وأخيرا إلتأم شمل رموز الخيانة والتزوير بمؤتمرهم المسخ في لندن. ومن هنا لابد وأن الموت الذريع لأبناء وطننا المسكين صار وشيكا. فما إجتمع هؤلاء على خير. وما إجتماعهم إلا للتوقيع على الغزو، بدليل أن قناة الجزيرة صارت تنقل الأخبار وبالمضمون ذاته الذي نقلته عن مؤتمر مدريد قبيل ضرب أفغانستان. فهي كثيرا ما تكرر جملة (( الإعداد لمرحلة ما بعد صدام )) كتورية عن الغزو القادم.
ونحن لا ننكر ما فعله النظام بوطننا ولا ننكر جرائمه خلال الخمسة والثلاثين عاما المنصرمة. ولا شيء يبرر الفاشية ولا شيء يبرر جرائم النظام. لكن القادم أقسى وأمر، وربما سنتذكر مزحة إبن الكفان الذي جعل الناس يترحمون على نزق أبيه وتجاوزه على جثث مدفونيه.
إن الخلاص لن يأتي إلا عبر الحل الوطني، الخارج عن أي تأثير ومن أي بلد. فأن لم نسقط النظام عن كاهل وطننا، فلسنا أهل لحكمه. والشلة المجتمعة لن تأتينا إلا بالدمار والخراب. فلو كان بها خيرا يرتجى، لعرفناه منذ زمن. ومقارعة رأس النظام العراقي كانت ولاشك أسهل بكثير من مقارعة الوضع الناشئ من الإحتلال.
وهذه الشلة، وحيث لا يجمعها غير الخيانة فسرعانما تتضارب مصالحها فتغرق البلاد بحمام من الدم لا يعلم نتائجه إلا الله.
وهذه الشلة، وقد وقعت مقدما على الإعتراف بإسرائيل والوصاية الأمريكية على السيادة الوطنية بما فيها التصرف الأمريكي بالنفط وغيره من مصادر العراق، فهي عمليا قد قبلت بالخضوع المطلق للغازي وإرتضت لنفسها وضعا كوضع خصيان الخليفة. وسيكون كل همها في الحكم القادم هو التنافس على نيل الحضوة عنده، وبالتالي ستغرق البلاد بالمؤامرات والمرامرات المضادة، بحيث يألف الناس رؤية الجثث على ألارصفة بعد طعنة خنجر من هذا وسم من ذاك.
وهذه الشلة، وحيث لم ينبس أحد منها ببنت شفة حين ألغى زلماي مسؤولهم الجديد وقبل إنعقاد المؤتمر كل ما كانوا قد إتفقوا عليه سابقا خلال العشر سنين الأخيرة، بما فيها مقررات مؤتمرات واشنطن وبيروت ودمشق وغيرها. ألغاها، وزاد فأملى عليهم أسماء المندوبين وبنود البيان الختامي، بل ولقنها حتى بما ستقوله إلى الإعلام. فقد ألغى عمليا كل ما إدعته من مصداقية تأثيرها على القرار الأمريكي ولم يبق لهذه الشلة إلا أن تبرك عند قدميه بسجدة العشق الأغريقية.
وهذه الشلة غير مسؤولة ولن تكون بموقع قرار، لأن السيد الأمريكي سيلفظها حالما يلقى بديلها، ولنا عبرة ببرهان الدين رباني.
الشيء الوحيد الذي يمكن حسابه لهذه الشلة، هو إلتزامها الشرعي! ففي المطعم الذي يرتاده المندوبون ما بين الجلسات، توجد عبارة تؤكد لهم أنهم لا يأكلون، في وجباتهم، لحم الخنزير ،،،، تقيدا بحكم الآية الكريمة (( أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه ))