|
داروينية النص الديني
عباس حنون رشك
الحوار المتمدن-العدد: 4611 - 2014 / 10 / 22 - 14:09
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
النص الديني وداروينيته ؟
. اذا ما اردنا للبيت الديني الاستمرار ، علينا تهديمه ! . الترميم لا ينفع لبيت تداعى وتآكل ، ف حري بنا ان نجلب البلدوزر ؟ .
لا تتعجب ف الدين حركة ، وفي الحركة ليس هناك شيء ثابت ؟ . ينبغي علينا ان نعي ب ان اساس البيت حركي ، وب ان هناك حركة في الجوهر ، في الاصل , وليس هناك شيء ثابت ، وعدم الثبات لا تعني التقلب اكثر مما تعني الحركية والتغيير ؟ . من وجهة نظري ان النص الديني خاضع للتطور ، وغير ذلك ف لا الدين سيواكب الواقع المتغير ولا الواقع المتغير سيقبل الدين ؟ من هنا جاء النص الديني حّمال اوجه ولا يمكن ان نحاكي النصية الدينيه من وجه واحد ، لا سيما اننا ننظر الى الدين من منظار العلم والمنهج العلمي الحديث فلا بد ان نننظر الى ماذا يؤسس الدين لا الى ما آلت اليه الأمور جراء الفهم الخاطئ للدين ؟ وكما قالوا ف الدين غير التدين ، ف النص ليس مقيد كما ذهب البعض وقد يكون القانون الوضعي انساني اكثر من القانون الديني الذي لا يتسم والانسانيه في شيء ك السارق والسارقة وطبيعة الحكم الذي لو قورن بقانون وضعي لكان اكثر رحمة منه واجدى انسانيه ، انا مع ذلك ولكن ليس مع ذلك ايضا ، مع ذلك عندما ننظر الى القران ك قانون مؤسس على شاكلة الجريمة والعقاب ، على شاكلة نظام ، دولة ، على شاكلة التعامل مع النصوص ك احكام تشريعية مولوية او تدبيرية تعزيزية ، ف وجهة نظر المولوي التشريعي لا يمكن ان تكون بوجه والتدبيري التعزيزي بوجه اخر ، ف هما الاثنين ينطلقان من نفس الانطلاقية وغير ذلك تكون الاسائة للمولى وللمعزز امر حتمي ؟ وما حدث هو اننا احدثنا تداخل بين مفهوم الانسانية واللانسانية ومفهوم الثابت والمتغير في الدين ! ولكن لست مع ذلك ان حكمنا على النص من منظارية تماثل الحكم الذي نطلقه بمنظارنا لذاك الدين وكأنه دوله او للباب الذي نفذ منه الفقهاء وتناوليتهم للنص من باب مولوي او تعزيزي او الحكم الثابت والمتغير ؟ ف مسألة الثابت والمتغير ومسألة وما ينطق عن الهوى ، لا يوجب ان تؤخذ هذهِ المسائل على انها ثابتة الاتجاه لان النص جاء يحاكي الانسان ولان النص جاء لفائدة الانسان ولان النص جاء ل مصلحة الانسان ، النص جاء ل خدمة الانسان وليس ل خدمة السماء ، ومن هنا ف النص جاء ناظرا ل طبيعة الانسان لذى يجب ان نرى كل وجه من وجوه النص حسب طبيعة الظرف وحسب طبيعة الصرف وحسب طبيعة العقد ،وحسب الضرورة في التطبيق ، ف السارق والسارقه وقضية الروح ، وقضية الحد على المرتد ، كان النص يتحرك بدائرة تناسب وتتناسب وعقلية الأمس وهذا ما جعل النص يتحرك بدائرة القطع ، او القتل الحالي او القتل بعد ادعاء المرتد واقامة الدعوة ل ارتداده ، خصوصا لو راعينا ب ان الدين الفتي جاء لا ليغير كل الامور فجأة وانما هو اسس للتغيير والتغيير سيأخذ مجراه وهذا مفهوم اخر للتطور وما التطور الا التغيير ، اما اليوم فلا بد ان نرى النص على خلاف ما نراه امس ولا بد ان يواكب النص عقلية اليوم ف قطع اليد لا تتناسب ولا تناسب ظرف اليوم ولا صرفه ولا عقده ولا ضرورية من ضرورياته ، ولا عقليته وكان هذا الحد مناسب امس وانتهى لان امس كان يستوجب الحد والقطع واحالة التساؤلات عن الروح الى الغيب ، لان التأسيس يحتاج الى نوع من الصلابة والشد الذي يجعل من اساس البناء شيء ممكن ان يبنى عليه البيت ولا يُنخر البيت من داخله خصوصا ان الاحكام التي كانت تطبق بحديه وبنصيه تامه لان الضرورة مهمه ولان العقلية تتوافق وتلك الاحكام وهم ليسوا بعيدين عنها او طبيعة الحكم غريبه عنهم ! وبعد ، ان الدين لو طرح مفاهيمه بكل ما تحويها لكان ذلك غباء من قبله لان الدين والمولى ك مولى لا يتحرك وفق عقليته لو صح التعبير وانما يتحرك وفق عقلية استيعاب الناس لأن الدين للناس ، وكما قلنا الدين يؤسس للعقل ولا يريد ان يجعل العقل يمشي حسب ما يريده هو ، وما حصل من لغط ودغم ما هو الا دغم من رجالات الدين ومصلحتهم واتخاذهم الدين دوله لا اكثر ؟ وان الفقهاء والمشرعين التزموا النص بنوع من التبريراتيه ونوع من الاستحياء ونوع من الخجل الذي يظهر جليا ل اي متتبع ول اي شاهد او قارئ لنص ينص على اقامة الحد الذي لو قورن ب القانون الوضعي ل تفوق عليه ب انسانيته ؟ ولذلك الخلط الذي حصل بين مفهوم الانسانية واللانسانية ب مفهومية النص ، ف الدين يؤسس للانسانية اما الضرورات فتحكم على ذلك التأسيس ان يكون شديد قوي خاصة ان الضرورة الوقتيه حينذا كانت تواكب النفاق مثلا والعداء الكثير ، واللغط هي اننا نرى تلك الشدة على انها لا انسانية وهذا امر مغلوط ؟ اما ما يترتب على متدين اليوم هو ان يكون افضل من ذي قبل وان يعترف بخطأه وان يلتزم النص من باب فهمي لا من باب تبريري في الاستبيان والبيان والتفسير ، لان في ذلك موقع ضعف والضعف لا يثُمر ؟ وانا هنا لا اريد ان اجعل للدين هالة كبرى وانما انا اقول ب ان البيت الاسلامي لا يحتاج الى رميم ف الترميم ل بيت تداعى للسقوط لا ينفع ، وانما يحتاج الى القلع من الأساس وبناءه من جديد وفق مفاهيم الحركة الجوهرية والمنهاج العلمي الحديث ؟
#عباس_حنون_رشك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
المزيد.....
-
ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم
...
-
عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي
...
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات
...
-
الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ
...
-
بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م
...
-
مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ
...
-
الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|