ابراهيم الخياط
الحوار المتمدن-العدد: 4611 - 2014 / 10 / 22 - 10:41
المحور:
المجتمع المدني
السيرك هو مجموعة من الفنانين الرحالة، ويشمل البهلوانات، المهرجين، المشعوذين، الحيوانات المدربة، لاعبي الأراجيح، لاعبي الخفة، الموسيقيين، والسائرين على الحبال المشدودة، وغيرهم من ذوي المهارات الأدائية. والسيرك من وسائل الترفيه القديمة والمحببة للصغار والكبار معا. وغالبا ما تقام عروضه في خيمة كبيرة، بل هو بالإنجليزية (circus) ومعناه: الخيمة أو مكان هذه الاستعراضات، وتعدّ حفلاته من أشهر الفعاليات السياحية الجاذبة للعوائل لما فيها من الغرائب والعجائب التي تبهر.
يرجع تاريخ السيرك إلى عصر الرومان، حيث كانت هناك حلبات سباق عربات الخيول والمصارعة حتى الموت بين العبيد، مع عروض لترويض الحيوانات كالدببة والأسود.
ثم تطور السيرك فأصبح عروضا تقام في خيمة متنقلة تقدم كل ما هو غريب من أقزام أو نساء ملتحيات وما شابه، ثم صار عرضا في مكان ثابت، ومن أبرز أمثلته العالمية: السيرك الروسي وسيرك "مونتريال" بكندا، حيث العروض العصرية الحديثة المتميزة بالموسيقى والأزياء.
أما عند العرب، فبعد ثورة 23 يوليو 1952 بمصر، قرر عبد الناصر أن ينشئ سيركا قوميا فصار مكانه بالقاهرة مطلا على النيل، وكما استقدم الخبراء السوفيات لأغراض عسكرية واقتصادية فقد استقدمهم أيضا للاستفادة من تجربتهم في مجال السيرك.
وبرز مدرب الاسود المصري "محمد علي الحلو" الذي في أحد عروضه ـ منتصف الثمانينات ـ استدار ليتلقى تصفيق الجمهور لفقرة ناجحة مع الأسد (سلطان)، وفي لحظة خاطفة قفز الأسد على كتفه من الخلف وأنشب مخالبه وأسنانه في ظهره.
سقط المدرّب على الأرض وهو ينزف، ومن فوقه الأسد الهائج. اندفع الجمهور والحرّاس يحملون الكراسي. هجم ابن المدرب على الأسد بقضيب من حديد وتمكن أن يخلص أباه ولكن بعد فوات الأوان. نقل للمشفى ليتوفى بعد أيام. وكانت آخر كلمة قالها الحلو وهو يموت: "أوصيكو ما حدش يقتل (سلطان). وصية وأمانة ما حدش يقتله."
بعد الحادث قرر مدير السيرك نقل (سلطان) إلى حديقة الحيوان باعتباره أسداً شرساً ولا يصلح للتدريب. انطوى سلطان على نفسه في حالة اكتئاب، مضربا عن الطعام. قدموا له أنثى لتسري عنه لكنه ضربها بقسوة وطردها. وأخيراً انتابته حالة جنون. عضّ جسده. هوى على ذيله بأسنانه فقصمه نصفين. ثم راح يعضّ ذراعه، ويأكل منها بوحشية، وظلّ يأكل حتى نزف ومات.
هذا حيوان لكنه شعر بخطئه وخطيئته، فما بال بعض مسؤولينا الذين يدّعون مخافة الله ويتباهون بالتزاماتهم الدينية والاجتماعية ولكنهم يسرقون ويهينون ويذبحون الشعب ثم يمشون في جنازته، انهم بشر وآباء ورعاة ومسؤولون لكنهم لا يرتقون لـ (سلطان) الحيوان.
#ابراهيم_الخياط (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟