالووو لووو ..
ما الذي سيمنع الناس ان ياكل بعضهم لحوم بعض اذا جاعوا ..
و لنفرض ان داعش .. هي صناعة دينية صرفة .. لكن هناك الكثيرين من المسلمين ضد داعش و افعالها الاجرامية .. و هناك الكثير من الايات القرانية و الاحاديث النبوية تجرمهم ..
و لكن بعد اندثار الاديان .. لا بد من ظهور دواعش كثيرة من صنع الالحاد و ليس من صنع الدين ..
بماذا سندعوهم الى العدل و الاحسان يا ترى .. هل سندعوهم بفكرة الهلاك بعد الموت .. ام سندعوهم بانعدام الثواب و العقاب بعد الموت .. لكي لا يقتلوا ولا ينهبوا ..
نعم ايها المفكرين .. ان كانت عيونكم اعمى عن رؤية مزايا الدين .. فنصيحتي لكم ان تذهبوا في اقرب فرصة الى طبيب العيون .. و الذي سيحيلكم الى طبيب القلوب .. لا مفر ..

#ايدن_حسين (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات